Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

وصايا وآداب الإقامة والزيارة للمدينة المنورة  Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    وصايا وآداب الإقامة والزيارة للمدينة المنورة

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    وصايا وآداب الإقامة والزيارة للمدينة المنورة  Empty وصايا وآداب الإقامة والزيارة للمدينة المنورة

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد السبت 9 أكتوبر - 15:36:33

    وصايا وآداب الإقامة والزيارة للمدينة المنورة

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد : -
    قال الله - تعالى - : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة 100].

    مما لا شك فيه أن للمدينة المنورة كما لمكة المكرمة مكانة عظيمة عند الله - تبارك وتعالى - وعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وعليه فحريّ بالمقيمين بها والزائرين لها أن يبادروا إلى العمل بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها، وأن يتأدبوا بالآداب التي أرشدهم إليها وحثهم عليها، وأن يتخذوا من ذلك قرْبَة يتقربون بها إلى الله - تبارك وتعالى - وليحمدوا الله - تعالى - مستشعرين ما امتنّ الله عليهم به من نعم عظيمة ، ويسّرَ لهم الوصول إليها، والصلاة في مسجد سيد الخلق : رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الذي تشدّ إليه الرحال . إذ أن كثيرا من المسلمين في أنحاء المعمورة، يتحرقون شوقا للظفر بذلك .
    متجملين بما تجمل به سلفنا الصالح - رحمهم الله - تعالى - من أخلاق عالية رفيعة ، طاعة لله - تعالى -، ورغبة في نيل رضاه، ولتقرّ أعينهم بطيب الإقامة فيها أو بزيارتها، قدوتهم في ذلك رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وصحبه الكرام - رضي الله عنهم أجمعين -، ولنا فيهم أسوة حسنة.

    ومن هذه الوصايا والآداب : ـ

    1 : حب المدينة والترغيب في سكناها : ــ فقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه - سبحانه - أن يحبب إليه المدينة كما حبب إليه مكة أو أشد ، فعن عائشة -رضي الله عنه - قالت : " قدمنا المدينة وهي وبيئة ، فاشتكى أبو بكر، واشتكى بلال، فلما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شكوى اصحابه قال : (اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد، وصححها ، وبارك لنا في صاعها ومدها ، وحوّل حمّاها إلى الجحفة) [مختصر مسلم780].

    2: حب أهلها : لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - من أشد الناس رفقا وأدبا مع أهل المدينة " الأنصار "، كيف لا ! وقد امتدحه ربنا - عز وجل - بقوله : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [ القلم 4 ] .
    وقد أوصى بهم وبحبهم حتى في آخر عهده بالدنيا ، فعن أنس - رضي الله عنه - قال : " مر أبو بكر والعباس بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون فقال : ما يبكيكم ؟ قالوا : ذكرنا مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - منا ، فدخل أحدهما على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بذلك . فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد عصب على رأسه حاشية برد فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم . فحمد الله وأثنى عليه . ثم قال : ( أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي* وعيبتي*، وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ) (حديث صحيح رواه البخاري . فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وسلكتِ الأنصار واديا أو شعبا، لسلكت وادي الأنصار وشعبها، والأنصار شعار ، والناس دثار إنكم سترون بعدي أثرة ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) ( حديث صحيح رواه البخاري ).

    كرشي* وعيبتي* : قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى – في تفسيرها : أراد أنهم بطانته وموضع سره وأمانته، والذين يعتمد عليهم في أموره ، واستعار الكرش والعيبة لذلك لأن المجتر يجمع علفه في كرشه ، والرجل يضع ثيابه في عيبته . انظر : [صحيح الجامع 2/499. حديث رقم 2547 الحاشية] .

    3 : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تخويف أهل المدينة : عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - : (من أخافَ أهلَ المدينةِ أخافَه اللهُ) [صحيح الجامع 5977] .
    وعنه - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - : (من أخافَ أهلَ المدينةِ ، فقد أخاف ما بين جنبي) [صحيح الجامع 5978] .

    4 : توعّـد الله - تبارك وتعالى - من يؤذي أهلها بأشد العقوبة : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال أبو القاسم - صلَّى الله عليه وسـلَّم - : (من أراد أهلَها بسُوءٍ ـ يريد المدينةِ ـ أذابَه اللهُ كما يذوبُ الملحُ فى الماء) [مختصرمسلم 784] .

    5 : عليه أن يستقيم على أمر الله - تعالى -، وأن يلتزم بطاعته، وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن ذنب من يعصي الله - تعالى - في الحرم أعظم وأشد ممن يعصيه خارج الحرم، وللأسف فإن انتهاك الحرمات تكثر بالسرقة وخاصة ما بين القبر والمنبر، مع شدة التدافع والزحام ولا حول ولا قوة إلا بالله .

    6 : ــ يستحب له الحرص على طلب العلم الشرعي وتعليمه : ــ يستحب لكل مسلم يقصدها أن يكون مجتهدا قدر المستطاع بالطاعة والعبادة ، وأن يكون طالب علم أو معلما كما قال نبينا الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا بخير يتعلمه أو يعلمه ، فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله ، ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل جاء ينظر إلى متاع غيره ) [صحيح الترغيب 83 ، صحيح الجامع 6183 ] .

    7 : ــ على الزائر أن ينوي بقلبه الزيارة وشد الرحال إلى لمسجد النبوي ، لكن دون شد الرحال إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا يمنع هذا من صلى بالمسجد أن يمر بالقبر ويسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وليقل : السلام على النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام على أبي بكر ، السلام على عمر. - رضي الله عنهما – ويدعو لهم بخير، بسكينة ووقار، بلا ضجيج ولا تدافع، ولا زغاريد تعلو بها أصوات بعض النساء هداهن الله – تعالى - .

    8 : ــ عليه أن لا يُحدِث فيها، ولا يأوي محدثا، وأن يتحاشى البدع والإستغاثات الشركية التي تفعل في المدينة المنورة وخاصة عند البقيع، وفي المسجد النبوي وقرب قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " وصاحبيه - رضي الله عنهما - : لما في ذلك من الوعيد الشديد من الله - تعالى -، ومن رسوله - صلى الله عليه وسلم - لمن أحدث فيها أو آوى محدثا، وذلك لعظم شأنها، وخطورة المعصية فيها : فعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (المدينة حرام من كذا وكذا، لا يقطع شجرها، ولا يحدث فيها حدث، من أحدث فيها أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا) [متفق عليه] و[صحيح الجامع 6685] .

    فالحذر الحذر مما يفعله المبتدعة، والطرقية بالحجرة النبوية، من تمسّح وتبرك وتقبيل لجدرانها، واستغاثات شركية برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتفريج كربات، وقضاء حاجات، ومن توسلات بدعية بدعوى محبته ومكانته - صلى الله عليه وسلم - متأولين قول الله - تبارك وتعالى - : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } [ النساء : 64] .
    وهذا تأويل باطل . لأن الآية الكريمة تدل على : أنهم لو جاؤوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – واستغفروا الله - تعالى - عنده ، واستغفر لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم –وهو حي يرزق قبل وفاته، لوجدوا الله توابا رحيما .

    وقد كان الصحابة - رضوان الله عليهم - يتوسلون إلى الله - تعالى - بدعائه وهو حيّ، وهذا أمر مشروع .
    ولم يثبت بدليل صحيح عن أحد من الصحابة - رضي الله عنهم - أنه توسل برسول الله - صلى الله عليه وسلم – بعد وفاته، لا عند قبره ، ولا بعيدا عنه .
    إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم –حي يرزق في قبره حياة برزخية لا يعلم كنهها إلا الله – تعالى -، انقطع بوفاته عن الدعاء فلا يغيث ملهوفا ، ولا ُيجيب داعيا ولا يسمعهم ، ولا يعلم عن أحوالهم شيئا إلا الصلاة عليه ، ومع ذلك لا يسمعها من تلقاء نفسه ، وإنما لله – تعالى - ملائكة سياحين في الأرض تستمع إلى الصلاة والسلام عليه ثم يبلغونه إياها. فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام )(حديث صحيح) رواه :(أحمد ،والنسائي، وابن حبان، والحاكم) . انظر : [ صحيح الجامع 2174 ] . ‌

    وملك عند رأسه أعطاه الله سمع العباد يبلغه الصلاة عليه . فعن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن لله تعالى ملكا أعطاه سمع العباد فليس من أحد يصلي علي إلا أبلغنيها ، وإني سألت ربي أن لا يصلي علي عبد صلاة إلا صلى عليه عشر أمثالها ) (حديث حسن) (رواه : الطبراني) انظر : [صحيح الجامع 2176].‌

    وحبذا الإطلاع على كتاب التوسل لشيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - فقد أورد فيها أدلة التوسل الجائز والممنوع وحققها ورد عليها . فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .

    9 : حذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الخروج من المدينة رغبة عنها : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه : هلم إلى الرخاء ! هلم إلى الرخاء ! والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، والذي نفسي بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها من هو خير منه ، ألا إن المدينة كالكير يُخرج الخبث . لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد (صحيح رواه مسلم) انظر : [صحيح الجامع 8004] .
    وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إني أحرّم ما بين لابتيّ المدينة أن يقطع عضاها، أو يقتل صيدها، وقال : المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجَهدِها إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة) [مختصر مسلم 774].

    الله الله ... أختـــــــــــــــــاه !! : ينبغي علينا طاعة الله - تبارك وتعالى -، وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومحبة محابه، والرضى بما ارتضاه لنا ربنا دون إفراط ولا تفريط ، فوالله إن الخير كل الخير في حسن الإتباع .

    أسأل الله - تعالى - أن يوفقنا وإياكم وساكني المدينة وزائريها لما يحب ويرضى، وأن يرزقنا طيب إقامة فيها ، وحسن عمل ، وحسن أدب ، وحسن خاتمة ، وأن يحفظها آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين .إنه ولي ذلك والقادر عليه .

    من محاضرات ملتقى الحج باللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله – تعالى -.
    بقلم وتقديم : أم عبد الله نجلاء الصالح.

    __________________
    قال الإمام الأوزاعي– رحمه الله تعالى - :
    « اصبر نفسك على السنّة ، وقف حيث وقف القوم ، وقل بما قالوا ، وكفّ عمّا كفُّوا ، واسلك سبيل سلفك الصالح ، فإنه يسعك ما وسعهم » أخرجه اللألكائي برقم (115) ، والبيهقي في « المدخل » (233) بسند صحيح .
    وقال – رحمه الله تعالى - : « ندور مع السنّة حيث دارت » أخرجه اللألكائي برقم (47) .


    كل السلفيين

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 3:39:55