Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    سيرة إمام المسجد الحرام الشيخ الدكتور علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  Empty سيرة إمام المسجد الحرام الشيخ الدكتور علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد السبت 23 يوليو - 10:26:11

    بسم
    الله الرحمن الرحيم


    الحمد
    لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
    محمد بن عبدالله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما
    بعد
    :

    فإن
    من سير الأنام وتاريخ الأعلام نماذج فريدة وعبر مفيدة ، أناس
    مضوا بأبدانهم وخلدوا بذكرهم


    دمعت
    لهم العيون فأغرقت الجفون ، وخشع لصوتهم السمع حتى انسكب الدمع


    أحبهم
    الفؤاد وشهد لهم العباد ، رفعهم القرآن والعلم والإيمان ، فكان
    منهم علي ، حيي تقي ، أحبه الملك واصطفاه، وقربه وآواه ، حتى ضن
    به، وأتم به


    فذاع
    صوته في قصره، وصار آية دهره ، ذاك الولد اليتيم ذو الخلق
    الكريم، لم يلعب في طفولته ليعز في رجولته


    حفظ
    الكتاب وفاق الأصحاب ، ما غاب عن درسه وما أساء لنفسه


    عرفه
    العلماء وأجله القراء وعين في القضاء ، فاعتذر ورعاً وعف صنعاً
    ، فاصطفاه الإمام، للبيت الحرام ، فصلى خلفه وأخلد نفسه ، لتكون
    آية الزمن، وذكرى للعلن


    علي
    وعلي ، وإمام وإمام ، حافظ وحافظ ، وكلاهما خالد


    والعام
    واحد ، بعد الأربعمائة والألف من هجرة المصطفى ، عليه وعلى آله
    وصحبه خير الصلاة والسلام ومن اقتفى
    .


    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  1
    إمام
    المسجد الحرام
    الشيخ
    القارئ الحافظ الفقيه د
    .
    علي
    بن عبدالله بن علي جابر


    اسمه
    ونسبه
    هو
    الشيخ القارئ الحافظ الفقيه إمام المسجد الحرام الدكتور


    علي
    بن عبدالله بن صالح بن عبدالله بن ناصر بن جابر بن علي جابر
    السعيدي الموسطي اليافعي الحميري القحطاني
    اشتهر
    بـ
    (علي
    جابر
    )
    أو
    (علي
    عبدالله جابر
    )
    ويخطئ
    البعض بتسميته
    (علي
    باجابر
    )
    وهي
    تسمية غير صحيحة بتاتاً لأنها نسبة إلى قبيلة أخرى ، وقبيلة
    الشيخ هي
    (آل
    علي جابر
    )
    الذين
    ينتمون إلى بطن السُّعَيْدِي من الموسطة اليافعية والتي يرفع
    نسبها إلى حِمْيَر ثم إلى سبأ ، وعند التعريف بالفرد
    تستبدل
    (آل)
    بـ
    (بن)
    في
    اسم القبيلة المركب ليكون
    (آل
    علي جابر
    )
    أو
    (بن
    علي جابر
    ) فيكون
    الاسم الرباعي للشيخ
    :
    (
    علي
    بن عبدالله بن صالح بن علي جابر
    )
    ،
    والاسم الثلاثي له
    :
    (
    علي
    بن عبدالله بن علي جابر
    )
    .

    وقد
    نبه الشيخ إلى ذلك ، حتى تم توضيحه في مقدمة الإصدار الأول
    لتسجيلات التقوى الإسلامية بالرياض عام
    1406هـ
    لسورتي الفاتحة والبقرة من مسجد المحتسب بالمدينة المنورة مطلع
    رمضان ذلك العام
    .

    استمع
    إلى مقطع صوتي للتنبيه على الاسم الصحيح
    :
    مقدمة
    إصدار تسجيلات التقوى الإسلامية بالرياض عام
    1406هـ
    [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]



    فالشيخ
    من قبيلة
    (آل
    علي جابر
    )
    اليافعية
    السلفية التي تحالفت برئاسة شيخها عبدالحميد بن قاسم بن علي
    جابر مع أمير الدرعية عبدالعزيز بن محمد عام
    1205هـ
    لنشر دعوة التوحيد ومحاربة البدع والشركيات والخرافات، واستوطنت
    قبيلة آل علي جابر الموسطية اليافعية بلدة
    (خشامر)
    في
    حضرموت جنوب الجزيرة العربية
    .


    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  5

    وكان
    لها جهود بارزة في نشر العقيدة السلفية والدعوة لتحكيم الشريعة
    الإسلامية ومقاومة النظام الشيوعي


    بتاريخ
    حافل وجهاد مسطر معروف في تلك المنطقة شهد لها به خصومها
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  Empty رد: سيرة إمام المسجد الحرام الشيخ الدكتور علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد السبت 23 يوليو - 10:27:56

    ولادته
    ولد
    الشيخ علي هو وشقيقه
    (التوأم)
    سالم
    في مدينة جدة بالحجاز في شهر ذي الحجة عام
    1373هـ

    وكان
    والده إذ ذلك مواطناً سعودياً يعمل في التجارة ولديه مطعم تجاري
    يديره في حي باب شريف بجدة
    .


    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  12

    طفولته
    وانتقاله مع والديه إلى المدينة النبوية
    1374-1384نشأ
    الشيخ في أسرة صالحة حيث كان أبوه وعمه وجدته أم أبيه من
    المعروفين بالعبادة والصلاح ، واستجاب الله دعاء جدته حين ودعت
    أهلها وداعاً أخيراً عند خروجها للحج ودعت ربها أن تقبض روحها
    في منى أثناء حجتها الأخيرة ، وكان والده محباً للخير ويجل أهل
    العلم كثيراً ، وكثيراً ما كان يدعو بأن يتوفاه الله في مدينة
    المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى قرر الانتقال إليها
    لبركتها وليحضر دروس أهل العلم ولينشأ أبناؤه بينهم عسى أن يحقق
    أحدهم أمنيته حيث كان يتمنى أن يصبح أحد أبنائه من العلماء
    .

    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  14

    وكان
    ابنه علي يبلغ الخامسة من عمره عند انتقاله مع والديه من جدة
    إلى المدينة ، وكان والده يربيه على الفضائل ويصطحبه معه إلى
    المسجد النبوي ، ويمنعه من اللعب مع أقرانه من الأطفال في
    الشارع ، فلم يكن يعرف إلا طريق المدرسة والبيت والمسجد النبوي،
    حتى توفي والده بالمدينة كما تمنى ، والشيخ آنذاك في الحادية
    عشرة من العمر
    .

    يقول
    الشيخ علي جابر
    :
    (
    كان
    والدي
    -يرحمه
    الله
    -
    لا
    يسمح لنا بالخروج للعب في الشارع والاحتكاك بالآخرين
    ,
    حتى
    توفاه الله
    ,
    كنت
    لا أعرف إلا الاتجاه إلى المسجد النبوي ومن ثم الدراسة وأخيرا
    العودة إلى البيت
    ,
    لقد
    كان لوالدي
    -رحمه
    الله
    -
    دور
    كبير في تربيتي وتنشئتي وانتقل إلى جوار ربه في نهاية عام
    1384هـ
    وعمري آنذاك لا يتجاوز الأحد عشر عاما ثم تولى رعايتي
    ,
    من
    بعده
    ,
    خالي
    -رحمه
    الله
    -
    بالمشاركة
    مع والدتي
    )
    .

    التحاقه
    بحلقات تحفيظ القرآن الكريم
    1385-1389هـفي
    منطقة باب المجيدي شمال المسجد النبوي الشريف سكن الشيخ علي
    جابر مع والدته وخاله بجوار مسجد الأميرة منيرة بنت عبدالرحمن،
    وكان محفظ الطلاب في ذلك المسجد هو الشيخ رحمة الله بن قولداش
    بخاري المعروف بـ
    (الشيخ
    رحمة الله قاري
    )
    .
    فأتى
    خال الشيخ علي جابر إلى الشيخ رحمة الله قاري ومعه ابنا اخته
    علي وسالم وقال له
    :
    نحن
    جيران المسجد وهذان يتيمان ، ونرغب في تعليمهما في حلقة تحفيظ
    القرآن بالمسجد
    .
    ووافق
    الشيخ رحمة الله قاري واجتهد في تعليمهما، ورأى في الشيخ علي
    تميزاً في الحفظ والتعلم فزاد في الاهتمام به
    .


    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  19
    الشيخ
    رحمة الله قاري مع الشيخ علي جابر


    تربية
    الشيخ رحمة الله قاري لطلابه
    وكان
    الشيخ
    رحمة الله قاري معلماً مميزاً ، درس على مشائخ عدة منهم
    الشيخ حسن بن إبراهيم الشاعر، وكان الشيخ رحمة الله قاري يعلم
    الطلاب ويحفظهم ويؤدبهم، ويستخدم العصا في تأديبهم أحياناً بما
    يسمى
    (الفلكة)
    أو
    (الفلقة)
    ،
    فكان الطلاب يهابونه، وكان الشيخ رحمة الله قاري مع تحفيظه
    القرآن يعلم الطلاب الوضوء الصحيح والصلاة الصحيحة والإمامة
    والخطابة، فكان يأخذهم بعض الأوقات ليريهم كيفية الوضوء الصحيح
    ويجعلم يطبقونها وكذلك في بعض الأوقات التي يقل فيها الناس في
    المسجد كان يجعلهم يصلون ويؤمهم أحدهم بما يحفظ غيباً وهم
    يصوبونه إذا أخطأ ، والشيخ يلاحظهم وينبههم، وأحياناً يغلق
    أبواب المسجد ومكبرات الصوت الخارجية ويبقي على مكبرات الصوت
    الداخلية، ويطلب منهم إلقاء بعض الكلمات والمواعظ أو الخطب من
    على المنبر، ويشجعهم حتى يكونوا دعاة وأئمة على علم صحيح وعبادة
    صحيحة وتكون لهم تجربة تسقط عنهم حاجز التخوف والجهل وتنمي فيهم
    حب الخير ونفع أنفسهم والناس من حولهم
    .

    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  18

    وكان
    الشيخ رحمة الله قاري يحب الشيخ علي جابر ويعطف عليه كثيراً
    لكونه يتيماً ومن جيرانه مع ما تميز به من خلق وأدب رفيع
    وانضباط وجودة في التلقي، فكان شيخه يحرص عليه ويصطحبه معه كأحد
    أبنائه
    .

    انتقال
    الشيخ علي جابر لمعهد الشيخ خليل القاري



    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  20
    الشيخ
    خليل بن عبدالرحمن القاري


    أتم
    الشيخ علي جابر حفظ أحد عشر جزءاً من القرآن الكريم على يد
    الشيخ رحمة الله قاري ، وحصل على المركز الأول في مسابقة الحفاظ
    في فرع عشرة أجزاء، ولما افتتحت الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن
    الكريم معهداً متخصصاً لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة
    برئاسة الشيخ
    المقريء خليل بن عبدالرحمن القاري طلبوا من عموم حلقات
    تحفيظ القرآن بمساجد المدينة أن يرسلوا إليهم أفضل الطلاب
    المتميزين ، وكان من بينهم الشيخ علي جابر الذي رشحه الشيخ رحمة
    الله قاري ليتم بقية حفظه للقرآن الكريم في المعهد على يد الشيخ
    خليل القاري الذي تميز بتعليم إتقان التجويد على أسسه السليمة
    وتعليم طرق تحسين الصوت بالتلاوة
    .

    قال
    الشيخ علي جابر
    :
    "...
    رشحت
    بعد ذلك للالتحاق بالمعهد الذي افتتحته الجماعة الخيرية لتحفيظ
    القرآن الكريم بالمدينة النبوية وكان يديره الشيخ خليل بن
    عبدالرحمن وهذا الأخير أكملت عليه حفظ باقي كتاب الله عز وجل
    وكان له دور بارز في تمكيني من الحفظ وإتقان التجويد على أسسه
    السليمة
    ".
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  Empty رد: سيرة إمام المسجد الحرام الشيخ الدكتور علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد السبت 23 يوليو - 10:32:25

    مجالسته العلماء
    درس الشيخ على العديد من العلماء في الجامعة الإسلامية وفي المسجد
    النبوي وفي المعهد العالي للقضاء بالرياض وكان من أبرزهم سماحة
    الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله –
    عندما كان رئيساً للجامعة الإسلامية بالمدينة ، وكان الشيخ علي
    جابر يلازمه كثيراً ويتناول معه الغداء والعشاء على سفرته
    العامرة أغلب الأيام في تلك الفترة بالمدينة المنورة
    .


    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  24
    الشيخ عبدالعزيز بن باز

    ومن
    أكثر من لازمهم وطلب عليه العلم فضيلة الشيخ محمد المختار بن
    أحمد الجكني الشنقيطي – رحمه الله – المدرس بالمسجد
    النبوي سابقاً ، وكان الشيخ علي جابر يدرس عليه في المسجد وفي
    بيته ، وهو والد الشيخ الفقيه الدكتور محمد بن محمد المختار
    الشنقيطي المدرس بالمسجد النبوي الشريف
    .

    كما
    درس الشيخ علي جابر على العديد من العلماء منهم الأستاذ الدكتور
    عبد العظيم الشناوي، أستاذ النَّحْو والصَّرْف في كلية الشريعة
    آنذاك
    .
    والدكتور
    عمر بن عبدالعزيز بن محمد أستاذ أصول الفقه والدكتور محمد
    نباوي، وغيرهم كثير ممَّن حَرَص الشيخُ على مجالستِهم، والأَخْذ
    عنهم
    .

    كما
    ظَفِر في الرياض بمشايخَ أجلاَّء؛ أمثال
    :
    فضيلة
    الشيخ منَّاع القطان، والأستاذ الدكتور عبدالوهاب بحيري، وفضيلة
    الأستاذ الدكتور عبدالوهاب أحمد عطوة، وفضيلة الأستاذ الدكتور
    بدران
    "أبو
    العينين
    "
    بدران،
    وغيرِهم من العلماء الأفاضل
    .

    قصته مع الإمامة

    ومع أن الشيخ علي جابر حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وأتقن حفظه
    بصورة ربما قد أذهلت الحفظة فأرادوا خطو نهجه فإنه لم يكن يطمح
    في الإمامة إلا أن الحكمة الإلهية أوصلته ليكون إماما بالمسجد
    الحرام
    .
    وقد ذكر شيخه الشيخ رحمة الله قاري أنه لما كان يعمل في إدارة
    الأوقاف بالمدينة المنورة طرحت مسابقة وظيفية بمسمى
    (مسابقة
    أئمة
    )
    فاغتنم الشيخ رحمة الله قاري الفرصة وقدم طلباً باسم الشيخ علي جابر
    حيث كان يرى أنه من أولى الناس بذلك لجودة حفظه وحسن أدبه
    وتفوقه في دراسته وجمال قراءته، وفعلاً وجد الشيخ علي جابر نفسه
    أمام الأمر الواقع لطلب شيخه الأول ، فحضر المقابلة واجتاز
    اختبارها وصدر قرار تعيينه إماماً لمسجد الغمامة بالمدينة
    المنورة، وذلك في شهر جمادى الآخرة من عام أربعة وتسعين
    وثلاثمائة وألف من الهجرة
    1394هـ
    ، فأمَّ المصلِّين فيه نحوَ سنتَين، وعمرُه إذ ذاك واحدٌ وعشرون
    عامًا
    .


    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  41
    مسجد الغمامة

    يتحدث الشيخ عن ذلك بقوله
    :
    (
    لم تكن لدي رغبة في الإمامة ولكن أقحمت فيها إقحاماً وإلا فان
    الباعث الأساسي على حفظ كتاب الله إنما حفظه وتعقله وتدبر
    معانيه
    ,
    ولم يكن المقصود منه أن يكون الإنسان به إماماً ، ولكن شاءت الإرادة
    الربانية والحكمة الإلهية أن أتولى الإمامة في مسجد الغمامة
    بالمدينة النبوية سنتين متتاليتين
    (1394
    -1396) ".
    أي
    في آخر أعوام دراسته في كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية
    .

    ثم انقطع الشيخ عن الإمامة لسفره إلى الرياض لدراسة مرحلة
    الماجستير في المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد
    بن سعود الإسلامية، ولما عاد إلى المدينة المنورة طلب منه إمامة
    مسجد السبق عام
    1400هـ
    ، ثم طلب منه إمامة المسجد بقصر الملك خالد بن عبدالعزيز آل
    سعود بالطائف فعين إماماً خاصاً للملك عام
    1401هـ
    ثم طلب منه الملك خالد الإمامة في المسجد الحرام في ليلة الثالث
    والعشرين من شهر رمضان عام
    1401هـ
    وقدمه للصلاة وصلى خلفه، فشارك بالإمامة إلى آخر شهر رمضان ذلك
    العام ، ثم عينه الملك خالد إماماً رسمياً للمسجد الحرام في
    شوال من نفس العام
    1401هـ
    واستمر فيها إلى أن طلب الإعفاء من الإمامة بالمسجد الحرام عام
    1403هـ
    ، وعاد إلى المدينة المنورة ولم يلتزم بإمامة مسجد بعد ذلك إلا
    ما كان من تقديم الناس له أحياناً في بعض المساجد وقدم مرة
    لإمامة صلاة المغرب في المسجد النبوي الشريف وكذلك في مساجد عدة
    بالمدينة خاصة في صلاة التراويح في رمضان، إلى أن تم تكليفه
    للمشاركة بإمامة المصلين لصلاة التراويح والقيام بالمسجد الحرام
    في رمضان عدة أعوام متتالية
    1406
    - 1409
    هـ
    ثم ابتعد الشيخ عن إمامة المسجد الحرام مجدداً في عام
    1410هـ
    ولم يلتزم بإمامة مسجد آخر سوى أنه كان يقدمه الأئمة
    والقائمون على المساجد أحياناً للصلاة في مساجد عدة في جدة قرب
    سكنه وكان أشهرها مسجد بقشان بجدة وهو أقربها إلى بيته، ومسجد
    الهدى بحي الأندلس كما سيأتي بيان تفصيل شيء من ذلك
    .

    سفره لدراسة مرحلة الماجستير في المعهد العالي للقضاء بالرياض


    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  25

    وبعدَ
    أنْ نال الشيخ الإجازةَ الجامعية الأولى
    (درجة
    الليسانس
    )،
    رَغِبَ في مواصلة الدِّراسة العُليا، فيَمَّم وجهَه شَطرَ
    الرِّياض، وتحديدًا إلى المعهد العالي للقضاء، التابع لجامعة
    الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فالْتَحق به طالبًا في مرحلةِ
    (الماجستير)،
    في العام الدراسي
    1396
    - 1397
    هـ،
    وبعدَ اجتيازه للمرحلة المنهجيَّة في إعداد رسالة
    (الماجستير)،
    تقدَّم إلى رئاسة قِسْم الفِقه المقارن
    -
    الذي
    كان يَرأسُه آنذاك فضيلةُ الدكتور بدران أبو العينين بدران
    -
    بالكتابة
    في موضوع
    :
    "
    فقه
    عبدالله بن عمر وأثره في مدرسة المدينة
    "،
    ونوقِشتِ الرِّسالة في اليوم السادس والعشرين من شهر رجب
    عام
    1400هـ،
    ومُنِح الشيخُ درجةَ الماجستير بتقدير
    (امتياز).


    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  Master

    ترشيحه
    وتعيينه في القضاء واعتذاره، ثم عودته إلى المدينة المنورة عام
    1400هـ

    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  26
    الشيخ
    عبدالله بن حميد


    بعد
    تفوق الشيخ وحصوله على درجة الماجستير عام
    1400هـ
    رشح للقضاء من سماحة الشيخ عبدالله بن حميد
    -
    رحمه
    الله
    -
    الذي
    كان رئيساً لمجلس القضاء الأعلى في ذلك الوقت وتم تعيينه قاضياً
    في بلدة
    (ميسان)
    قرب
    الطائف إلا أن الشيخ علي اعتذر عن تولي هذا المنصب معتذراً
    بأنَّها مسؤولية لا يَقوَى على حَمْلِها، ووضح الشيخ علي جابر
    سبب اعتذاره عن تولي منصب القضاء بما صح عن النبي صلى الله عليه
    وسلم من قوله
    :
    (
    القضاة
    ثلاثة
    :
    قاضيان
    في النار وقاضٍ في الجنة
    )
    ،
    وطلب من الشيخ عبدالله بن حميد إعفاءه من القضاء وبذل شتى
    المحاولات إلا أن الشيخ عبدالله
    -
    رحمه
    الله
    -
    رفض
    أن يعفيه ، فتقدم بطلبه إلى الملك خالد – رحمه الله –
    لإعفائه من القضاء ، فتم تعيينه مفتشاً إدارياً في فَرْع وزارة
    العدل بمكَّة المكرمة، فكان يقول
    :
    (
    ما
    كنت أريد الاقتراب من القضاء أو أي أمر يتعلق به
    )
    واعتذر
    أيضاً عن تولي هذه الوظيفة تورعاً
    .
    ومع
    اعتذاره عن تولي القضاء والتفتيش عليه فلم يتم إخلاء طرفه من
    وزارة العدل وبقي الشيخ سنة كاملة بدون وظيفة
    .


    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  67
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  Empty رد: سيرة إمام المسجد الحرام الشيخ الدكتور علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد السبت 23 يوليو - 10:40:47

    إمامة مسجد السبق
    كلف الشيخ بعد عودته من الرياض بإمامة مسجد السبق بالمدينة
    المنورة قرابة السنة بين عامي
    1400
    و1401هـ،
    وكان مسجد السبق يزخر بالمصلين خاصة يوم الجمعة إذ كان خطيب
    الجمعة فيه آنذاك هو خطيب المدينة المفوه الشيخ الأديب الدكتور
    محمد العمودي وإمام المسجد الراتب وصلاة الجمعة هو الشيخ علي
    جابر
    .


    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  27
    مسجد السبق

    قصة تعرف الملك خالد عليه



    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  28
    الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود

    كان أبناء الأمير محمد بن عبدالعزيز على صلة مع شيخ مسجد عمة والدهم
    الأميرة منيرة بنت عبدالرحمن بالمدينة المنورة وهو الشيخ رحمة
    الله قاري ، وكان الشيخ رحمة الله قاري يصطحب معه الشيخ علي
    جابر ويزور الأمير سعود والأمير سعد أبناء الأمير محمد بن
    عبدالعزيز في الطائف في المناسبات ، وكانوا يطلبون من الشيخ علي
    جابر أن يقرأ عيلهم آيات من القرآن ، كما طلبوا منه مرة إمامتهم
    في مسجد قصر الملك بالطائف، فصلى بهم المغرب في مسجد قصر
    الخالدية وفرح بذلك الملك خالد ودعاهم إلى القصر بعد الصلاة
    وأكرمهم
    .

    وبعد عام من هذه الزيارة طلب الديوان الملكي عن طريق الأمير سعد بن
    محمد حضور الشيخ علي جابر وكان الشيخ يدرس مرحلة الماجستير في
    الرياض فوصل شيخه الشيخ رحمة الله قاري يوم الخميس ورافق الشيخ
    علي جابر، وطُلب من الشيخ علي جابر إلقاء خطبة الجمعة وإمامة
    الملك خالد ومن معه لصلاة الجمعة في الرياض، فخطب خطبة بليغة
    موجزة وصلى بهم الجمعة ، وأثنى عليه جلساء الملك وأشادوا به
    وقالوا للملك عن فقه الشيخ وفصاحته وحسن إمامته وقراءته أنه
    ثمرة مميزة من ثمار تعليم الجامعات السعودية
    .


    تعيينه إماماً خاصاً للملك خالد



    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  29


    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  30
    مسجد قصر الخالدية بالطائف

    وفي عام
    1401
    هـ
    تم طلب الشيخ علي جابر من المدينة المنورة وتعيينه إماماً خاصاً
    للملك خالد بن عبدالعزيز في قصره بالطائف، وأعجب الملك به
    كثيراً وأحبه وقربه إليه، وكان يخصه بجلسات خاصة بدون أي كلفة،
    حتى كان أشبه بالابن مع أبيه ، وصلى خلفه الصلوات المفروضة
    وصلاة التراويح في رمضان بمسجد قصره بالطائف، وكان الملك خالد
    -رحمه
    الله
    -
    حافظاً
    للقرآن الكريم محباً للخير معروفاً بصلاحه وطيبه
    .

