Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه فـــي القـــــرآن Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


2 مشترك

    المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه فـــي القـــــرآن

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    Quran المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه فـــي القـــــرآن

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الأحد 26 سبتمبر - 23:36:17

    إن الحمـد لله ، نحمـده ونسـتعينه ونسـتغفره ، ونعـوذ بالله من شـرور أنفسـنا ‏ومن سـيئات أعمالنـا ، مـن يهـده الله فـلا مضـل لـه ، ومـن يضلـل فـلا ‏هـادي لـه ، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريك لـه ، وأشـهد أن ‏محمـدًا عبـده ورسـوله 0 ‏

    ‏" يـَا أَيُّهَـا الَّذيِـنَ آمَنُـوا اتَّقُـوا اللهَ حَـقَّ تُقَاتِـه وَلا تَمُوتُـنَّ إِلاَّ ‏وَأَنَتُـم مُّسْـلِمُونَ " 0 ‏
    ‏ ( ‏سورة آل عمران / آية : 102 ‏)
    ‏" يـَا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـوا رَبَّكُـمُ الَّـذِي خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ وَاحِـدَةٍ ‏وَخَلَـقَ مِنْهَـا زَوْجَهَـا وَبَـثَّ مِنْهُمَـا رِجَـالاً كَثِيـرًا وَنِسَـاءً وَاتَّقُـوا ‏اللهَ الَّـذِي تَسَـاءَلُونَ بِـه وَالأَرْحَـامَ إِنَّ اللهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـًا " 0 ‏
    ‏ ( ‏سورة النساء / آية : 1 ‏)
    ‏" يـَا أَيُّهـَا الَّذِيــنَ آمَنـُـوا اتَّقُــوا اللهَ وَقُولُـوا قَــوْلاً سَـدِيدًا ‏يُصْلِـحْ لَكُـمْ أَعْمَالَكُـمْ وَيَغْفِـرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُـم وَمَـن يُطِـعِ اللهَ ‏وَرَسُـولَهُ فَقَـدْ فَـازَ فَـوْزًا عَظِيمـًا " 0 ‏
    ‏ سورة ‏الأحزاب / آية : ( 70 ، 71 ) ‏



    أمــا بعـــد : ‏

    فـإن أصـدقَ الحديـثِ كتـابُ اللهِ ، وخيـرَ الهـدي هــدي محمـدٍ ـ صلى الله عليه ‏وعلى آله وسلم ـ ، وشـرَّ الأمـورِ محدثاتهـا ، وكـلَّ محدثـةٍ بدعـة ، وكـلَّ ‏بدعـةٍ ضلالـة ، وكـلَّ ضلالـةٍ فـي النـار 0 ‏

    وبعـــد :‏
    الله سـبحانه وتعالـى أرشـدنا إلـى نــوع مـن التأويـل وهــو مـا يكـون ‏بـه رد المُتَشَـابِهات إلـى المُحْكَمـات 0 ‏


    ثـم نهانـا عـن نـوع آخـر مـن التأويـل ، وهـو مـا كـان ناشـئًا عـن ‏الهـوى والشـهوة ، لا علـى الحُجَّـة والبرهـان قصـدًا إلـى الضـلال والفتنـة ‏‏0 ‏

    وهمـا لونـان مختلفـان وضربـان بعيـدان ، بينهمـا بـرزخ لا يبغيـان 0 ‏

    فمـن لـم يصـرف لفــظ المتشـابه عـن ظاهــره الموهـم للتشـبيه أو ‏المحـال فقـد ضـل ، ويقـال فيـه إنـه متبـع للمتشـابه ابتغـاء الفتنـة 0 ‏

    أمـا مـن يُـؤَوِّل المتشـابه ، أي يصرفــه عـن ظاهـره الموهـم معـانٍ ‏قادحـة فـي الشـرع ،

    يصرفـه بالحُجَّـةِ القاطعــةِ ، لا طلبـًا للفتنـة ، ولكـن منعـًا لهـا وتثبيتـًا للنـاس ‏علـى الحـق مـن دينهـم ، ورداً لهـم إلـى محكمـات الكتــاب القائمـة ‏وأعلامـه الواضحـة ،

    فأولئـك هـم الهـادون المهديـون حقـًا 0 وعلـى ذلـك ‏درج سـلف الأمـة وخلفهـا وأئمتهـا وعلماؤهـا 0 ‏

    ونظـرًا لذلـك نـورد بُحَيــث لتوضيـح أنـواع المحكـم والمتشـابه ، ‏وتوضيـح منهـج التعامـل مـع مثـل هـذه النصـوص للسـير علـى نهـج ‏سـلف الأمـة فـي ذلـك 0 ‏

    نســـأل الله أن يسـلمنا ، وأن يهدينـا ســواء الصــراط 00000 آميـــن ‏‏0 ‏


    ‏ وصـل اللهــم علـى محمــد وعلـى آلـه وصحبــه وســلم
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    Quran رد: المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه فـــي القـــــرآن

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الأحد 26 سبتمبر - 23:37:05

    المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه
    فـــي
    القـــــرآن
    ‏========‏



    معنــى " المُحْكَــم " : ‏
    ‏=============


    ـ اللُّغويـون يسـتعملون مـادة الإِحكـام ( بكسـر الهمـز ) فـي معـانٍ متعـددة ‏، لكنهـا مـع تعددهـا ترجـع إلـى شـيءٍ واحـد ، هـو : " المنـع " ؛ ‏فيقولـون :‏

    ‏ أَحْكَـمَ الأمـر -----> أي أتقنـه ومنعـه عـن الفسـاد ‏

    ويقولـون :

    أحكـم الفـرس -----> أي جعـل لـه حَكَمَـةَ ، والْحَكَمَـة : مـا أحـاط ‏بحنكـي الفـرس مـن لجامـه تمنعـه مـن الاضطـراب

    وقيــل : ‏

    ‏" آتـاه الله الحكمـة " -----> أي :

    العـدل أو العلـم أو الحلـم أو النبـوة أو ‏القـرآن ؛ لمـا فـي هـذه المذكـورات مـن الحوافـظ الأدبيـة الرادعـة عمـا لا ‏يليـق . ‏
    ‏ { مناهل العرفان في علوم القرآن / ‏ج : 2 / ص : 289 0 ‏}

    ـ إحكـام الكـلام -----> إتقانـه بتمييـز الصـدق مـن الكـذب فـي ‏أخبـاره ، والرشـد مـن الغـي فـي أوامـره .
    ( ‏مباحث في علوم القرآن / ص : 215 )


    معنــى " المُتَشَــابِه " : ‏
    ‏==============


    المتشـابه يَـرِد علـى معنييـن لُغَوييـن :

    ‏1 ـ إمـا مـن " الشُّـبْهَة " ----> وهـي الجهالـة وعـدم التمييـز . ‏

    فيكـون المتشـابه ضـد المحكـم 0‏
    ـ كقولـه تعالــى :

    " قَالُــوا ادعُ لَنَــا رَبَّــكَ يُبَيِّـن لَّنَــا مَـا ‏هِـيَ إِنَّ البَقَــرَ تَشَـابَه عَلَينَـا "
    { ‏سورة البقرة / آية : 70 ‏}
    ‏ - تشـابه علينـا ----> أي اختلـط علينـا ، فـلا نميـزه ولا نعلـم نوعيـة ‏المطلـوب ‏

    ـ ومنـه قولـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ مـن حديـث النعمـان بـن بشـير : ‏

    ‏" إن الحـلال بَيِّـن ، وإن الحـرام بَيِّـن ، وبينهمـا مشـتبهات لا يعلمهـن كثيـر ‏مـن النـاس " ‏
    ( ‏رواه مسلم )

    ‏2ـ وإمـا مـن الشَّـبَه ----> وهـو : التماثـل فـي الأوصـاف . ‏
    ـ كقولـه تعالـى :

    " وَأُتُـوا بِـهِ مُتَشَـابِهاً " ‏(سورة البقرة / آية : 25 )

    متشـابهاً ----> أي يشـبه بعضـه بعضـاً فـي اللـون أو الطعـم أو ‏الرائحـة أو الكمـال والجـودة 0 ‏
    ـ وكقولـه تعالـى :

