كان النبي – صلى الله عليه وسلم – عطوفًا ودودًا بالناس
يحسن معاملتهم ، ويحب لهم الخير ، وكانت أخلاقه الكريمة مضرب الأمثال ، وقد
مدحه الله بقوله :"وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم ٍ"(القلم:4)وعرف النبي – صلى
الله عليه وسلم – بعطفه على الأطفال ورحمته بهم ، فكان يحملهم ويقبلهم
ويداعبهم ويبكى لفراقهم ، ويوصى أصحابه بالعطف عليهم واختيار الأسماء
الحسنة لهم ، وإحسان تربيتهم ،كما كان الأطفال يحبون النبي – صلى الله عليه
وسلم- وبلغ من حبهم للنبي- صلى الله عليه وسلم – أن "زيد بن حارثة" فضل أن
يعيش مع النبي – صلى الله عليه وسلم –على
أن يعيش مع أمه وأبيه .
ومنذ أن بدأت الدعوة الإسلامية تشق طريقها لمع عدد من الأطفال والصبية في حياة
النبي – صلى الله عليه وسلم - ، فأسلم "على بن أبى طالب" وهو في العاشرة من
عمره ، وكان "زيد بن ثابت" من كتاب الوحي الذين يكتبون القرآن لرسول الله –
صلى الله عليه وسلم – وهو لا يزال صبيًّا صغير السن ، وكان "أنس بن مالك"
خادم رسول الله وكاتم أسراره وهو في العاشرة من عمره .
وخلال المدة التي قضاها النبي – صلى الله عليه وسلم – ظهر عدد كبير من الأطفال
بفضل تشجيع النبي – صلى الله عليه وسلم – ورعايته لمواهبهم وتوجيهها إلى
الطريق الصحيح ، فصار منهم الخلفاء والقادة والعلماء .
·علي بن أبي طالب :
هو "على بن أبى طالب بن عبد المطلب" ، ابن عم النبي – صلى الله عليه وسلم – تربى في بيته، لأن
أباه كان كثير العيال قليل المال ،
فأراد النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يخفف عنه أعباء المعيشة فأخذ "عليًّا"
ليعيش معه في بيته ، وظل معه حتى شهد بعثته – صلى الله عليه وسلم – وكان ضمن أول ثلاثة أعلنوا إسلامهم .
كان "على بن أبى طالب"- رضى الله عنه- منذ صغره شجاعًا قويًّا ، فنام على فراش
النبي – صلى الله عليه وسلم – حين خرج مهاجرًا ، وهو يعلم أن فرسان قريش
خارج المنزل يريدون قتل النبي ، ولو اقتحموا المنزل لقتلوه ظانين أنه النبي
– صلى الله عليه وسلم – وقد شهد "على ابن أبى طالب" مع النبي – صلى الله
عليه وسلم – غزوة "أحد" و "الخندق" ، وبارز في تلك الغزوة فارس قريش و
العرب "عمرو بن عبد ود" ، وتغلب عليه وطعنه طعنة أسقطته قتيلا ، وأعطاه
النبي – صلى الله عليه وسلم – الراية في غزوة "خيبر" وقال :
"لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" . (رواه أحمد)
واشتهر "على بن أبى طالب" بالفصاحة والبلاغة والعلم الغزير والمعرفة بكتاب الله
وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم- ، وهو أحد العشرة الذين بشرهم النبي –
صلى الله عليه وسلم- بالجنة، وتزوج "فاطمة" ابنته ، وأنجب منها "الحسن"
و"الحسين" ، وهما اللذان حفظا نسل الرسول – صلى الله عليه وسلم- وقد تولى
"على بن أبى طالب" الخلافة بعد استشهاد "عثمان بن عفان"- رضى الله عنه- وقد
دامت فترة خلافته أربع سنوات ، مات بعدها شهيدًا سنة (40 هـ)
·أسامة بن زيد :
ولد "أسامة بن زيد" بمكة المكرمة في العام الرابع من بعثة النبي – صلى الله
عليه وسلم – ونشأ في الإسلام فلم يعرف دينًا سواه ، فأبوه "زيد بن حارثة"
من أول الناس إسلامًا ، وتربى في بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث كان يعيش أبواه .
