:bismi Allah:
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم - وفقه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما
شرح الحديث الذي ورَدَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إن أحدكم ليعمل
بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل
بعمل أهل النار فيدخلها ..وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون
بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ]
وهل عمل أهل الجنة الذي يعمله الإنسان ثم يسبق عليه الكتاب ، عمل رياء ..
فضيلة
الشيخ/ هل لهذا الإنسان صفات معينة أو هل به خلل في نيته ، فلما علِم الله
منه ذلك قلب قلبه وصار مِن أهل النار ؟؟أم ما المقصود بهذا الحديث ؟؟
فتح الله عليك فضيلة الشيخ فتوح العارفين ووفقك الله وثبّتك على الحق ونوّر الله حياتك ورفع الله مقامك بالدنيا والآخرة .
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
هذا من عدم الإخلاص . وفي حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ زيادة توضّح السبب في ذلك .
ففيه
: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو
لِلنَّاسِ ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ
عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ . رواه البخاري ومسلم .
فقوله : " فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ " أي : فيما يظهر لهم ، وإلاّ فإن حقيقة الأمر أنه لا يعمل بِعمل أهل الجنة إلاّ رياء وسمعة .
ويدلّ
على ذلك سبب وُرُود الحديث ، وهو أن رجلا قاتَل قِتَالاً شديدا ، فلما كان
آخر النهار جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ ، فَوَضَعَ
نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ
تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ
عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ
النَّارِ ... الحديث .
ومثل ذلك : أوّل من تُسعّر بهم النار : مُجاهِد وعالِم وجَواد . كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة .
فهؤلاء
يُقال لهم : فعلتم ليُقال .. فكانوا يعملون أعمال الخير فيما يظهر للناس ،
ولكنهم في حقيقة الأمر يعملون لينالوا جزاء دنيويا .
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم - وفقه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما
شرح الحديث الذي ورَدَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إن أحدكم ليعمل
بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل
بعمل أهل النار فيدخلها ..وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون
بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ]
وهل عمل أهل الجنة الذي يعمله الإنسان ثم يسبق عليه الكتاب ، عمل رياء ..
فضيلة
الشيخ/ هل لهذا الإنسان صفات معينة أو هل به خلل في نيته ، فلما علِم الله
منه ذلك قلب قلبه وصار مِن أهل النار ؟؟أم ما المقصود بهذا الحديث ؟؟
فتح الله عليك فضيلة الشيخ فتوح العارفين ووفقك الله وثبّتك على الحق ونوّر الله حياتك ورفع الله مقامك بالدنيا والآخرة .
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
هذا من عدم الإخلاص . وفي حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ زيادة توضّح السبب في ذلك .
ففيه
: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو
لِلنَّاسِ ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ
عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ . رواه البخاري ومسلم .
فقوله : " فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ " أي : فيما يظهر لهم ، وإلاّ فإن حقيقة الأمر أنه لا يعمل بِعمل أهل الجنة إلاّ رياء وسمعة .
ويدلّ
على ذلك سبب وُرُود الحديث ، وهو أن رجلا قاتَل قِتَالاً شديدا ، فلما كان
آخر النهار جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ ، فَوَضَعَ
نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ
تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ
عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ
النَّارِ ... الحديث .
ومثل ذلك : أوّل من تُسعّر بهم النار : مُجاهِد وعالِم وجَواد . كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة .
فهؤلاء
يُقال لهم : فعلتم ليُقال .. فكانوا يعملون أعمال الخير فيما يظهر للناس ،
ولكنهم في حقيقة الأمر يعملون لينالوا جزاء دنيويا .
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد