استغلال رمضان دعوياً
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
قال الله -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(فصلت:33).
قال الحسن البصري -رحمه الله-: "هو المؤمن. أجاب الله في دعوته، ودعا
الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحا في إجابته، فهذا حبيب
الله، هذا ولي الله". وقال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "إن شئتم لأحدثنكم
عن أحب عباد الله إلى الله، الذين يحببون الله إلى عباده، ويعملون في الأرض
نصحا". وقال سفيان بن عيينة -رحمه الله-: "أشرف الناس منزلة من كان بين
الله وخلقه، وهم الأنبياء والعلماء". وقال سفيان الثوري -رحمه الله-: "لا
أعلم في هذه العبادة شيئا أفضل من أن يعلم الناس العلم".
هذا وإن من الحكمة في الدعوة أن يتخير الداعية
الأوقات وأن ينتهز المناسبات؛ يقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "إن للقلوب
شهوة وإقبالا، وفترة وإدبارا فخذوها عند شهوتها وإقبالها، وذروها عند
فترتها وإدبارها". ولا يخفى أن رمضان أرض صالحة لقبول الناس الدعوة والتأثر
بها، فلنستغل هذا الشهر بالدعوة إلى الله عز وجل بكل الوسائل ولنكن مؤثرين
في هذا الميدان، ففيه سرعان ما تجني بذور الدعوة ثمارها، فالقلوب منكسرة
لله والأنفس متواضعة للحق والأسماع مشرئبة للذكر والأرواح تسعى للرقي؛ لذا
وجب علينا اغتنام نسائم هذا الشهر الكريم، فلماذا لا نضع خطة لشهر رمضان
خطة كاملة لشهر رمضان في المواضيع و المشاريع الدعوية التي ستعملها خلال
هذا الشهر، وهنا عدة وسائل وأفكار نجعلها بين أيديكم ونسأل الله -تعالى-
التوفيق والسداد فيها.
في البداية:اعلم
أن واجبك تجاه نفسك أكبر كثيرا من واجبك تجاه الآخرين، وماذ استفدت إن دخل
كل الناس الجنة ودخلت أنت النار، فالحذر كل الحذر من الغفلة عن أنفسنا
فنقتلها، كما قال الفضيل بن عياض -رحمه الله- في قوله -تعالى-: (وَلا
تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ)(النساء:29)، قال: "لا تغفلوا عن أنفسكم فمن غفل عن نفسه فقد قتلها". والله المستعان.
فاحرص على تطبيق اليوم الإسلامي بالكامل خلال رمضان،
وعاهد نفسك ألا تفوت تكبيرة الإحرام أبداً خلال هذا الشهر، وليكن لك وردك
القرآني الذي لا تتخلف عنه أبدا، ورتب لشهر رمضان وأعد له العدة من الآن
واحرص على أن يكون رمضانا جديدا يختلف عما سبق، على ألا تغفل أمر الدعوة
إلى الله في هذا الشهر الفضيل.
ثم اعلم أن يدا واحدة لا تصفق وقد أخبرنا مولانا
قائلا "وتعاونوا على البر والتقوى" وإن من أفضل البر أمر الدعوة كما تعلم،
ونحن نعلم ترتيبات أهل الباطل وحرصهم على تضييع رمضان من المسلمين بإعداد
البرامج التافهة والمسلسلات الفارغة حتى أعدوا لعامنا هذا 108 مسلسل في
رمضان، وإننا لنحن أولى بهذا التخطيط منهم "ولكل وجهة هو موليها"، ودونك
بعض الإرشادات الدعوية التي قد تعينك خلال وضع برنامجك الدعوي في رمضان.
الفئة المستهدفة:-
رواد المسجد خاصة والحمد لله يكثر رواد المساجد في
هذا الشهر الفضيل، ولا يعني هذا إهمال الدعوة في المنزل والعمل والطريق وما
سوى ذلك، ولكن أعني الفئة المستهدفة في هذه الورقة.
قبل رمضان:
اجتمع مع إخوانك واتفقوا على وضع برنامج دعوي لهذا
الشهر مسترشدين إن شئتم بالأفكار الواردة أدناه. مع مراعاة إسناد الأمر إلى
أهله وأن يكون لكل فرد دور يؤديه.
ولتكن البداية بعقد حملة تحث الناس عامة على كيفية
استغلال شهر رمضان المبارك قبل رمضان بأسبوع مثلا وحث الموسرين خاصة لرصد
مبالغ للإنفاق على الأمور الدعوية وهكذا يتكاتف المسلمون في إحياء شهرهم
وأيضا في تحريك وتوجيه وتفقيه أولادهم و بناتهم.
