ثابت بن قيس
خطيب رسول الله
" انك لست منهم بل تعيش حميداوتقتل شهيداويدخلك الله الجنة "
حديث شريف
الخوف
لمّا نزلت الآية الكريمة ( ان الله لا يحب كل مختال فخور )
أغلق ثابت باب داره وجلس يبكي وطال مكثه على هذه الحال ، حتى دعاه رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-وسأله عن حاله ، فقال ثابت ( يا رسول الله ، اني
أحب الثوب الجميل ، والنعل الجميل وقد خشيـت أن أكون بهذا من المختاليـن
) فأجابه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يضحك راضيا ( انك لست منهم بل
تعيش بخيروتموت بخيروتدخل الجنة )
ولما نزل قول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوت
النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ، أن تحبط أعمالكم وأنتم لا
تشعرون )
أغلق ثابت -رضي الله عنه-عليه داره ، وطفق يبكي ، وافتقده الرسول -صلى
الله عليه وسلم- فسأل عنه ، ثم أرسل من يدعوه ، وجاء ثابت ،وسأله النبي عن
سبب غيابه ، فأجابه ( اني امرؤ جهير الصوت ، وقد كنت أرفع صوتي فوق صوتك
يا رسول الله ، واذن فقد حبط عملي ، وأنا من أهل النار ) وأجابه الرسول
-صلى الله عليه وسلم- ( انك لست منهم بل تعيش حميدا وتقتل
شهيدا ويدخلك الله الجنة) فقال ( رضيتُ ببُشرى الله ورسوله ، لا
أرفعُ صوتي أبداً على رسول الله )فنزلت الآية الكريمة
قال تعالى ( إنَّ الذينَ يغُضُّونَ أصواتَهُمْ عند رسولِ الله أولئِكَ
الذَّينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلوبَهُم للتَّقْوَى ، لهم مَّغْفِرةٌ وِأجْرٌ
عَظِيمٌ )
خطيب الإسلام
كان ثابت -رضي الله عنه- خطيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والاسلام ،
وكانت الكلمات تخرج من فمه قوية ، صادعة جامعة رائعة ، ففي عام الوفود أذن
له الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يجيب على خطيب وفد ( بني تميم )
فبعض مما قال ثابت ( الحمد لله ، الذي السماوات والأرض خلقه ، قضى فيهن
أمره ، ووسع كرسيه علمه، ولم يك شيء قط الا من فضلهثم كان من قدرته أن
جعلنا أئمة ، واصطفى من خير خلقه رسولا ، أكرمهم نسبا ، وأصدقهم حديث
وأفضلهم حسبا فأنزل عليه كتابه ، وائتمنه على خلقه ، فكان خيرة الله من
العالمين ثم كنا - نحن الأنصار - أول الخلق اجابة فنحن أنصار الله
، ووزراء رسوله )
جهاده
شهد ثابت -رضي الله عنه- مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- غزوة أحد
والمشاهد بعدها ، ولم يشهد بدراً ، وشهد بيعة الرضوان ، وكانت فدائيته من
طراز فريد
في حروب الردة ، كان في الطليعة دائما ، يحمل راية الأنصار ، ويضرب بسيف
لا يكبو وفي موقعة اليمامة ، رأى ثابت -رضي الله عنه- وقع الهجوم الذي
شنه جيش مسيلمة الكذاب على المسلمين أول المعركة فصاح بصوته ( والله ، ما
هكذا كنا نقاتل مع رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ) ثم ذهب غير
بعيد ، وعاد وقد تحنط ، ولبس أكفانه ، وصاح مرة أخرى ( اللهم اني أبرأ
اليك مما جاء به هؤلاء -يعني جيش مسيلمة- وأعتذر اليك مما صنع هؤلاء