كان "أسامة" فارسًا شجاعًا منذ صغره ، يحب الجهاد في سبيل الله ، فخرج مع رسول
الله – صلى الله عليه وسلم – في غزوة "أحد" وكان في الرابعة عشرة من عمره
تقريبًا ، لكن النبي- إشفاقًا منه ورحمة بأسامة- أرجعه إلى المدينة لصغر
سنه ، ثم اشترك في غزوة "الخندق" بعد أن كبرت سنه واشتد عوده ، كما اشترك
في غزوة "مؤتة" تحت قيادة أبيه الذي استشهد في الغزوة .
ولما بلغ "أسامة" الثامنة عشرة من عمره ولاه الرسول – صلى الله عليه وسلم – إمارة
الجيش المتجه إلى الشام لتأديب بعض القبائل ، وكان تحت قيادته كبار
المهاجرين والأنصار ، لكن هذا الجيش لم يخرج إلا بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – وعاد ظافرًا منتصرًا .
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحب "أسامة" كما كان يحب أباه ، وبلغ من حب
النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه جعله مثل أهله ، فكان يأخذه هو و"الحسن
بن على بن أبى طالب" ويقول: "اللهم أَحبهَّما فإني أُحب" . (رواه البخارى)
وتوفى أسامة بن زيد عام (54 هـ .
·عبدالله بن عمر بن الخطاب :
أسلم مع أبيه وهو طفل صغير في العام السادس من البعثة ، وكان عمره حوالي سبع سنوات ،
وهاجر إلى "المدينة" قبل أبيه .
نشأ "عبد الله بن عمر" في بيت صالح ، وشب محبًّا للجهاد ، وحاول أن يشهد غزوة مع
رسول الله ، لكن الرسول – صلى الله عليه وسلم- رده لصغر سنه مع غيره من
الصبيان الذين لم يشتد عودهم ، وأول غزوة شهدها مع رسول الله كانت غزوة
"الخندق" واشترك في غزوة "مؤتة" كما أنه جاهد في معركة "اليرموك" ، وشارك
في فتح "مصر" .
وعرف "ابن عمر" بأنه كان شديد الاتباع لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -
كثير الرواية عنه ، لذلك كان من أكثر الصحابة الذين رووا أحاديث رسول الله –
صلى الله عليه وسلم – ، وتوفى "ابن عمر" سنة (73 هـ ) .
·عبد الله بن عباس :
، من ذلك الحديث المشهور الذي يقول فيه
"كنت خلف رسول الله فقال : يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله
تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن
الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،
وإذا اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله عليك
.. " . (رواه الترمذى)
وكان "ابن عباس" منذ صغره مجتهدًا في طلب العلم لافتًا للنظر بذكائه وحسن تصرفه ،
وقد دعا له النبي – صلى الله عليه وسلم – بأن يزيده الله فهمًا وعلمًا .
ولما توُفى النبي – صلى الله عليه وسلم – كان "ابن عباس" في الثالثة عشرة من
عمره ، وبدأ رحلته الطويلة في التعلم والتفقه في الدين على يد كبار الصحابة
، حتى صار فقيهًا كبيرًا وهو لا يزال صغير السن ، وكان "عمر بن الخطاب"
يدعوه إلى مجلسه مع كبار الصحابة ويستشيره في الأمور التي تحتاج إلى تفكير
عميق ورأى سديد ، وكان يقول له :
" لقد علمت علمًا ما علمناه .
واشتهر "ابن عباس" بعدة ألقاب مثل : "حبر الأمة " والحبر هو العالم المتمكن ،
و"ترجمان القرآن" لسعة علمه بالقرآن .
وتوفى ابن عباس بالطائف سنة (68 هـ) عن إحدى وسبعين سنة .
