Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

عثمان بن عفان " ذي النورين Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    عثمان بن عفان " ذي النورين

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    عثمان بن عفان " ذي النورين Empty عثمان بن عفان " ذي النورين

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الثلاثاء 21 سبتمبر - 1:18:01

    صحابي جليل هو :

    (( عثمان بن عفان " ذي النورين "))



    أحد العشرة المبشرين بالجنة

    "
    ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة " حديث شريف مـــــن هــــــو ؟عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة القرشي ، أحد العشرة المبشرين بالجنةوأحد الستة الذي جعل عمر الأمر شورى بينهم ، وأحد الخمسة الذين أسلموا علىيد أبي بكر الصديق ، توفي رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274وهو عنه راضٍصلى إلى القبلتيـن وهاجر الهجرتيـن وبمقتله كانت الفتنة الأولى في الإسلامإســــــــلامــــهكان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - غنياً شريفاً في الجاهلية ، وأسلم بعد البعثة بقليل ، فكان من السابقين إلى الإسلام ، فهو أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274الهجرة الأولى والثانية وقد قال رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274( إنّهما لأوّل من هاجرإلى الله بعد لوطٍ )...
    ( إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوطٍ
    )
    وهو أوّل من شيّد المسجد ، وأوّل من خطَّ المفصَّل ، وأوّل من ختم القرآن في ركعة ، وكان أخوه من المهاجرين عبد الرحمن بن عوف ومن الأنصار أوس بن ثابت أخا حسّان...قال عثمان ( ان الله عز وجل بعث محمداً بالحق ، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله ، وآمن بما بُعِثَ به محمدٌ ، ثم هاجرت الهجرتين وكنت صهْرَ رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274وبايعتُ رسول الله فوالله ما عصيتُه ولاغَشَشْتُهُ حتى توفّاهُ الله عز وجل )...الصـــــــــّلابــةلمّا أسلم عثمان - رضي الله عنه - أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطاً ،
    وقال ( أترغبُ عن ملّة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا
    أحلّك أبداً حتى تدعَ ما أنت عليه من هذا الدين ) ...
    فقال عثمان ( والله لا
    أدَعُهُ أبداً ولا أفارقُهُ ) ...
    فلمّا رأى الحكم صلابتَه في دينه تركه ...
    ذي النـــــوريـن

    لقّب عثمان - رضي الله عنه - بذي النورين لتزوجه بنتيْ النبي عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274رقيّة ثم أم كلثوم ،
    فقد زوّجه رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274ابنته رقيّة ، فلّما ماتت زوّجه أختها أم كلثوم
    فلمّا ماتت تأسّف رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274على مصاهرته فقال ( والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوّجنُكَها يا عثمان ) ...
    سـهـــم بـــــَدْر
    أثبت له رسول اللهعثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274سهمَ البدريين وأجرَهم ، وكان غاب عنها لتمريضه زوجته رقيّة بنت رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274فقد قال الرسول عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274( إن لك أجر رجلٍ ممن شهد بدراً وسهمه )
    الحـــــــديـبـيـة
    بعث الرسول عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة ، لكونه أعزَّ بيتٍ بمكة ، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته ، فضرب الرسول عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274بشماله على يمينه وقال ( هذه يدُ عثمان ) ... فقال الناس ( هنيئاً لعثمان )...
    جـهـــاده بمــالـه
    قام عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بنفسه وماله في واجب النصرة ، كما
    اشترى بئر رومة بعشرين ألفاً وتصدّق بها ، وجعل دلوه فيها لدِلاِءِ
    المسلمين ، كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفاً

    كان الصحابة مع رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 في غزاةٍ ، فأصاب الناس جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين ، والفرح في وجوه المنافقين ، فلما رأى الرسول عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274ذلك قال ( والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزقٍ )...
    فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان ، فاشترى أربعَ عشرة راحلةً بما عليها من الطعام ، فوجّه إلى النبي عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 منها بتسعٍ ، فلما رأى ذلك النبي قال ( ما هذا ؟)...
    قالوا أُهدي إليك من عثمان ... فعُرِفَ الفرحُ في وجه رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 والكآبة في وجوه المنافقين ، فرفع النبيعثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 يديه حتى رُؤيَ بياضُ إبطيْه ، يدعو لعثمان دعاءً ما سُمِعَ دعا لأحد قبله ولا بعده ( اللهم اعط عثمان ، اللهم افعل بعثمان )...

    قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها - دخل رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 عليَّ فرأى لحماً فقال ( من بعث بهذا ؟)... قلت عثمان ... فرأيت رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 رافعاً يديْهِ يدعو لعثمان
    جيـــش الـعُـسْــرة
    وجهّز عثمان بن عفان - رضي الله عنه - جيش العُسْرَة بتسعمائةٍ وخمسين بعيراً وخمسين فرساً ، واستغرق الرسولعثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274في الدعاء له يومها ، ورفع يديه حتى أُريَ بياض إبطيه... فقد جاء عثمان إلى النبي عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 بألف دينار حين جهّز جيش العسرة فنثرها في حجره ، فجعل عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 يقلبها ويقول ( ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم ) مرتين
    الحــــــــــــيـاء
    قال رسول اللهعثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 ( أشد أمتي حياءً عثمان )...

    قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها - استأذن أبو بكر على رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274
    وهو مضطجع على فراش ، عليه مِرْطٌ لي ، فأذن له وهو على حاله ، فقضى الله
    حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له ، وهو على تلك الحال ، فقضى الله
    حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274
    وأصلح عليه ثيابه وقال ( اجمعي عليك ثيابك ) ... فأذن له ، فقضى الله
    حاجته ثم انصرف ، فقلت ( يا رسول الله ، لم أركَ فزِعْتُ لأبي بكر وعمر
    كما فزعت لعثمان !!)...
    فقال ( يا عائشة إن عثمان رجل حيي ، وإني خشيت إنْ أذنْتُ له على تلك
    الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته )... وفي رواية أخرى ( ألا أستحي ممن
    تستحيي منه الملائكة )...
    فـضـــــــــلـه
    دخل رسـول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال ( يا بنيّة أحسني إلى أبي عبد الله فإنّه أشبهُ أصحابي بي خُلُقـاً )... وقال رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274( مَنْ يُبغضُ عثمان أبغضه الله )... وقال ( اللهم ارْضَ عن عثمان )... وقال ( اللهم إن عثمان يترضّاك فارْضَ عنه )...

    اختَصّه رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274
    بكتابة الوحي ، وقد نزل بسببه آيات من كتاب الله تعالى ، وأثنى عليه جميع
    الصحابة ، وبركاته وكراماته كثيرة ، وكان عثمان - رضي الله عنه - شديد
    المتابعة للسنة ، كثير القيام بالليل

    قال عثمان - رضي الله عنه - ( ما تغنيّتُ ولمّا تمنّيتُ ، ولا وضعتُ يدي اليمنى على فرجي منذ بايعتُ بها رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 وما مرّت بي جمعة إلا وإعتقُ فيها رقبة ، ولا زنيتُ في جاهلية ولا إسلام ، ولا سرقت )
    اللـهـم اشــهـد
    عن الأحنف بن قيس قال انطلقنا حجّاجاً فمروا بالمدينة ، فدخلنا المسجد ،
    فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص ... فلم يكن بأسرع
    من أن جاء عثمان عليه ملاءة صفراء قد منع بها رأسه فقال ( أها هنا علي
    ؟)... قالوا نعم ... قال ( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن
    رسول اللهعثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 قال ( من يبتاع مِرْبدَ بني فلان غفر الله له ؟)... فابتعته بعشرين ألفاً أو بخمسة وعشرين ألفاً ، فأتيت رسـول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 فقلت ( إني قد ابتعته )... فقال ( اجعله في مسجدنا وأجره لك ) ؟... قالوا نعم

    قال ( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 قال ( من يبتاع بئر روْمة غفر الله له ) فابتعتها بكذا وكذا ، فأتيت رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 فقلت ( إني قد ابتعتها )... فقال ( اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك )؟... قالوا نعم

    قال ( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 نظر في وجوه القوم يوم ( جيش العُسرة ) فقال ( من يجهز هؤلاء غفر الله له )... فجهزتهم ما يفقدون خطاماً ولا عقالاً )؟... قالوا نعم

    قال ( اللهم اشهد اللهم اشهد )... ثم انصرف
    الخــــــــلافـة
    كان عثمان - رضي الله عنه - ثالث الخلفاء الراشدين ، فقد بايعه المسلمون
    بعد مقتل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سنة 23 هـ ، فقد عيَّن عمر ستة
    للخلافة فجعلوا الأمر في ثلاثة ، ثم جعل الثلاثة أمرهم إلى عبد الرجمن بن
    عوف بعد أن عاهد الله لهم أن لا يألوا عن أفضلهم ، ثم أخذ العهد والميثاق
    أن يسمعوا ويطيعوا لمن عيّنه وولاه ، فجمع الناس ووعظهم وذكّرَهم ثم أخذ
    بيد عثمان وبايعه الناس على ذلك ، فلما تمت البيعة أخذ عثمان بن عفان
    حاجباً هو مولاه وكاتباً هو مروان بن الحكم

    ومن خُطبته يوم استخلافه لبعض من أنكر استخلافه أنه قال ( أمّا بعد ،
    فإنَّ الله بعث محمداً بالحق فكنت ممن استجاب لله ورسوله ، وهاجرت
    الهجرتين ، وبايعت رسول اللهعثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274
    ، والله ما غششْتُهُ ولا عصيتُه حتى توفاه الله ، ثم أبا بكر مثله ، ثم
    عمر كذلك ، ثم استُخْلفتُ ، أفليس لي من الحق مثلُ الذي لهم ؟!)...
    الخيـــــــــــــــــر
    انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية ...

    يتبعـــــــــــــــــــ
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    عثمان بن عفان " ذي النورين Empty رد: عثمان بن عفان " ذي النورين

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الثلاثاء 21 سبتمبر - 1:20:15

    الـفـتوح الإسـلامـية
    لقد كان عهد عثمان رضي الله عنه مليئاً بالفتوحات، وهي
    تتمة لما كان أيام الخليفة السابق له وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولقد استمرت هذه الفتوحات في البر والبحر مدة عشرة أعوام إلا أن ما حدث في العامين التاليين لها من فتنة، قد جعلها تنسى , فطغت الفتنة حتى حسب الناس أن عهد عثمان لم يكن سوى فتنة واختلافات نشأت منذ بيعته , ودامت بقية حياته ، وانتهت باستشهاده..

    كان أمير الشام معاوية بن أبي سفيان قد قام بغزو الروم , ووصل إلى عمورية قريباً من أنقرة اليوم، وكان معه من صحابة رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274عبادة بن الصامت، وأبو أيواب الأنصاري خالد بن زيد، وأبو ذر الغفاري ،وشداد بن أوس...

    وفتح المسلمون مناطق واسعة رغم قلة عدد جندهم بالنسبة إلى تلك الأراضي الشاسعة، وبالنسبة إلى أعداد أعدائهم الكبيرة ، وهذا ما جعلهم لا يتركون في المناطق التي يصالحونها إلا الجند القليل، ولا يبقون في البقاع التي يفتحونها إلا العدد الضئيل، وبخاصةٍ أنه كانت هناك جبهات مفتوحة، وثغوريجب حمايتها، ومراكز يجب الدفاع عنها والتجمع فيها للإمدادات في الأوقات اللازمة ..

    كل هذا جعل عدد المسلمين قليلاً في البلاد المفتوحة حديثاً، وجعل أهلها يشحون في دفع الجزية، ويظنون أن بمقدورهم هزيمة المسلمين وقتالهم، وأن ما حدث معهم في المرة الأولى لم يكن سوى أخطاء ارتكبوها وقد عرفوها فيما بعد، ثم يتحسرون على عزهم الزائل وأيام مجدهم الخالية ، لذا كانوايتحينون الفرص للانقضاض على المسلمين ونقض عهودهم معهم - هكذا النفس البشرية - ومن هنا كان نقض العهد كثيراً. .

    وقد انتهز الفرس والروم في المناطق التي دخلها المسلمون وفاة خليفتهم عمربن الخطاب، ونقضوا العهد، وظنوا أن أمر المسلمين قد ضعف، ولكنهم فوجئوابأن قوة المسلمين على ما هي عليه لم تختلف أيام عمر عن أيام عثمان الخليفة الجديد، وقد أدب المسلمون خصومهم مرة ثانية.

    الجبهة الغربية
    :نقضت الإسكندرية عهدها عام 25 هـ، فسار إليها أمير مصر عمرو بن العاص، وقاتل أهلها وأجبرهم على الخضوع، والعودة إلى عهدهم.

    وكان عمر بن الخطاب قد منع عمرو بن العاص من الانسياح في إفريقية بعدما فتح طرابلس، إلا أن عثمان بن عفان قد سمح بذلك، وأرسل عبدالله بن سعد بن أبي سرح على رأس قوة فاجتاز طرابلس، واستولى على سفن للروم كانت راسية هناك على الشاطىء , ثم واصل سيره في إفريقية والتقى بجيوشٍ للبيزنطيين عام 27 هـ في موقع يقال له ( سبيطلة ) في جنوب غربي القيروان التي لم تكن قدأسست بعد، وقد قَتَل عبد الله بن الزبير، وكان مع الغزاة في تلك الموقعة القائد البيزنطي ( جرجير)، وكان ذا أثر فعّال في الانتصار الذي أحرزه المسلمون على الروم، إلا أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح قد اضطر إلى عقد معاهدة للصلح مع البيزنطيين مقابل جزية سنوية يدفعونها على أن يخلي إفريقية، وكان ذلك الاضطرار بسبب سيره إلى مصر لمواجهة النوبة الذين هددوامصر من ناحية الجنوب...

    وفي أيام عمر بن الخطاب ألح أمير الشام معاوية بن أبي سفيان على الخليفة عمر في غزو البحر وقرى الروم من حمص وقال : إن قرية من قرى حمص ليسمع أهلها نباح كلابهم وصياح دجاجهم، حتى كاد ذلك يأخذ بقلب عمر، فكتب عمر إلى عمرو بن العاص : صف لي البحر وراكبه، فإن نفسي تنازعني إليه، فكتب إليه عمر : إني رأيت خلقاً كبيراً يركبه خلق صغير، إن ركن خرق القلوب، وإن تحرك أزاغ العقول، يزداد فيه اليقين قلةً، والشك كثرةً، هم فيه كدودٍ على عودٍ،إن مال غرق، وإن نجا برق ,فلما قرأه عمر كتب إلى معاوية : "لا والذي بعث محمداً بالحق لا أحمل فيه مسلماً أبداً ".

    فلما ولى عثمان لم يزل به معاوية حتى عزم على ذلك ، وقال : لا تنتخب الناس، ولا تُقرع بينهم، خيّرهم، فمن اختار الغزو طائعاً فاحمله وأعنه، ففعل، واستعمل على البحر عبد الله بن قيس الجاسي(1) حليف بني فزارة...

    غزا معاوية قبرص وصالح أهلها على سبعة آلاف دينار يؤدونها إلى المسلمين كل سنة , وذلك عام 28 هـ، وساعد أهل مصر في تلك الغزوة بإمرة عبد الله بن سعد بن أبي سرح، فلما وصل إلى قبرص كان معاوية على الناس جميعاً، وكان بين الغزاة من صحابة رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 عبادة بن الصامت، والمقداد بن عمرو، وشداد بن أوس، وأبو ذر الغفاري، وكانت مع عبادة بن الصامت زوجه أم حرام.

    وغزا حبيب بن مسلمة بعض أرض سورية التي كانت لا تزال بيد الروم وذلك عام 28هـ.

    معركة ذات الصواري
    :
    وفي عام 31 هـ جرت معركة بحرية حاسمة بين المسلمين والروم بالقرب من شواطئ كيليكيا، وهي التي تعرف بذات الصواري، وعرفت بذلك لأن صواري السفن ربطت بعضها مع بعض المسلمة والرومية، وذلك بعد أن أمن بعضهم بعضاً , واختارالروم قتال البحر، وكان قائد المسلمين أمير مصر عبد الله بن أبي سرح، وقائد الروم الإمبراطور نفسه قسطنطين الثاني الذي كان يقود أكثر من خمسمائة سفينة، ومع ذلك فقد فرّ من المعركة، وهزم الروم شرّ هزيمة.

    وكانت صواري السفن من أشجار السرو والصنوبر , وهذا ما يدل على أهمية الأشجار والغابات لكلا الطرفين، وجبال تلك الشواطئ كانت مليئة بهذه الأنواع من الأشجار.

    وفي عام 33 هـ غزا أمير الشام معاوية بن أبي سفيان حصن المرأة من أرض الروم قرب ثغر ملاطية.

    ونقضت إفريقية العهد عام 33 هـ فسار إليها أمير مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح ففتحها ثانية ، وأجبر أهلها على الخضوع والعودة إلى دفع الجزية بعد ما منعوها
    وهكذا فقد كانت الفتوحات أيام سيدنا عثمان بن عفان واسعة إذ أضافت بلاداً جديدة في أفريقية وأرمينيا , وأجبرت من نقض العهد إلى الصلح من جديد في فارس وخراسان وباب الأبواب , وضمت إلى ذلك فتوحات جديدة من بلاد السند وكابل وفرغانة.
    الـفــــــــــــتـنـة