    توجيه الملك خالد له بالإمامة في المسجد الحرام
    ولما حلت العشر الأواخر من رمضان نزل الملك خالد من قصره بالطائف إلى
    قصر الصفا بمكة المكرمة ليجاور البيت الحرام كعادته في العشر
    الأواخر من رمضان، لكنه افتقد تلك القراءة الشجية التي ملكت
    فؤاده طيلة أيامه ولياليه السابقة، وما أن مضت ليلتان للملك
    بمكة حتى طلب قبل ساعة من صلاة مغرب ليلة الثالث والعشرين إحضار
    الشيخ علي جابر من قصره بالطائف ، وكانت مفاجأة للشيخ حيث لم
    يعلم سبب استدعائه المفاجئ والعاجل إلى مكة قبيل صلاة المغرب،
    ووصل الشيخ علي جابر إلى قصر الصفا بمكة المكرمة وأفطر مع الملك
    خالد في قصره ليلة الثالث والعشرين وكانت هناك وفود لدى الملك
    في ضيافته وكان من بينهم الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق
    رئيس باكستان في ذلك الوقت الذي قام وعانق الشيخ علي جابر ،
    وعندها أمر الملك خالد الشيخ علي أن يتهيأ ليؤم بالمصلين هذه
    الليلة في المسجد الحرام، فوقعت المفاجأة فعلاً التي لم يكن
    يعلم بها أحد سوى أنه أمر مفاجئ مباشر من الملك خالد رحمه الله
    .

    أشجيت يا مزمار داود الملك
    ***
    وملكت قلباً خالداً فمن الملك

    وغدوت
    بالقرآن تشرح قصره
    ***
    حتى
    إذا ما غاب إلا الشوق لك


    يرجو
    جوار البيت إلا أنه
    ***
    يهوى
    سماع الآي طراً من فمك


    فقضى
    بجمع عم كلاً حسنه
    ***
    وغدا
    المطاف بنجمه مثل الفلك


    وبعد
    أن تناول الجميع طعام الإفطار وقرب وقت صلاة العشاء توجه الملك
    خالد والوفود التي معه إلى المسجد الحرام وأدوا صلاة العشاء ثم
    تقدم الشيخ محمد السبيل وصلى العشر ركعات الأولى من التراويح،
    وبعدها أمر الملك خالد الشيخ علي جابر أن يتم الثلاث عشرة ركعة
    الباقية ، فتقدم الشيخ علي وبدأ بصوت جهوري ونغمة مميزة فريدة
    تأخذ بالألباب قرأ بها آخر سورة الصافات إلى منتصف سورة الزمر
    حتى رفع صوته وصدح في آخرها بقوة وهيبة عند قوله تعالى
    :
    (
    الحمد
    لله بل أكثرهم لا يعلمون
    .
    إنك
    ميت وإنهم ميتون
    )
    وكأن
    الناس تسمعها لأول مرة
    ..
    نعم
    ..
    طلبه
    الملك ليسمع منه ذلك عند البيت الحرام ولعل في ذلك حكمة إليهة
    وإشارة تنبؤه أنه لن يلبث إلا قليلاً، وأن الملك لن يدرك رمضان
    من العام القادم، حيث وافته المنية بعد أحد عشر شهراً ، في آخر
    شعبان عام
    1402هـ.

    تلاوة نادرة للشيخ في أول ليلة يؤم فيها في المسجد الحرام
    23-9-1401هـ
    انتهت صلاة التراويح تلك الليلة
    ..
    لكن
    ابتدأت هناك أحداث كثيرة
    ..
    صوت
    جديد مميز يصدح في أرجاء المسجد الحرام بصورة مفاجئة
    ..
    وبعد
    التسليمة الأولى لهذا الصوت قام الناس فوراً ووجوههم صوب الإمام
    يتحرون ويتساءلون
    ..
    من
    هذا المبدع ؟
    !..

    وبعد الصلاة اجتمعوا عليه ليسلموا ويصافحوه ويعانقوه ، حتى أحاط به
    رجال الأمن وأخرجوه من بينهم
    ..

    وقد
    أشفق عليه الشيخ عبدالله خياط
    -رحمه
    الله
    -
    وأخذ
    يذب الناس الذين تدافعوا على الشيخ علي ويقول لهم
    :
    "
    ما هو
    إلا آدمي مثلكم
    " والناس
    يتساءلون عنه فقيل لهم إنه
    (إمام
    الملك
    )
    فصار
    هذا أول لقب أطلق على الشيخ وتناقله الناس في كل مكان
    .

    ثم انصرف الشيخ مع وفود الملك وأعيان مكة الذين أثنوا على الملك
    اختياره للشيخ علي وطلبوا منه أن يبقيه إماماً لهم في المسجد
    الحرام ، فوافق على ذلك، وسرت البشرى والفرحة في أهل مكة
    المكرمة وزوار بيت الله الحرام
    .