تهيئة المساجد لاستقبال الضيوف، ويكون بتنظيفها
وتطييبها: فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (أمر رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- ببناء المسجد في الدور - محال القبائل - وأن تنظف وتطيب) رواه أبو داود، وصححه الألباني.
وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحافظون على نظافة المسجد وتطيبه، فقد
كان عبد الله يجمر المسجد -أي: يطيبه- إذا قعد عمر على المنبر"، ونعيم بن
عبد الله المدني التابعي الجليل كان يلقب بـ "المجمـِر"؛ لأنه كان يجمر
المسجد. وعلى المسلمين في مساجدهم أن يعدوها لاستقبال العابدين والتائبين
والذاكرين؛ بحيث يجدون فيها راحتهم فتتعلق قلوبهم بها دوما، فيكون ذلك صفة
لهم بعد رمضان.
إعداد مظروف "هدية رمضانية"يحتوي على كتيب رمضاني، مطوية، شريط جديد، رسالة عاطفية، سواك...؛ وتكتب عليه هدية رمضان. فإن
سماع الأشرطة الإسلامية وقراءة المطويات التذكيرية يحظى برواج عظيم في هذا
الشهر وحري بالداعية أن يقوم بتوزيعها ونشرها في البيت والمسجد ومكان
العمل وحتى بالأماكن العامة. ويفضل أن توزع في أول جمعة تسبق رمضان أو أول جمعة منه إن تعذر.
أثناء رمضان:
أولا: دروس الإلقاء
1. درس لنشر علم أحكام الصوم في المسجد بعد العصر (ثلث ساعة تقريبا):
ويكون ذلك بإلقاء درس يومي إما من إمام المسجد أو من
غيره ( من الإخوة المعروفين بحسن الأداء)؛ لأن: (طلب العلم فريضة على كل
مسلم)، والمقصود بهذا العلم: علم الأحكام للعبادة التي تلبس بها المسلم. مع
التذكير بأهمية هجر المسلسلات والبرامج الرمضانية الساقطة بشتى الوسائل والاستعاضة بالقنوات الإسلامية.
2. عقد مقرأة يومية بعد صلاة العصر(ساعة تقريبا):
بحيث يقرأ شيخ مجود جزءًا محدداً من القرآن، ويردد
خلفه الحاضرون، ثم تفسير هذا الجزء تفسيرا إجماليا مع استخراج الفوائد
والأحكام، ويكون تفسيرا مبسطا، مع التركيز على تصحيح التلاوة ، ومراعاة أهم أحكام التجويد كالإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء والغنة والمد..، والحرص
على ربط المصلين بكتاب الله -تعالى-، وقراءتهم للقرآن قراءة صحيحة، ومعرفة
تفسير ما يقرؤون، وهذا يشوفهم إلى معرفة المزيد حتى بعد رمضان. ويحث الناس على إحضار أبنائهم ومشاركتهم حتى تعم الفائدة. ويمكن أن يضاف للمقرأة عقد حلقة تحفيظ للراغبين.
3. كلمة التراويح (لا تزيد عن عشر دقائق):
فيختار لها المتكلم بعناية، وأن تختار موضوعاتها
بدقة، وتكون فيما يحتاجه الناس وفيما هم عنه غافلون، وقد تختار هذه الكلمات
من الآيات التي تتلى في الصلاة، وقد تكون لطرح أسئلة في السيرة مثلا أو
اسم الصحابي الذي فعل كذا مع منح جوائز للمجيبين.
4. كلمة الفجر في الرقائق والإيمانيات (ثلث ساعة تقريبا):
ويختار كل فجر حديثا من أحاديث رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- من أبواب كتاب رياض الصالحين مثلا وشرحه من شرح العلامة ابن
عثيمين -رحمه الله-؛ بحيث مع انتهاء شهر رمضان يكون قد اختار ثلاثين بابا.
5- درس خاص بالأطفال (نصف ساعة تقريبا)
يختار أحد الأخوة (الملتزمين بالمظهر الإسلامي) الذي
تربطه بالأطفال علاقة جيدة ويقص عليهم كل يوم قصة تناسب أفهامهم، وليرجع
إن شاء إلى كتاب "حكايات عمو محمود" للداعية الشيخ محمود المصري، مع تحفيز
الأطفال على استنباط الفوائد من القصة، وليحرص على احترام الأطفال وإلقاء
السلام عليهم وتشجيعهم على المشاركة جميعا وبث أداب الإسلام بينهم، وليحرص
على إهدائهم ما يناسب أفهامهم من كتيبات ومطويات وما إلى ذلك.
