Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

الاستماع بواسطة 	  ( وماذا بعد شهر رمضان؟ )   للشيخ : ( عبد الرحمن السديس Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    الاستماع بواسطة ( وماذا بعد شهر رمضان؟ ) للشيخ : ( عبد الرحمن السديس

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6995

    الاستماع بواسطة 	  ( وماذا بعد شهر رمضان؟ )   للشيخ : ( عبد الرحمن السديس Empty الاستماع بواسطة ( وماذا بعد شهر رمضان؟ ) للشيخ : ( عبد الرحمن السديس

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الخميس 6 أغسطس - 23:02:42

    الحمد لله ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
    أشهد أن لا إله إلا الله أصدق القائلين وأعدل الحاكمين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خيرة المرسلين، وقائد الغر المجلين.
    أما بعد:
    فأوصيكم -عباد الله- بتقوى الله في السر والعلن ينجيكم من هلاك الهالكين، ويتولاكم فيما يتولى به عباده الصالحين.
    ها قد رحل عنا هذا الشهر ومضى مع الراحلين، ورحيله خير شاهد على أن الله يرث الأرض ومن عليها وهو خير الغالبين.
    مضى
    هذا الشهرُ الكريم وقد أحسن فيه أناسٌ وأساء آخرون، وهو شاهدٌ لنا أو
    علينا، شاهدٌ للمشمِّر بصيامه وقيامه، وعلى المقصِّر بغفلته وإعراضه، ولا
    ندري -يا عباد الله- هل سندركه مرة أخرى، أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات
    ومفرِّق الجماعات.

    فسلام
    الله على شهر الصيام والقيام، لقد مر كلمحة برق، أو غمضة عين، كان مضماراً
    يتنافس فيه المتنافسون، وميداناً يتسابق فيه المتسابقون، فكم من أكُفٍّ
    ضارعةٍ رُفعت! ودموعٍ ساخنةٍ ذُرِفت! وعَبَراتٍٍٍ حرَّاءَ قد سُكِبَت؟!
    وحُق لها ذلك في موسم المتاجرة مع الله، موسمِ الرحمة والمغفرة والعتق من
    النار.

    معاشر
    المسلمين: لقد مر بنا هذا الشهر المبارك كطَيف خيال، مر بخيراته وبركاته،
    مضى من أعمارنا وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعناه فيه، فليفتح كل واحد
    منا صفحة المحاسبة لنفسه: ماذا عمل فيه؟ ماذا استفاد منه؟ ما أثره في
    النفوس؟ وما ثمراته في الواقع؟ وما مدى تأثيره على العمل والسلوك والأخلاق؟

    إن
    السؤال المطروح الآن بإلحاح: هل أخذنا بأسباب القبول بعد رمضان، وعزمنا
    على مواصلة الأعمال الصالحة، أو أنَّ واقعَ كثير من الناس على خلاف ذلك؟!
    هل تأسينا بـالسلف الصالح
    رحمهم الله، الذين تَوْجَل قلوبهم وتحزن نفوسهم عندما ينتهي رمضان؟ لأنهم
    يخافون أن لا يُتَقَبَّل منهم عملهم، لذا فقد كانوا يكثرون الدعاء بعد
    رمضان بالقبول.

    ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله عن معلى بن الفضل
    ، أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم، كما كانوا رحمهم الله
    يجتهدون في إتمام العمل، وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله،
    ويخافون من ردِّه.

    سألت عائشة رضي الله عنها الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله سبحانه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [المؤمنون:60] {[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ابنة الصديق ؛ ولكنهم الذين يصلُّون ويصومون ويتصدقون ويخافون أن لا يُتَقَبَّل منهمويقـول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: [[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [المائدة:27] ]].
    وعن فَضالة بن عبيد قال: [[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [المائدة:27] ]].
    وقال عطاء : [[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ]].
    وقال ابن دينار : [[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ]].
    إخوة الإيمان: وماذا بعد شهر رمضان؟ ماذا عن آثار الصيام التي صنعها في نفوس الصائمين؟
    لننظر
    في حالنا، ولنتأمل في واقع أنفسنا ومجتمعاتنا وأمتنا، ولنقارن بين حالنا
    قبل حلول شهر رمضان وحالنا بعده: هل ملأت التقوى قلوبنا؟ هل صلحُت
    أعمالنا؟ هل تحسنت أخلاقنا؟ هل استقام سلوكنا؟ هل اجتمعت كلمتنا وتوحدت
    صفوفنا ضد أعدائنا، وزالت الضغائن والأحقاد من نفوسنا؟ هل تلاشت المنكرات
    والمحرمات من أسرنا ومجتمعاتنا؟



    أيها المسلمون: يا من استجبتم لربكم في رمضان استجيبوا له في سائر الأيام: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][الشورى:47] .

    أما آن أن تخشع لذكر الله قلوبنا؟! وتتوحد على الصراط المستقيم دروبنا؟!
    أيها
    الإخوة في الله: لقد جاءت النصوص الشرعية بالأمر بعبادة الله والاستقامة
    على شرعه عامة في كل زمان ومكان، ومطلقة في كل وقت وآن، وليست مخصصة
    بمرحلة من العمر، أو مقيدة بفترة من الدهر، بل ليس لها غاية إلا الموت.

    يقول الحسن البصري رحمه الله: [[ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ولمَّا سُئِل بشر الحافي رحمه الله عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضانُ تركوا، قال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان!
    إخوة
    العقيدة: إنه إن ودَّعتِ الأمة الإسلامية شهر رمضان المبارك بعد الإقبال
    على الله والإكثار من الأعمال الصالحة، فينبغي أن لا يودع المسلمون صالح
    العمل بعد رمضان، بل يجب أن تبقى آثار الصيام شعاراً متمثلاً في حياة
    الفرد والأمة، وما أعطاه الصيام من دروس في الصبر والتضحية والإذعان لأمر
    الله والوحدة والتضامن والألفة والمودة بين أفراد هذه الأمة؛ يجب أن يستمر
    عليها المسلمون، وتُرى متجسدةً في حياتهم العملية بعد رمضان، وما تدنَّى
    واقع الأمة وأصيب المسلمون بالوهن في أنفسهم والضعف أمام أعدائهم إلا لما
    تخلوا عن أعز مقومات نصرهم وسيادتهم، وهو الدين الإسلامي الحق.

    ولِما
    أساء بعض أبناء الإسلام فَهمه فجعلوا للطاعة وقتاً وللمعصية أوقاتاً،
    وللخير والإقبال زمناً، وللشر والإدبار أزماناً، عند ذلك لم تعمل مناسبات
    الخير والرحمة ومواسم البر والمغفرة عملَها في قلوب كثير من الناس، ولم
    تؤثر في سلوكهم وأخلاقهم، ولم تُجدِ في حل مشكلاتهم وقضاياهم إلا مَن رحم
    الله.

    أيها الإخوة
    المسلمون: إن من شُكر الله عزَّ وجلَّ على نعمة توفيقه للصيام والقيام؛ أن
    يستمر المسلم على طاعة الله عزَّ وجلَّ في حياته كلها، فالإله الذي يُصام
    له ويُعبد في رمضان، هو الإله في جميع الأزمان، ومن علامة قبول الحسنة
    الحسنة بعدها.

    وإن من كفر النعمة وأمارات رد العمل: العودة إلى المعاصي بعد الطاعة.
    يقول كعب : [[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ]] .
    وإن
    الناظر في حياة كثير من المسلمين اليوم في رمضان وبعد رمضان يأسف أشد
    الأسف لما عليه بعض الناس -هداهم الله- بعد شهر الصيام من هجر المساجد،
    وترك الجماعات، والتساهل في الصلوات، واعتزال الطاعات؛ من قراءة القرآن
    والذكر والدعاء والبذل والإحسان والصدقة، والإقبال على أنواع المعاصي
    والمنكرات، واستمراء الفواحش والمحرمات، وما ذاك -أيها الإخوة في الله-
    إلا من قلة البصيرة في الدين، وسوء الفَهم لشعائر الإسلام.

