Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    islam وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الأحد 14 فبراير - 3:15:20


    أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.


    عباد الله، يقول الله جل جلاله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ
    وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ
    ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأمُورِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الحج:40، 41].


    أمة الإسلام، أمةُ محمد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    أمةٌ مرحومة، وأمة منصورة، وأمة معصومةٌ أن تجتمع على خطأ وباطل، أمةٌ
    اختارها الله، فجعلها خير الأمم وأفضلَها، وجعل غيرَها تابعاً لها، فهي
    أمةٌ متبوعة، لا أمة تابعة لغيرها، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [آل عمران:110]، أمةٌ منصورة، وحقاً إن النصرَ مضمونٌ لها، ولكنه مشروط بنصرةِ دين الله، وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]، والناصر لله هو الناصر لدينه، المقيم لشرعه، المحكِّم له، العالِمُ به، فهذا هو الناصر لدين الله جل وعلا.


    وهذا النصر له علاماتٌ واضحة، وقد بيَّن الله في هذه الآية أسبابَ النصر بقوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ٱلَّذِينَ
    إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَاتَوُاْ
    ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ
    وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأمُورِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].
    فالمنفِّذون لفرائض الإسلام والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر هم
    الذين ينالهم نصر الله وتأييدُه، والله تعالى قادر أن ينصر دينَه بلا قوّة
    من البشر، ولكنه الابتلاء والامتحان، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [محمد:4]، ويقول جل وعلا مخبراً عبادَه المؤمنين بأسباب نصره لهم بقوله: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [محمد:7]، فنصرُ الله مشروط بأن ينصرَ المسلمون ربَّهم، بأن ينصروا دينَه،
    وينصروا شريعتَه، ويقوموا بها علماً وعملاً، فإذا قاموا بذلك تحقَّق وعدُ
    الله، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَعَدَ
    ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ
    لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلأرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن
    قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ
    وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِى لاَ
    يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [النور:55]، فهؤلاء المستحقّون لوعد الله بفضل الله وكرمه.


    أمة
    الإسلام، العالم الإسلامي يمرّ بمنعطفٍ خطير، عالمُنا الإسلامي اليومَ
    مستهدفٌ دينُه، مستهدفة أخلاقه وقيمُه، أعداؤه تكالبوا على الإسلام وأهله،
    في كل بقاع الأرض يحاولون اجتثاثَ هذا الدين من الأرض، ولكن يأبى الله إلا
    أن يتمَّ نورَه ولو كره الكافرون، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوٰهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الصف:8].


    هذا
    الدين دينٌ لا يزال باقياً إلى أن يأذن الله بقيام الساعة، لا يزال هذا
    الدين باقياً، ولا يزال في الأرض من يقيم حجةَ الله، وفي الحديث: ((ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله))[1].


    أمةَ
    الإسلام، ضعفُ الأمة الإسلامية ضعفُ المسلمين ووهنُهم وذلتهم إنما سببها
    الإعراض عن الله، الإعراض عن دينه، عدمُ القيام بما أوجب الله، عدم الثقة
    بدين الله، عدم الالتجاء والاضطرار إلى الله.


    إن الله جل وعلا أخبرنا في كتابه بقوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا ٱلَّذِى يَنصُرُكُم مّنْ بَعْدِهِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [آل عمران:160]. إن الأمة حينما تريد النصرَ من غير الله، وتمدُّ يدها هنا
    وهناك، وتلتجئ إلى غير الله، إلى أعدائها ليكشفوا ضرَّها، ويرفعوا بلاءها،
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ذَلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الزمر:15]. إن عدوَك لا يمكن أن ينصرَك، ولا أن يقف معك أيَّ موقف شئت، فإنه العدو اللدود لك ولدينك، وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [النساء:89]، هذه أمنيتُهم أن يكون الناس كفاراً كما كانوا كفاراً، وأن
    يكونوا على ضلال وباطل كما هم عليه، ويخبرنا تعالى أن مودَّتهم لنا
    مستحيلة، وأنهم يكنُّون البغضاءَ والعداء لنا: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يٰأَيُّهَا
    ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مّن دُونِكُمْ لاَ
    يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَاء
    مِنْ أَفْوٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [آل عمران:118]، صدق الله وبلَّغ رسوله، إن ما تخفي صدورهم أكبر، وحقاً ما
    يخفونه من بغضنا وعدائنا وكراهيتنا أمر عظيم في غاية العظمة والكثرة.


    أمة
    الإسلام، إن أعدائنا من خلال منظماتهم وهيئاتهم إنما يقصدون عداءَ الإسلام
    وأهله، يتشبّثون دائماً بترّهات يرونها وسيلةً لهم لضرب الأمة الإسلامية
    والقضاء عليها، يتشبَّثون بالإرهاب عند العالم الإسلامي، وإنهم أهلُ
    الإرهاب والحاملون للوائه بظلمهم وعدوانهم وتسلّطهم على المسلمين وإمدادهم
    عدوَّ الأمة بكل ما يملكون من قوة. إنه العداء الصريح للإسلام وأهله،
    فواجبُ الأمة الرجوعُ إلى الله، والالتجاء إلى الله، مع الأخذ بالأسباب
    النافعة المنجية، مع الاعتماد على الله والالتجاء إليه، والاضطرار إليه،
    والله ناصرٌ دينَه ومن ينصر دينَه.


    إن محمداً [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    أفضلُ الخلق على الإطلاق، إنه أخذ بكل سبب نافع مع التجائه إلى الله،
    واستعانته بالله، وثقته بالله، واستمداده النصر من رب العالمين، قال
    تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [آل عمران:126]، وقال: إِذْ
    يُوحِى رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلَـئِكَةِ أَنّي مَعَكُمْ فَثَبّتُواْ
    ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ سَأُلْقِى فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ
    فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأعْنَـٰقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الأنفال:12].


    فنصر
    الله لن ينقطع، ونصر الله باقٍ لمن أتى بأسباب النصر، أما الأعداء فلا نصر
    عندهم، ولا عون عندهم، كيف ترجو النصر ممن هو عدوٌّ لك؟! كيف ترجو المددَ
    ممن يحاول القضاء عليك؟! كيف ترجو التأييد ممن هو ضدُّك في كل الأحوال؟!
    فهو عدوُّك اللدود الذي يفرح بذلِّك وهوانك، ويحزن إن رأى منك قوةً وعزة،
    لكن الأمة إذا تمسَّكت بدينها حقَّ التمسك، وربَّت أبناءَها على هذا الدين
    علماً وعملاً، وقامت بما أوجب الله فالنصر من الله آت، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الروم:47]، إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [غافر:51]. أما الأعداء من خلال هيئاتهم ومنظماتهم فكلُّها لا قيمة لها،
    وكلها لا حقيقة لها، هي موجَّهة ضدَّ الإسلام وأهله، إن يكن الأمر لهم
    جعلوها وسيلة لما يريدون، وإن يكن الأمر ضدَّهم لن يبالوا بها ولا
    بقراراتها، ولكنهم يصبُّون سخطَهم وغضبَهم على الإسلام وأهله، تكاتفوا على
    الإسلام.


    إن
    أمة الإسلام تعيش فرقةً واختلافاً وتبايناً في الآراء مما مكَّن الأعداء
    من مرادهم، فليحذر المسلمون ذلك، وليتقوا الله، وليصحِّحوا أوضاعهم،
    وليعلموا أنه لا نجاة لهم من عدوهم ومكائد عدوهم إلا برجوعٍ إلى الله،
    وتمسك بدين الله، واعتصامٍ بحبل الله، وتعاون على البر والتقوى، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِىَ بِٱلْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مّنْ عِندِهِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [المائدة:52].


    إن أمة الإسلام اليوم في بلاء وامتحان، وما ذاك إلا بإعراضهم عن دين الله، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لّلْعَبِيدِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [فصلت:46]، فالعدو المأفون إذا قوبل بالإيمان الصادق والعزيمة الصادقة والإخلاص لله فإنه أذلّ خلق الله، ضُرِبَتْ
    عَلَيْهِمُ ٱلذّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مّنْ ٱللَّهِ
    وَحَبْلٍ مّنَ ٱلنَّاسِ وَبَاءوا بِغَضَبٍ مّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ
    عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ
    بِـئَايَـٰتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلأنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقّ ذٰلِكَ
    بِمَا عَصَوْاْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [آل عمران:112].


    إن
    الذلةَ مضروبة عليهم، فهم أذلّ خلق الله، لكن إنْ واجهتهم قوةٌ إيمانية
    مستعينة بالله، معتمدة على الله، آخذة بكل سبب نافع، مؤمنة بأن النصر بيد
    الله، ينصر عبادَه وأولياءه إذا عظَّموا الله وقاموا بما أوجب عليهم، فلا
    بد لنصر الله لهم، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الروم:47].


    فالله
    ناصرٌ لدينه، وناصر لأوليائه إن صدقوا الله، وقويت عزائمُهم، وصدقت
    نواياهم، وابتعدوا عن معاصي الله، فإن مخالفةَ شرع الله وارتكابَ محارم
    الله أعظمُ من نكاية العدو عليهم، فليقابلوا عدوَّهم بالإيمان الصادق،
    والثقة بالله، والبعد عن محارم الله، والله لا بد أن ينصر دينه، وإن ابتلي
    العباد أحياناً فالعاقبة للمتقين. جعلني الله وإياكم من المتقين في
    الأقوال والأعمال.


    أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

    الخطبة الثانية:

    الحمد
    لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله
    إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه
    وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.


    أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

    عباد الله، إن الله يقول عن أعدائه اليهود: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مّنْهُمُ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [المائدة:13]. فالخيانة والغدْر من أخلاقهم وصفاتهم وأعمالهم، فكيف يرجو
    الناس منهم خيرًا؟! كيف يؤمِّلون في مواعيدهم واتفاقياتهم؟! إن كلَّ
    اتفاقياتٍ معهم وكلَّ أمر معهم فمآله إلى النقض والفشل، فهم أعداء الله،
    لا يرضيهم إلا القضاءُ على الإسلام وأهله، أعداءُ الله لا يرضيهم إلا
    القضاء على الإسلام وأهله، أعداء الله لا يرضيهم إلا إذلالُ المسلمين.


    فليتق
    المسلمون ربهم، وليعملوا بشرعه، وليعتمدوا عليه، وليثقوا بنصره، بعد
    قيامهم بما أوجب عليهم خيرَ القيام، فذاك من أسباب نصرهم، وأما تخاذلٌ
    ووعودٌ وأماني من مواثيق ومؤتمرات ونحوه فهي لا تحقِّق للمسلمين شيئاً،
    ولا تفيدهم شيئاً؛ لأن المبرمين لها هم أعداؤنا، فلا يغرُّونا بوعودهم ولا
    بكلِّ ما يقولون، فالمسلمون عليهم تقوى الله في كل أمورهم، والتمسكُ بدين
    الله، فعسى الله أن يمدهم بنصره وتأييده،
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [فاطر:17].

    واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار.

    وصلوا ـ رحمكم الله ـ على عبد الله ورسوله محمد كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إِنَّ
    ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا
    ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [الأحزاب:56].

    اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الأربعة الراشدين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 19:33:10