    ويعود سبب الفتنة التي أدت إلى الخروج عليه وقتله أنه كان كَلِفاً بأقاربه وكانوا قرابة سوء ، وكان قد ولى على أهل مصر عبدالله بن سعد بن أبي السّرح فشكوه إليه ، فولى عليهم محمد بن أبي بكر الصديق باختيارهم له ، وكتب لهم العهد ، وخرج معهم مددٌ من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابنأبي السّرح ، فلمّا كانوا على ثلاثة أيام من المدينة ، إذ همّ بغلام عثمان على راحلته ومعه كتاب مفترى ، وعليه خاتم عثمان ، إلى ابن أبي السّرح يحرّضه ويحثّه على قتالهم إذا قدموا عليه ، فرجعوا به إلى عثمان فحلف لهم أنّه لم يأمُره ولم يعلم من أرسله ، وصدق - رضي الله عنه - فهو أجلّ قدراًوأنبل ذكراً وأروع وأرفع من أن يجري مثلُ ذلك على لسانه أو يده ، وقد قيل أن مروان هو الكاتب والمرسل !...ولمّا حلف لهم عثمان - رضي الله عنه - طلبوا منه أن يسلمهم مروان فأبى عليهم، فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى ، لأن النبي عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274كان قد قال له ( عثمان ! أنه لعلّ الله أن يُلبسَكَ قميصاً فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه )...

    الــحــــــــــصـار

    فاجتمع نفر من أهل مصر والكوفة والبصرة وساروا إليه فأغلق بابه دونهم ،فحاصروه عشرين أو أربعين يوماً ، وكان يُشرف عليهم في أثناء المدّة ،ويذكّرهم سوابقه في الإسلام ، والأحاديث النبوية المتضمّنة للثناء عليه والشهادة له بالجنة ، فيعترفون بها ولا ينكفّون عن قتاله !!؟... وكان يقول ( إن رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274 عهد إليّ عهداً فأنا صابرٌ عليه )... ( إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن )...وعن أبي سهلة مولى عثمان قلت لعثمان يوماً ( قاتل يا أمير المؤمنين )... قال ( لا والله لا أقاتلُ ، قد وعدني رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274أمراً فأنا صابر عليه )... واشرف عثمان على الذين حاصروه فقال ( يا قوم ! لا تقتلوني فإني والٍ وأخٌ مسلم ، فوالله إن أردتُ إلا الإصلاح ما استطعت ، أصبتُ أو أخطأتُ ، وإنكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعاً أبداً ، ولا تغزوا جميعاً أبداً ولا يقسم فيؤكم بينكم )... فلما أبَوْا قال ( اللهم احصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ،ولا تبق منهم أحداً )... فقتل الله منهم مَنْ قتل في الفتنة ، وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفاً فأباحوا المدينة ثلاثاً يصنعون ما شاءوا لمداهنتهم...
    مـَقْــــــــــتـَلـه
    وكان مع عثمان - رضي الله عنه - في الدار نحو ستمائة رجل
    ، فطلبوا منه
    الخروج للقتال ، فكره وقال ( إنّما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها )... فدخلوا عليه من دار أبي حَزْم الأنصاري فقتلوه ، و المصحف بين يديه فوقع شيء من دمـه عليه ، وكان ذلك صبيحـة عيد الأضحـى سنة 35 هـ في بيته بالمدينةومن حديث مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان أن عثمان أعتق عشرين عبداً مملوكاً ، ودعا بسراويل فشدَّ بها عليه ، ولم يلبَسْها في جاهلية ولا إسلام وقال ( إني رأيتُ رسول اللهعثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274البارحة في المنام، ورأيت أبا بكر وعمر وأنهم قالوا لي اصبر ، فإنك تفطر عندنا القابلة )... فدعا بمصحف فنشره بين يديه ، فقُتِلَ وهو بين يديهكانت مدّة
    ولايته - رضي الله عنه وأرضاه - إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر
    يوماً ، واستشهد وله تسعون أو ثمان وثمانون سنة...
    ودفِنَ - رضي الله عنه - بالبقيع ، وكان قتله أول فتنة انفتحت بين المسلمين فلم تنغلق إلى اليوم
    ...
    يــــوم الجــــــمـل
    في يوم الجمل قال علي بن أبي طالب -
    رضي الله عنه - ( اللهم إني أبرأ إليك
    من دم عثمان ، ولقد طاش عقلي يوم قُتِل عثمان ، وأنكرت نفسي وجاؤوني للبيعة فقلت ( إني لأستَحْيي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله عثمان بن عفان " ذي النورين ZEB52274( ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة )... وإني لأستحي من الله وعثمان على الأرض لم يدفن بعدفانصرفوا ، فلما دُفِنَ رجع الناس فسألوني البيعة فقلت ( اللهم إني مشفقٌ مما أقدم عليه )... ثم جاءت عزيمة فبايعتُ فلقد قالوا ( يا أمير المؤمنين ) فكأنما صُدِعَ قلبي وقلت ( اللهم خُذْ مني لعثمان حتى ترضى )

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 3:50:49