آداب الخلاء
أي آداب قضاء الحاجة، قال المناوي رحمه الله: "وهو [الخلاء] بالمد، المحل الخالي ثم
نقل لمحل قضاء الحاجة" اهـ [فيض القدير1/ 346].
وهذه الآداب منها ما هو واجب أو مستحب، ومنها ما تركه واجب أو مستحب وفعله محرم أو
مكروه، وسيأتي تفصيل ذلك.
قال الشيخ:
(1- يستحب لمن أراد دخول الخلاء أن يقول: بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث
والخبائث)
الخبث بتسكين الباء: الشر، وبضمها:
ذكران الشياطين، والخبائث: النفوس الشريرة، أو: إناث الشياطين.
قال النووي رحمه الله تعالى: "وهذا الأدب مجمع على استحبابه ولا فرق فيه بين البنيان
والصحراء" اهـ (2/ 93).
فائدة: متى يقول المتخلي هذا الذكر؟
يقول ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح: "..أما في الأمكنة المعدة لذلك فيقوله قبيل دخولها،
وأما في غيرها فيقوله في أول الشروع كتشمير ثيابه مثلا.."اهـ (1/ 230).
(وذلك لحديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ستر ما بين الجن
وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: بسم الله))
الستر: الحجاب، قال المناوي: "وذلك لأن اسم الله تعالى كالطابع على بني آدم فلا يستطيع الجن
فكه" اهـ [تحفة الأحوذي (2/ 241)].
(ولحديث أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال:
(اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)
فائدة:
ورد في سنن سعيد بن المنصور رواية للحديث تجمع بين البسملة والاستعاذة بلفظ
(بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)، قال ابن حجر في [الفتح] على شرط مسلم،
وتابعه الشوكاني كما في [الدراري المضية]، وحكم عليها الشيخ الألباني بالشذوذ.
(2- ويستحب إذا خرج أن يقول: غفرانك، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي
صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: (غفرانك)
قوله صلى الله عليه وسلم (غفرانك): أي أسألك المغفرة، والمغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه،
والحكمة من سؤال المغفرة بعد الخروج من الخلاء أن المؤمن لما تخلص من أذية الظاهر دعا
الله أن يخلصه من أذية الباطن وهي الذنوب.
(3- ويستحب أن يقدم رجله اليسرى في الدخول واليمنى في الخروج، وذلك لكون التيامن فيما
هو شريف، والتياسر فيما هو غير شريف، وقد ورد ما يدل عليه في الجملة)
أي ورد من الأدلة العامة ما يدل على أن التيامن فيما هو شريف، والتياسر فيما هو غير شريف،
فمثلا دخول المسجد يقدم فيه اليمنى لشرف المسجد، وهكذا.
(4- وإذا كان في الفضاء استحب له الإبعاد حتى لا يرى:
عن جابر رضي الله عنه قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي البَراز حتى يتغيب فلا يرى")
الفضاء: الخلاء، وقوله (حتى لا يرى) أي شخصه صلى الله عليه وسلم، وعليه فالاستحباب
عائد على عدم رؤية المتخلي، أما عورته فيجب سترها.
(5- ويستحب أن لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض:
عن ابن عمر رضي الله عنهما "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة لا يرفع ثوبه
حتى يدنو من الأرض")
لأن الأصل ستر العورة، فلا تكشف إلا بقدر الحاجة، والحكم يشمل كذلك المتخلي في الكنيف.
(6- ولا يجوز استقبال القبلة واستدبارها في الصحراء ولا في البنيان)
لا يجوز: أي يحرم، والحرام: "ما نهى عنه الشارع على وجه الإلزام بالترك"، وحكمه: يثاب
تاركه امتثالا، ويستحق العقاب فاعله.
ومعنى استقبال القبلة: أن يقعد المتخلي لحاجته مستقبلا القبلة كما يستقبلها في صلاته، ومعنى
استدبارها: أن يعطي المتخلي ظهره للقبلة، أي الاستدبار عكس الاستقبال في الجلسة لقضاء
الحاجة.