) يعني تراخي المسلمين في القتال وانضم اليه سالم مولى رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- وكان يحمل راية المهاجرين ، وحفر الاثنان لنفسيهما
حفرة عميقة ثم نزلا فيها قائمين ، وأهالا الرمال عليها حتى غطت وسط كل
منهما
الشهادة
وهكذا وقفا طودين شامخين ، نصف كل منهما غائص في الرمال مثبت في أعماق
الحفرة ، في حين نصفهما الأعلى -صدرهما وجبهتهما وذراعاهما- يستقبلان جيوش
الوثنية والكذب ، وراحا يضربان بسيفيهما كل من يقترب منهما من جيش مسيلمة
حتى استشهدا في مكانهما ، وكان مشهدهما -رضي الله عنهما- هذا أعظم صيحة
أسهمت في رد المسلمين الى مواقعهم ، حيث جعلوا من جيش مسيلمة ترابا تطؤه
الأقدام
الوصية
ويروى أنه بعد استشهاد ثابت -رضي الله عنه- مر به أحد المسلمين حديثي
العهد بالاسلام ، فأخذ درعه الثمين ظنا منه أنها من حقه وبينما أحد
المسلمين نائم أتاه ثابت -رضي الله عنه- في منامه ، فقال له ( أوصيك بوصية
، فاياك أن تقول هذا حلم فتضيعه ، اني لما استشهدت بالأمس ، مر بي رجل من
المسلمين ، فأخذ درعي وان منزله في أقصى الناس ، وفرسه يُستَن في طوله ،
وقد كفأ على الدرع بُرمه ، وفوق البُرمه رَحْلاً ، فأت خالدا ، فمره أن
يبعث فيأخذها ، فاذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله أبي بكر ، فقل له
ان علي من الدين كذا وكذا ، فليقم بسداده ) فلما استيقظ الرجل من نومه ،
أتى خالد بن الوليد ، فقص عليه رؤياه ، فأرسل خالد من يأتي بالدرع ،
فوجدها كما وصف ثابت ، ولما رجع المسلمون الى المدينة ، قص المسلم على
الخليفة الرؤيا ، فأنجز وصية ثابت -رضي الله عنه
خطيب رسول الله
" انك لست منهم بل تعيش حميداوتقتل شهيداويدخلك الله الجنة "
حديث شريف
الخوف
لمّا نزلت الآية الكريمة ( ان الله لا يحب كل مختال فخور )
أغلق ثابت باب داره وجلس يبكي وطال مكثه على هذه الحال ، حتى دعاه رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-وسأله عن حاله ، فقال ثابت ( يا رسول الله ، اني
أحب الثوب الجميل ، والنعل الجميل وقد خشيـت أن أكون بهذا من المختاليـن
) فأجابه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يضحك راضيا ( انك لست منهم بل
تعيش بخيروتموت بخيروتدخل الجنة )
ولما نزل قول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوت
النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ، أن تحبط أعمالكم وأنتم لا
تشعرون )
أغلق ثابت -رضي الله عنه-عليه داره ، وطفق يبكي ، وافتقده الرسول -صلى
الله عليه وسلم- فسأل عنه ، ثم أرسل من يدعوه ، وجاء ثابت ،وسأله النبي عن
سبب غيابه ، فأجابه ( اني امرؤ جهير الصوت ، وقد كنت أرفع صوتي فوق صوتك
يا رسول الله ، واذن فقد حبط عملي ، وأنا من أهل النار ) وأجابه الرسول
-صلى الله عليه وسلم- ( انك لست منهم بل تعيش حميدا وتقتل
شهيدا ويدخلك الله الجنة) فقال ( رضيتُ ببُشرى الله ورسوله ، لا
أرفعُ صوتي أبداً على رسول الله )فنزلت الآية الكريمة
قال تعالى ( إنَّ الذينَ يغُضُّونَ أصواتَهُمْ عند رسولِ الله أولئِكَ
الذَّينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلوبَهُم للتَّقْوَى ، لهم مَّغْفِرةٌ وِأجْرٌ
