عبد الله بن رواحة
رضي الله عنه
" رحِمَ الله ابن رواحة ، إنه يحبّ المجالس
التي يتباهى بها الملائكة "
حديث شريف
من هو؟
عبد الله بن رواحة كان كاتبا وشاعرا من أهل المدينة ، منذ أسلم وضع كل مقدرته
في خدمة الإسلام ، بايع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بيعة العقبة الأولى
والثانية ، وكان واحدا من النقباء الذين اختارهم الرسول الكريم
الشعر
جلس الرسـول -صلى الله عليه وسلم- مع نفر من أصحابه فأقبل عبد الله بن
رواحة ، فقال له الرسـول الكريـم ( كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول
؟) فأجاب عبد الله ( أنظُر في ذاك ثم أقول )ومضى على البديهة ينشد
يا هاشـم الخيـر إن اللـه فضلكم*****على البريـة فضـلاً ما له غيـر
إني تفرَّسـتُ فيك الخيـر أعرفـه******فِراسـة خالَفتهم في الذي نظـروا
ولو سألت أو استنصرت بعضهمو******في حلِّ أمرك ما ردُّوا ولا نصروا
فثَّبـت اللـه ما آتـاك من حَسـَنٍ******تثبيت موسى ونصرا كالذي نُصِرُوا
فسُرّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ورضي وقال ( وإياك فثبَّت الله )ولكن حزن الشاعر عندما نزل قوله تعالى
(والشُّعَرَاءُ يَتّبِعُهُمُ الغَاوُون )سورة الشعراء آية (224)
ولكنه عاد وفرح عندما نزلت آية أخرى (إلا الذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالحَات ،
وذَكَروا اللهَ كَثِيراً ، وانْتَصَروا مِنْ بَعْد مَا ظُلمُوا )
فضله
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( نِعْمَ الرجل عبد الله بن رواحة
) وقال -صلى الله عليه وسلم- ( رحِمَ الله ابن رواحة ، إنه يحبّ المجالس
التي يتباهى بها الملائكة )وقال (رحِمَ الله أخي عبد الله بن رواحة ،
كان أينما أدركته الصلاة أناخ )
قال أبو الدرداء أعوذ بالله أن يأتي عليّ يومٌ لا أذكر فيه عبد الله بن
رواحة ، كان إذا لقيني مقبلاً ضربَ بين ثدييّ ، وإذا لقيني مدبراً ضربَ
بين كتفيّ ثم يقول ( يا عُويمر ، اجلس فلنؤمن ساعة )فنجلس فنذكر الله
ما شاء ، ثم يقول ( يا عويمر هذه مجالس الإيمان )
جهاده
كان يحمل عبد الله بن رواحة سيفه في كل الغزوات وشعاره ( يا نفْسُ إلا
تُقْتَلي تموتي)وصائحا في المشركين ( خلُّوا بني الكفار عن سبيله خلوا ، فكل الخير في رسوله
استخلفه الرسول -صلى الله عليه وسلم- على المدينة حين خرج إلى غزوة بدر
الموعد ، وبعثه في سرية في ثلاثين راكباً إلى أسير بن رازم اليهودي بخيبر
، فقتله ، وبعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-إلى خيبر خارِصاً ، فلم
يزل يخرص عليهم -أي ما يتوجب دفعه عليهم لرسول الله من تمرٍ وغيره- إلى أن قُتِل بمؤتة
غزوة مؤتة
كان عبد الله -رضي الله عنه- ثالث الأمراء فيها ، زيد بن حارثة ، جعفر بن
أبي طالب ، والثالث عبد الله بن رواحة ، فودّع الناس أمراء رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- وسلّموا عليهم ، فبكى عبد الله بن رواحة ، فسألوه عما
يبكيه ، فقال ( أما والله ما بي حبّ الدنيا ولا صبابة إليها ، ولكنّي سمعت
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ
وإنْ منكم إلاّ وَارِدُها كانَ على ربِّكَ حتّماً مقضياً سورة مريم آية (71)
فلستُ أدري كيف لي بالصدور بعد الوُرُود ) فقال المسلمون ( صحبكم الله
وردّكم إلينا صالحين ، ورفع إليكم ) فقال عبد الله بن رواحة
لكننـي أسـأل الرحمـن مغفرة******وضَرْبة ذات فَرْع تَقْذف الزَبدا
أو طعنة بيـديْ حرَّان مُجهـزة*****بحربة تنفـذ الأحشاء والكَبـدا
حتى يُقال إذا مرُّوا على جَدَثـي******يا أرشَدَ اللهُ من غازٍ وقد رَشَدا
وتحرك الجيـش الى مؤتة ( 8 هـ )، وهناك وجـدوا جيـش الروم يقرب من مائتي
ألف مقاتل ، فنظر المسلمـون الى عددهم القليل فوَجموا وقال بعضهم ( فلنبعث
الى رسول الله نخبره بعدد عدونا ، فإما أن يمدنا بالرجال وإما أن يأمرنا
بالزحف فنطيع ) ولكن نهض ابن رواحة وسط الصفوف وقال ( يا قوم ، إنا
واللـه ما نقاتل أعداءنا بعَـدَد ولا قـوة ولا كثرة ، ما نقاتلهم إلا
بهـذا الديـن الذي أكرمنا الله به ، فانطلقوا ، فإنما هي إحدى
الحُسنَيَيـن ، النصر أو الشهادة ) فهتف المسلمون ( قد والله صدق ابن رواحة )
الشهادة
والتقى الجيشان بقتال قوي ، فسقط الأمير الأول شهيدا ، ثم سقط الأمير
الثاني شهيدا ، وحمل عبد الله بن رواحة الراية فهو الأمير الثالث وسط هيبة رددته فقال لنفسه
أقْسَمـتُ يا نَفـْسُ لَتَنْزلنَّـه*****لتنـزلـنَّ ولتُكْـرَهِـنَّـه
إن أجْلَبَ النّاس وشدُّوا الرّنّةْ*****مالِي أراك تكرَهيـنَ الجنّة
قد طالَ ما قدْ كنتِ مُطمئنةْ******هلْ أنتِ إلا نُطفةً في شنّةْ
وقال أيضاً
يا نفسُ إلا تُقتلي تموتـي*****هذا حِمَام الموتِ قد صَلِيتِ
وما تمنَّيـتِ فقد أُعطيـتِ*****إن تفعلـي فِعْلهما هُدِيـتِ
وانطلق يعصف بالروم عصفا ، وهوى جسده شهيدا وتحققت أمنيته ، وفي هذا الوقت
كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المدينة مع أصحابه ، فصمت فجأة ورفـع
عينيه ليظهر عليه الأسـى وقال ( أخذ الراية زيـد بن حارثة فقاتل بها حتى
قُتِل شهيـدا ، ثم أخذها جعفـر فقاتل بها حتى قُتِل شهيـدا ) وصمت قليلا
حتى تغيّرت وجوه الأنصار ، وظنّوا أنه كان في عبد الله بن رواحة ما يكرهون
، ثم استأنف قائلا ( ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قُتِل
شهيدا ) ثم صمت قليلا ثم تألقت عيناه بومض متهلل مطمئن فقال ( لقد
رُفِعُوا إليَّ في الجنَّة على سُرُرٍ من ذهب ، فرأيتُ في سرير عبد اللـه
بن رواحتة أزْوِرَاراً عن سرير صاحبيـه ، فقلتُ عمّ هذا ؟ فقيل لي
مَضَيا ، وتردد عبد اللـه بعضَ التردد ، ثم مضى فقُتِلَ ولم يُعقّب
رضي الله عنه
" رحِمَ الله ابن رواحة ، إنه يحبّ المجالس
التي يتباهى بها الملائكة "
حديث شريف
من هو؟
عبد الله بن رواحة كان كاتبا وشاعرا من أهل المدينة ، منذ أسلم وضع كل مقدرته
في خدمة الإسلام ، بايع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بيعة العقبة الأولى
والثانية ، وكان واحدا من النقباء الذين اختارهم الرسول الكريم
الشعر
جلس الرسـول -صلى الله عليه وسلم- مع نفر من أصحابه فأقبل عبد الله بن
رواحة ، فقال له الرسـول الكريـم ( كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول
؟) فأجاب عبد الله ( أنظُر في ذاك ثم أقول )ومضى على البديهة ينشد
يا هاشـم الخيـر إن اللـه فضلكم*****على البريـة فضـلاً ما له غيـر
إني تفرَّسـتُ فيك الخيـر أعرفـه******فِراسـة خالَفتهم في الذي نظـروا
ولو سألت أو استنصرت بعضهمو******في حلِّ أمرك ما ردُّوا ولا نصروا
فثَّبـت اللـه ما آتـاك من حَسـَنٍ******تثبيت موسى ونصرا كالذي نُصِرُوا
فسُرّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ورضي وقال ( وإياك فثبَّت الله )ولكن حزن الشاعر عندما نزل قوله تعالى
(والشُّعَرَاءُ يَتّبِعُهُمُ الغَاوُون )سورة الشعراء آية (224)
ولكنه عاد وفرح عندما نزلت آية أخرى (إلا الذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالحَات ،
وذَكَروا اللهَ كَثِيراً ، وانْتَصَروا مِنْ بَعْد مَا ظُلمُوا )
فضله
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( نِعْمَ الرجل عبد الله بن رواحة
) وقال -صلى الله عليه وسلم- ( رحِمَ الله ابن رواحة ، إنه يحبّ المجالس
التي يتباهى بها الملائكة )وقال (رحِمَ الله أخي عبد الله بن رواحة ،
كان أينما أدركته الصلاة أناخ )
قال أبو الدرداء أعوذ بالله أن يأتي عليّ يومٌ لا أذكر فيه عبد الله بن
