بتبرئة أم المؤمنين
عائشة الصديقة بنت الصديق
من ابن سلول الحقير الذليل وزمرته الأفاكين المنافقين
فنالت بهذه البراءة مزيدا من العزِّ والرفعة
وارتد هؤلاء المنافقين على أعقابهم صاغرين
واستغفر لله وتاب من زلَّ من المؤمنين
فقال ربي جل في علاه
(( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ))
ومن روعة التفسير ما جاء في التيسير من قول عبد الله الفقير شيخنا السعدي رحمه الله العليم القدير
{ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } . إلى آخر الآيات
وهو قوله: { لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } لما ذكر فيما تقدم، تعظيم الرمي بالزنا عموما، صار ذلك كأنه مقدمة لهذه القصة، التي وقعت على أشرف النساء، أم المؤمنين رضي الله عنها، وهذه الآيات، نزلت في قصة الإفك المشهورة، الثابتة في الصحاح والسنن والمسانيد.
وحاصلها أن النبي صلى الله عليه وسلم، في بعض غزواته، ومعه زوجته عائشة الصديقة بنت الصديق، فانقطع عقدها فانحبست في طلبه ورحلوا جملها وهودجها، فلم يفقدوها، ثم استقل الجيش راحلا وجاءت مكانهم، وعلمت أنهم إذا فقدوها، رجعوا إليها فاستمروا في مسيرهم، وكان صفوان بن المعطل السلمي، من أفاضل الصحابة رضي الله عنه، قد عرس في أخريات القوم ونام، فرأى عائشة رضي الله عنها فعرفها، فأناخ راحلته، فركبتها من دون أن يكلمها أو تكلمه، ثم جاء يقود بها بعد ما نزل الجيش في الظهيرة،
فلما رأى بعض المنافقين الذين في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، في ذلك السفر مجيء صفوان بها في هذه الحال، أشاع ما أشاع، ووشى الحديث، وتلقفته الألسن، حتى اغتر بذلك بعض المؤمنين، وصاروا يتناقلون هذا الكلام، وانحبس الوحي مدة طويلة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وبلغ الخبر عائشة بعد ذلك بمدة، فحزنت حزنا شديدا،
فأنزل الله تعالى براءتها في هذه الآيات، ووعظ الله المؤمنين، وأعظم ذلك، ووصاهم بالوصايا النافعة.
فقوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ } أي: الكذب الشنيع، وهو رمي أم المؤمنين { عُصْبَةٌ مِنْكُمْ } أي: جماعة منتسبون إليكم يا معشر المؤمنين، منهم المؤمن الصادق [في إيمانه ولكنه اغتر بترويج المنافقين] (1) ومنهم المنافق.
{ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } لما تضمن ذلك تبرئة أم المؤمنين ونزاهتها، والتنويه بذكرها، حتى تناول عموم المدح سائر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم،
ولما تضمن من بيان الآيات المضطر إليها العباد، التي ما زال العمل بها إلى يوم القيامة، فكل هذا خير عظيم، لولا مقالة أهل الإفك لم يحصل ذلك، وإذا أراد الله أمرا جعل له سببا، ولذلك جعل الخطاب عاما مع المؤمنين كلهم، وأخبر أن قدح بعضهم ببعض كقدح في أنفسهم، ففيه أن المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، واجتماعهم على مصالحهم، كالجسد الواحد، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، فكما أنه يكره أن يقدح أحد في عرضه، فليكره من كل أحد، أن يقدح في أخيه المؤمن، الذي بمنزلة نفسه، وما لم يصل العبد إلى هذه الحالة، فإنه من نقص إيمانه وعدم نصحه.
{ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإثْمِ }وهذا وعيد للذين جاءوا بالإفك، وأنهم سيعاقبون على ما قالوا من ذلك،
وقد حد النبي صلى الله عليه وسلم منهم جماعة،
{ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ } أي: معظم الإفك، وهو المنافق الخبيث، عبد الله بن أبي بن سلول -لعنه الله-{ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }ألا وهو الخلود في الدرك الأسفل من النار. اهـ .
هذه الآيات البينات في تبرئة أمنا الحبيبة عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها رغم أنوف مرضى القلوب الذين يحاولون كالشياطين الوقيعة في عرضها ويرفضون حبها لخبل في عقولهم ومرض في نفوسهم
**********
عن عائشة رضي الله عنها قالت: إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتفقد يقول أين أنا اليوم أين أنا غدا استبطاء ليوم عائشة قالت : فلما كان يومي قبضه الله بين سَحْري ونحري.
(رواه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم – فضائل عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، المجلد الثامن، الجزء الخامس عشر، من صفحة 208 دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الثانية 1392 ه - 1972م).
استبطاء ليوم عائشة: كان عليه الصلاة والسلام يسأل عن يوم عائشة من شدة حبه لها رضي الله عنها.
فلما كان يومي قبضه الله: في آخر أيامه صلى الله عليه وسلم كان يمرض عندها بعد أن استأذن زوجاته، ولكن يوم قبض روحه بالذات كان يومها، يعني لو فرضنا أن الرسول لم يستأذن زوجاته وكان يمرض كل يوم عند واحدة من زوجاته حسب الدور،لكان أيضا يوم قبضه هو يوم عائشة رضي الله عنها.
قبضه الله بين سحري ونحري: قال الإمام النووي في شرحه: السحر بفتح السين المهملة وضمها وإسكان الحاء وهي الرئة وما تعلق بها.
