Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

خطبة الجمعة عن افتتاح المسجد Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    خطبة الجمعة عن افتتاح المسجد

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6995

    خطبة الجمعة عن افتتاح المسجد Empty خطبة الجمعة عن افتتاح المسجد

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الأحد 5 فبراير - 12:16:12


    الخطبة الأولى بعد الحمد و الثناء على الله سبحانه و تعالى و الصلاة و السلام على رسول الله SAW  و على آله و صحبه
     
    وبعد: فهذا بيت من بيوت الله يُبنى وتُشرع أبوابه لعباد الله الصالحين، وهذه واحة من واحات الإيمان تفتح ذراعيها للمؤمنين الصادقين، وهذا ملجأ أمن للحائرين التائهين؛ ليعودوا إلى رحاب رب العالمين، وليؤموا بيته فيكونوا من المفلحين
    المساجد ـ عباد الله ـ أماكن رفعها الله وأعظم قدرها، فقال عز من قائل: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ [النور:36-38]. قال القرطبي في أحكام القرآن عن هذه الآية: "أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ أي: تُعظّم"، وقال ابن كثير في تفسيره: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ أي: أمر الله بتعاهدها وتطهيرها من الدّنس واللغو والأقوال والأفعال التي لا تليق فيها.... هذه هي المساجد، بيوت كرمها الله سبحانه، بل زاد في تكريمها بأن نسبها إلى نفسه سبحانه فقال: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، فأيّ رفعة أعظم من هذه الرفعة؟! وأي قدر أرفع من هذا القدر؟! ولقد كرم رسول الله بيوت الله فعلا وقولا، وأخبر بأنها أفضل البقاع في الأرض، يقول فيما أخرجه الطبراني والحاكم من حديث ابن عمر: ((خير البقاع المساجد، وشر البقاع الأسواق)). وما دام رب العالمين قد رفع المساجد وأعلى ذكرها وكذلك رسوله الكريم فلا بد لنا من منطلق الإيمان والطاعة لله ورسوله أن نعلي المساجد ونحترمها ونرفع قدرها؛ لنكون عبادا خاضعين خاشعين لربّ العالمين عاملين بسنة خير المرسلين . فما الواجب علينا تجاه المساجد؟
    إن الموفق ـ عباد الله ـ هو من وفقه الله سبحانه لخدمة بيوت الله واحترامها وتعميرها، فذلك هو الموفق وذلك هو المؤمن الحق؛ لذلك حصر الله أمر عمارة مساجده في هذا الصنف من الناس الذين نالوا هذا الشرف العظيم، يقول سبحانه: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخر وأقام الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُولِئَكَ أَن يَّكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ [التوبة:18]. فالموفّق هو من اتجه إلى بيوت الله فعمرها بالصلاة والذكر والعمل الصالح، والمخذول هو من هجرها وابتعَد عنها؛ لذا فلنعلم جميعا أن تعميرنا لبيوت الله واحترامنا لها ليس منَّة منا، بل هو توفيق إلهي واصطفاء رباني يجب أن نشكر الله عليه ونحمده أن اختارنا من بين الناس لهذا الشرف العظيم، وهذا يدعونا جميعا أن نقوم بواجباتنا الشرعية نحو مساجدنا؛ لننال بحق هذا الشرف العظيم وهذه المنزلة الرفيعة... ومن أهم هذه الواجبات نحو بيوت الله إعمار هذه البيوت وعبادة الله فيها؛ لأن المساجد لهذا بنيت وهذه أول وظائفها، ومن هذه الواجبات أن لا ترفع فيها الأصوات، وأن يُبتعد فيها عن الهرج والمرج والصخب؛ لأنها مكان لاطمئنان القلوب وسكينة الأنفس وخشوع الجوارح، وأن يُبتعد فيها أيضا عن كثير من الأمور والمشاغل الدنيوية التي ليس محلها المسجد كالبيع والشراء وغيرها، يقول فيما أخرجه الترمذي عن أبي هريرة: ((إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: لا رد الله عليك ضالتك... ومن الواجبات نحو المساجد أن لا يُبالغ في تزيينها وزخرفتها والتعالي فيها لأجل التباهي، فهذا أمر ممقوت وهو من علامات الساعة، عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((إن من أشراط الساعة أن يتباهى الناس بالمساجد)) أخرجه ابن خزيمة.. ومن واجباتنا نحو المساجد أن نتزيّن لها وأن نهتمّ بهندامنا ورائحتنا إذا أردنا الذهاب إليها، فلا يعقل أن يتهيّأ المسلم بأحسن ثيابٍ وأحسن مظهر إذا أراد مقابلة بشر من الخلق ويهمل نفسه إذا أراد الدخول إلى بيت خالق الخلق ومقابلة جبار السماوات والأرض، يقول سبحانه: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:31]، بل إن الإسلام يأمرنا إذا تلبَّسنا برائحة خبيثة كرائحة الثوم أو البصل أن نعتزل المساجد حتى لا نؤذي الملائكة ولا نؤذي المؤمنين، رغم أن أكل الثوم والبصل حلال في الأصل، يقول صلى الله عليه وآله وسلم فيما اتفق عليه الشيخان من حديث جابر رضي الله عنه: ((من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا وليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته))، وعلل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك بأنه يؤذي الملائكة كما يؤذي البشر، ففي لفظ آخر للحديث يقول : ((من أكل من هذه الشجرة الخبيثة ـ أي: الثوم ـ فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس)) متفق عليه.. ومن واجبنا نحو المسجد أن نحفظه من الأوساخ والفضلات والمخلّفات البشريّة كالبصاق وغيره، بينما في وقتنا هذا لا يحلو للمسلم أحيانا البصاق إلا في المسجد، ولا يحلو له نزع أظفاره إلا في المسجد، يقول : ((البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها)) رواه الشيخان عن أنس.. ويجب علينا أن لا نحقر في هذا المجال شيئا مهما صغر؛ لأننا مأجورون على ذلك، لا يضيع من أجورنا شيء، يقول فيما رواه أبو داود والترمذي من حديث أنس: ((عرضت عليَّ أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد))، والقذاة هي الأوساخ الصغيرة جدّا من تراب أو تبن أو غيره. فانظروا إلى شدّة صغر هذا الشيء وكيف حُفظ في ميزان الله الذي لا يضيع عنده شيء سبحانه، إلى غير ذلك من الأمور الواجبة على المسلم نحو المساجد.. ولا بد أن نعلم ـ عباد الله ـ أننا بتكريمنا للمساجد وابتعادنا عن هذه الإساءات والأعمال المشينة فيها إنما نتقرب إلى الله سبحانه، وننال بذلك أجرا عظيما
    وليعلم المسلم أنه عندما يكون في المسجد فهو ضيف على الله وزائر لله مستحق لتكريم الله له، فليستحضر هذا الأمر حتى ينال بركته ولا يُحرم أجره، أخرج الطبراني عن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر لله، وحق على المزور أن يكرم الزائر))، بل إن قاصد بيت الله للصلاة فيه بنية مخلصة هو في ضمان الله، لا يضيع أجره ولا يخيب سعيه بإذن الله، فيا لها من كرامة ينالها المسلم بمجرد توجهه إلى المسجد، يقول كما في صحيح الجامع من حديث أبي هريرة: ((ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله عز وجل، ورجل خرج غازيا في سبيل الله تعالى ورجل خرج حاجا))، وها نحن نخطو في هذه الحياة ونكثر المشي إلى كثير من أماكن اللهو واللغو والغيبة والنميمة، وكلها خطوات محسوبة علينا ومسجلة في سجلاتنا يوم نلقى الله، ولكننا نغفل عن خطوات تزيد في حسناتنا وتكفر من خطايانا ألا وهي كثرة الخطى إلى المساجد، يقول صلى الله عليه وآله وسلم: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟! إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط))‌ أخرجه النسائي عن أبي هريرة
    ويجب أن نعلم ـ إخوة الإيمان ـ أن هذه المساجد كما أنها أماكن لذكر الله وعبادته والتقرب إليه، فهي أماكن لتعارف المسلمين وتحابّهم وتواصلهم، يلتقون فيها على محبة الله ورسوله وعلى مرضاة الله، ويتفقد فيها بعضهم بعضا، فلها دور ديني واجتماعي وتربوي وغير ذلك من أدوار، فلا ينبغي أن يُستهان بدورها في بناء مجتمع فاضل سليم من الآفات والأمراض، وفي بناء أمة قوية عزيزة بعزة الله سبحانه؛ لهذا رغب الإسلام في بناء المساجد وحثّ على أن تؤسّس على التقوى والخير، يقول سبحانه عن أول مسجد أسّسه رسول الله : لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ [التوبة:108]، وإذا أسّست المساجد على التقوى وعلى الخير وعلى التواضع وابتغاء مرضاة الله فإن لبانيها أو المساهم في بنائها فضلاً لا يعلم حقيقته إلا الله الذي يجزي الجزاءَ الأوفى، يقول فيما أخرجه الشيخان من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه: ((من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة))
    إنه ـ والله ـ فضل عظيم وكرامة لا توصف أن تبني أنت ـ أيها العبد الضعيف ـ بيتا لله في هذه الدنيا وعلى هذه الأرض الفانية، فتكون المكافأة أن يبني لك مالك الملك وخالق الخلق بيتا في الجنة، فما ظنك ـ يا عبد الله ـ ببيت يبنيه الله؟! وليس هذا فحسب بل إن أجر من يبني بيتا لله سبحانه أن يُجرَى له الأجر حتى بعد موته، يقول فيما صح عنه: ((سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره: من علّم علما أو أجرى نهرا أو حفر بئرًا أو غرس نخلا أو بنى مسجدًا أو ورّث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته)) أخرجه البزار عن أنس
    هذه هي الخيرات التي ينبغي أن نحرصَ على أن نخلّفها خلفَنا إذا تركنا هذه الدار بحلوها ومرها إلى دار لا شك أننا نحتاج فيها إلى زاد من التقوى والعمل الصالح..أسأل الله سبحانه أن يجعلنا من عمّار بيوته والمحسنين إليها والمساهمين فيها بكل خير، أقول قولي هذا، وأستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم
     
     
    الخطبة الثانية
     
    الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخير خلق الله أجمعين المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    أيها المسلمون، إنّ دور العبادة عنوان الأمم، ومقياس حضارة أي أمة هو أماكن عبادتها بغضّ النظر عن صحة أديان هذه الأمم؛ لأن العبادة أقدس شيء في حياة الإنسان، فأماكنها هي أقدس الأماكن، ولا حياة ولا رفعة لأمة لا تحترم أماكن عبادتها، فإذا كان أصحاب الأديان الباطلة يقدّسون بيعهم ومعابدَهم وكنائسهم وهم على غير الحق وعلى غير الجادة فكيف نقصر في احترام أماكن عبادتنا ونحن أتباع الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده؟! فهو القائل سبحانه: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [آل عمران:19]، وهو القائل سبحانه وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ [آل عمران:85]؛ لهذا وجب علينا أفرادا وجماعات صغارا وكبارا أن نعطي للمساجد حقها من الرعاية المادية بصيانتها والمحافظة على مرافقها وأثاثها، ومن الرعاية المعنوية بإجلالها وتقديرها وغض الأصوات فيها وتعميرها بذكر الله
    وأنا أتوجه من على هذا المنبر إلى أهل هذه القرية وأقول لهم: لقد فزتم بمسجدٍ نموذجي متكامل تصلون فيه أوقاتكم وجمعكم وأعيادكم رجالا ونساء، ويتعلم أبناؤكم فيه كتاب الله، ويكون مكانا لتعبدكم واجتماعكم، فقدروا هذه النعمة حقّ قدرها، واشكروا الله عليها، وأول شكر هذه النعمة هو المحافظة عليها وخدمتها كما تخدمون بيوتكم، بل أفضل مما تخدمون بيوتكم؛ لأنكم بخدمتكم للمسجد إنما تخدمون بيت الله الذي يقصده ضيوف الله سبحانه، وكما سخّر الله سبحانه عبادا من عباده وحبب إليهم بناء بيوت الله والإنفاق عليها ـ جزاهم الله خيرا ـ فلا بد أن يقوم كل منا بما يستطيعه في خدمة هذه البيوت والمحافظة عليها والعمل فيها بما يرضي الله سبحانه
    فاللهم يا أرحم الراحمين ويا رب العالمين، وفقنا إلى خدمة بيوتك في الأرض وحبب إلينا عمارتها يا رب العالمين، اللهم واجعل هذا البيت منارة للعلم والنور ومهبطا للرحمات والخيرات، اللهم اجز من بنى هذا البيت خير الجزاء وأجزل له المثوبة والعطاء، اللهم وابن له بيتا في الجنة كما بنى هذا البيت لتعبد فيه وحدك لا شريك لك، اللهم وجازي بالإحسان كل من ساهم بأي جهد في هذا الصرح المبارك واجعله في موازين حسناته

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 7 مايو - 2:51:37