· زيد بن ثابت :
أسلم "زيد بن ثابت" صغيرًا ، وكان عمره إحدى عشرة سنة لما دخل النبي – صلىًّ
الله عليه وسلم- إلى المدينة مهاجرًا من "مكة" ، وكان على صغره محبًّا
للجهاد في سبيل الله مجدًّا في طلب العلم والمعرفة ، أراد أن يشترك مع
المسلمين في غزوتي "بدر" و"أحد" ، لكن الرسول رده لصغر سنه ، وأول غزوة
اشترك فيها هي غزوة "الخندق" وكان ينقل التراب مع المسلمين ، وقد صحب "زيد
بن ثابت" النبي – صلى الله عليه وسلم – منذ قدومه إلى المدينة ، فقد أتى به
قومه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وقالوا له : هذا غلام قد حفظ مما
أنزل عليك سبع عشرة سورة ، فلما قرأ على رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
أعجبه ذلك ، وطلب منه أن يتعلم اللغة السريانية التي يكتب بها اليهود في
"المدينة" حتى يأمن مكرهم ، فتعلمها في مدة وجيزة ، وصار يكتب بها لرسول
الله ، وإلى جانب ذلك كان يكتب القرآن عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
فكان إذا نزل عليه شيء من القرآن بعث إليه وأمره أن يكتب ما نزل عليه .
ولما توفى النبي – صلى الله عليه وسلم – أمره "أبو بكر الصديق" أن يجمع نسخة
واحدة من القرآن ، وكان هذا عملاً شاقًّا جدًّا لا يمكن أن يقوم به إلا
الأفذاذ من الرجال ، وقد قام زيد بهذه المهمة على خير وجه ، ونجح في جمع
القرآن وكتابته على الصورة التي نقرؤها اليوم في المصاحف .
وتوفى "زيد بن ثابت" سنة (45 هـ) ، ولما مات قال "أبو هريرة"- رضى الله عنه : اليوم مات
خير هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في "ابن عباس" منه خلفًا.
· أنس بن مالك :
ولد "أنس بن مالك" قبل الهجرة بعشر سنين ، ولما هاجر النبي – صلى الله عليه وسلم –
إلى المدينة التحق بخدمته وهو في العاشرة ، وظل يخدمه حتى وفاته – صلى الله
عليه وسلم – ويقول "أنس" :
"خدمت
النبي – صلى الله عليه وسلم- عشر سنين فما ضربني ولا سبني ولا عبس في
وجهي".
وكانت
أول وصية له من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بدء خدمته له أن يكون
أمينا على السر كاتمًا له ، والتزم "أنس بن مالك" بذلك التزامًا تامًّا ،
ولم يستطع أحد أن يجعله يفشى سرًّا لرسول الله .
ونشأ أنس
منذ صباه تحت رعاية رسول الله – صلى الله عليه مسلم – فتعلم كثيرًا وتهذب
بخلق رسول الله ، وروى عنه أحاديث كثيرة تجاوزت ألفى حديث ، وعرف بلقب "
راوية الإسلام".
وشهد أنس
بن مالك مع النبي – صلى الله عليه وسلم –"صلح الحديبية" ، وفتح "مكة" ،
و"حنين" و"الطائف" و"خيبر" . وعاش بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم –
طويلاً ، حتى قيل إنه كان آخر أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم- موتًا ،
فقد توفٍّى سنة (91 هـ) في بعض الأقوال .
· الحسن
بن على :
أبوه
"على بن أبى طالب" ، وأمه "فاطمة الزهراء" بنت رسول الله – صلى الله عليه
وسلم – ولد في شهر "رمضان" من العام الثالث للهجرة ، وتربى تحت بصر النبي –
صلى الله عليه وسلم – وكان كثيرًا ما يحمله ويداعبه ويلاعبه هو وأخاه
"الحسين".
ويروى أن
رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بينما هو على منبره يخطب فجاء "الحسن"
و"الحسين" وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله – صلى
الله عليه وسلم – من على المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ، ثم قال :
"رأيت
هذين يمشيان ويعثران في قميصهما فلم أصبر حتى نزلت فحملتهما" .
