صهيب بن سنان
رضي الله عنه
" ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى "
حديث شريف
من هو؟
لقد كان والده حاكم ( الأبله ) ووليا عليهـا لكسرى ، فهو من العرب الذين نزحوا الى
العراق قبل الاسلام بعهد طويل ، وله قصـر كبير على شاطئ الفرات ، فعاش صهيب
طفولة ناعمة سعيدة ، الى أن سبي بهجوم رومي ، وقضى طفولته وصدر شبابه في بلاد
الروم ، وأخذ لسانهم ولهجتهم ، وباعه تجار الرقيق أخيرا لعبد اللـه بن جدعان في مكة
وأعجب سيده الجديد بذكائه ونشاطه واخلاصه ، فاعتقه وحرره ، وسمح له بالاتجار معه
اسلامه
يقول عمار بن ياسر -رضي الله عنه- ( لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم
، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها فقلت له ماذا تريد ؟
فأجابني ماذا تريد أنت ؟
قلت له أريد أن أدخل على محمد ، فأسمع ما يقول
قال وأنا أريد ذلك
فدخلنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرض علينا الاسلام ، فأسلمنا
ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا ، ثم خرجنا ، ونحن مستخفيان ) فكان
إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلاً
هجرته الى المدينة
عندما هم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة ، علم صهيب بها ، وكان من
المفروض ان يكون ثالث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر ، ولكن أعاقه
الكافرون ، فسبقه الرسول -صلى الله عليه وسلم-وأبو بكر ، وحين استطاع
الانطلاق في الصحراء ، أدركه قناصة قريش ، فصاح فيهم ( يا معشر قريش ، لقد
علمتم أني من أرماكم رجلا ، وأيم الله لا تصلون الي حتى أرمي بكل سهم معي
في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ، حتى لا يبقى في يدي منه شيء ، فأقدموا ان
شئتم ، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني )
فقبل المشركين المال وتركوه قائلين ( أتيتنا صعلوكا فقيرا ، فكثر مالك
عندنا ، وبلغت بيننا ما بلغت ، والآن تنطلق بنفسك و بمالك ؟؟) فدلهم على
ماله وانطلق الى المدينة ، فأدرك الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قباء ولم
يكد يراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى ناداه متهللا ( ربح البيع أبا
يحيى ربح البيع أبا يحيى ) فقال ( يا رسول الله ، ما سبقني إليك أحدٌ، وما أخبرك إلا جبريل )
فنزل فيه قوله تعالى "( ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفسَهُ ابتغاءَ
مَرْضَاةِ اللهِ ، واللهُ رءُوفٌ بالعِبادِ ")البقرة آية ( 207 )
صورة ايمانه
يتحدث صهيب -رضي الله عنه- عن ولائه للاسلام فيقول ( لم يشهد رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- مشهدا قط ، الا كنت حاضره ، ولم يبايع بيعة قط الا
كنت حاضرها ، ولم يسر سرية قط الا كنت حاضرها ، ولا غزا غزاة قط ، أول
الزمان وآخره ، الا كنت فيها عن يمينه أو شماله ، وما خاف -المسلمون-
أمامهم قط ، الا كنت أمامهم ، ولا خافوا وراءهم ، الا كنت وراءهم ، وما
جعلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيني وبين العدو أبدا حتى لقي ربه)
وكان الى جانب ورعه خفيف الروح ، حاضر النكتة ، فقد رآه الرسول -صلى الله
عليه وسلم- يأكل رطبا ، وكان باحدى عينيه رمد ، فقال له الرسول -صلى الله
عليه وسلم- ضاحكا ( أتأكل الرطب وفي عينيك رمد )فأجاب قائلا ( وأي بأس؟ اني آكله بعيني الأخرى!!)
الخصال الثلاث
قال عمر -رضي الله عنه- لصهيب ( أيُّ رجلٍ أنت لولا خصالٍ ثلاث فيك
) قال ( وما هُنّ؟) قال ( اكتنيتَ وليس لك ولد ، وانتميت إلى العرب
وأنت من الروم ، وفيك سَرَفٌ في الطعام ) قال صهيب ( أمّا قولك اكتنيتَ
ولم يولد لك ، فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كنّاني أبا يحيى ،
وأمّا قولك انتميت إلى العرب وأنت من الروم ، فإنّي رجل من النّمر بن قاسط
، سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي ، وأمّا قولك فيك
سرفٌ في الطعام ، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( خياركم من أطعم الطعام )
فضله
قال رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم- ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ،
فليُحبَّ صُهيباً حُبَّ الوالدة لولدها ) وقال ( لا تُبغضوا صُهيباً) وقال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- ( السُّبّاق أربعة ، أنا سابقُ
العرب ، وصهيب سابق الروم ، وسلمان سابق الفرس ، وبلال سابق الحبش )
وعندما اعتدي على أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- وصى الأمير أصحابه بأن
يصل بالناس صهيبا ، حتى يتم اختيار الخليفة الجديد ، فكان هذا الاختيار من
تمام نعم الله على هذا العبد وكان ممن اعتزل الفتنة وأقبل على شأنه
وفاته
توفي في المدينة في شوال عام 38 هـ
رضي الله عنه
" ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى "
حديث شريف
من هو؟
لقد كان والده حاكم ( الأبله ) ووليا عليهـا لكسرى ، فهو من العرب الذين نزحوا الى
العراق قبل الاسلام بعهد طويل ، وله قصـر كبير على شاطئ الفرات ، فعاش صهيب
طفولة ناعمة سعيدة ، الى أن سبي بهجوم رومي ، وقضى طفولته وصدر شبابه في بلاد
الروم ، وأخذ لسانهم ولهجتهم ، وباعه تجار الرقيق أخيرا لعبد اللـه بن جدعان في مكة
وأعجب سيده الجديد بذكائه ونشاطه واخلاصه ، فاعتقه وحرره ، وسمح له بالاتجار معه
اسلامه
يقول عمار بن ياسر -رضي الله عنه- ( لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم
، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها فقلت له ماذا تريد ؟
فأجابني ماذا تريد أنت ؟
قلت له أريد أن أدخل على محمد ، فأسمع ما يقول
قال وأنا أريد ذلك
فدخلنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرض علينا الاسلام ، فأسلمنا
ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا ، ثم خرجنا ، ونحن مستخفيان ) فكان
إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلاً
هجرته الى المدينة
عندما هم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة ، علم صهيب بها ، وكان من
المفروض ان يكون ثالث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر ، ولكن أعاقه
الكافرون ، فسبقه الرسول -صلى الله عليه وسلم-وأبو بكر ، وحين استطاع
الانطلاق في الصحراء ، أدركه قناصة قريش ، فصاح فيهم ( يا معشر قريش ، لقد
علمتم أني من أرماكم رجلا ، وأيم الله لا تصلون الي حتى أرمي بكل سهم معي
في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ، حتى لا يبقى في يدي منه شيء ، فأقدموا ان
شئتم ، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني )
فقبل المشركين المال وتركوه قائلين ( أتيتنا صعلوكا فقيرا ، فكثر مالك
عندنا ، وبلغت بيننا ما بلغت ، والآن تنطلق بنفسك و بمالك ؟؟) فدلهم على
ماله وانطلق الى المدينة ، فأدرك الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قباء ولم
يكد يراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى ناداه متهللا ( ربح البيع أبا
يحيى ربح البيع أبا يحيى ) فقال ( يا رسول الله ، ما سبقني إليك أحدٌ، وما أخبرك إلا جبريل )
فنزل فيه قوله تعالى "( ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفسَهُ ابتغاءَ
مَرْضَاةِ اللهِ ، واللهُ رءُوفٌ بالعِبادِ ")البقرة آية ( 207 )
صورة ايمانه
يتحدث صهيب -رضي الله عنه- عن ولائه للاسلام فيقول ( لم يشهد رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- مشهدا قط ، الا كنت حاضره ، ولم يبايع بيعة قط الا
كنت حاضرها ، ولم يسر سرية قط الا كنت حاضرها ، ولا غزا غزاة قط ، أول
الزمان وآخره ، الا كنت فيها عن يمينه أو شماله ، وما خاف -المسلمون-
أمامهم قط ، الا كنت أمامهم ، ولا خافوا وراءهم ، الا كنت وراءهم ، وما
جعلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيني وبين العدو أبدا حتى لقي ربه)
وكان الى جانب ورعه خفيف الروح ، حاضر النكتة ، فقد رآه الرسول -صلى الله
عليه وسلم- يأكل رطبا ، وكان باحدى عينيه رمد ، فقال له الرسول -صلى الله
عليه وسلم- ضاحكا ( أتأكل الرطب وفي عينيك رمد )فأجاب قائلا ( وأي بأس؟ اني آكله بعيني الأخرى!!)
الخصال الثلاث
قال عمر -رضي الله عنه- لصهيب ( أيُّ رجلٍ أنت لولا خصالٍ ثلاث فيك
) قال ( وما هُنّ؟) قال ( اكتنيتَ وليس لك ولد ، وانتميت إلى العرب
وأنت من الروم ، وفيك سَرَفٌ في الطعام ) قال صهيب ( أمّا قولك اكتنيتَ
ولم يولد لك ، فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كنّاني أبا يحيى ،
وأمّا قولك انتميت إلى العرب وأنت من الروم ، فإنّي رجل من النّمر بن قاسط
، سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي ، وأمّا قولك فيك
سرفٌ في الطعام ، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( خياركم من أطعم الطعام )
فضله
قال رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم- ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ،
فليُحبَّ صُهيباً حُبَّ الوالدة لولدها ) وقال ( لا تُبغضوا صُهيباً) وقال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- ( السُّبّاق أربعة ، أنا سابقُ
العرب ، وصهيب سابق الروم ، وسلمان سابق الفرس ، وبلال سابق الحبش )
وعندما اعتدي على أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- وصى الأمير أصحابه بأن
يصل بالناس صهيبا ، حتى يتم اختيار الخليفة الجديد ، فكان هذا الاختيار من
تمام نعم الله على هذا العبد وكان ممن اعتزل الفتنة وأقبل على شأنه
وفاته
توفي في المدينة في شوال عام 38 هـ