*****
رضي الله عنها وأرضاها وقاتل الله من بالإفك رماها
منقول
عائشة الصديقة بنت الصديق
من ابن سلول الحقير الذليل وزمرته الأفاكين المنافقين
فنالت بهذه البراءة مزيدا من العزِّ والرفعة
وارتد هؤلاء المنافقين على أعقابهم صاغرين
واستغفر لله وتاب من زلَّ من المؤمنين
فقال ربي جل في علاه
(( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ))
ومن روعة التفسير ما جاء في التيسير من قول عبد الله الفقير شيخنا السعدي رحمه الله العليم القدير
{ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } . إلى آخر الآيات
وهو قوله: { لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } لما ذكر فيما تقدم، تعظيم الرمي بالزنا عموما، صار ذلك كأنه مقدمة لهذه القصة، التي وقعت على أشرف النساء، أم المؤمنين رضي الله عنها، وهذه الآيات، نزلت في قصة الإفك المشهورة، الثابتة في الصحاح والسنن والمسانيد.
وحاصلها أن النبي صلى الله عليه وسلم، في بعض غزواته، ومعه زوجته عائشة الصديقة بنت الصديق، فانقطع عقدها فانحبست في طلبه ورحلوا جملها وهودجها، فلم يفقدوها، ثم استقل الجيش راحلا وجاءت مكانهم، وعلمت أنهم إذا فقدوها، رجعوا إليها فاستمروا في مسيرهم، وكان صفوان بن المعطل السلمي، من أفاضل الصحابة رضي الله عنه، قد عرس في أخريات القوم ونام، فرأى عائشة رضي الله عنها فعرفها، فأناخ راحلته، فركبتها من دون أن يكلمها أو تكلمه، ثم جاء يقود بها بعد ما نزل الجيش في الظهيرة،
فلما رأى بعض المنافقين الذين في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، في ذلك السفر مجيء صفوان بها في هذه الحال، أشاع ما أشاع، ووشى الحديث، وتلقفته الألسن، حتى اغتر بذلك بعض المؤمنين، وصاروا يتناقلون هذا الكلام، وانحبس الوحي مدة طويلة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وبلغ الخبر عائشة بعد ذلك بمدة، فحزنت حزنا شديدا،
فأنزل الله تعالى براءتها في هذه الآيات، ووعظ الله المؤمنين، وأعظم ذلك، ووصاهم بالوصايا النافعة.
فقوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ } أي: الكذب الشنيع، وهو رمي أم المؤمنين { عُصْبَةٌ مِنْكُمْ } أي: جماعة منتسبون إليكم يا معشر المؤمنين، منهم المؤمن الصادق [في إيمانه ولكنه اغتر بترويج المنافقين] (1) ومنهم المنافق.
{ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } لما تضمن ذلك تبرئة أم المؤمنين ونزاهتها، والتنويه بذكرها، حتى تناول عموم المدح سائر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم،
ولما تضمن من بيان الآيات المضطر إليها العباد، التي ما زال العمل بها إلى يوم القيامة، فكل هذا خير عظيم، لولا مقالة أهل الإفك لم يحصل ذلك، وإذا أراد الله أمرا جعل له سببا، ولذلك جعل الخطاب عاما مع المؤمنين كلهم، وأخبر أن قدح بعضهم ببعض كقدح في أنفسهم، ففيه أن المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، واجتماعهم على مصالحهم، كالجسد الواحد، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، فكما أنه يكره أن يقدح أحد في عرضه، فليكره من كل أحد، أن يقدح في أخيه المؤمن، الذي بمنزلة نفسه، وما لم يصل العبد إلى هذه الحالة، فإنه من نقص إيمانه وعدم نصحه.
{ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإثْمِ }وهذا وعيد للذين جاءوا بالإفك، وأنهم سيعاقبون على ما قالوا من ذلك،
وقد حد النبي صلى الله عليه وسلم منهم جماعة،
{ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ } أي: معظم الإفك، وهو المنافق الخبيث، عبد الله بن أبي بن سلول -لعنه الله-{ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }ألا وهو الخلود في الدرك الأسفل من النار. اهـ .
هذه الآيات البينات في تبرئة أمنا الحبيبة عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها رغم أنوف مرضى القلوب الذين يحاولون كالشياطين الوقيعة في عرضها ويرفضون حبها لخبل في عقولهم ومرض في نفوسهم
**********
عن عائشة رضي الله عنها قالت: إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتفقد يقول أين أنا اليوم أين أنا غدا استبطاء ليوم عائشة قالت : فلما كان يومي قبضه الله بين سَحْري ونحري.
(رواه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم – فضائل عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، المجلد الثامن، الجزء الخامس عشر، من صفحة 208 دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الثانية 1392 ه - 1972م).
استبطاء ليوم عائشة: كان عليه الصلاة والسلام يسأل عن يوم عائشة من شدة حبه لها رضي الله عنها.
فلما كان يومي قبضه الله: في آخر أيامه صلى الله عليه وسلم كان يمرض عندها بعد أن استأذن زوجاته، ولكن يوم قبض روحه بالذات كان يومها، يعني لو فرضنا أن الرسول لم يستأذن زوجاته وكان يمرض كل يوم عند واحدة من زوجاته حسب الدور،لكان أيضا يوم قبضه هو يوم عائشة رضي الله عنها.
قبضه الله بين سحري ونحري: قال الإمام النووي في شرحه: السحر بفتح السين المهملة وضمها وإسكان الحاء وهي الرئة وما تعلق بها.
*****
رضي الله عنها وأرضاها وقاتل الله من بالإفك رماها
منقول