رواحة ، كان إذا لقيني مقبلاً ضربَ بين ثدييّ ، وإذا لقيني مدبراً ضربَ
بين كتفيّ ثم يقول ( يا عُويمر ، اجلس فلنؤمن ساعة )فنجلس فنذكر الله
ما شاء ، ثم يقول ( يا عويمر هذه مجالس الإيمان )
جهاده
كان يحمل عبد الله بن رواحة سيفه في كل الغزوات وشعاره ( يا نفْسُ إلا
تُقْتَلي تموتي)وصائحا في المشركين ( خلُّوا بني الكفار عن سبيله خلوا ، فكل الخير في رسوله
استخلفه الرسول -صلى الله عليه وسلم- على المدينة حين خرج إلى غزوة بدر
الموعد ، وبعثه في سرية في ثلاثين راكباً إلى أسير بن رازم اليهودي بخيبر
، فقتله ، وبعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-إلى خيبر خارِصاً ، فلم
يزل يخرص عليهم -أي ما يتوجب دفعه عليهم لرسول الله من تمرٍ وغيره- إلى أن قُتِل بمؤتة
غزوة مؤتة
كان عبد الله -رضي الله عنه- ثالث الأمراء فيها ، زيد بن حارثة ، جعفر بن
أبي طالب ، والثالث عبد الله بن رواحة ، فودّع الناس أمراء رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- وسلّموا عليهم ، فبكى عبد الله بن رواحة ، فسألوه عما
يبكيه ، فقال ( أما والله ما بي حبّ الدنيا ولا صبابة إليها ، ولكنّي سمعت
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ
وإنْ منكم إلاّ وَارِدُها كانَ على ربِّكَ حتّماً مقضياً سورة مريم آية (71)
فلستُ أدري كيف لي بالصدور بعد الوُرُود ) فقال المسلمون ( صحبكم الله
وردّكم إلينا صالحين ، ورفع إليكم ) فقال عبد الله بن رواحة
لكننـي أسـأل الرحمـن مغفرة******وضَرْبة ذات فَرْع تَقْذف الزَبدا
أو طعنة بيـديْ حرَّان مُجهـزة*****بحربة تنفـذ الأحشاء والكَبـدا
حتى يُقال إذا مرُّوا على جَدَثـي******يا أرشَدَ اللهُ من غازٍ وقد رَشَدا
وتحرك الجيـش الى مؤتة ( 8 هـ )، وهناك وجـدوا جيـش الروم يقرب من مائتي
ألف مقاتل ، فنظر المسلمـون الى عددهم القليل فوَجموا وقال بعضهم ( فلنبعث
الى رسول الله نخبره بعدد عدونا ، فإما أن يمدنا بالرجال وإما أن يأمرنا
بالزحف فنطيع ) ولكن نهض ابن رواحة وسط الصفوف وقال ( يا قوم ، إنا
واللـه ما نقاتل أعداءنا بعَـدَد ولا قـوة ولا كثرة ، ما نقاتلهم إلا
بهـذا الديـن الذي أكرمنا الله به ، فانطلقوا ، فإنما هي إحدى
الحُسنَيَيـن ، النصر أو الشهادة ) فهتف المسلمون ( قد والله صدق ابن رواحة )
الشهادة
والتقى الجيشان بقتال قوي ، فسقط الأمير الأول شهيدا ، ثم سقط الأمير
الثاني شهيدا ، وحمل عبد الله بن رواحة الراية فهو الأمير الثالث وسط هيبة رددته فقال لنفسه
أقْسَمـتُ يا نَفـْسُ لَتَنْزلنَّـه*****لتنـزلـنَّ ولتُكْـرَهِـنَّـه
إن أجْلَبَ النّاس وشدُّوا الرّنّةْ*****مالِي أراك تكرَهيـنَ الجنّة
قد طالَ ما قدْ كنتِ مُطمئنةْ******هلْ أنتِ إلا نُطفةً في شنّةْ
وقال أيضاً
يا نفسُ إلا تُقتلي تموتـي*****هذا حِمَام الموتِ قد صَلِيتِ
وما تمنَّيـتِ فقد أُعطيـتِ*****إن تفعلـي فِعْلهما هُدِيـتِ
وانطلق يعصف بالروم عصفا ، وهوى جسده شهيدا وتحققت أمنيته ، وفي هذا الوقت
كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المدينة مع أصحابه ، فصمت فجأة ورفـع
عينيه ليظهر عليه الأسـى وقال ( أخذ الراية زيـد بن حارثة فقاتل بها حتى
قُتِل شهيـدا ، ثم أخذها جعفـر فقاتل بها حتى قُتِل شهيـدا ) وصمت قليلا
حتى تغيّرت وجوه الأنصار ، وظنّوا أنه كان في عبد الله بن رواحة ما يكرهون
، ثم استأنف قائلا ( ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قُتِل
شهيدا ) ثم صمت قليلا ثم تألقت عيناه بومض متهلل مطمئن فقال ( لقد
رُفِعُوا إليَّ في الجنَّة على سُرُرٍ من ذهب ، فرأيتُ في سرير عبد اللـه
بن رواحتة أزْوِرَاراً عن سرير صاحبيـه ، فقلتُ عمّ هذا ؟ فقيل لي
مَضَيا ، وتردد عبد اللـه بعضَ التردد ، ثم مضى فقُتِلَ ولم يُعقّب