ثانيا: مجلة الحائط
مجلة أسبوعية حائطية تتناول المواضيع الهامة من
فقهيات وفضائل وآداب … الخ. مع تخصيص ركن فيها للتحدث عن الغزوات والفتوحات
الإسلامية وذلك حسب وقوعها في تاريخ الشهر.
ثالثا: فكرة "اسحب نسختك":
ويكون ذلك بأن يوضع حامل في المسجد "عليه مطويات أو
كتيبات" مكتوب عليه اسحب نسخة مجانا بحيث تختار الكتيبات والمطويات بعناية
شديدة جدا كما ذكرنا: "حسب حاجة الناس وما هم عنه غافلون".مع التركيز على الكتيبات والرسائل الوعظية والفقهية المتعلقة برمضان.
رابعا: وضع صندوق للفتاوى في المسجد للرجال في مصلاهم وللنساء في مصلاهن:
ويجيب عليها إمام المسجد أو غيره بعد درس العصر، وهي فرصة للإجابة والتوضيح عما في أنفس الناس مما يجهلونه.
خامسا: تأليف قلوب الحاضرين في صلاة التراويح:
1. الطيب: وذلك بأن يقوم أخ أو أخوان بتطييب الناس إما وهم داخلون المسجد أو وهم جالسون. وإلا تولى كل فرد تطييب من بجواره.
2. تقديم المشروبات: بأن يتولى بعض الإخوة تقديم المياه والمشروبات المثلجة إن أمكن.
3. توزيع المطويات : فيقوم الإخوة بتوزيعها بعد الصلاة كما هو الحال بالنسبة للطيب.
سادسا: عقد مسابقات رمضانية للمساجد:
1. مسابقة الأسرة المسلمة: وضع عدة أسئلة إسلامية متنوعة ويتم التجديد والابتكار فيهاسواءً في أسلوب عرضها أو إلقائها أو مضمونها ويتم السحب عليهافي الحفل النهائي، عن طريق أحد الأطفال كما هو مشاهد ومعروف في كثير منالمسابقات. وترصد لها جوائز كبير بعض الشيء (مجلدات أو كتب كبيرة) للفائزين.
2. عقد مسابقة لحفظة القرآن من الأطفال:
ويضاف لحفظ القرآن حفظ أحاديث من الأربعين النووية بالإضافة إلى بعض أحداث
السيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يعلن عن الفائزين فيها في ختام شهر
رمضان.
3. مسابقة الأطفال المواظبون على صلاة الجماعة:
رصد عشر جوائز تقل أو تكثر لأحسن وأفضل عشرة صغار يحافظون على صلاة
الجماعة و يبكرون لها و يحرصون على صلوات التراويح مع منح من يصلي الفجر
درجات مضاعفة عن الصلوات الأخرى, ولا بأس بالتعاون من الشباب مع إمام
المسجد لمتابعة هؤلاء الصغار أو تكوين لجنة خاصة تتابعهم لتفرز في نهاية
الشهر عن هؤلاء العشرة أو العدد الذي يحدد, ولك أن ترى أثر ذلك على الصغار
بل وأقول والكبار بل والحي كله ولو كان في المسجد لوحة للمثاليين كل شهر
لرأيت عدداً من الأبناء بل ومن الآباء.
4. المسابقة اليومية: ويكون ذلك إما بوضع
سؤال يومي في صلاة التراويح في مجلة الحائط المذكورة ويوضع صندوق للإجابات
ويعلن الفائز في تراويح اليوم التالي ويعلن المتحدث عن الفائز، أو أن
يستعاض عن درس التراويح بطرح أسئلة المسابقة والإجابة عنها مباشرة مع منح
الجوائز البسيطة مباشرة (مطوية، كتيب، شريط).
سابعا: الترتيب لإعداد إفطار رمضاني:
إعداد إفطار رمضاني كامل أو المشاركة فيه في المسجد
ولو ليوم واحد، ودعوة رواد المسجد لحضوره والمشاركة فيه، وخاصة الفقراء،
والمحتاجين فإن هذا يزيد الألفة و الترابط و المحبة بين جماعة المسجد. مع
الحرص على تعليم الناس الآداب النبوية في الأكل والشرب عامّةً، والآداب
الخاصة بالصوم مثل : تعجيل الفطر، البدء بالتمر فإن عدم فالماء...الخ.
ثامنا: التذكير بالاعتكاف:
قبل العشر الأواخر: يتولى
الأخوة تذكير رواد المسجد بفضل الاعتكاف ودعوة جماعة المسجد للاعتكاف ولو
ليوم واحد لإحياء هذه السنة وللألفة والترابط بين جماعة المسجد الواحد،
وأثناء الاعتكاف يجتهد الأخوة في إظهار الصورة الحسنة للملتزمين أمام
العوام خاصة. مع التركيز على الدعوة الفردية في فترة الاعتكاف والحرص على
التعرف على المعتكفين جميعا وتبادل أرقام الهواتف والهدايا الصغيرة.
تاسعا: التذكير بجمع زكاة الفطر
ويكون ذلك بحث الناس عليها وبيان فقهها وجمعها (هذا
خاص بمن يثق الناس في ديانتهم وإلا فيكفيك الحث عليها وإحالتهم إلى جهة
رسمية قد تتمثل في إدارة المسجد أو الجمعيات الخيرية المعروفة بذلك) في آخر
شهر رمضان وتوزيعها على المستحقين، وإعلام الناس أن إخراج زكاة الفطر
ينبغي أن يكون طعاماً للأحاديث الواردة في ذلك، وليست مالاً.
عاشرا: حفل تسليم الجوائز
ونعني بالجوائز ما سبق ذكره من جوائز مسابقات
"الأسرة المسلمة، وحفظ القرآن، والأطفال المواظبون على صلاة الجماعة "
ويراعى فيها إظهار الفرحة والبشاشة والتنظيم الدقيق، ولا بأس أن يتولى طفل
من المتسابقين آداء أنشودة خفيفة مع إلقاء كلمة تعريفية قصيرة، وإشادة
بالمتبرعين وبالأطفال الفائزين، وحث الناس على المشاركة في هذه الأنشظة في
الأعوام التالية إن شاء الله.
ملحوظات دعوية
1. منح الفرصة للدعاة الصغار: فلنعلم أبناءنا الصغار
الدعوة في رمضان ولنترك لهم المجال للمضي في الدعوة ونشرها بين رفاقهم
الصغار. ويركز على الاهتمام بالأطفال جدا وعدم تعنيفهم أو زجرهم بل أفسح
لهم المجال بانضباط.
2. عند الدعوة الفردية: يصب التركيز على رواد المسجد
الجدد الذين لا يظهرون إلا في رمضان وذلك بكثرة السلام عليهم والتودد لهم
بزيارتهم , وبإهدائهم بعض الهدايا وذلك لإبعاد الوحشة والنفرة التي يظنونها
أو يوقعها الشيطان في قلوبهم .
3. الزم مسجد قومك: فإن للزوم المسجد وعدم التنقل
فوائد كثيرة منها أن تعرف رواد المسجد الجدد والمشاكل التي قد تقع في
المسجد وكيفية التعامل معها؛ وأعلم أن النفع المتعدي أفضل أجرا من النفع الفردي.
4. إن تعذر عليك العمل بما في هذه الورقة فلا تتردد في إعطائها لمن يستطيع من الأخوة القدامي أو أصحاب الخبرات في هذا الأمر.
5. ما لا يدرك كله لا يترك جله فإن لم تستطع مع إخوانك فعل كل ما ورد ذكره فاجتهدوا في فعل أكثرها ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
6. هذه مجرد اقتراحات ولا شك أن إخواننا عندهم
المزيد فاستعن بالله وابتكر أفكار أفضل وأكثر نفعا وأنت أدرى بواقع رواد
مسجدكم وما يناسبهم.
7- أخي لا تجعل كل هذا المجهود يضيع سدى، فاحذر أن
تقطع صلتك بالمدعوين، ولتتواصل معهم بالمكالمات والرسائل الدعوية اللطيفة،
ويدخل في ذلك الأطفال المذكورين، فلتحافظ على علاقتك بالمدعوين جميعا.
أسأل الله – تعالى - أن ينفع بها وأن يستعملنا في طاعته، وأن يبلغنا رمضان، وأن يجعلنا من أهله. آمين.
اللهم اجعلنا من الصالحين المصلحين، اللهم انفعنا وانفع بنا، اللهم انفعنا وانفع بنا، أنت ولي ذلك والقادر عليه
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
اللهم اجعلنا من الصالحين المصلحين، اللهم انفعنا وانفع بنا، اللهم انفعنا وانفع بنا، أنت ولي ذلك والقادر عليه
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك