خطبة المسجد الحرام - 17 ربيع ثاني 1431 - خطورة الأوهام - الشيخ سعود الشريم
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
تَوَلَّعَ بالوَّهمِ حتَّى وَهَن *** ونَالَ منَ الهمِّ ضِيْقَ العَطَنْ
أتَتْهُ الغمُومُ على غِرةٍ *** ليَدْفَعَ إِثْرَ الْغُمُومِ الثَّمَنْ
ولذا فإن من اللازم - عباد الله - أن يراجع المجتمع المسلم فكره ويحكم نظراته
للأحوال والأحداث والواجبات ويتقن تشخيصها ويحسن علاجها بعيدا عن قفازات
الأوهام وأقنعة اللاحقيقية التي تقتل الوعي ولا توقظ الضمير ؛ فنخلط بين
الأوراق حينئذ ولا نستطيع قراءة ما بين السطور ؛ لينكشف لنا كل يوم أضحوكة
جديدة أو نلدغ من كل جحرٍ مرات كثيرة، وإيانا إيانا أن يسلب الوهم تخصصاتنا
ويقنعنا بأن الصحفي يمكن أن يكون فقيها والحلاق طبيبا والمهرج مثقفا
والإرهابي مصلحا، ولقد صدق الله : وَمَا
يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ( 36 سورة يونس).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الذكر الحكيم..
قد قلت ما قلت.. إن صوابا فمن الله وإن خطأ فمن نفسي و الشيطان، وأستغفر الله إنه كان غفارا.
الخطبة الثانية :
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد..
فاعلموا عباد الله أنه كما أن الوهم يصيب المجتمع جملة فإنه كذلك يصيب الأفراد وينال منهم، وهل المجتمع إلا كمٌّ من الأفراد ؟
لقد أصيب الكثيرون بالأوهام واستسلموا لها فحطمت نفوسهم
واغتالت أحلامهم.. فإذا ما رغب المرء شيئا أغراه الوهم بأنه أهل له وأن
تحقيقه من اليسر والسهولة كاستنشاق الهواء وشرب الماء ؛ فيعمي الراغب عن
حقيقة قدراته النفسية والمادية والدينية ؛ فيعيش أحلام الذكاء وهو من أغبى
الناس، ويلبس جبة الزهد وهو من أسرف الناس، يلاعب أطياف السعادة وهو أشقى
ما يكون من حال، قد اختل عنده معيار السعادة والتدين والشهرة والشجاعة
والكرم ليصبح مشهورا في عزلته شجاعا في ضعفه كريما في بخله.
وإذا ما خاف المرء شيئا لاح له الموت كاملا في كل أفق
فيفرق من الحمل يحسبه حية، ويرى كل سوداء فحمة وكل بيضاء شحمة، ويستسمن ذا
الورم.. فإذا ما عطس قال هذه عين ولو كان مزكوما وإذا ما أخفق في عمله أو
دراسته أو علمه قال : هذه عين ولو كان أغبى الناس وأكسلهم..
ونسي ما حققه أذكياء الأمة وأعلامهم حيث لم تسيطر عليهم الأوهام ولم تكن كابوسا يقض مضاجعهم..
وقولوا مثل ذلكم في الشاب والشابة اللذين يحلمان بشريك
العمر كاملا في الأوصاف ويضيفان لهما كل يوم شرطا جديدا بكل ثقة وكبرياء ؛
لتكون الإفاقة من هذا الوهم في جو مليء بالعزوبة والعنوسة..
وقولوا مثل ذلكم في أوهام الأمراض وأوهام التخيلات
وأوهام العظمة وأوهام السعادة وأوهام القوة وأوهام الضعف وأوهام الوسوسة
الجاثمة على خصوم الحقيقة.
ولأجل هذا حثنا ديننا الحنيف على أن نعيش في حدود يومنا
وفي نطاق قدراتنا وإمكاناتنا، وألا نكلف أنفسنا فوق ما تطيق، وألا نسير بها
عكس طباعها فتكون كمن تطلب في الماء جذوة نار لأن الأوهام إلى زوال ولن
يبقى إلا الحقائق ولا غير.
ولقد ذكر بعض الحكماء من أهل العلم أن الذي يغلب عليه
الوهم.. أن الذي يغلب عليه الوهم والتوهم فإنه يقع ما توهمه بمجرد غلبة
الوهم له كالماشي على طرف حائط إذا قوي عنده توهم السقوط سقط بلا شك..
بخلاف من عود نفسه.. بخلاف من عود نفسه على ذلك وأذهب عنه هذا الوهم..
ولقد صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كلُّ الناَّسِ يغدُوا.. فبَائِعٌ نفسَهُ فمُعْتِقُهَا أو مُوبِقُهَا " رواه مسلم.
ألا فاتقوا الله - عباد الله - وأزيلوا الأوهام عن شئون حياتكم تفلحوا لأن الأوهام من الظنون، وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : " إيَّاكُمْ والظَّن ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكذبُ الحدِيث " رواه البخاري.
فلنطرد الوهم بالفهم الصادق والعزيمة المتدفقة والتعلق بالله والفرار منه إليه، ولقد صدق الله - ومن أصدق من الله قيلا - : مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ
يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15 سورة الحج).
فلنقدم في حال وهم الخوف ولنحجم في حال وهم الإقدام ؛
لأن ما بُنِيَ على وهم فهو وهم، ولن يصح في الأذهان شيء إلا الحقيقة بكل ما
تعنيه من كلمة، ولقد أحسن من قال :
فَفِي الثَّلاثِ للفتى *** شقاوةٌ منْ بعدِ غَم
هذا،
وصلوا - رحمكم الله - على خير البرية وأزكى البشرية محمد بن عبد الله صاحب
الحوض والشفاعة ؛ فقد أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته
المسبحة بقدسه وأيه بكم أيها المؤمنون.. فقال - جل وعلا - : ... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56 سورة الأحزاب)..
وقال صلوات الله وسلامه عليه : " مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشْرَا ".
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام
والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك
وعبادك المؤمنين.
اللهم فرِّجْ همَّ المهمومين من المسلمين ونفِّسْ كرب
المكروبين، واقضِ الدَّين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك
يا أرحم الراحمين.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها.. أنت وليها ومولاها.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت.. أنت الغني ونحن الفقراء
؛ أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.. اللهم أنزل علينا الغيث ولا
تجعلنا من القانطين. اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين،
اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا،
واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين، اللهم وفق ولي
أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال ياحي يا قيوم، اللهم أصلح له
بطانته ياذا الجلال والإكرام.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلوا - رحمكم الله - على خير البرية وأزكى البشرية محمد بن عبد الله صاحب
الحوض والشفاعة ؛ فقد أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته
المسبحة بقدسه وأيه بكم أيها المؤمنون.. فقال - جل وعلا - : ... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56 سورة الأحزاب)..
وقال صلوات الله وسلامه عليه : " مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشْرَا ".
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام
والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك
وعبادك المؤمنين.
اللهم فرِّجْ همَّ المهمومين من المسلمين ونفِّسْ كرب
المكروبين، واقضِ الدَّين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك
يا أرحم الراحمين.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها.. أنت وليها ومولاها.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت.. أنت الغني ونحن الفقراء
؛ أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.. اللهم أنزل علينا الغيث ولا
تجعلنا من القانطين. اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين،
اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا،
واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين، اللهم وفق ولي
أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال ياحي يا قيوم، اللهم أصلح له
بطانته ياذا الجلال والإكرام.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.