الحمد لله ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
أشهد أن لا إله إلا الله أصدق القائلين وأعدل الحاكمين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خيرة المرسلين، وقائد الغر المجلين.
أما بعد:
فأوصيكم -عباد الله- بتقوى الله في السر والعلن ينجيكم من هلاك الهالكين، ويتولاكم فيما يتولى به عباده الصالحين.
ها قد رحل عنا هذا الشهر ومضى مع الراحلين، ورحيله خير شاهد على أن الله يرث الأرض ومن عليها وهو خير الغالبين.
مضى
هذا الشهرُ الكريم وقد أحسن فيه أناسٌ وأساء آخرون، وهو شاهدٌ لنا أو
علينا، شاهدٌ للمشمِّر بصيامه وقيامه، وعلى المقصِّر بغفلته وإعراضه، ولا
ندري -يا عباد الله- هل سندركه مرة أخرى، أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات
ومفرِّق الجماعات.
فسلام
الله على شهر الصيام والقيام، لقد مر كلمحة برق، أو غمضة عين، كان مضماراً
يتنافس فيه المتنافسون، وميداناً يتسابق فيه المتسابقون، فكم من أكُفٍّ
ضارعةٍ رُفعت! ودموعٍ ساخنةٍ ذُرِفت! وعَبَراتٍٍٍ حرَّاءَ قد سُكِبَت؟!
وحُق لها ذلك في موسم المتاجرة مع الله، موسمِ الرحمة والمغفرة والعتق من
النار.
معاشر
المسلمين: لقد مر بنا هذا الشهر المبارك كطَيف خيال، مر بخيراته وبركاته،
مضى من أعمارنا وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعناه فيه، فليفتح كل واحد
منا صفحة المحاسبة لنفسه: ماذا عمل فيه؟ ماذا استفاد منه؟ ما أثره في
النفوس؟ وما ثمراته في الواقع؟ وما مدى تأثيره على العمل والسلوك والأخلاق؟
إن
السؤال المطروح الآن بإلحاح: هل أخذنا بأسباب القبول بعد رمضان، وعزمنا
على مواصلة الأعمال الصالحة، أو أنَّ واقعَ كثير من الناس على خلاف ذلك؟!
هل تأسينا بـالسلف الصالح
رحمهم الله، الذين تَوْجَل قلوبهم وتحزن نفوسهم عندما ينتهي رمضان؟ لأنهم
يخافون أن لا يُتَقَبَّل منهم عملهم، لذا فقد كانوا يكثرون الدعاء بعد
رمضان بالقبول.
ذكر الحافظ ابن رجب عن معلى بن الفضل
، أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم، كما كانوا رحمهم الله
يجتهدون في إتمام العمل، وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله،
ويخافون من ردِّه.
سألت عائشة ا الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله سبحانه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [المؤمنون:60] {[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ابنة الصديق ؛ ولكنهم الذين يصلُّون ويصومون ويتصدقون ويخافون أن لا يُتَقَبَّل منهمويقـول علي بن أبي طالب : [[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [المائدة:27] ]].
وعن فَضالة بن عبيد قال: [[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [المائدة:27] ]].
وقال عطاء : [[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ]].
وقال ابن دينار : [[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ]].
إخوة الإيمان: وماذا بعد شهر رمضان؟ ماذا عن آثار الصيام التي صنعها في نفوس الصائمين؟
لننظر
في حالنا، ولنتأمل في واقع أنفسنا ومجتمعاتنا وأمتنا، ولنقارن بين حالنا
قبل حلول شهر رمضان وحالنا بعده: هل ملأت التقوى قلوبنا؟ هل صلحُت
أعمالنا؟ هل تحسنت أخلاقنا؟ هل استقام سلوكنا؟ هل اجتمعت كلمتنا وتوحدت
صفوفنا ضد أعدائنا، وزالت الضغائن والأحقاد من نفوسنا؟ هل تلاشت المنكرات
والمحرمات من أسرنا ومجتمعاتنا؟
أيها المسلمون: يا من استجبتم لربكم في رمضان استجيبوا له في سائر الأيام: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][الشورى:47] .
أما آن أن تخشع لذكر الله قلوبنا؟! وتتوحد على الصراط المستقيم دروبنا؟!
أيها
الإخوة في الله: لقد جاءت النصوص الشرعية بالأمر بعبادة الله والاستقامة
على شرعه عامة في كل زمان ومكان، ومطلقة في كل وقت وآن، وليست مخصصة
بمرحلة من العمر، أو مقيدة بفترة من الدهر، بل ليس لها غاية إلا الموت.
يقول الحسن البصري : [[ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ولمَّا سُئِل بشر الحافي عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضانُ تركوا، قال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان!
إخوة
العقيدة: إنه إن ودَّعتِ الأمة الإسلامية شهر رمضان المبارك بعد الإقبال
على الله والإكثار من الأعمال الصالحة، فينبغي أن لا يودع المسلمون صالح
العمل بعد رمضان، بل يجب أن تبقى آثار الصيام شعاراً متمثلاً في حياة
الفرد والأمة، وما أعطاه الصيام من دروس في الصبر والتضحية والإذعان لأمر
الله والوحدة والتضامن والألفة والمودة بين أفراد هذه الأمة؛ يجب أن يستمر
عليها المسلمون، وتُرى متجسدةً في حياتهم العملية بعد رمضان، وما تدنَّى
واقع الأمة وأصيب المسلمون بالوهن في أنفسهم والضعف أمام أعدائهم إلا لما
تخلوا عن أعز مقومات نصرهم وسيادتهم، وهو الدين الإسلامي الحق.
ولِما
أساء بعض أبناء الإسلام فَهمه فجعلوا للطاعة وقتاً وللمعصية أوقاتاً،
وللخير والإقبال زمناً، وللشر والإدبار أزماناً، عند ذلك لم تعمل مناسبات
الخير والرحمة ومواسم البر والمغفرة عملَها في قلوب كثير من الناس، ولم
تؤثر في سلوكهم وأخلاقهم، ولم تُجدِ في حل مشكلاتهم وقضاياهم إلا مَن رحم
الله.
أيها الإخوة
المسلمون: إن من شُكر الله عزَّ وجلَّ على نعمة توفيقه للصيام والقيام؛ أن
يستمر المسلم على طاعة الله عزَّ وجلَّ في حياته كلها، فالإله الذي يُصام
له ويُعبد في رمضان، هو الإله في جميع الأزمان، ومن علامة قبول الحسنة
الحسنة بعدها.
وإن من كفر النعمة وأمارات رد العمل: العودة إلى المعاصي بعد الطاعة.
يقول كعب : [[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ]] .
وإن
الناظر في حياة كثير من المسلمين اليوم في رمضان وبعد رمضان يأسف أشد
الأسف لما عليه بعض الناس -هداهم الله- بعد شهر الصيام من هجر المساجد،
وترك الجماعات، والتساهل في الصلوات، واعتزال الطاعات؛ من قراءة القرآن
والذكر والدعاء والبذل والإحسان والصدقة، والإقبال على أنواع المعاصي
والمنكرات، واستمراء الفواحش والمحرمات، وما ذاك -أيها الإخوة في الله-
إلا من قلة البصيرة في الدين، وسوء الفَهم لشعائر الإسلام.
وما
إضاعة الصلوات، واتباع الشهوات، والإغراق في الملذات، والعكوف على
المحرمات عبر السهرات والسمرات، والخروج إلى الشواطئ والمنتزهات، ومتابعة
الأفلام -وعفن القنوات- والفضائيات، إلا دليل على ضعف الإيمان في نفوس
فئام من الناس؛ فلنتق الله عباد الله!
فاتقوا
الله -عباد الله- ولا تهدموا ما بنيتم من الأعمال الصالحة في شهر رمضان،
اتقوا الله يا من عزمتم على المعاصي بعد رمضان، فرَبُّ الشهور واحد، وهو
على أعمالكم رقيب مشاهِد: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [النساء:1] .
واعلموا
أن الموت يأتي بغتة، وما مرور الأعوام بعد الأعوام، وتكرار الليالي
والأيام، إلا مذكِّر بتصرُّم الأعمار وانتهاء الآجال، والقدوم على الكبير
المتعال.
أيها المسلمون: أنسيتم أن الله افترض عليكم طاعته، وألزمكم عبادته في كل وقت؟!
ألا
فليَعْلَم ذلك جيداً مَن ودَّعوا الأعمال الصالحة بوداع رمضان، أفأمِنَ
هؤلاء أن ينزل بهم الموت ساعة من ليل أو نهار وهم على حال لا ترضي العزيز
الجبار، ولا تنفعهم يوم العرض على الواحد القهار؟! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [النحل:92] نعوذ بالله من الحور بعد الكور!
أما
آن لنا -أمة الإسلام- أن ندرك أن ما أصابنا من ضعف وهوان؛ إنما هو من عند
أنفسنا، ونتيجة لعدم استفادتنا من مواسم البر والإحسان؟! إذْ لم تعمل هذه
المواسم عمَلَها في القلوب؛ فتحييها بعد مَوات، وعمَلَها في الأمة؛
فتجمعها بعد فرقة وشتات، ولم تُجْدِ في حل ما استعصى من مشكلات، وعلاج ما
استفحل من معضلات، فإن ذلك دليل على عدم الوعي، وقصور الفهم للإسلام.
أما
إذا استقامت الأمة على العبادة، ولَمْ تَهدم ما بنته في مواسم الخير،
ولَمْ يستسلم أفرادُها وأبناؤها لنـزغات الشيطان وأعوانه، ولم يُبْطلوا ما
عملوه في رمضان، فإن الأمة بإذن الله تُمْسِك بصِمام الأمان وحبل النجاة؛
لتصل إلى شاطئ الأمان وبر السلام بإذن الله.
أشهد أن لا إله إلا الله أصدق القائلين وأعدل الحاكمين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خيرة المرسلين، وقائد الغر المجلين.
أما بعد:
فأوصيكم -عباد الله- بتقوى الله في السر والعلن ينجيكم من هلاك الهالكين، ويتولاكم فيما يتولى به عباده الصالحين.
ها قد رحل عنا هذا الشهر ومضى مع الراحلين، ورحيله خير شاهد على أن الله يرث الأرض ومن عليها وهو خير الغالبين.
مضى
هذا الشهرُ الكريم وقد أحسن فيه أناسٌ وأساء آخرون، وهو شاهدٌ لنا أو
علينا، شاهدٌ للمشمِّر بصيامه وقيامه، وعلى المقصِّر بغفلته وإعراضه، ولا
ندري -يا عباد الله- هل سندركه مرة أخرى، أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات
ومفرِّق الجماعات.
فسلام
الله على شهر الصيام والقيام، لقد مر كلمحة برق، أو غمضة عين، كان مضماراً
يتنافس فيه المتنافسون، وميداناً يتسابق فيه المتسابقون، فكم من أكُفٍّ
ضارعةٍ رُفعت! ودموعٍ ساخنةٍ ذُرِفت! وعَبَراتٍٍٍ حرَّاءَ قد سُكِبَت؟!
وحُق لها ذلك في موسم المتاجرة مع الله، موسمِ الرحمة والمغفرة والعتق من
النار.
معاشر
المسلمين: لقد مر بنا هذا الشهر المبارك كطَيف خيال، مر بخيراته وبركاته،
مضى من أعمارنا وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعناه فيه، فليفتح كل واحد
منا صفحة المحاسبة لنفسه: ماذا عمل فيه؟ ماذا استفاد منه؟ ما أثره في
النفوس؟ وما ثمراته في الواقع؟ وما مدى تأثيره على العمل والسلوك والأخلاق؟
إن
السؤال المطروح الآن بإلحاح: هل أخذنا بأسباب القبول بعد رمضان، وعزمنا
على مواصلة الأعمال الصالحة، أو أنَّ واقعَ كثير من الناس على خلاف ذلك؟!