    " تَشَـابَهَت قُلُوبُهُـم "
    {‏سورة البقرة / آية : 118 0 ‏}
    تشـابهت ----> أي يشـبه بعضهـا بعضـاً فـي الغـي والجهالـة . ‏التوحيد ( ربيع أول 1422 )

    المُحْكَــم والمُتَشَـابِه فــي القــرآن : ‏



    ـ ورد فـي القـرآن ما يـدل علـى أنه محكـم ؛ كقولـه تعالـى :

    " الـر ‏كِتَـابٌ أُحْكِمَـتْ آياتُـهُ ثُـمَّ فُصِّلَـت مِـن لَّـدُن حَكِيـمٍ خَبِيـرٍ "
    (‏سورة هود / آية : 1 )

    ـ وورد أيضـاً مـا يـدل علـى أنـه متشـابه ؛ كقولـه تعالـى :

    " اللهُ نَـزَّلَ ‏أَحسَـنَ الحَدِيـثِ كِتَابـاً مُتَشَـابِهاً مَثَانِـيَّ تَقْشَـعِرّ مِنـهُ جُلُـودُ الَّذِيـنَ ‏يَخشَـونَ رَبَّهُـم "
    ( سورة الزمر / آية : 23 )‏
    ـ وورد أيضـاً مـا يـدل علـى أن بعضـه محكـم ، وبعضـه متشـابه ؛ كقولـه ‏تعالـى :

    " هُـوَ الَّـذِي أَنـزَلَ عَلَيـكَ الكِتَـابَ مِنـهُ آيَـاتٌ مُّحكَمَـاتٌ ‏هُـنَّ أُمُّ الكِتَـابِ وأُخَـرُ مُتَشَـابِهاتٌ " ‏
    (‏سورة آل عمرآن / آية : 7 )‏

    والسـؤال الـذي يطـرح نفسـه علـى الأذهـان : ‏
    س : كيـف يمكـن الجمـع بيـن هـذه الآيـات ؟ ! ‏

    وقبـل الإجابـة علـى هـذا السـؤال ، نُـوِرد مقدمـة هامـة لفهـم المحكـم ‏والمتشـابه :

    إن الله عـز وجـل خاطبنـا بكـلام له معنـى ، فالقــرآن كـلام عربـي مكـون ‏مـن ألفـاظ لهـا معـان يسـتوعبها صاحـب اللسـان العربـي ، ولا يسـتوعبها الأعجمـي . ‏
    فإذا قـال الله تعالـى :

    " لَّقَـد رَضِـيَ اللهُ عَـنِ المُؤمِنيـنَ إِذ يُبَايِعُونَـكَ ‏تَحـتَ الشَّـجَرَةِ "
    ‏ ( ‏سورة الفتح / آية : 18 ) ‏

    عَلِـمَ صاحـب اللســان العربـي معنـى كلمـة " شــجرة " ،

    فـإن سـألتُهُ ‏عـن شـكلها وكيفيتهـا ؟

    فإن كـان مِمَـنْ بايـع مـع رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ تحتهـا ، ‏ربمـا وصفهـا لـك وصفـاً دقيقـاً لأنه رآهـا بعينـه ،

    وإن لـم يكـن ـ منهـم ‏ـ قـال : أنـا مـا رأيتهـا حتـى أصفهـا ، ولكنهـا شـجرة تبــدو فـي ‏كيفيتهـا كأي شـجرة تنبـت فـي الصحـراء .

    والحاصــل أنـه سـيصف ‏كيفيـة الشـجرة مـن خـلال رؤيتهـا أو رؤيـة مثيلهـا .

    فمعنـى لفـظ الشـجرة عنـد العربـي معلـوم واضـح محكـم ، يميـز بينه ‏وبيـن لفـظ البقـرة أو غيـره مـن الألفـاظ.

    لكـن لـو سـألنا " الأعجمـي " : مـا معنـى لفـظ " شـجرة " ، أو حتـى " ‏بقــرة " ؟

    عجـز عـن الجـواب لجهلـه بمعنـى الكـلام ‏
    وإذا قـال تعالـى :

    " أَذَلِـكَ خيـرٌ نُـزُلاً أَم شَـجَرَةُ الزَّقُّـومِ "
    (‏سورة الصافات / آية : 62 ‏)

    علم العربـي معنـى كلمـة شـجرة ، وأن المقصـود شجـرة معينـة تخـرج في ‏أصـل الجحيـم ، أَعَـدَّها اللهُ للكافريـن .

    لكـن لـو سـألناه عـن شـكلها وكيفيتهـا ؟ !

    لقـال : الله أعلـم ، فأنـا مـا ‏رأيتهـا ، ومـا رأيـتُ لهـا مثيـلاً ، فكيـف أعـرف كيفهـا ؟ !

    فأصبـح لفـظ " الشـجرة " محكمـاً لـه ، والكيفيـة التـي دل عليهـا اللفـظ ‏مجهولـة أو غيـر معلومـة أو متشـابهة أو مختلطـة

    لكـن لـو سـألنا " الأعجمـي " عـن معنـى لفـظ " شـجرة الزقـوم " ، لمـا ‏تمكـن مـن الجـواب ؛ لأن المعنـى ليـس لديـه ومشـتبه عليـه ، لا يعرفـه ‏أصـلاً ، وكذلـك كيفيتهـا متشـابهة عليـه مـن بـاب أولـى .

    ممـا سـبق يمكـن تقسـيم المحكـم والمتشـابه إلـى : ‏

    ‏1 ـ إحكـام عـام ، وتشـابه عـام .
    ‏2 ـ إحكـام خـاص ، وتشـابه خـاص.

    **************‏
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    Quran رد: المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه فـــي القـــــرآن

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الأحد 26 سبتمبر - 23:49:23

    ثانيـًا : " الإحكــام الخــاص " و " التشــابه الخــاص "‏



    الإحكـام الخـاص ----> هـو الوضـوح والظهـور فـي المعنـى ‏

    التشـابه الخـاص ----> هـو خفـاء المعنـى أو الكيـف .

    وهـذا القســم يتمثـل فـي قولـه تعالـى :

    " هُــوَ الَّـِذي أَنَــزلَ عَلَيـكَ ‏الكِتَـابَ مِنـهُ آيَـاتٌ مُحكَمَـاتٌ هُـنَّ أُمُّ الكِتَـابِ وَأُخَـرُ مُتَشَـابِهَاتٌ ‏فَأَمَّـا الَّذِيـنَ فِـي قُلُوبِهِـم زَيـغٌ فَيَتَّبِعُـونَ مَا تَشَـابَهَ مِنـهُ ابتِغَـاءَ ‏الفِتنـَـةِ وَابتِغَــاءَ تَأوِيلِـهِ وَمَـا يَعلَـمُ تَأوِيلَـهُ إِلاَّ اللهُ ، والرَّاسِـخُونَ ‏فِـي العِلِـمِ يَقُولُـونَ آمَنـَّا بِـهِ كُـلٌّ مِّـن عِنـدِ رّبِّنَـا وَمَـا يَذَّكَّـرُ إِلاَّ ‏أُولُـوا الأَلبـَابِ "
    ‏ ( ‏سورة آل عمران / آية : 7 ) ‏

    الإحكــام الخــاص ‏

    ويتمثـل فـي قولـه تعالـى :

    " منـه آيـاتٌ محكمـات " ‏

    والإحكـام الـذي وصـف بـه سـبحانه ـ بعـض القـرآن هـو : ‏
    قيــل :

    الوضـوح والظهـور .
    بحيـث يكـون معنـاه واضحـًا بَيِّنـًا لا يشـتبه علـى ‏أحـد. ‏
    وهـذا كثيـر فـي الأخبـار و الأحكـام.