(رواهالنسائي) .
ونشأة
"الحسن بن على" نشأة نبوية فكان كريم الخلق عفيف
اللسان ، فصيح العبارة سخي اليد ،
فارسًا مغوارًا .
وحينما استشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه بايع الناس ابنه الحسن ، ودارت أحداث
وتنازل الحسن عن منصبه لمعاوية ، وكان هذا رغبة منه في لم شمل المسلمين ،
وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
"إن ابني
هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين " . (رواه البخارى)
وأقام "الحسن بن على" في المدينة وكان موضع احترام الناس وإجلالهم لكرمه وسخائه
حتى توفي سنة (50 هـ) .
· الحسين
بن على :
ولد
في شهر "شعبان" من العام الرابع للهجرة ، وكان هو وأخوه "الحسن" أحب أهل
البيت إلى جدهما النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان لا يطيق غيابهما عنه ،
فيأمر بإحضارهما أو يذهب هو إليهما ، وكم من مرة يركب "الحسن" و"الحسين"
ظهر النبي – صلى الله عليه وسلم – وهما يمرحان معه ، وأحيانًا وهو ساجد في
صلاته فيظل في سجوده حتى ينزلا .
وقد
شب "الحسين بن على"- مثل أخيه - على حب الفروسية والشجاعة ، فشارك في
الجهاد في سبيل الله في خلافة "عثمان"، وكان بين الجيوش التي قاتلت الروم
في بلاد المغرب العربي ، وشاركسنة ثلاثين من
الهجرة مع جيش "سعد بن أبى وقاص" في معارك آسيا وفتح طبرستان
يحسن معاملتهم ، ويحب لهم الخير ، وكانت أخلاقه الكريمة مضرب الأمثال ، وقد
مدحه الله بقوله :"وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم ٍ"(القلم:4)وعرف النبي – صلى
الله عليه وسلم – بعطفه على الأطفال ورحمته بهم ، فكان يحملهم ويقبلهم
ويداعبهم ويبكى لفراقهم ، ويوصى أصحابه بالعطف عليهم واختيار الأسماء
الحسنة لهم ، وإحسان تربيتهم ،كما كان الأطفال يحبون النبي – صلى الله عليه
وسلم- وبلغ من حبهم للنبي- صلى الله عليه وسلم – أن "زيد بن حارثة" فضل أن
يعيش مع النبي – صلى الله عليه وسلم –على
أن يعيش مع أمه وأبيه .
ومنذ أن بدأت الدعوة الإسلامية تشق طريقها لمع عدد من الأطفال والصبية في حياة
النبي – صلى الله عليه وسلم - ، فأسلم "على بن أبى طالب" وهو في العاشرة من
عمره ، وكان "زيد بن ثابت" من كتاب الوحي الذين يكتبون القرآن لرسول الله –
صلى الله عليه وسلم – وهو لا يزال صبيًّا صغير السن ، وكان "أنس بن مالك"
خادم رسول الله وكاتم أسراره وهو في العاشرة من عمره .
وخلال المدة التي قضاها النبي – صلى الله عليه وسلم – ظهر عدد كبير من الأطفال
بفضل تشجيع النبي – صلى الله عليه وسلم – ورعايته لمواهبهم وتوجيهها إلى
الطريق الصحيح ، فصار منهم الخلفاء والقادة والعلماء .
·علي بن أبي طالب :
هو "على بن أبى طالب بن عبد المطلب" ، ابن عم النبي – صلى الله عليه وسلم – تربى في بيته، لأن
أباه كان كثير العيال قليل المال ،
فأراد النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يخفف عنه أعباء المعيشة فأخذ "عليًّا"
ليعيش معه في بيته ، وظل معه حتى شهد بعثته – صلى الله عليه وسلم – وكان ضمن أول ثلاثة أعلنوا إسلامهم .