هل تأسينا بـالسلف الصالح
رحمهم الله، الذين تَوْجَل قلوبهم وتحزن نفوسهم عندما ينتهي رمضان؟ لأنهم
يخافون أن لا يُتَقَبَّل منهم عملهم، لذا فقد كانوا يكثرون الدعاء بعد
رمضان بالقبول.
ذكر الحافظ ابن رجب عن معلى بن الفضل
، أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم، كما كانوا رحمهم الله
يجتهدون في إتمام العمل، وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله،
ويخافون من ردِّه.
سألت عائشة ا الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله سبحانه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [المؤمنون:60] {[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ابنة الصديق ؛ ولكنهم الذين يصلُّون ويصومون ويتصدقون ويخافون أن لا يُتَقَبَّل منهمويقـول علي بن أبي طالب : [[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [المائدة:27] ]].
وعن فَضالة بن عبيد قال: [[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [المائدة:27] ]].
وقال عطاء : [[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ]].
وقال ابن دينار : [[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ]].
إخوة الإيمان: وماذا بعد شهر رمضان؟ ماذا عن آثار الصيام التي صنعها في نفوس الصائمين؟
لننظر
في حالنا، ولنتأمل في واقع أنفسنا ومجتمعاتنا وأمتنا، ولنقارن بين حالنا
قبل حلول شهر رمضان وحالنا بعده: هل ملأت التقوى قلوبنا؟ هل صلحُت
أعمالنا؟ هل تحسنت أخلاقنا؟ هل استقام سلوكنا؟ هل اجتمعت كلمتنا وتوحدت
صفوفنا ضد أعدائنا، وزالت الضغائن والأحقاد من نفوسنا؟ هل تلاشت المنكرات
والمحرمات من أسرنا ومجتمعاتنا؟
أيها المسلمون: يا من استجبتم لربكم في رمضان استجيبوا له في سائر الأيام: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][الشورى:47] .
أما آن أن تخشع لذكر الله قلوبنا؟! وتتوحد على الصراط المستقيم دروبنا؟!
أيها
الإخوة في الله: لقد جاءت النصوص الشرعية بالأمر بعبادة الله والاستقامة
على شرعه عامة في كل زمان ومكان، ومطلقة في كل وقت وآن، وليست مخصصة
بمرحلة من العمر، أو مقيدة بفترة من الدهر، بل ليس لها غاية إلا الموت.
يقول الحسن البصري : [[ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ولمَّا سُئِل بشر الحافي عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضانُ تركوا، قال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان!
إخوة
العقيدة: إنه إن ودَّعتِ الأمة الإسلامية شهر رمضان المبارك بعد الإقبال
على الله والإكثار من الأعمال الصالحة، فينبغي أن لا يودع المسلمون صالح
العمل بعد رمضان، بل يجب أن تبقى آثار الصيام شعاراً متمثلاً في حياة
الفرد والأمة، وما أعطاه الصيام من دروس في الصبر والتضحية والإذعان لأمر
الله والوحدة والتضامن والألفة والمودة بين أفراد هذه الأمة؛ يجب أن يستمر
عليها المسلمون، وتُرى متجسدةً في حياتهم العملية بعد رمضان، وما تدنَّى
واقع الأمة وأصيب المسلمون بالوهن في أنفسهم والضعف أمام أعدائهم إلا لما
تخلوا عن أعز مقومات نصرهم وسيادتهم، وهو الدين الإسلامي الحق.
ولِما
أساء بعض أبناء الإسلام فَهمه فجعلوا للطاعة وقتاً وللمعصية أوقاتاً،
وللخير والإقبال زمناً، وللشر والإدبار أزماناً، عند ذلك لم تعمل مناسبات
الخير والرحمة ومواسم البر والمغفرة عملَها في قلوب كثير من الناس، ولم
تؤثر في سلوكهم وأخلاقهم، ولم تُجدِ في حل مشكلاتهم وقضاياهم إلا مَن رحم
الله.