    ـ
    مثالـه فـي الأخبـار :

    ‏# قولـه تعالـى :
    " شـهرُ رمضـانَ الـذي أُنـزِلَ فيـه القـرآنُ ‏‏" ‏
    ‏ ‏سورة البقرة / آية : 85 0‏
    فكـل أحـد يعـرف شـهر رمضـان ، وكـل أحـد يعـرف القـرآن 0 ‏


    ـ
    ومثالـه فـي الأحكـام :

    ‏# قولـه تعالـى : " 0000 وَبِالوَالِديـنِ إِحسَـانًا 000 " 0 ‏سورة النساء / آية : 36 0 ‏
    ‏ فكـل أحـد يعـرف والديـه ، وكـل أحـد يعـرف الإحسـان 0 ‏
    ‏# وقولـه تعالـى : " حُرِّمَـتْ عَلَيكـمُ المَيتَـةُ وَالــدَّمُ وَلحـمُ الخِنزِيـرِ ‏وَمَـا أُهِـلَّ لِغَيـرِ اللهِ بِـهِ 0000 " 0 ‏سورة المائدة / آية : 3 0 ‏
    فكـل أحـد يعـرف معنـى : الميتـة ، والـدم ، ولحـم الخنزيـر ، ويعلـم ‏حرمـة ذلـك 0 ‏
    وقيــل :‏
    ‏ الإحكــام :
    هـو الوضـوح والظهــور فـي معنـى الآيـات دون الكيفيــة ‏التـي دلـت عليهـا ؛ لأن القــرآن كلـه محكـم فـي معنـاه ، فهــو كــلام ‏لـه معنـى ، وليـس كلامـًا أعجميـًّا أو ألغـازًا لا سـبيل إلـى فهمهـا , ولكـن ‏مـن حيـث
    الكيـف فهنـاك آيـات محكمـات أي معلومـة الكيـف ، وأُخـر ‏متشـابهات
    فمـا عاينـه الإنسـان مـن
    الكيفيـات التـي تتعلـق ببعـض الأحكـام ، والتـي ‏دلــت عليهـا ألفــاظ الآيـات ، ككيفيـة أداء الصـلاة ، وأفعـال الحـج ، ‏فهـذا محكـم المعنـى والكيفيـة ‏
    أمـا
    الغيبيـات وحقائـق صفـات الله عـز وجـل ،
    فإننـا وإن كنـا نعلـم معانـي ‏هـذه الصفـات ، لكننـا لا نـدرك حقائقهـا ، وكيفيتهـا ؛
    لقولـه تعالـى :

    " وَلاَ ‏يُحِيطُـونَ بِـهِ عِلمـًا " ‏
    ‏ (‏سورة طه / آية : 110 )
    وهـذا النـوع مـن المتشـابه لا يُسـأل عـن اسـتكشافه لتعـذر الوصـول إليـه ‏
    ( تفسير القرآن الكريم / سورة البقرة / ج : 1 / ‏ص : 49 0‏)

    التشــابه الخــاص

    التشـابه مـن الشـبهة وهـي الجهالـة وعـدم المعرفـة والتمييـز
    ‏ويتمثـل فـي قولـه تعالـى : ‏

    ‏" وأُخَـرُ مُتَشَـابِهَاتٌ " ( ‏سورة آل عمران / آية : 7 0 ‏)
    والتشـابه الـذي وصـف بـه الله بعـض آيـات القـرآن نوعـان : ‏

    ـ
    النـوع الأول : " التشــابه الحقيقـي " : ‏

    وهــو مـا لا يمكـن أن يعلمـه البشـر ، كالغيبيـات ، وكحقائـق صفـات الله ‏عــز وجـل ، فإننـا وإن كنـا نعلـم معانـي هـذه الصفــات ، لكننـا لا نــدرك حقائقهـا ، وكيفيتهـا ؛ ‏لقولـه تعالــى :
    " وَلاَيُحِيطُـونَ بِـهِ عِلمـًا " ( ‏سورة طه / آية : 110 )
    ككيفيـة الاسـتواء فـي قولـه تعالـى :
    " الرَّحمَـنُ عَلَـى العَـرشِ اسـتَوَى" (سورة طه / آية : 5 )
    أو كيفيـة سـمعه وبصـره وتكليمـه وكيفيـة الأشـياء التـي فـي عالـم الغيـب ‏،
    فهـذا محكـم المعنـى متشـابه فـي الكيفيـة تشـابه حقيقـي ، فـلا يدخـل ‏فـي المتشـابه معانـي الآيـات التـي وصـف الله بهـا نفسـه ، وإلا كانـت ‏كلمـات جوفـاء بـلا معنـى ، تعالـى الله عـن ذلـك
    وعلـى ذلـك
    فجميـع آيـات الصفـات محكمـة المعنـى متشـابهة فـي الكيفيـة ‏فقـط تشـابه حقيقـي ، فجميــع آيـات الصفـات لهـا معانـي معلــوم عنـد ‏الراسـخين فـي العلــم حسـب اجتهادهـم فـي تحصيلـه .‏

    أمـا
    الكيـف فيفوضـون العلـم بـه لعـلام الغيـوب . ‏
    وهـذا النـوع مـن المتشـابه لا يُسـأل عـن اسـتكشافه لتعـذر الوصـول إليـه ‏‏ ‏
    ‏ ( تفسير القرآن الكريم / سورة البقرة / ج : 1 / ‏ص : 49
    )
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    Quran رد: المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه فـــي القـــــرآن

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الإثنين 27 سبتمبر - 0:07:24

    ثانيـًا : " الإحكــام الخــاص " و " التشــابه الخــاص "‏



    الإحكـام الخـاص ----> هـو الوضـوح والظهـور فـي المعنـى ‏

    التشـابه الخـاص ----> هـو خفـاء المعنـى أو الكيـف .

    وهـذا القســم يتمثـل فـي قولـه تعالـى :

    " هُــوَ الَّـِذي أَنَــزلَ عَلَيـكَ ‏الكِتَـابَ مِنـهُ آيَـاتٌ مُحكَمَـاتٌ هُـنَّ أُمُّ الكِتَـابِ وَأُخَـرُ مُتَشَـابِهَاتٌ ‏فَأَمَّـا الَّذِيـنَ فِـي قُلُوبِهِـم زَيـغٌ فَيَتَّبِعُـونَ مَا تَشَـابَهَ مِنـهُ ابتِغَـاءَ ‏الفِتنـَـةِ وَابتِغَــاءَ تَأوِيلِـهِ وَمَـا يَعلَـمُ تَأوِيلَـهُ إِلاَّ اللهُ ، والرَّاسِـخُونَ ‏فِـي العِلِـمِ يَقُولُـونَ آمَنـَّا بِـهِ كُـلٌّ مِّـن عِنـدِ رّبِّنَـا وَمَـا يَذَّكَّـرُ إِلاَّ ‏أُولُـوا الأَلبـَابِ "
    ‏ ( ‏سورة آل عمران / آية : 7 ) ‏

    الإحكــام الخــاص ‏

    ويتمثـل فـي قولـه تعالـى :

    " منـه آيـاتٌ محكمـات " ‏

    والإحكـام الـذي وصـف بـه سـبحانه ـ بعـض القـرآن هـو : ‏
    قيــل :

    الوضـوح والظهـور .
    بحيـث يكـون معنـاه واضحـًا بَيِّنـًا لا يشـتبه علـى ‏أحـد. ‏
    وهـذا كثيـر فـي الأخبـار و الأحكـام.

    ـ
    مثالـه فـي الأخبـار :

    ‏# قولـه تعالـى :
    " شـهرُ رمضـانَ الـذي أُنـزِلَ فيـه القـرآنُ ‏‏" ‏
    ‏ ‏سورة البقرة / آية : 85 0‏
    فكـل أحـد يعـرف شـهر رمضـان ، وكـل أحـد يعـرف القـرآن 0 ‏


    ـ
    ومثالـه فـي الأحكـام :

    ‏# قولـه تعالـى : " 0000 وَبِالوَالِديـنِ إِحسَـانًا 000 " 0 ‏سورة النساء / آية : 36 0 ‏
    ‏ فكـل أحـد يعـرف والديـه ، وكـل أحـد يعـرف الإحسـان 0 ‏
    ‏# وقولـه تعالـى : " حُرِّمَـتْ عَلَيكـمُ المَيتَـةُ وَالــدَّمُ وَلحـمُ الخِنزِيـرِ ‏وَمَـا أُهِـلَّ لِغَيـرِ اللهِ بِـهِ 0000 " 0 ‏سورة المائدة / آية : 3 0 ‏
    فكـل أحـد يعـرف معنـى : الميتـة ، والـدم ، ولحـم الخنزيـر ، ويعلـم ‏حرمـة ذلـك 0 ‏
    وقيــل :‏
    ‏ الإحكــام :
    هـو الوضـوح والظهــور فـي معنـى الآيـات دون الكيفيــة ‏التـي دلـت عليهـا ؛ لأن القــرآن كلـه محكـم فـي معنـاه ، فهــو كــلام ‏لـه معنـى ، وليـس كلامـًا أعجميـًّا أو ألغـازًا لا سـبيل إلـى فهمهـا , ولكـن ‏مـن حيـث
    الكيـف فهنـاك آيـات محكمـات أي معلومـة الكيـف ، وأُخـر ‏متشـابهات
    فمـا عاينـه الإنسـان مـن
    الكيفيـات التـي تتعلـق ببعـض الأحكـام ، والتـي ‏دلــت عليهـا ألفــاظ الآيـات ، ككيفيـة أداء الصـلاة ، وأفعـال الحـج ، ‏فهـذا محكـم المعنـى والكيفيـة ‏
    أمـا
    الغيبيـات وحقائـق صفـات الله عـز وجـل ،
    فإننـا وإن كنـا نعلـم معانـي ‏هـذه الصفـات ، لكننـا لا نـدرك حقائقهـا ، وكيفيتهـا ؛
    لقولـه تعالـى :

    " وَلاَ ‏يُحِيطُـونَ بِـهِ عِلمـًا " ‏
    ‏ (‏سورة طه / آية : 110 )
    وهـذا النـوع مـن المتشـابه لا يُسـأل عـن اسـتكشافه لتعـذر الوصـول إليـه ‏
    ( تفسير القرآن الكريم / سورة البقرة / ج : 1 / ‏ص : 49 0‏)

    التشــابه الخــاص

    التشـابه مـن الشـبهة وهـي الجهالـة وعـدم المعرفـة والتمييـز


    ‏ويتمثـل فـي قولـه تعالـى : ‏‏" وأُخَـرُ مُتَشَـابِهَاتٌ " ( ‏سورة آل عمران / آية : 7 0 ‏)
    والتشـابه الـذي وصـف بـه الله بعـض آيـات القـرآن نوعـان : ‏

    ـ
    النـوع الأول : " التشــابه الحقيقـي " : ‏

    وهــو مـا لا يمكـن أن يعلمـه البشـر ، كالغيبيـات ، وكحقائـق صفـات الله ‏عــز وجـل ، فإننـا وإن كنـا نعلـم معانـي هـذه الصفــات ، لكننـا لا نــدرك حقائقهـا ، وكيفيتهـا ؛ ‏لقولـه تعالــى :
    " وَلاَيُحِيطُـونَ بِـهِ عِلمـًا " ( ‏سورة طه / آية : 110 )
    ككيفيـة الاسـتواء فـي قولـه تعالـى :
    " الرَّحمَـنُ عَلَـى العَـرشِ اسـتَوَى" (سورة طه / آية : 5 )
    أو كيفيـة سـمعه وبصـره وتكليمـه وكيفيـة الأشـياء التـي فـي عالـم الغيـب ‏،
    فهـذا محكـم المعنـى متشـابه فـي الكيفيـة تشـابه حقيقـي ، فـلا يدخـل ‏فـي المتشـابه معانـي الآيـات التـي وصـف الله بهـا نفسـه ، وإلا كانـت ‏كلمـات جوفـاء بـلا معنـى ، تعالـى الله عـن ذلـك
    وعلـى ذلـك
    فجميـع آيـات الصفـات محكمـة المعنـى متشـابهة فـي الكيفيـة ‏فقـط تشـابه حقيقـي ، فجميــع آيـات الصفـات لهـا معانـي معلــوم عنـد ‏الراسـخين فـي العلــم حسـب اجتهادهـم فـي تحصيلـه .‏

    أمـا
    الكيـف فيفوضـون العلـم بـه لعـلام الغيـوب . ‏
    وهـذا النـوع مـن المتشـابه لا يُسـأل عـن اسـتكشافه لتعـذر الوصـول إليـه ‏‏ ‏
    ‏ ( تفسير القرآن الكريم / سورة البقرة / ج : 1 / ‏ص : 49 )

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    Quran رد: المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه فـــي القـــــرآن

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الإثنين 27 سبتمبر - 0:09:04

    النــوع الثانــي : " التشــابه النســبي " : ‏‏ ‏
    وهـو الاشـتباه أي خفـــاء المعنــى بحيـث يشـتبه علـى بعـض النــاس ‏دون غيرهـم ، فيعلمــه الراسـخون فـي العلـم دون غيرهـم
    ( وهـذا ‏تشـابه نسـبي ـ وهـذا النـوع يُسـأل عـن اسـتكشافه وبيانـه ؛ لإمكـان ‏الوصـول إليـه )

    وقـد انقسـم النـاس فـي ذلـك إلـى قسـمين :

    القســم الأول : ‏

    الراسـخون فـي العلـم : ويقولـون :
    " آمنـا بـه كـل مـن عنـد ربنـا "
    ‏وإذا كـان مـن عنــده ـ سـبحانه ـ فلـن يكـون فيـه اشـتباه يسـتلزم ‏ضـلالاً أو تناقضـًا ، وَيَــرُدُّون المتشـابه إلـى المحكـم فصـار مـآل ‏المتشـابه إلـى الإحكـام . ‏

    القســم الثانــي : ‏

    أهـــل الضــلال والزيـغ : وهــم يتبعـون المتشـابه ويجعلـوه مثـارًا ‏للشـك والتشـكيك ، فَضَلُّـوا ‏وأَضَلُّـوا . ‏
    وقـد يـؤدي هـذا التشـابه إلـى توهـم الواهـم : ‏
    ـ مـا لا يليـق بالله تعالـى , ‏
    ـ أو مـا لا يليـق بكتـابه , ‏
    ـ أو مـا لا يليـق برسـوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ , ‏
    ويفهـم العالـم الراسـخ فـي العلـم خـلاف ذلـك مـن المتشـابه.

    فيمـا يتعلـق بالله تعالـى :‏
    ‏# مثـال أول :
    أن يتوهـم واهـم من قولـه تعالـى :

    " بَـل يَـدَاهُ مَبسُـوطَتَانِ " ( ‏سورة المائدة / آية :64 ‏)أن للـه يديـن مماثلتيـن لأيـدي المخلوقيـن .
    نـرد هـذا المتشـابه إلـى المحكـم ليكـون الجميـع مُحْكَمـًا كالآتـي : ‏الراسـخون فـي العلـم يقولـون : إن للـه تعالـى يديـن حقيقيتيـن علـى ما ‏يليـق بجلالـه وعظمتـه ، لا تماثـلان أيـدي المخلوقيــن ، كمـا أن لـه ـ ‏سـبحانه ـ ذاتـًا لا تماثـل ذوات المخلوقيـن ؛ لأن الله تعالـى يقـول :
    " ‏لَيـسَ كَمِثلِـهِ شَـيءٌ وَهُـوَ السَّـمِيعُ البَصِيـرُ " (سورة الشورى / آية : 11 ‏).
    فـردّوا المتشـابه الـذي هـو ----> " بـل يـداه مبسـوطتان " الغيـر واضـح ‏الدلالـة ، إلـى المحكـم الواضـح الدلالـة الـذي هـو ----> " ليـس كمثلـه ‏شـيءٌ وهـو السـميع البصيـر " . ‏
    ليصيـر الجميـع محكمـًا واضـح الدلالـة .
    ‏ ‏
    ‏# مثــال ثــان :‏
    أن يتوهـم واهـم مـن قولـه تعالـى :
    " إِنَّـا نَحـنُ نُحيـيِ المَوتَـى " ( ‏سورة يس / آية : 12 )‏
    ومـن قولـه تعالـى :
    " إِنَّـا نَحـنُ نَزَّلنَـا الذِكْـرَ وَإِنَّـا لَـهُ لَحَافِظُـونَ " ‏‏ ‏ (‏سورة الحجر / آية : 9) ‏

    ونحوهمـا ممـا أضـاف الله فيـه الشـيء إلـى نفسـه بصفـة الجمـع .

    ـ فاتبـع الضـال الـذي فـي قلبـه زيـغ هـذا المتشـابه وادَّعَـى تَعَـدُّد ‏الآلهـة وتـرك المحكـم الـدال علـى أن الله واحـد . ‏
    ـ وأمـا الراسـخون فـي العلـم فيحملـون الجمـع المتمثـل فـي لفظـة " ‏نحـن "
    علـى التعظيـم لتعـدد صفـات الله وعظمهـا ، ويـردُّون هـذا ‏المتشـابه إلـى المحكـم فـي قولـه تعالـى :
    " وَإِلَهُكُـم إِلَـهٌ وَاحِـدٌ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُـوَ "
    ( ‏سورة البقرة / آية : 163 ) ‏

    فيمـا يتعلـق بكتـاب الله : ‏

    ‏# مثـال أول : ‏
    ‏ أن يتوهـم واهـم تناقـض القــرآن وتكذيـب بعضـه بعضـًا :‏
    لقولـه تعالـى :
    " مَـا أَصَابَـكَ مِـن حَسَنَـةٍ فَمِـنَ اللهِ وَمَـا أَصَابَـكَ ‏مِـن سَـيِّئةٍ فَمِـن نَّفسِـكَ "
    ( ‏سورة النساء / آية : 79)

    ولقولـه تعالـى فـي موضـع آخـر : ‏

    ‏" وَإِن تُصِبَهُـم حَسَـنَةٌ يَقُولُـوا هَـذِهِ مِـن عِنـدِ اللهِ وَإِن تُصِبْهُـم ‏سَـيِّئةٌ يَقُولُـوا هَـذِهِ مِـن عِنـدِكَ قُـل كُـلٌّ مِّـن عِنـدِ اللهِ " ( ‏سورة النساء / آية : 78 )


    فـرد هــذا النـص المتشـابه ، ظاهــر التناقــض ‏إلـى المحكـم الواضـح الدلالـة ليكـون الجميـع محكمـًا كالآتـي : ‏

    رأي أول :

    الراسـخون فـي العلـم يقولـون : إن الحسـنة والسـيئة كلتاهمـا بتقديـر الله ‏عـز وجـل ، لكن الحسـنة سـببها التفضـل مـن الله تعالـى علـى عبـاده ، أما ‏السـيئة فسـببها فعـل العبـد ؛ كمـا قـال تعالـى : " وَمَـا أَصَابَكُـم مِّـن ‏مُّصِيبَـةٍ فَبِمَـا كَسَـبَت أَيدِكُـم وَيَعفُـو عَـن كَثِيـرٍ " ‏
    ‏ (‏سورة الشورى آية : 30 ) ‏
    فإضافـة السـيئة إلـى العبـد مـن إضافـة الشـيء إلـى سـببه ، لا مـن ‏إضافتـة إلـى مقـدِّرِهِ ، أمـا إضافـة الحسـنة والسـيئة إلـى الله تعالـى فمـن ‏بـاب إضافـة الشـيء إلـى مُقَـدِّرِهِ ، وبهـذا يـزول مـا يُوهِـم الاختـلاف ‏بيـن الآيتيـن لانفكـاك الجهـة . ‏
    ‏ { تفسير سورة البقرة / محمد صالح بن ‏عثيمين / ج : 1 / ص : 48 } ‏
    ‏-رأي ثــان :‏

    قــال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

    " إن الله قَـدَّرَ مقاديـرَ الخلــقِ ‏قبــل أن يخلـق السـموات والأرض بخمسـين ألـف سـنة "
    (‏رواه مسلم / حديث رقم : 653 ) ‏
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    Quran رد: المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه فـــي القـــــرآن

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الإثنين 27 سبتمبر - 0:13:20

    فـإرادة الله ـ سـبحانه تنقسـم إلـى قسـمين :

    القســم الأول
    إرادة كونيـة قدريـة
    ( كـن فيكـون )


    وهـي المشـيئة ، ولا ملازمـة بينهـا وبيـن المحبــة والرضـا ـ أي محبـة الله ورضـا الله عنهـا ـ ،

    بـل يدخــل فيهـا الكفــر والإيمـان ، ولا محيـص عنهـا
    كقولـه تعالـى :
    " فَمَـن يُـرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَـهُ يَشـرَح صَـدرَهُ لِلإِسـلامِ وَمَن يُـرِد أَن يُضِلَّـهُ يَجعَـل صَـدرَهُ ضَيِّقـًا حَرَجـًا " ( سورة الأنعام / آية : 125 )

    فهـذه الآيـة تشمـل جميـع الخلـق ، فلابـد لكـل أحـد إمـا أن يشـرح الله صـدره للإسـلام ، وإمـا أن يجعـل صـدره ضيقـًا حرجـًا .

    القســم الثانــي
    إرادة دينيــة شـرعية


    @ وهـي ـ مختصـة بمراضـي الله ومحابـه ، وعلـى مقتضاهـا أمــر عبـاده ونهاهـم ،
    كقولـه تعالـى :
    " يُرِيـدُ اللَّهُ لِيُبَيِّـنَ لَكُــم وَيَهدِيَكُـم سُـنَنَ الَّذِيـنَ مِـن قَبلِكُـم وَيَتُـوبَ عَلَيكُــم وَاللَّهُ عَلِيـمٌ حَكِيـمٌ " ( سورة النساء / آية : 26 )

    وهـذه الإرادة تكـون فـي حـق المؤمـن الطائـع : فتجمـع الإرادة الكونيـة القدريـة ، والإرادة الدينيـة الشـرعية .
    وتنفـرد الإرادة الكونيـة القدريـة فـي حـق الفاجـر العاصـي .
    { 200 سـؤال وجـواب فـي العقيـدة ( الحكمـي ) / ص : 84 0 }
    ‏# مثـال ثان : ‏
    أن يتوهـم واهـم تناقـض القـرآن وتكذيـب بعضهـم بعضـًا :
    لقولـه تعالـى :
    " إِنَّـكَ لاَ تَهـدِي مَـن أَحْبَبْـتَ " (سورة القصص / آية : 56 )

    ولقولـه تعالـى : "
    وَإِنَّـكَ لَتَهـدِي إلـى صِـرَاطٍ مُّسـتَقِيمٍ " (سورة الشورى / آية : 52 )

    ففـي الآيتيـن موهـم تعـارض ، فيتبعـه مـن فـي قلبـه زيـغ ويظـن بينهمـا تناقضـًا وهـو النفـي
    فـي الأولـى ، والإثبـات فـي الثانيـة!!!!
    وأمـا الراسـخون فـي العلـم فيقولـون :
    لا تناقـض فـي الآيتيـن :

    = فالمـراد بالهدايــة فـي الآيــة الأولـى ----> هدايـة التوفيـق ,
    وهـذه لا يملكهـا إلا الله وحـده ، فـلا يملكهـا الرسـول ولا غيـره .....
    والمـراد بهـا فـي الآيـة الثانيـة ----> هدايـة الدَّلالـة ,
    وهـذه تكـون من الله تعالـى ؛ ومن غيـره ..... فتكـون مـن الرسـل وورثتهـم مـن العلمـاء الربانييـن .

    فيمـا يتعلـق برسـول الله
    ـ صلى الله عليه وعلى وآله وسلم ـ



    قـد يتوهـم الواهـم مـا لا يليـق برسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

    # مثـال ذلــك :

    قولـه تعالـى لنبيــه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

    "
    فَـإِن كُنـتَ فـي شَـكٍّ مِّمَّـا أَنزَلنَـا إِلَيــكَ فاسـألِ الَّذِيـنَ يَقـرءُونَ الكِتَـابَ مِـن قَبلِـكَ لَقَـد جَـاءَكَ الحَـقُّ مِـن رَّبِّـكَ فَـلاَ تَكُونَـنَّ مِـنَ المُمتَرِيـنَ "
    ( سورة يونس/ آية : 94 )


    ففـي الآيـة ما يوهـم وقـوع الشـك مـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فيمـا أُنـزِلَ إليـه ، فيتبعـه مـن فـي قلبـه مـرض ؛ فيدَّعـي أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وقـع منـه ذلـك ، فيطعـن فـي رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .

    ونـرد هـذا المتشـابه إلـى المحكـم ليكـون الجميـع محكمـًا كالآتـي :

    الراسـخون فـي العلـم يقولـون :

    إن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لـم يقـع منـه شَـكٌّ فيمـا أُنـزِلَ إليـه ، بـل هـو أعلـم النـاس بالقـرآن ، وأقواهـم يقينـًا كمـا قـال الله تعالـى فـي نفـس السـورة :

    " قُــل يَا أَيُهَـا النَّـاسُ إِن كُنتُـم فـي شَـكٍ مِّـن دِينِـي فَـلاَ أَعبُـدُ الَّذِيـنَ تَعبُـدُونَ مِـن دُونِ اللَّهِ " ( سورة يونس / آية : 104 )

    أي إن كنتـم فـي شـكٍّ ـ [ مـن دينـي ] ـ فأنـا علـى يقيـن منـه ، ولهـذا لا أعبـد الذيـن تعبـدون مـن دون الله ، بـل أكفـر بهـم وأعبـد الله .

    ولا يلـزم مـن قولـه تعالـى :
    " فَإِن كُنـتَ فـي شـكٍّ مِّمَّـا أَنزَلنَـا إِلَيـكَ " سورة يونس / آية : ( 94 ) ،

    أن يكـون الشــكُّ جائـزًا علـى الرســول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أو واقعـًا منـه
    ألا تـرى قولـه تعالـى :

    " قُـل إِن كَـانَ للرَّحمَـنِ وَلَـدٌ فَأنَـا أَوَّلُ العَابِدِيـنَ " ( سورة الزخرف / آية : 81 )
    -

    هـل يلـزم منـه أن يكـون الولـد جائـزًا علـى الله تعالـى أو حاصـلاً ؟ !
    كـلا ؛ فهـذا لم يكـن حاصـلاً ، ولا جائـزًا على اللهِ تعالـى ، لقولـه تعالـى :

    " وَمَا يَنبَغِـي لِلرَّحمَـنِ أَن يَتَّخِـذَ وَلَـدًا 0 إِن كُـلُّ مَـن فـي السَّـموَاتِ وَالأَرضِ إِلاَّ آتِـي الرَّحمَـنِ عَبـدًا " 0 ( سورة مريم / آية : 92 ، 93 )

    ولا يلـزم مـن قولـه تعالـى :

    " فَـلاَ تَكُونَـنَّ مِـنَ المُمتَرِيـنَ " { سورة البقرة / آية : 147 ، سورة يونس / آية : 94 }
    أن يكـون الامتـراء ـ ( أي الشـك ) ـ واقعـًا من الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لأن النهـي عـن الشـيء قـد يوجـه إلـى مـن لـم يقـع منـه ، ألا تـرى قولَـهُ تعالـى :

    " وَلاَ يَصُدُّنَّـكَ عَـن آيَـاتِ اللَّهِ بَعـدَ إِذ أُنزِلَـتْ إِلَيـكَ وَادْعُ إِلَـى رَبِـكَ وَلاَ تَكُونَـنَّ مِـنَ المُشْـرِكِينَ " ( سورة القصص / آية : 87 )

    ومـن المعلـوم أنهـم لـم يصـدُّوا النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ عـن آيـات الله ، وأن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لـم يقـع منـه شـرك .

    والغـرض مـن توجيـه النهـي إلـى مَـنْ لا يقـع منـه : التنديـد بِمَـنْ وقـع منهـم ، والتحذيـر مـن منهاجهـم ، وبهـذا يـزول الاشـتباه ، وظَـنّ مـا لا يليـق بالرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
    { تفسـير القـرآن الكريـم / سورة البقرة / ج : 1 / ص : 49 }

    فـائــدة :


    " إن كنـتَ فـي شـكٍّ " ؛ فـي لغـة العـرب : اسـتجازة العـرب قـول القائـل منهـم لابنـه " إن كنـتَ ابنـي فَبِرِّنـي " ، وهـو لا يشـك فـي أنـه ابنـه
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    Quran رد: المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه فـــي القـــــرآن

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الإثنين 27 سبتمبر - 0:18:45

    منشــأ التشــابه وأقســامه وأمثلتــه

    نعلـم ممـا سـبق أن منشـأ التشـابه إجمـالاً ، هـو خفـاء مـراد الشـارع مـن كلامـه ؛ أمـا تفصيـلاً فنذكــر أن منـه مـا يرجـع خفـاؤه إلـى اللفــظ ، ومنـه مـا يرجـع خفـاؤه إلـى المعنـى ، ومنـه مـا يرجـع خفـاؤه إلـى اللفـظ والمعنـى معـًا
    فالقســـم الأول :

    وهـو ما كـان التشـابه فيـه راجعـًا إلـى خفـاء فـي اللفـظ وحـده :
    منه " مفـرد " و " مركـب "

    والمفــرد

    قـد يكــون الخفــاء فيـه ناشــئًا :
    = مـن جهـة " غرابتــه " ، أو
    = مِـن جهــة " اشـتراكه " .

    والمركــب

    قـد يكـون الخفــاء فيـه ناشــئًا :

    = مـن جهـة " اختصـاره " ، أو
    = مـن جهــة " بسـطه " ، أو
    = مـن جهـة " ترتيبـه " .

    مثـال التشـابه فـي " المفـرد " بسـبب غرابتـه ونــدرة اسـتعماله :

    لفـظ " الأبّ " بتشـديد البـاء فـي قولـه سـبحانه :
    " وفاكهـةً وأبـًّا " [ سورة عبس / آية : 31 ]
    وهــو ما ترعـاه البهائـم ؛ بدليـل قولـه بعـد ذلـك :

    " متاعـًا لكـم ولأنعامكـم " [ سورة عبس / آية : 32 ]

    ومثـال التشـابه فـي " المفــرد " بسـبب اشـتراكه بيـن معـان عـدة :

    لفـظ " اليميــن " فـي قولـه سـبحانه :

    " فـراغ عليهـم ضربـًا باليميـن " [ سورة الصافات / آية : 93 ]


    أي فأقبـل إبراهيـم علـى أصنـام قومـه ضاربـًا لها باليميـن مـن يديـه لا بالشـمال ، أو ضاربـًا لهـا ضربـًا شـديدًا بالقـوة ؛ لأن اليميـن أقـوى الجارحتيـن ؛ أو ضاربـًا لها بسـبب اليميـن التـي حلفهـا ونَـوَّه بهـا القـرآن إذ قـال :

    " وتـا الله لأكيـدنَّ أصنامكـم بعـدَ أن تولـوا مدبريـن " [ سورة الأنبياء / آية : 57 ]

    كل ذلـك جائـز ، ولفـظ اليميـن مشـترك بينهـا .

    ومثـال التشـابه فـي " المركــب " بسـبب اختصـاره :
    قولـه تعالـى :

    " وإن خفتـم ألا تقسـطوا فـي اليتامـى فانكحـوا مـا طـاب لكـم مـن النسـاء "
    [ سورة النساء / آية : 3 ]


    فإن خفـاء المـراد فيـه ، جـاء من ناحيـة إيجـازه ؛ والأصـل :
    " وإن خفتـم ألا تقسـطوا فـي اليتامـى لو تزوجتموهـن ، فانكحـوا مـن غيرهـن ما طـاب لكـم مـن النسـاء "

    = ومعنـاه أنكـم إذا تحرجتـم مـن زواج اليتامـى مخافـة أن تظلموهـن ؛ فأمامكـم غيرهـن فتزوجــوا منهـن ما طـاب لكـم .
    = وقيـل إن القـوم كانـوا يتحرَّجـون مـن ولايـة اليتامـى ولا يتحرجـون مـن الزنـى ، فأنــزل الله الآيـة .
    = ومعنـاه :

    إن خفتـم الجَـوْر فـي حـق اليتامـى فخافـوا الزنـى أيضـًا ، وتبدلـوا بـه الـزواج
    الـذي وسـع الله عليكـم فيـه ، فانكحـوا ما طـاب لكـم مـن النسـاء مثنـى وثـلاث وربـاع .

    ومثـال التشـابه فـي " المركــب " بسـبب بسـطه والإطنـاب فيـه :

    قولـه جلْـت حكمتـه :
    " ليـس كمثلـه شـيء " [ سورة الشورى / آية 11 ]

    فـإن حـرف الكـاف لو حـذف وقيــل " ليـس مثلـه شـيء " كـان أظهـر للسـامع مـن هـذا التركيـب الـذي ينحـل إلـى : " ليـس مثـل مثلـه شـيء " وفيـه مـن الدقـة مـا يعلـو علـى كثيـر مـن الأفهـام .

    ومثـال التشـابه يقـع فـي " المركــب " لترتيبـه ونظمـه :
    قولـه جـل ذكـره:
    " الحمـد للهِ الـذي أنـزل علـى عبـده الكتـابَ ولـم يجعــل لـه عِوَجـًا * قَيِّمـًا "
    [ سورة الكهف / آية : 1 ، 2 ]


    فـإن الخفـاء هنـا جــاء مـن جهـة الترتيـب بيـن لفـظ " قَيِّمـًا " ومـا قبلـه ولـو قيـل : " أنـزل علـى عبـده الكتـاب قَيِّمـًا ولـم يجعـل لـه عِوَجـًا " لكـان أظهـر أيضـًا .

    واعلـم أن فـي مقدمـة هـذا القسـم فواتـح الســور المشـهورة ، لأن التشـابه والخفــاء فـي المـراد منهـا ، جـاء مـن ناحيـة ألفاظهـا لا محالـة .

    والقســم الثانـي :

    وهـو مـا كـان التشــابه فيـه راجعـًا إلـى خفــاء المعنـى وحــده :
    مثالـه :

    كـل ما جـاء فـي القـرآن الكريـم :
    = وصفـًا لله تعالـى ، أو
    = لأهـوال القيامـة ، أو
    = لنعيـم الجنـة وعـذاب النـار ؛

    فـإن العقــل البشـري لا يمكـن أن يحيـط بحقائــق صفـات الخالـق ، ولا بأهـوال القيامـة ، ولا بنعيـم أهـل الجنـة وعـذاب أهـل النـار .

    وكيـف السـبيل إلـى أن يحصـل فـي نفوسـنا صـورة ما لـم نحسُّـه ، ومـا لـم يكـن فينـا مثلـه ولا جنسـه ؟

    واعلـم أن فـي مقدمــة هـذا القسـم المشـكلات المعروفـة بمتشـابهات الصفـات ؛ فـإن التشـابه والخفــاء لـم يجـيء مـن ناحيـة غرابــة فـي اللفــظ أو اشـتراك فيـه بيـن عـدة معـان أو لإيجـاز أو إطنـاب مثـلاً ، فيتعيـن أن يكـون مـن ناحيـة المعنـى وحـده .

    القســـم الثالــث :

    وهـو ما كـان التشـابه فيـه راجعـًا إلـى اللفـظ والمعنـى معـًا :
    مثالـه :

    قولـه تعالـى :
    " وليـسَ البِــرُّ بـأن تأتـوا البيـوتَ مـن ظهورهـا " [ سورة البقرة / آية : 189 ]

    فإن مـن لا يعـرف عـادة العـرب فـي الجاهليـة ، لا يسـتطيع أن يفهـم هـذا النـصَّ الكريـم علـى وجهـه ..

    وَرَدَ أن ناسـًا مـن الأنصـار كانـوا إذا أحرمـوا لم يدخـل أحـد منهـم حائطـًا ولا دارًا ولا فسـطاطًا مـن بـاب ؛ فـإن كـان مـن أهـل المَـدَرِ ( 1 ) نقــب نقبـًا فـي ظهـر بيتــه يدخـل ويخـرج منـه ، وإن كـان مـن أهـل الوبـر ( 2 ) خـرج مـن خلـف الخبـاء ، فنـزل قـول الله :

    " وليـس البِـرُّ بـأن تأتـوا البيـوتَ مـن ظهورهـا ولكـنَّ البِــرَّ مـن اتَّقـى ، وأُتـوا البيـوت مـن أبوابهـا ، واتَّقـوا الله لعلكـم تفلحـون "

    ( 1 ) أهـل المـدر : سـكان البيـوت المبنيـة ، خـلاف البـدو ، سـكان الخيـام 0
    ( 2 ) أهـل الوبـر : أهـل الباديـة ؛ لأنهـم يتخـذون بيوتهـم مـن الوبـر0

    فهـذا الخفـاء الـذي فـي الآيـة ، يرجـع إلـى اللفـظ بسـبب اختصـاره ؛ ولو بسـط لقيـل :

    " وليـس البـر بأن تأتـوا البيـوت مـن ظهورهـا إذا كنتـم محرميـن بحـج أو عمـرة "

    ويرجـع الخفـاء إلـى المعنـى أيضًـا ؛ لأن هـذا النـص علـى فـرض بسـطه كمـا رأيــت ، لابــد معـه مـن معرفـة عـادة العـرب فـي الجاهليـة وإلا لتعـذَّر فهمـه .
    ( مناهل العرفان / ج : 2 / ص : 297 )
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    Quran رد: المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه فـــي القـــــرآن

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الإثنين 27 سبتمبر - 0:20:23

    الخلاصــــة :


    المتشــابه:

    • يرجـع خفـاؤه إلـى اللفـظ فقـط : وهذا:
      = مفـرد : الخفـاء ناشـئًا عـن :
      - غرابتـه
      - اشـتراكه أو
      = مركـب : الخفـاء ناشـئًا عـن :
      - اختصـاره
      - بسـطه
      - ترتيبـه
      يرجـع خفـاؤه إلـى المعنـى فقـط : مثـل
      - الغيبيـات
      - وحقائـق الصفـات
      - وغيـره

      يرجـع خفـاؤه إلـى اللفـظ والمعنـى معـًا
      بأقسـامها الموضحـة
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    Quran رد: المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه فـــي القـــــرآن

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الإثنين 27 سبتمبر - 0:25:39

    الحكمــة فــي تنــوع القــرآن إلـى محكـم ومتشــابه
    ====================================



    لـو كـان القـرآن كلـه محكمًـا:
    = لفاتـت الحكمـة مـن الاختبـار بـه تصديقًـا وعمـلاً لظهـور معنـاه ،
    = وعـدم المجـال لتحريفــه والتمسـك بالمتشـابه ابتغــاء الفتنــة وابتغـاء تأويلـه ،

    ولـو كـان كلُّـه متشـابهًا

    = لفـات كونـه بيانـًا ، وهـدى للنـاس ،
    = ولمـا أمكـن العمـل بـه ، وبنـاء العقيــدة السـليمة عليـه ،

    ولكـن الله تعالـى بحكمتـه جعـل منه آيـات محكمـات ، يُرْجَـع إليهـن عنـد التشـابه ،
    وأُخَـر مشـابهات امتحانًـا للعبـاد ؛ ليتبيـن صـادق الإيمـان ممـن فـي قلبــه زيـغ .

    فـإن صـادق الإيمـان يعلـم أن القـرآن كلـه مـن عنـد الله تعالـى ، ومـا كـان مـن عنـد الله فهـو حــق ، ولا يمكـن أن يكـون فيـه باطـل ، أو تناقـض لقولـه تعالـى :

    " لاَّ يَأْتِيِـه الْبَاطِـلُ مِـن بَيْـنِ يَدَيـهِ وَ لاَ مِـن خَلْفِـهِ تَنزِيـلٌ مِّـنْ حَكِيـمٍ حَمِيـدٍ "
    ( سورة فصلت / آية : 42 )


    وأما مـن فـي قلبـه زيـغ فيتخـذ مـن المتشـابه سـبيلاً إلـى :
    - تحريـف المحكـم
    - واتبـاع الهـوى فـي التشـكيك فـي الأخبـار
    - والاسـتكبار عـن الأحكـام ،

    ولهـذا تجـد كثيـرًا مـن المنحرفيـن فـي العقائـد والأعمـال ، يحتجـون علـى انحرافهـم بهـذه الآيـات المتشـابهة .
    { تفسـير القـرآن الكريـم / سـورة البقـرة / ج : 1 / ص : 51 }

    # ومـن حِكَـم تنـوع القـرآن إلـى محكـم ومتشـابه :

    نقـل السـيوطي عـن الكرمانـي فـي غرائبـه أنه قـال :
    " إن قيـل :
    ما الحكمـة فـي إنـزال المتشـابه ممـن أراد لعبـاده البيـان والهـدى ؟
    قلنـا :

    إن كـان ( أي المتشـابه ) ممـا يمكـن علمـه فلـه فوائـد :
    ـ منهـا الحـث للعلمـاء علـى النظـر الموجـب للعلـم بغوامضـه والبحـث عـن دقائقـه ، فـإن اسـتدعاء الهمـم لمعرفـة ذلـك مـن أعظـم القُـرَب .
    ـ ومنهـا ظهــور التفاضــل وتفـاوت الدرجـات ؛ إذ لـو كـان محكمًـا لا يحتـاج إلـى تأويـل ونظــر لاسـتوت منـازل الخلـق ، ولـم يظهـر فضـل العالـم علـى غيـره.