    وما
    إضاعة الصلوات، واتباع الشهوات، والإغراق في الملذات، والعكوف على
    المحرمات عبر السهرات والسمرات، والخروج إلى الشواطئ والمنتزهات، ومتابعة
    الأفلام -وعفن القنوات- والفضائيات، إلا دليل على ضعف الإيمان في نفوس
    فئام من الناس؛ فلنتق الله عباد الله!

    فاتقوا
    الله -عباد الله- ولا تهدموا ما بنيتم من الأعمال الصالحة في شهر رمضان،
    اتقوا الله يا من عزمتم على المعاصي بعد رمضان، فرَبُّ الشهور واحد، وهو
    على أعمالكم رقيب مشاهِد: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [النساء:1] .

    واعلموا
    أن الموت يأتي بغتة، وما مرور الأعوام بعد الأعوام، وتكرار الليالي
    والأيام، إلا مذكِّر بتصرُّم الأعمار وانتهاء الآجال، والقدوم على الكبير
    المتعال.

    أيها المسلمون: أنسيتم أن الله افترض عليكم طاعته، وألزمكم عبادته في كل وقت؟!
    ألا
    فليَعْلَم ذلك جيداً مَن ودَّعوا الأعمال الصالحة بوداع رمضان، أفأمِنَ
    هؤلاء أن ينزل بهم الموت ساعة من ليل أو نهار وهم على حال لا ترضي العزيز
    الجبار، ولا تنفعهم يوم العرض على الواحد القهار؟! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [النحل:92] نعوذ بالله من الحور بعد الكور!

    أما
    آن لنا -أمة الإسلام- أن ندرك أن ما أصابنا من ضعف وهوان؛ إنما هو من عند
    أنفسنا، ونتيجة لعدم استفادتنا من مواسم البر والإحسان؟! إذْ لم تعمل هذه
    المواسم عمَلَها في القلوب؛ فتحييها بعد مَوات، وعمَلَها في الأمة؛
    فتجمعها بعد فرقة وشتات، ولم تُجْدِ في حل ما استعصى من مشكلات، وعلاج ما
    استفحل من معضلات، فإن ذلك دليل على عدم الوعي، وقصور الفهم للإسلام.

    أما
    إذا استقامت الأمة على العبادة، ولَمْ تَهدم ما بنته في مواسم الخير،
    ولَمْ يستسلم أفرادُها وأبناؤها لنـزغات الشيطان وأعوانه، ولم يُبْطلوا ما
    عملوه في رمضان، فإن الأمة بإذن الله تُمْسِك بصِمام الأمان وحبل النجاة؛
    لتصل إلى شاطئ الأمان وبر السلام بإذن الله.
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6995

    الاستماع بواسطة 	  ( وماذا بعد شهر رمضان؟ )   للشيخ : ( عبد الرحمن السديس Empty رد: الاستماع بواسطة ( وماذا بعد شهر رمضان؟ ) للشيخ : ( عبد الرحمن السديس

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الخميس 6 أغسطس - 23:05:34

    ولنتذكر يا أمة الإسلام -ونحن نعيش فرحة العيد
    بالأمن والأمان- إخواناً لنا في العقيدة يحل بهم العيد وهم يعانون الحروب
    الطاحنة، والمآسي المستمرة، بأي حال يعيش المسلمون في الأرض المباركة فلسطين ، أولى القبلتين، ومسرى سيد الثقلَين هذه الأيام، ويستقبلون العيد؟! وكذا إخوانكم في بقاع أخرى؟!

    فتذكروا كيف يعيشون العيد مع حياة القتل والتشريد، والملاجئ والتهجير والتهديد.
    فلا تنسوهم رحمكم الله، في دعمكم ودعائكم.
    ونداءٌ
    مِلْؤه الحنان والإشفاق إلى الذي عزموا على العودة إلى المعاصي بعد رمضان:
    أن يتقوا الله سبحانه، فالعمر قصير، والآجال محدودة، والأنفاس معدودة، كفى
    مخادعة للرحمن، وانزلاقاً في طريق الشيطان، وعبثاً بشعائر الإسلام! إلى
    متى الاسترسال في الغفلة والإعراض؟!

    فلتعلنوها عباد الله توبة صادقة نصوحاً لا رجعة بعدها إلى الذنوب والمعاصي، فهذا والله هو الشكر الحقيقي لنعمة الصيام.
    وهمسةٌُ
    في آذان شباب الإسلام أن يتقوا الله تبارك وتعالى ويُقبلوا عليه, ويحفظوا
    أوقاتهم بعد رمضان، ويشغلوها بطاعة الله، فلا يغتروا بعمل المفتونين
    بمعصية الله، وليحذروا ما يُسِيء إلى دينهم وقيَمهم ويُضعِف الإيمان في
    نفوسهم، ويَئِد الأخلاق في قلوبهم وأعمالهم وواقعهم؛ مما يثير الغرائز،
    ويهيج المشاعر، مما يُرى ويُسمع ويُقرأ عبر وسائل الإعلام من معصية الله
    عزَّ وجلَّ، وعليهم الحذر من قرناء السوء.

    وعلى
    المرأة المسلمة أن تتقي الله عزَّ وجلَّ، وتستمر على طاعة ربها بعد رمضان
    حجاباً وعفافاً وحشمة، وأن تحذر كل الحذر من دعاة الضلال والفتنة.

    وعلى
    أرباب الأسر وأولياء الأمور أن يتقوا الله عزَّ وجلَّ في مسئولياتهم،
    ويحافظوا على أماناتهم بمتابعتهم وتربيتهم والعناية بهم تحقيقاً لقوله
    سبحانه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][التحريم:6].

    نسأل
    الله عزَّ وجلَّ بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا أن يهدينا جمعياً صراطه
    المستقيم، وأن يثبتنا على الدين القويم، كما نسأله جل وعلا أن يرزقنا
    الاستمرار على الأعمال الصالحة بعد رمضان، وأن يَمُنَّ علينا بالقبول
    والتوفيق، إنه خير مسئول، وأكرم مأمول.

    بارك
    الله لي ولكم في الوحيَين، وبسنة سيد الثقلَين، أقول قولي هذا وأستغفر
    الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا
    إليه إنه كان للأوابين غفوراًً.

    الحمد لله؛ تَتِمُّ الصالحات
    بنعمته، وتُكََفَّر السيئات وتُقال العثرات بِمِنَّته، وتُضاعَف الحسنات
    وتُرفَع الدرجات برحمته، سبحانه! يقبل التوبة عن عبادة ويعفو عن السيئات
    أحمده تعالى وأشكره على جزيل العطايا والهبات.

    وأشهد
    أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بارئ النسمات، وأشهد أن نبينا محمداً
    عبده المصطفى ورسوله المجتبى أفضل البريَّات، صلى الله وسلم وبارك عليه
    وعلى آله وأصحابه أولي الفضل والمَكْرُمات، ومن اقتفى أثرهم ما تجددت
    المواسم ودامت الأرض والسماوات.

    أما بعد:
    فاتقوا
    الله عباد الله، اتقوه حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واشكروه جل
    وعلا أن هداكم للإسلام، ووفقكم للصيام والقيام، وعلى ما تنعمون به في هذه
    الأيام من أيام عيد الفطر المبارك.

    واعلموا
    -رحمكم الله- أن السعيد في العيد ليس مَن لَبِس الجديد، وتنعم بالغيد،
    وإنما السعيد في العيد من خاف يوم الوعيد، وسَلِم من العذاب الشديد.