أيها الإخوة
المسلمون: إن من شُكر الله عزَّ وجلَّ على نعمة توفيقه للصيام والقيام؛ أن
يستمر المسلم على طاعة الله عزَّ وجلَّ في حياته كلها، فالإله الذي يُصام
له ويُعبد في رمضان، هو الإله في جميع الأزمان، ومن علامة قبول الحسنة
الحسنة بعدها.
وإن من كفر النعمة وأمارات رد العمل: العودة إلى المعاصي بعد الطاعة.
يقول كعب : [[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ]] .
وإن
الناظر في حياة كثير من المسلمين اليوم في رمضان وبعد رمضان يأسف أشد
الأسف لما عليه بعض الناس -هداهم الله- بعد شهر الصيام من هجر المساجد،
وترك الجماعات، والتساهل في الصلوات، واعتزال الطاعات؛ من قراءة القرآن
والذكر والدعاء والبذل والإحسان والصدقة، والإقبال على أنواع المعاصي
والمنكرات، واستمراء الفواحش والمحرمات، وما ذاك -أيها الإخوة في الله-
إلا من قلة البصيرة في الدين، وسوء الفَهم لشعائر الإسلام.
وما
إضاعة الصلوات، واتباع الشهوات، والإغراق في الملذات، والعكوف على
المحرمات عبر السهرات والسمرات، والخروج إلى الشواطئ والمنتزهات، ومتابعة
الأفلام -وعفن القنوات- والفضائيات، إلا دليل على ضعف الإيمان في نفوس
فئام من الناس؛ فلنتق الله عباد الله!
فاتقوا
الله -عباد الله- ولا تهدموا ما بنيتم من الأعمال الصالحة في شهر رمضان،
اتقوا الله يا من عزمتم على المعاصي بعد رمضان، فرَبُّ الشهور واحد، وهو
على أعمالكم رقيب مشاهِد: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [النساء:1] .
واعلموا
أن الموت يأتي بغتة، وما مرور الأعوام بعد الأعوام، وتكرار الليالي
والأيام، إلا مذكِّر بتصرُّم الأعمار وانتهاء الآجال، والقدوم على الكبير
المتعال.
أيها المسلمون: أنسيتم أن الله افترض عليكم طاعته، وألزمكم عبادته في كل وقت؟!
ألا
فليَعْلَم ذلك جيداً مَن ودَّعوا الأعمال الصالحة بوداع رمضان، أفأمِنَ
هؤلاء أن ينزل بهم الموت ساعة من ليل أو نهار وهم على حال لا ترضي العزيز
الجبار، ولا تنفعهم يوم العرض على الواحد القهار؟! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [النحل:92] نعوذ بالله من الحور بعد الكور!
أما
آن لنا -أمة الإسلام- أن ندرك أن ما أصابنا من ضعف وهوان؛ إنما هو من عند
أنفسنا، ونتيجة لعدم استفادتنا من مواسم البر والإحسان؟! إذْ لم تعمل هذه
المواسم عمَلَها في القلوب؛ فتحييها بعد مَوات، وعمَلَها في الأمة؛
فتجمعها بعد فرقة وشتات، ولم تُجْدِ في حل ما استعصى من مشكلات، وعلاج ما
استفحل من معضلات، فإن ذلك دليل على عدم الوعي، وقصور الفهم للإسلام.
أما
إذا استقامت الأمة على العبادة، ولَمْ تَهدم ما بنته في مواسم الخير،
ولَمْ يستسلم أفرادُها وأبناؤها لنـزغات الشيطان وأعوانه، ولم يُبْطلوا ما
عملوه في رمضان، فإن الأمة بإذن الله تُمْسِك بصِمام الأمان وحبل النجاة؛
لتصل إلى شاطئ الأمان وبر السلام بإذن الله.