Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

سبب التشابه وأقسامه وأمثلته Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    سبب التشابه وأقسامه وأمثلته

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    سبب التشابه وأقسامه وأمثلته Empty سبب التشابه وأقسامه وأمثلته

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الأحد 7 نوفمبر - 18:42:36

    سبب التشابه وأقسامه وأمثلته


    إذا كنا قد تعرضنا: لتعريف المحكم والمتشابه ..!!

    وتعرضنا كذلك: لأقوال العلماء في إمكانية معرفة المتشابه من عدم ذلك .!!

    فنبدأ الآن ـ بعون الله تعالى ـ في بيان سبب التشابه في الآيات القرآنية، وأقسام هذا المتشابه منها ، مع ذكر بعض الأمثلة التي تنير لنا الطريق لتحقيق هذا الهدف..
    فنقول وبالله التوفيق:

    نعلم مما سبق أن منشأ التشابه "إجمالاً" هو خفاء مراد الشارع من كلامه.

    أما تفصيلاً .. فنذكر أن :

    منه ما يرجع خفاؤه إلى اللفظ.

    ومنه ما يرجع خفاؤه إلى المعنى.

    ومنه ما يرجع خفاؤه إلى اللفظ والمعنى معاً.

    (فالقسم الأول) وهو ما كان التشابه فيه راجعاً إلى خفاء في اللفظ وحده وذلك :

    منه مفرد ومركب،

    والمفرد قد يكون الخفاء فيه ناشئاً

    من جهة غرابته أو من جهة اشتراكه.

    والمركب قد يكون الخفاء فيه ناشئاً

    من جهة اختصاره،

    أو من جهة بسطه،

    أو من جهة ترتيبه.

    مثال التشابه في المفرد بسبب غرابته وندرة استعماله، لفظ الأب بتشديد الباء في قوله سبحانه: وَفَاكِهَةً وَأَبًّا وهو ما ترعاه البهائم. بدليل قوله بعد ذلك:  مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ [ النازعات :33 ].

    ومثال المتشابه في المفرد بسب اشتراكه بين معان عدة، لفظ اليمين في قوله سبحانه فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ[الصافات : 93] أي فأقبل إبراهيم على أصنام قومه ضارباً لها باليمن من يديه لا بالشمال، أو ضارباً لها ضرباً شديداً بقوة؛ لأن اليمين أقوى الجارحتين، أو ضارباً لها بسبب اليمين التي حلفها ونوه بها القرآن إذا قال  وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ [الأنبياء :57]كل ذلك جائز، ولفظ اليمين مشترك بينهما.

    ومثال التشابه في المركب بسبب اختصاره قوله تعالى:  وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء فإن خفاء المراد فيه، جاء من ناحية إيجازه، والأصل: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى لو تزوجتموهن فانكحوا من غيره من ما طاب لكم من النساء.

    ومعناه أنكم إذا تحرجتم من زواج اليتامى مخافة أن تظلموهن؛ فأمامكم غيرهن فتزوجوا منهن ما طاب لكم.

    وقيل إن القوم كانوا يتحرجون من ولاية اليتامى ولا يتحرجون من الزنى، فأنزل الله الآية. ومعناه:

    إن خفتم الجور في حق اليتامى فخافوا الزنى أيضاً، وتبدلوا به الزواج الذي وسع الله عليكم فيه فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع.

    ومثال التشابه يقع في المركب بسبب بسطه والإطناب فيه، قوله جلت حكمته :  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [ ]فإن حرف الكاف لو حذف وقيل  لَيْسَ َمِثْلِهِ شَيْءٌ كان أظهر للسامع من هذا التركيب الذي ينحل إلى (ليس مثل مثله شيء) وفيه من الدقة ما يعلوا على كثير من الأفهام.
    ومثال التشابه يقع في المركب لترتيبه ونظمه، قوله جل ذكره  الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّمًا [ الكهف : ].

    فإن الخفاء هنا جاء من جهة الترتيب بين لفظ (قيماً) وما قبله.

    ولو قيل: أنزل على عبده الكتاب قيماً ولم يجعل له عوجاً ؛لكان أظهر أيضاً.

    وأعلم أن في مقدمة هذا القسم فواتح السور المشهورة؛ لان التشابه والخفاء في المراد منها، جاء من ناحية ألفاظها لا محالة.

    (والقسم الثاني) وهو ما كان التشابه فيه راجعاً إلى خفاء المعنى وحده.

    مثاله : كل ما جاء في القرآن الكريم وصفاً لله تعالى، أو لأهوال القيامة، أو لنعيم الجنة وعذاب النار ؛ فإن العقل البشري لا يمكن أن يحيط بحقائق صفات الخالق، ولا بأهوال القيامة، ولا بنعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار.

    وكيف السبيل إلى أن يحصل في نفوسنا صورة ما لم نحسه، وما لم يكن فينا مثله ولا جنسه؟.

    وأعلم أن في مقدمة هذا القسم : المشكلات المعروفة بمتشابهات الصفات.

    فإن التشابه والخفاء لم : يأت من ناحية غرابة في اللفظ ، أو اشتراك فيه بين عدة معان، أو إيجاز أو إطناب مثلاً فتعين أن يكون من ناحية المعنى وحده.
    (القسم الثالث) وهو ما كان التشابه فيه راجعاً إلى اللفظ والمعنى معاً،

    وله أمثلة كثيرة منها:

    قوله عز اسمه:  {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا}.

    فإن من لا يعرف عادة العرب في الجاهلية، لا يستطيع أن يفهم هذا النص الكريم على وجهه.

    ورد أن ناساً من الأنصار كانوا إذا أحرموا لم يدخل أحد منهم حائطاً ولا داراً ولا فسطاطاً من باب. فإن كان من أهل المدر: نقب نقباً في ظهر بيته، يدخل ويخرج منه
    وإن كان من أهل الوبر : خرج من خلف الخباء، فنزل قول الله: { وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

    فهذا الخفاء الذي في هذه الآية، يرجع إلى اللفظ بسبب اختصاره، ولو بسط لقيل: وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها إذا كنتم محرمين بحج أو عمرة.
    ويرجع الخفاء إلى المعنى أيضاً؛ لأن هذا النص على فرض بسطه كما رأيت، لابد معه من معرفة عادة العرب في الجاهلية، وإلا لتعذر فهمه(4).

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 3:07:52