كان "على بن أبى طالب"- رضى الله عنه- منذ صغره شجاعًا قويًّا ، فنام على فراش
النبي – صلى الله عليه وسلم – حين خرج مهاجرًا ، وهو يعلم أن فرسان قريش
خارج المنزل يريدون قتل النبي ، ولو اقتحموا المنزل لقتلوه ظانين أنه النبي
– صلى الله عليه وسلم – وقد شهد "على ابن أبى طالب" مع النبي – صلى الله
عليه وسلم – غزوة "أحد" و "الخندق" ، وبارز في تلك الغزوة فارس قريش و
العرب "عمرو بن عبد ود" ، وتغلب عليه وطعنه طعنة أسقطته قتيلا ، وأعطاه
النبي – صلى الله عليه وسلم – الراية في غزوة "خيبر" وقال :
"لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" . (رواه أحمد)
واشتهر "على بن أبى طالب" بالفصاحة والبلاغة والعلم الغزير والمعرفة بكتاب الله
وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم- ، وهو أحد العشرة الذين بشرهم النبي –
صلى الله عليه وسلم- بالجنة، وتزوج "فاطمة" ابنته ، وأنجب منها "الحسن"
و"الحسين" ، وهما اللذان حفظا نسل الرسول – صلى الله عليه وسلم- وقد تولى
"على بن أبى طالب" الخلافة بعد استشهاد "عثمان بن عفان"- رضى الله عنه- وقد
دامت فترة خلافته أربع سنوات ، مات بعدها شهيدًا سنة (40 هـ)
·أسامة بن زيد :
ولد "أسامة بن زيد" بمكة المكرمة في العام الرابع من بعثة النبي – صلى الله
عليه وسلم – ونشأ في الإسلام فلم يعرف دينًا سواه ، فأبوه "زيد بن حارثة"
من أول الناس إسلامًا ، وتربى في بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث كان يعيش أبواه .
كان "أسامة" فارسًا شجاعًا منذ صغره ، يحب الجهاد في سبيل الله ، فخرج مع رسول
الله – صلى الله عليه وسلم – في غزوة "أحد" وكان في الرابعة عشرة من عمره
تقريبًا ، لكن النبي- إشفاقًا منه ورحمة بأسامة- أرجعه إلى المدينة لصغر
سنه ، ثم اشترك في غزوة "الخندق" بعد أن كبرت سنه واشتد عوده ، كما اشترك
في غزوة "مؤتة" تحت قيادة أبيه الذي استشهد في الغزوة .
ولما بلغ "أسامة" الثامنة عشرة من عمره ولاه الرسول – صلى الله عليه وسلم – إمارة
الجيش المتجه إلى الشام لتأديب بعض القبائل ، وكان تحت قيادته كبار
المهاجرين والأنصار ، لكن هذا الجيش لم يخرج إلا بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – وعاد ظافرًا منتصرًا .
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحب "أسامة" كما كان يحب أباه ، وبلغ من حب
النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه جعله مثل أهله ، فكان يأخذه هو و"الحسن
بن على بن أبى طالب" ويقول: "اللهم أَحبهَّما فإني أُحب" . (رواه البخارى)
وتوفى أسامة بن زيد عام (54 هـ .
·عبدالله بن عمر بن الخطاب :
أسلم مع أبيه وهو طفل صغير في العام السادس من البعثة ، وكان عمره حوالي سبع سنوات ،
وهاجر إلى "المدينة" قبل أبيه .
نشأ "عبد الله بن عمر" في بيت صالح ، وشب محبًّا للجهاد ، وحاول أن يشهد غزوة مع
رسول الله ، لكن الرسول – صلى الله عليه وسلم- رده لصغر سنه مع غيره من
الصبيان الذين لم يشتد عودهم ، وأول غزوة شهدها مع رسول الله كانت غزوة
"الخندق" واشترك في غزوة "مؤتة" كما أنه جاهد في معركة "اليرموك" ، وشارك
في فتح "مصر" .