    وتذكروا
    أن العيد في الإسلام له حِكَم وأسرار، وكم له من مغزىً عميق بتحقيق شكر
    الله عزَّ وجلَّ قولاً وعملاً؟! فتذكروا الأطفال اليتامى، والنساء الأيامى
    والمعوِزين، والأرامل والمساكين، وليتحرك فيكم شعور الأخوة الإسلامية،
    ولتلزموا طاعة ربكم في هذه الأيام، وتحذروا مِن جَعْلِها أيام غفلة
    واسترسال في اللهو والمعاصي، وتوسع في المباحات، ولتكن فرصة لمحاسبة
    النفوس، وصفاء القلوب، وتجديدها من الضغائن والأحقاد، والقيام بأعمال البر
    وصلة الأرحام والمودة بين المسلمين.

    مرَّ وهيب بن الوردي
    رحمه الله على أناس يلهُون ويلعبون أيام العيد، فقال لهم: عجباً لكم! إن
    كان الله قد تقبل صيامكم؛ فما هذا عمل الشاكرين! وإن كان الله لم يتقبله
    منكم؛ فما هذا عمل الخائفين.......

    واعلموا رحمكم الله أن رسولكم صلى الله عليه وسلم نَدَبَكم لصيام ستة أيام من شوال، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] } .
    فلا
    تفوِّتوا -رحمكم الله- على أنفسكم هذه الفضيلة العظيمة، فإن أحدنا لا يدري
    هل يدرك رمضان مرة أخرى أو لا يدركه، وكلنا بحاجة إلى سد ما نقص من صيامنا
    بصيام التطوع.

    ويجوز لمن أراد صيام ستة أيام من شوال أن يتابعها، أو يفرقها في الشهر، ولا بأس في ذلك كله بحمد الله.
    ألا
    فحاسبوا أنفسكم -رحمكم الله- بعد صيام شهركم، إذا كان أرباب الأموال
    وأصحاب التجارات الدنيوية ينظرون في أرباحهم بعد مواسم التجارة، فأصحاب
    المتاجرة مع الله أولى وأحرى أن ينظروا في أرباحهم.

    فانظروا
    ماذا قدمتم لأنفسكم في رمضان، واستمروا عليه بعده وضاعفوه، وتقربوا إلى
    الله بأنواع الطاعات؛ فتلك والله هي التجارة الرابحة في أسواق الآخرة: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][محمد:33].

    ألا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على الهادي البشير والسراج المنير كما أمركم بذلك اللطيف الخبير، فقال عز من قائل: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الأحزاب:56] .
    اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله.
    وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
    اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مُطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
    اللهم
    آمِنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا وولي
    أمرنا. اللهم وفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى. اللهم كن له
    على الحق مؤيداً ونصيراًَ، ومعيناً وظهيراً. اللهم ارزقه البطانة الصالحة،
    واجمع به كلمة المسلمين على الحق والهدى يا رب العالمين!

    اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لتحكيم كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم. اللهم اجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين.
    اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان. اللهم انصرهم في فلسطين ، وفي كل مكان يا ذا الجلال والإكرام!
    اللهم إنا نسألك أن تنقذ المسجد الأقصى من عدوان المعتدين، ومن اليهود الغاصبين.
    اللهم
    عليك باليهود الصهاينة؛ فإنهم لا يعجزونك. اللهم شتت شملهم، وفرق جمعهم،
    واجعلهم عبرة للمعتبرين، واجعلهم غنيمة للمسلمين، وأنزل عليهم بأسك الذي
    لا يُرَد عن القوم المجرمين.

    اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
    اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
    اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثننا. اللهم أغث قلوبنا بالإيمان واليقين، وبلادنا بالخيرات والأمطار يا رب العالمين! ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم. ربنا
    تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر
    لنا ولوالِدِينا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين، برحمتك يا أرحم
    الراحمين. سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 9 مايو - 10:20:55