Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

ما ينتشر اليوم عن " معجزات الطبيعة Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    ما ينتشر اليوم عن " معجزات الطبيعة

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6995

    ما ينتشر اليوم عن " معجزات الطبيعة Empty ما ينتشر اليوم عن " معجزات الطبيعة

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الأربعاء 28 سبتمبر - 21:22:30

    سؤال:
    انتشرت في الآونة الأخيرة عبر المواقع والمنتديات مواضيع تحتوي على صور وملفات
    صوت وفيديو تعبر عن معجزات .. كخروج نافورة من الرمال في الصحراء ، وظهور
    لفظ الجلالة على جلود الماعز .. وسحابة ترسم لفظ الجلالة ، والفتاة التي
    تحولت إلى حيوان .. ومعظم هذه الأشياء تكون غير صحيحة وملفقة .. وهذه
    الأشياء منتشرة جدا . فما هو الحكم في مثل هذه الأشياء ؟

    الجواب:

    الحمد لله
    آيات الله في هذا الكون كثيرة ، فكل ذرة فيه تشهد له سبحانه بالعظمة والجلال ، وتنطق له بالوحدانية .
    قال الله عز وجل : (حم تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ . إِنَّ فِي
    السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ . وَفِي خَلْقِكُمْ
    وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ . وَاخْتِلَافِ
    اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ
    فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ
    لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ . تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ
    بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ
    ) الجاثية/1-6
    وهكذا جاءت دعوة التأمل والتدبر في عشرات الآيات في القرآن الكريم ، تحث على
    النظر في آيات الكون الظاهرة للعيان ، لتتفكر فيها فترجع منها باليقين بالخالق ، وبالإيمان بوحدانيته سبحانه .


    والسمة المشتركة بين
    هذه الآيات هي الظهور للعموم ، فالسماء والأرض والجبال والشمس والقمر
    والأنعام والمطر والنفس وغيرها ، كلها آيات يشترك في رؤيتِها ومعرفتِها
    جميعُ البشر ، ويتمكن كل إنسان من إدراك عظمتها ودلالتها على الرب الخلاَّق
    ، وإن كان فيها للعالِم مِن الأسرار التي يختص بها دون العامي ، ولكنها
    باديةٌ للجميع ، يستخرج منها كلٌّ بِحَسَبِهِ .
    أما
    ما ينتشر اليوم من حديث عن " معجزات الطبيعة " ومنها الأمثلة التي ذكرها
    السائل ، فمن حيث قدرة الله تعالى ، فإن الله على كل شيء قدير ، كظهور لفظ
    الجلالة على جلود الماعز أو على بيضة ، أو مسخ بعض الناس .


    بل نؤمن بأن المسخ سيقع ،
    كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم . فقد روى الترمذي (2212) أَنَّ
    رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( فِي
    هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ . فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ
    الْمُسْلِمِينَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَتَى ذَاكَ ؟ قَالَ : إِذَا
    ظَهَرَتْ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَشُرِبَتْ الْخُمُورُ
    ) صححه الألباني في صحيح الترمذي .

    هذا بالنظر إلى قدرة الله تعالى ، وأما بالنظر إلى وقوع هذه " المعجزات " ! فإن أكثر ما ينتشر اليوم منها لا حظَّ له من التوثيق والتوكيد ، وأغلب ما يتناقله الناس منها إنما هي أحاديث مجالس ، وصور منتديات ، لا يُدرَى مصدرُها ولا منشؤُها .

    أفبمثل هذه الحكايات يحتج المسلم على صحة دينه وعقيدته ؟!
    وهل نقصت عنه أدلة الفطرة واليقين كي يلجأ إلى تلك الإشاعات
    ؟!
    والموقف
    الصحيح من هذه الأخبار ، هو التوقف فيها ، فلا نصدقها ، لاحتمال أنها كذب ،
    ولا نكذبها ، لاحتمال أنها صدق ، ما لم يكن عندنا دليل واضح على صدقها أو
    كذبها فنجزم به حينئذٍ .


    فينبغي على المسلم العاقل –
    الذي يعي ضوابط التلقي والاستدلال – التأني في الإيمان بها والتصديق لها ،
    فضلا عن نشرها ودعوة الناس إلى التسبيح بعجبها .
    غير
    أن الذي وقع خلاف ذلك ، حيث انساق كثيرون وراء هذه " الحكايات " ، فراحوا
    ينشرونها ويتحدثون بها في المجالس ، ويتناقلونها في جوالاتهم ورسائلهم ، ثم
    يفاجؤون بعد أيام أنها كذب مصنوع مختلق ، نشره بعض المتحمِّسين للدين -
    جهلا وسذاجة - ، أو بعضُ الملحدين الحاقدين - استهزاءً وسخرية - ، مما كان
    السببَ في فتنة الكثيرين
    ، والله المستعان.
    فالذي ننكره هو
    التسرع في إثباتها ، وإلباسها لَبوس الإعجاز والتحدي ، ودعوة الناس إليها ،
    واتخاذها شكل الظاهرة المتفشية التي لا حدود لها ، فكل يوم يحمل منها قصة
    جديدة وحكاية.
    حتى وصل الحال إلى صور من السخافة التي يترفع عن تصديقها
    العقل السليم ، ترى ذلك في حكاية " صوت زئير الأسد " الذي يسمع فيه بعضهم -
    شططا وتكلفا - صوت لفظ الجلالة .
    وأشنع من
    ذلك وأسوأ : ما بلغ في بعض البلاد من التبرك والتمسح والاستشفاء بشجرة
    على جذعها لفظ الجلالة ، ثم تبين بالبحث أنه منحوت بفعل فاعل يريد إضلال الناس


    فعلى المسلمين التوقف عن ترويج مثل هذه الشائعات ، التي قد تكون سبباً لإضلال الناس .
    ونسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا
    والله أعلم .



    الإسلام سؤال وجواب

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو - 2:31:04