وعرف "ابن عمر" بأنه كان شديد الاتباع لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -
كثير الرواية عنه ، لذلك كان من أكثر الصحابة الذين رووا أحاديث رسول الله –
صلى الله عليه وسلم – ، وتوفى "ابن عمر" سنة (73 هـ ) .
·عبد الله بن عباس :
هو ابن عم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، ولد في
"مكة" قبل الهجرة بثلاث سنوات ، هاجر إلى المدينة مع أبيه قبل فتح "مكة"
سنة (8 هـ) ، ولازم النبي – صلى الله عليه وسلم – عامين ونصفًا وروى
عنه أحاديث كثيرة ،
"مكة" قبل الهجرة بثلاث سنوات ، هاجر إلى المدينة مع أبيه قبل فتح "مكة"
سنة (8 هـ) ، ولازم النبي – صلى الله عليه وسلم – عامين ونصفًا وروى
عنه أحاديث كثيرة ،
، من ذلك الحديث المشهور الذي يقول فيه
"كنت خلف رسول الله فقال : يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله
تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن
الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،
وإذا اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله عليك
.. " . (رواه الترمذى)
وكان "ابن عباس" منذ صغره مجتهدًا في طلب العلم لافتًا للنظر بذكائه وحسن تصرفه ،
وقد دعا له النبي – صلى الله عليه وسلم – بأن يزيده الله فهمًا وعلمًا .
ولما توُفى النبي – صلى الله عليه وسلم – كان "ابن عباس" في الثالثة عشرة من
عمره ، وبدأ رحلته الطويلة في التعلم والتفقه في الدين على يد كبار الصحابة
، حتى صار فقيهًا كبيرًا وهو لا يزال صغير السن ، وكان "عمر بن الخطاب"
يدعوه إلى مجلسه مع كبار الصحابة ويستشيره في الأمور التي تحتاج إلى تفكير
عميق ورأى سديد ، وكان يقول له :
" لقد علمت علمًا ما علمناه .
واشتهر "ابن عباس" بعدة ألقاب مثل : "حبر الأمة " والحبر هو العالم المتمكن ،
و"ترجمان القرآن" لسعة علمه بالقرآن .
وتوفى ابن عباس بالطائف سنة (68 هـ) عن إحدى وسبعين سنة .
· زيد بن ثابت :
أسلم "زيد بن ثابت" صغيرًا ، وكان عمره إحدى عشرة سنة لما دخل النبي – صلىًّ
الله عليه وسلم- إلى المدينة مهاجرًا من "مكة" ، وكان على صغره محبًّا
للجهاد في سبيل الله مجدًّا في طلب العلم والمعرفة ، أراد أن يشترك مع
المسلمين في غزوتي "بدر" و"أحد" ، لكن الرسول رده لصغر سنه ، وأول غزوة
اشترك فيها هي غزوة "الخندق" وكان ينقل التراب مع المسلمين ، وقد صحب "زيد
بن ثابت" النبي – صلى الله عليه وسلم – منذ قدومه إلى المدينة ، فقد أتى به
قومه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وقالوا له : هذا غلام قد حفظ مما
أنزل عليك سبع عشرة سورة ، فلما قرأ على رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
أعجبه ذلك ، وطلب منه أن يتعلم اللغة السريانية التي يكتب بها اليهود في
"المدينة" حتى يأمن مكرهم ، فتعلمها في مدة وجيزة ، وصار يكتب بها لرسول
الله ، وإلى جانب ذلك كان يكتب القرآن عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
فكان إذا نزل عليه شيء من القرآن بعث إليه وأمره أن يكتب ما نزل عليه .
ولما توفى النبي – صلى الله عليه وسلم – أمره "أبو بكر الصديق" أن يجمع نسخة
واحدة من القرآن ، وكان هذا عملاً شاقًّا جدًّا لا يمكن أن يقوم به إلا
الأفذاذ من الرجال ، وقد قام زيد بهذه المهمة على خير وجه ، ونجح في جمع
القرآن وكتابته على الصورة التي نقرؤها اليوم في المصاحف .