وهذه المسألة لأهل العلم أقوال كثيرة فيها، فمنهم من يقول بالكراهة فقط، ومنهم من يقول بنسخ
النهي عن الاستقبال والاستدبار مطلقًا، ومنهم من يقول باستحباب المخالفة فقط، أي يستحب أن لا
يستقبل القبلة وأن لا يستدبرها، ومنهم من يفرق بين البنيان والصحراء، فيجيزه في البنيان ويمنعه
في الصحراء (الخلاء)، لذا نفى الشيخ عبد العظيم هذا الفرق فقال:
(في الصحراء ولا في البنيان)،
وأدلة هذه الأقوال وغيرها في هذه المسألة تجدها في كتب الخلاف، والذي رجحه الشيخ
هنا حرمة الاستقبال والاستدبار في الصحراء والبنيان، ودليله:
(عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه قال:
(إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شرقوا أو غربوا)
قال أبو أيوب: "فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة،
فننحرف عنها ونستغفر الله تعالى")
مراحيض: جمع مِرحاض، وهو البيت المتخذ لقاء الحاجة.
(7- ويحرم التخلي في طريق الناس وفي ظلهم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اتقوا اللاعنين)،
قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: (الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم)
اللاعنان: الأمران الجالبان للعن من الناس، أي أن الرجل إذا فعل أحدهما لعنه الناس،
فلا تفعلوا حتى لا تلعنوا، وقيل في معنى اللاعنين: الملعون فاعلهما،
أي الذي يفعل أحدهما يلعنه الله تعالى.
فائدة: ورد في رواية أبي داود وغيره وصححها الشيخ الألباني من حديث
معاذ رضي الله عنه مرفوعًا:
(اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل)،
في هذه الرواية زيادة قوله صلى الله عليه وسلم (الموارد)
وهي: الطرق الموصلة إلى الماء.
فائدة أخرى: قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى:
فكل مجتمعات الناس لأمر ديني أو دنيوي لا يجوز للإنسان أن يتبول فيها أو يتغوط، والعلة:
القياس على نهي النبي صلى الله عليه وسلم من البول في الطرقات، وظل الناس، وكذلك:
الأذية التي تحصل للمسلمين في هذا العمل. اهـ [الشرح الممتع (1/ 80)].
وللحديث عن سائر الآداب بقية
أي آداب قضاء الحاجة، قال المناوي رحمه الله: "وهو [الخلاء] بالمد، المحل الخالي ثم
نقل لمحل قضاء الحاجة" اهـ [فيض القدير1/ 346].
وهذه الآداب منها ما هو واجب أو مستحب، ومنها ما تركه واجب أو مستحب وفعله محرم أو
مكروه، وسيأتي تفصيل ذلك.
قال الشيخ:
(1- يستحب لمن أراد دخول الخلاء أن يقول: بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث
والخبائث)
الخبث بتسكين الباء: الشر، وبضمها:
ذكران الشياطين، والخبائث: النفوس الشريرة، أو: إناث الشياطين.
قال النووي رحمه الله تعالى: "وهذا الأدب مجمع على استحبابه ولا فرق فيه بين البنيان
والصحراء" اهـ (2/ 93).
فائدة: متى يقول المتخلي هذا الذكر؟
يقول ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح: "..أما في الأمكنة المعدة لذلك فيقوله قبيل دخولها،
وأما في غيرها فيقوله في أول الشروع كتشمير ثيابه مثلا.."اهـ (1/ 230).
(وذلك لحديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ستر ما بين الجن
وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: بسم الله))
الستر: الحجاب، قال المناوي: "وذلك لأن اسم الله تعالى كالطابع على بني آدم فلا يستطيع الجن
فكه" اهـ [تحفة الأحوذي (2/ 241)].
(ولحديث أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال:
(اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)
فائدة:
ورد في سنن سعيد بن المنصور رواية للحديث تجمع بين البسملة والاستعاذة بلفظ
(بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)، قال ابن حجر في [الفتح] على شرط مسلم،
وتابعه الشوكاني كما في [الدراري المضية]، وحكم عليها الشيخ الألباني بالشذوذ.
(2- ويستحب إذا خرج أن يقول: غفرانك، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي
صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: (غفرانك)
قوله صلى الله عليه وسلم (غفرانك): أي أسألك المغفرة، والمغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه،
والحكمة من سؤال المغفرة بعد الخروج من الخلاء أن المؤمن لما تخلص من أذية الظاهر دعا
الله أن يخلصه من أذية الباطن وهي الذنوب.
(3- ويستحب أن يقدم رجله اليسرى في الدخول واليمنى في الخروج، وذلك لكون التيامن فيما
هو شريف، والتياسر فيما هو غير شريف، وقد ورد ما يدل عليه في الجملة)
أي ورد من الأدلة العامة ما يدل على أن التيامن فيما هو شريف، والتياسر فيما هو غير شريف،
فمثلا دخول المسجد يقدم فيه اليمنى لشرف المسجد، وهكذا.
(4- وإذا كان في الفضاء استحب له الإبعاد حتى لا يرى:
عن جابر رضي الله عنه قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي البَراز حتى يتغيب فلا يرى")
الفضاء: الخلاء، وقوله (حتى لا يرى) أي شخصه صلى الله عليه وسلم، وعليه فالاستحباب
عائد على عدم رؤية المتخلي، أما عورته فيجب سترها.
(5- ويستحب أن لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض:
عن ابن عمر رضي الله عنهما "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة لا يرفع ثوبه
حتى يدنو من الأرض")
لأن الأصل ستر العورة، فلا تكشف إلا بقدر الحاجة، والحكم يشمل كذلك المتخلي في الكنيف.
(6- ولا يجوز استقبال القبلة واستدبارها في الصحراء ولا في البنيان)
لا يجوز: أي يحرم، والحرام: "ما نهى عنه الشارع على وجه الإلزام بالترك"، وحكمه: يثاب
تاركه امتثالا، ويستحق العقاب فاعله.
ومعنى استقبال القبلة: أن يقعد المتخلي لحاجته مستقبلا القبلة كما يستقبلها في صلاته، ومعنى
استدبارها: أن يعطي المتخلي ظهره للقبلة، أي الاستدبار عكس الاستقبال في الجلسة لقضاء
الحاجة.
وهذه المسألة لأهل العلم أقوال كثيرة فيها، فمنهم من يقول بالكراهة فقط، ومنهم من يقول بنسخ
النهي عن الاستقبال والاستدبار مطلقًا، ومنهم من يقول باستحباب المخالفة فقط، أي يستحب أن لا
يستقبل القبلة وأن لا يستدبرها، ومنهم من يفرق بين البنيان والصحراء، فيجيزه في البنيان ويمنعه
في الصحراء (الخلاء)، لذا نفى الشيخ عبد العظيم هذا الفرق فقال:
(في الصحراء ولا في البنيان)،
وأدلة هذه الأقوال وغيرها في هذه المسألة تجدها في كتب الخلاف، والذي رجحه الشيخ
هنا حرمة الاستقبال والاستدبار في الصحراء والبنيان، ودليله:
(عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه قال:
(إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شرقوا أو غربوا)
قال أبو أيوب: "فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة،
فننحرف عنها ونستغفر الله تعالى")
مراحيض: جمع مِرحاض، وهو البيت المتخذ لقاء الحاجة.
(7- ويحرم التخلي في طريق الناس وفي ظلهم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اتقوا اللاعنين)،
قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: (الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم)
اللاعنان: الأمران الجالبان للعن من الناس، أي أن الرجل إذا فعل أحدهما لعنه الناس،
فلا تفعلوا حتى لا تلعنوا، وقيل في معنى اللاعنين: الملعون فاعلهما،
أي الذي يفعل أحدهما يلعنه الله تعالى.
فائدة: ورد في رواية أبي داود وغيره وصححها الشيخ الألباني من حديث
معاذ رضي الله عنه مرفوعًا:
(اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل)،
في هذه الرواية زيادة قوله صلى الله عليه وسلم (الموارد)
وهي: الطرق الموصلة إلى الماء.
فائدة أخرى: قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى:
فكل مجتمعات الناس لأمر ديني أو دنيوي لا يجوز للإنسان أن يتبول فيها أو يتغوط، والعلة:
القياس على نهي النبي صلى الله عليه وسلم من البول في الطرقات، وظل الناس، وكذلك:
الأذية التي تحصل للمسلمين في هذا العمل. اهـ [الشرح الممتع (1/ 80)].
وللحديث عن سائر الآداب بقية