    وإنَ كـان ( أي المتشـابه ) ممـا لا يمكـن علمـه ( بـأن اسـتأثر الله بـه ) ، فلـه فوائـد :

    ـ منهـا ابتـلاء العبـاد بالوقـوف عنـده
    - والتوقـف فيـه
    - والتفويـض والتسـليم ،
    { مناهل العرفان في علوم القرآن / ج : 2 / ص : 319 }


    # تســـاؤلات والـــرد عليهــا :

    س : هـل كـل مـن يتبـع المتشـابه يُحْكَـم عليـه بأنـه فـي قلبـه زيـغ ؟ !
    ج : لا .
    ـ إذا تـرك المسـلم النـص المحكــم وأخـذ بالنـص المتشـابه ، فإنـه ليـس علـى سـبيل الإطـلاق يُحكـم عليـه بأنـه مـن الذيـن يوصفـون بـأن فـي قلوبهـم زيـغ ، فقـد يكـون " المتشـابه " عنـده " محكـم " وذلـك بعـد اجتهـاده وبحثـه وصدقـه فـي طلـب الحـق وفـي اتبـاع الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وهـذا أمـر يُوكَــل إلـى عَـلاَّم الغيـوب الـذي يعلـم مـا تخفـي الصـدور ، بـل قـد يكـون هـذا الشـخص عنـد الله مأجـورًا وإن أخطـأ!!!!

    ـ وأمـا إذا تـرك المسـلم النـص المحكــم وأخـذ بالنــص المتشـابه ، تَرَخُّصًـا واتباعـًا للهـوى أو المصلحـة أو غيـر ذلـك ـ بينمـا أمامـه النصـوص المحكمــة واضحـة الدَّلالـة ، فهـذا علـى خطـر عظيـم ، والله أعلـم بحالـه ، وقـد يُعَـدّ ممـن يوصـف بأنـه فـي قلبـه زيـغ .

    س : هـل المحكـم والمتشـابه يكـون فـي آيـات القـرآن الكريـم فقـط ؟ !

    ج : لا .

    المحكـم والمتشـابه قـد يكـون أيضًـا فـي الأحاديـث النبويـة :

    # وأمثلـة ذلـك :

    ـ نـوم ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ مـع النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وزوجتـه في فـراش واحـد !!!

    • فتتولـد شـبهة الاختـلاط ومـا إلـى ذلـك
    • ثـم عنـد النظــر فـي الأحاديـث الـواردة فـي هـذا الأمـر نجـد أن هـذه الزوجـة هـي ميمونـة زوج النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهـي خالـة ابـن عبـاس
    • فيـزول الإشـكال
    { صحيح سنن أبي داود / ج : / أحاديث رقم : 1205 ، 1215 ، 1216 }

    ـ تحديـث عائشـة ـ رضي الله عنها ـ لأحـد الصحابـة بأمـر شـخصي !!!!

    عـن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ أن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
    { قَبَّــلَ امـرأة مـن نسـائه ثـم خـرج إلـى الصـلاة ولـم يتوضـأ }

    قـال عـروة : فقلـتُ لهـا : مـن هـي إلا أنـت ؟ .... فضحكـتْ .
    { صحيح سنن أبي داود / ج : 1 / حديث رقم : 165}

    هـذا المُـزَاح بيـن أم المؤمنيـن عائشـة ـ رضي الله عنها وهـذا الصحابـي يثيـر الشـبهات !!!!!!!

    • نـرد هـذا المتشـابه إلـى المحكـم
    • وذلـك بـأن نَكِـل حقائــق الأمــور إلـى الله ولا نشـك فـي الصحابـة ،
    • ولا نشـك فـي النصـوص التـي تحـرم الاختـلاط
    • وبالتتبـع وجـد أن : عـروة هـو عـروة بـن الزبيـر وهـو ابـن أختهـا
    • فيـزول الإشـكال .
    {حاشية صحيح سنن أبي داود / ج : 1 / ص : 36 }


    قاعـــدة :

    ـ إذا كان لدينـا نصـوص محكمـة وأخـرى متشـابهة ، وليـس لدينـا وسـيلة أو أي أدوات للترجيـح ، فعلينـا أن نتهـم أنفسـنا بعـدم الإلمـام بكـل النصــوص الخاصـة بهـذه المسـألة ، وألا نحيـد عـن المحكـم فـي هـذه المسـألة إلـى المتشـابه فيهـا.

    ـ وعنـد تعـارض قـول أو فعـل النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ مـع قـول أو فعـل غيـره ، فـلا يجـوز تـرك قـول أو فعـل النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لأحـد كائنًـا مـن كـان ، سـواء كـان صاحبيًّـا جليـلاً أو عالمـًا جليـلاً 0 وهـذا هـو منهـج الصحابـة الكـرام.

    * عـن صالـح بـن كيسـان عـن ابـن شـهاب أن سـالم بـن عبـد الله حدثـه أنـه سـمع رجـلاً مـن أهـل الشـام ، وهـو يسـأل عبـد الله بـن عمــر عـن التمتـع بالعمـرة إلـى الحـج ، فقـال عبـد الله ابـن عمـر :

    هـي حـلال .. فقـال الشـامي :
    إن أبـاك قـد نهـى عنهـا
    قـال عبـد الله :
    أرأيـت إن كـان أبـي نهـى عنهـا ، وصنعهـا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، أَمْــر أبـي يُتَّبَـع أم أمـر رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ؟ !

    فقـال الرجـل : بـل أمـر رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ 0

    فقـال : لقـد صنعهـا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ

    {أخرجه الترمذي , وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في كتابه :
    الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / ج : 5 / كتاب السنة / ص : 36 }

    فعنـد مـا نناقـش مسـألة : سـفر المـرأة مـع ذي محـرم منهـا :

    نجـد أن هنـاك أحاديـث كثيـرة عـن الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ توجـب سـفر المـرأة مـع ذي محـرم منهـا :

    { فعـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
    " لا يحــل لامــرأة تسـافر مسـيرة يـومٍ وليلـةٍ إلا مـع ذي محـرم عليهـا " متفق عليه ـ نيل الأوطار}


    ثـم نجـد أثـر عـن بعـض أمهـات المؤمنيـن أنهـن سـافرن بـدون محـرم !!!!

    فهـذا الأثـر مـن المتشـابهات التـي لا نعلــم مـا وراءهـا مـن حقائــق ، فـلا نتهـم أحـد بعـدم الاتبـاع .....

    • فهـذا فعـل صحابـه واجتهادهـم وهـم غيـر معصوميـن
    • ولا نعلـم حقيقـة الأمـر ولا حجتهـم ،
    • ونَكِـلُ أمـرَ الحكـم علـى فعلِهـم إلـى اللهِ ،
    • وأما بالنسـبة لمـن بلغـه الأحاديـث الـواردة فـي تحريـم سـفر المـرأة بـدون محـرم ،
    • وهـي نصـوص محكمـة وفـي أعلـى مراتـب الصحـة ،
    • فعليـه تـرك العمـل بهـذه الآثــار المتشـابهة ، واتبـاع النصـوص المحكمـة ،
    • ولا يحيـد عـن المحكـم إلـى المتشـابه .

    جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ***************
    muslima
    muslima
    Aiutattivo-a
    Aiutattivo-a


    Sesso : انثى

    Numero di messaggi : 344
    Età : 44

    Quran رد: المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه فـــي القـــــرآن

    مُساهمة من طرف muslima الثلاثاء 28 سبتمبر - 21:22:44

    ربنا يبارك لك في جهدك و وقتك و عملك
    آمين آمين آمين

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 0:38:50