وتوفى "زيد بن ثابت" سنة (45 هـ) ، ولما مات قال "أبو هريرة"- رضى الله عنه : اليوم مات
خير هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في "ابن عباس" منه خلفًا.
· أنس بن مالك :
ولد "أنس بن مالك" قبل الهجرة بعشر سنين ، ولما هاجر النبي – صلى الله عليه وسلم –
إلى المدينة التحق بخدمته وهو في العاشرة ، وظل يخدمه حتى وفاته – صلى الله
عليه وسلم – ويقول "أنس" :
"خدمت
النبي – صلى الله عليه وسلم- عشر سنين فما ضربني ولا سبني ولا عبس في
وجهي".
وكانت
أول وصية له من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بدء خدمته له أن يكون
أمينا على السر كاتمًا له ، والتزم "أنس بن مالك" بذلك التزامًا تامًّا ،
ولم يستطع أحد أن يجعله يفشى سرًّا لرسول الله .
ونشأ أنس
منذ صباه تحت رعاية رسول الله – صلى الله عليه مسلم – فتعلم كثيرًا وتهذب
بخلق رسول الله ، وروى عنه أحاديث كثيرة تجاوزت ألفى حديث ، وعرف بلقب "
راوية الإسلام".
وشهد أنس
بن مالك مع النبي – صلى الله عليه وسلم –"صلح الحديبية" ، وفتح "مكة" ،
و"حنين" و"الطائف" و"خيبر" . وعاش بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم –
طويلاً ، حتى قيل إنه كان آخر أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم- موتًا ،
فقد توفٍّى سنة (91 هـ) في بعض الأقوال .
· الحسن
بن على :
أبوه
"على بن أبى طالب" ، وأمه "فاطمة الزهراء" بنت رسول الله – صلى الله عليه
وسلم – ولد في شهر "رمضان" من العام الثالث للهجرة ، وتربى تحت بصر النبي –
صلى الله عليه وسلم – وكان كثيرًا ما يحمله ويداعبه ويلاعبه هو وأخاه
"الحسين".
ويروى أن
رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بينما هو على منبره يخطب فجاء "الحسن"
و"الحسين" وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله – صلى
الله عليه وسلم – من على المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ، ثم قال :
"رأيت
هذين يمشيان ويعثران في قميصهما فلم أصبر حتى نزلت فحملتهما" .
(رواهالنسائي) .
ونشأة
"الحسن بن على" نشأة نبوية فكان كريم الخلق عفيف
اللسان ، فصيح العبارة سخي اليد ،
فارسًا مغوارًا .
وحينما استشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه بايع الناس ابنه الحسن ، ودارت أحداث
وتنازل الحسن عن منصبه لمعاوية ، وكان هذا رغبة منه في لم شمل المسلمين ،
وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
"إن ابني
هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين " . (رواه البخارى)
وأقام "الحسن بن على" في المدينة وكان موضع احترام الناس وإجلالهم لكرمه وسخائه
حتى توفي سنة (50 هـ) .
· الحسين
بن على :
ولد
في شهر "شعبان" من العام الرابع للهجرة ، وكان هو وأخوه "الحسن" أحب أهل
البيت إلى جدهما النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان لا يطيق غيابهما عنه ،
فيأمر بإحضارهما أو يذهب هو إليهما ، وكم من مرة يركب "الحسن" و"الحسين"
ظهر النبي – صلى الله عليه وسلم – وهما يمرحان معه ، وأحيانًا وهو ساجد في
صلاته فيظل في سجوده حتى ينزلا .
وقد
شب "الحسين بن على"- مثل أخيه - على حب الفروسية والشجاعة ، فشارك في
الجهاد في سبيل الله في خلافة "عثمان"، وكان بين الجيوش التي قاتلت الروم
في بلاد المغرب العربي ، وشاركسنة ثلاثين من
الهجرة مع جيش "سعد بن أبى وقاص" في معارك آسيا وفتح طبرستان