عَظِيمٌ )
خطيب الإسلام
كان ثابت -رضي الله عنه- خطيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والاسلام ،
وكانت الكلمات تخرج من فمه قوية ، صادعة جامعة رائعة ، ففي عام الوفود أذن
له الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يجيب على خطيب وفد ( بني تميم )
فبعض مما قال ثابت ( الحمد لله ، الذي السماوات والأرض خلقه ، قضى فيهن
أمره ، ووسع كرسيه علمه، ولم يك شيء قط الا من فضلهثم كان من قدرته أن
جعلنا أئمة ، واصطفى من خير خلقه رسولا ، أكرمهم نسبا ، وأصدقهم حديث
وأفضلهم حسبا فأنزل عليه كتابه ، وائتمنه على خلقه ، فكان خيرة الله من
العالمين ثم كنا - نحن الأنصار - أول الخلق اجابة فنحن أنصار الله
، ووزراء رسوله )
جهاده
شهد ثابت -رضي الله عنه- مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- غزوة أحد
والمشاهد بعدها ، ولم يشهد بدراً ، وشهد بيعة الرضوان ، وكانت فدائيته من
طراز فريد
في حروب الردة ، كان في الطليعة دائما ، يحمل راية الأنصار ، ويضرب بسيف
لا يكبو وفي موقعة اليمامة ، رأى ثابت -رضي الله عنه- وقع الهجوم الذي
شنه جيش مسيلمة الكذاب على المسلمين أول المعركة فصاح بصوته ( والله ، ما
هكذا كنا نقاتل مع رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ) ثم ذهب غير
بعيد ، وعاد وقد تحنط ، ولبس أكفانه ، وصاح مرة أخرى ( اللهم اني أبرأ
اليك مما جاء به هؤلاء -يعني جيش مسيلمة- وأعتذر اليك مما صنع هؤلاء
) يعني تراخي المسلمين في القتال وانضم اليه سالم مولى رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- وكان يحمل راية المهاجرين ، وحفر الاثنان لنفسيهما
حفرة عميقة ثم نزلا فيها قائمين ، وأهالا الرمال عليها حتى غطت وسط كل
منهما
الشهادة
وهكذا وقفا طودين شامخين ، نصف كل منهما غائص في الرمال مثبت في أعماق
الحفرة ، في حين نصفهما الأعلى -صدرهما وجبهتهما وذراعاهما- يستقبلان جيوش
الوثنية والكذب ، وراحا يضربان بسيفيهما كل من يقترب منهما من جيش مسيلمة
حتى استشهدا في مكانهما ، وكان مشهدهما -رضي الله عنهما- هذا أعظم صيحة
أسهمت في رد المسلمين الى مواقعهم ، حيث جعلوا من جيش مسيلمة ترابا تطؤه
الأقدام
الوصية
ويروى أنه بعد استشهاد ثابت -رضي الله عنه- مر به أحد المسلمين حديثي
العهد بالاسلام ، فأخذ درعه الثمين ظنا منه أنها من حقه وبينما أحد
المسلمين نائم أتاه ثابت -رضي الله عنه- في منامه ، فقال له ( أوصيك بوصية
، فاياك أن تقول هذا حلم فتضيعه ، اني لما استشهدت بالأمس ، مر بي رجل من
المسلمين ، فأخذ درعي وان منزله في أقصى الناس ، وفرسه يُستَن في طوله ،
وقد كفأ على الدرع بُرمه ، وفوق البُرمه رَحْلاً ، فأت خالدا ، فمره أن
يبعث فيأخذها ، فاذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله أبي بكر ، فقل له
ان علي من الدين كذا وكذا ، فليقم بسداده ) فلما استيقظ الرجل من نومه ،
أتى خالد بن الوليد ، فقص عليه رؤياه ، فأرسل خالد من يأتي بالدرع ،
فوجدها كما وصف ثابت ، ولما رجع المسلمون الى المدينة ، قص المسلم على
الخليفة الرؤيا ، فأنجز وصية ثابت -رضي الله عنه