    شاهد الشيخ عبدالله بصفر يتحدث عن أول ليلة للشيخ
    شاهد الشيخ رحمة الله قاري يتحدث عن أول ليلة

    ومع ذلك فهناك في الجانب الآخر من لم يفرح بتولي هذا القارئ الفريد الإمامة


    وهناك من أحبه لاحقاً وذكر أنه خرج من المسجد الحرام تعصباً لشيخه عندما أخذ هذا الإمام الشاب نوبته بتكبيرته الأولى
    يقول
    الشيخ علي جابر
    :
    "
    جاءت
    سنة
    1401هـ
    في عهد الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز
    -رحمه
    الله رحمة الأبرار
    -
    فكنت
    إماما له في المسجد الخاص به بقصره في الطائف وعندما نزل مكة
    المكرمة
    ,
    وبالضبط
    في ليلة الثالث والعشرين من رمضان
    ,
    طلب
    -رحمه
    الله
    -
    أن
    انزل إلى مكة المكرمة ، وما كنت قد أعلمت مسبقاً بأني سأكون
    إماما للحرم المكي الشريف أو سأتولى الإمامة ليلة ثم يأتي
    بعدها تعيين رسمي بالإمامة
    ,
    فنزلت
    تلك الليلة وبعد الإفطار طلب مني التوجه إلى المسجد الحرام
    للصلاة بالناس في تلك الليلة
    ,
    وكان
    المقرر هو تلك الليلة فقط ولكن بعض من الشخصيات والأعيان
    الموجودين في مكة طلبوا منه
    -رحمه
    الله
    -
    أن
    أبقى في الليالي التالية حتى بعد رحيله
    -يرحمه
    الله
    -
    إلى
    الطائف مرة أخرى وبقيت إلى ليلة التاسع والعشرين ثم صدر أمره
    -رحمه
    الله
    -
    بتعييني
    إماما في المسجد الحرام
    "
    .

    ورغم أن الشيخ علي جابر فوجئ بإمامة المصلين في صلاة التراويح إلا أن
    المصلين لم يشعروا ولم يلاحظوا تلك الرهبة المعهودة على الأئمة
    عندما يقف لأول مرة على المحراب للإمامة فما بالك بمحراب المسجد
    الحرام الذي يمر أمامه الطائفون ويصلي خلفه الملايين في ليالي
    العشر الأخيرة من رمضان
    ,
    فلم
    ينتب الشيخ علي جابر رهبة الموقف حيث يقول عن ذلك الموقف
    :
    "
    من
    حيث الرهبة فلم تأتني، وذلك بحكم أنني سبق أن تعودت الإمامة
    سابقاً
    ,
    لكن
    ما من شك أن الشعور عظيم والإنسان يؤم المصلين بذلك العدد
    الكثيف في بيت الله الحرام في أول بيت وضع للناس الذي جعله الله
    مثابة للناس وأمناً
    ,
    وهذه
    السعادة لا يمكن أن تعبر عنها كلمات أو عبارات إنما أقول إنه لم
    يكن تكليفاً بقدر ما هو تشريف
    "
    .
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    سيرة إمام المسجد الحرام   الشيخ الدكتور   علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله  Empty رد: سيرة إمام المسجد الحرام الشيخ الدكتور علي بن عبدالله بن علي جابر " رحمه الله

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد السبت 23 يوليو - 21:32:28

    صدور الأمر الملكي بتعيين الشيخ علي جابر إماماً للمسجد الحرام
    في شوال من عام
    1401هـ
    أصدر الملك خالد أمراً بتعيين الشيخ علي جابر إماماً رسمياً
    بالمسجد الحرام، كأول شاب يعين إماماً رسمياً للمسجد الحرام في
    هذا القرن الهجري وهو في السابعة والعشرين من عمره ، متميزاً
    بقوة حفظه وجمال صوته وروعة قراءته وثباته في الإمامة مع كونه
    إماماً خاصاً للملك وحاصل على درجة التعليم الجامعي العالي في
    الفقه بالامتياز ومعين رسمياً في القضاء ، ولرغبة خاصة من الملك
    أن يسمعه إماماً في المسجد الحرام ، وطلب وجهاء وأعيان مكة من
    الملك خالد أن يبقيه لهم إماماُ في المسجد الحرام، وكان ذلك كله
    مفاجأة للناس ولرئاسة شؤون الحرمين التي تلقت الأمر الملكي
    المباشر بتعيين الشيخ علي إماماً رسمياً في المسجد
    الحرام
    .


    بأمر الملك
    ..إخلاء طرفه من وزارة العدل وتعيينه محاضراً بالمدينةوبطلب
    من الشيخ علي جابر
    -رحمه
    الله
    -
    صدَر
    أمرٌ كريم من جلالة الملك خالد
    -
    طيَّب
    الله ثراه
    -
    يقضي
    بإخلاء طَرَفِ الشيخ علي جابر من وزارة العدل، وتعيينه محاضراً
    في كلية التربية فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة في
    قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية
    ,
    وقد
    باشر العمل فيها في شهر شوال من العام الجامعي
    1401هـ
    .


    توجيه الملك خالد بتمكين الشيخ علي جابر من الصلاة الجهرية في فريضة الفجر
    وبعد صدور قرار تعيين الشيخ إماماً رسمياً في المسجد الحرام وجهته
    رئاسة شؤون الحرمين بإمامة المصلين لصلاة العصر في المسجد
    الحرام، وقد استغرب الناس ذلك وافتقد المصلون صوت قراءة الشيخ
    الذي هز أفئدتهم في صلاة القيام في رمضان
    1401هـ
    وعرفوا جمال صوته وعذوبة قراءته وجودة حفظه ، ولما طال انتظارهم
    ألا يسمعوا صوت
    (إمام
    الملك
    )
    في صلاة جهرية ؛ طلبوا ذلك من الملك خالد الذي عينه إماماً بالحرم
    وأوصلوا صوتهم إليه، ويذكر أن رئاسة شؤون الحرمين عللت تعيين
    الشيخ لصلاة العصر دون الصلوات الجهرية بسبب التزام أئمة كبار
    لفرضي المغرب والعشاء منذ سنوات طويلة ووجود الحرج من تغيير
    ذلك، فجاء توجيه الملك خالد بتمكين الشيخ علي جابر من إمامة
    صلاة الفجر بالمسجد الحرام
    .
    كما وجه جلالته الرئاسة بشراء سكن مناسب للشيخ قرب المسجد الحرام،
    إلا أن ذلك لم يتم حيث طال أمده من قبل الرئاسة إلى تقدم الشيخ
    لظروفه بطلب إعفائه من الإمامة الرسمية بالمسجد الحرام، وكان
    الشيخ يستأجر للسكن في مكة طيلة فترة إمامته الرسمية بالمسجد
    الحرام
    .


    مقطع قديم من البث الإذاعي لأذان وصلاة الفجر من المسجد الحرام بإمامة الشيخ علي جابر رحمه الله


    خطبة الخسوف في الحرم المكي
    في منتصف شهر ربيع الأول عام 1402هـ
    صلى الشيخ علي جابر
    "رحمه
    الله
    "
    بالناس
    صلاة الخسوف في المسجد الحرام وخطب خطبة الخسوف ارتجالاً في
    الحرم المكي ، حيث لم يكن يعلم الناس سابقاً بالخسوف أو الكسوف
    إلا حين يروه، فقرأ الشيخ سورتي الكهف ويس وخطبة خطبة موجزة
    بين فيها عظمة الله في تصريف هذا الكون وحث فيها الناس على
    التوبة والعودة إلى الله
    .

    استمع لمقطع من خطبة الخسوف بالحرم المكي للشيخ علي جابر 1402هـ

    مرض الشيخ في منتصف عام 1402هـ
    وكان الشيخ يصدح بصوته الجهوري في أرجاء المسجد الحرام في صلوات
    الفجر منذ أواخر عام
    1401هـ
    إلا أنه أصيب بالعين وقيل بالسحر وفقد فجأة صوته والقدرة على
    التكلم في منتصف عام
    1402هـ
    مدة تقارب الثلاثة أشهر مكث خلالها في المدينة المنورة ثم في
    مدينة جدة للعلاج والرقية حتى عاد له صوته بفضل الله تعالى، ثم
    رجع الشيخ مجدداً إلى إمامة صلاة الفجر في المسجد الحرام
    .


    وفاة الملك خالد

    وفي آخر شعبان من عام
    1402هـ
    توفي الملك خالد بن عبدالعزيز
    -
    رحمه
    الله
    -
    ،
    فحزن الناس عليه كثيراً ، إذ كان رحمه الله معروفاً بطيب النفس
    والرفق وحب الخير وحافظاً للقرآن الكريم، وشهدت البلاد في عهده
    طفرة ورخاء لم يكن له مثيل في تاريخها في سبع سنين سمان، وكانت
    علاقته بالشيخ علاقة قوية جداً حتى كأنها بين أب وابنه ، وأراد
    أن يصطفيه لنفسه إماماً إلا أن الناس طلبوه منه وأرادوه عند
    البيت الحرام ولم يكن يكره الخير لإمامه ولا للناس ، وكان يشفق
    على الشيخ وقال له ذات مرة بعد تعيينه في الحرم
    :
    "
    أنت
    محسود يا شيخ
    "
    وقد
    حزن الشيخ عليه كثيراً وبكاه ، وكثيراً ما كان يذكره بخير حتى
    سمى ابنه الأول باسم ابيه
    (عبدالله)
    وابنه
    الثاني باسم الملك
    (خالد)
    وفاءً
    لذلك الملك الصالح رحمه الله

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 14 نوفمبر - 19:26:39