الطفيل بن عمرو الدّوسي
رضي الله عنه
" اللهم اهد دوساً وأت بهم مسلمين "
حديث شريف
من هو؟
الطفيل بن عمرو الدوسي نشأ في أسرة كريمة في أرض ( دَوْس ) وذاع صيته كشاعر
نابغة ، وكان موقعه في سوق عكاظ في المقدمة ، وكان كثير التردد على مكة
اسلامه
وفي إحدى زياراته لمكة كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد شرع بدعوته ،
وخشيت قريش أن يلقاه الطفيل ويسلم ، فيضع شعره في خدمة الإسلام ، لذا
أحاطوا فيه وأنزلوه ضيفاً مكرماً ، وراحوا يحذرونه من محمد ، بأن له قولاً
كالسحر ، يفرق بين الرجل وأبيه ، والرجل وأخيه ، والرجل وزوجته ، ويخشون
عليه وعلى قومه منه ، ونصحوه بألا يسمعه أو يكلمه
وحين خرج الطفيل من عندهم ، وضع في أذنه كُرسُفاً ( القطن ) كي لا يسمع
شيئا ، فوجد النبي -صلى الله عليه وسلم- قائما يصلي عند الكعبة ، فقام
قريبا منه فسمع بعض ما يقرأ الرسول الكريم ، فقال لنفسه ( واثُكْلَ أمي ،
والله إني لرجل لبيب شاعر ، لا يخفى علي الحسن من القبيح ، فما يمنعني أن
أسمع من الرجل ما يقول ، فإن كان الذي يأتي به حسن قبلته ، وإن كان قبيحا
رفضته )
ثم تبع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى منزله ودخل ورائه و قال ( يا محمد
إن قومك قد حدثوني عنك كذا وكذا ، فوالله ما برحوا يخوفونني أمرك حتى سددت
أذني بكرسف لئلا أسمع قولك ، ولكن الله شاء أن أسمع ، فسمعت قولا حسنا ،
فاعرض علي أمرك)فعرض عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- الإسلام ، وتلا
عليه القرآن ، فأسلم الطفيل وشهد شهادة الحق وقال ( يا رسول الله ، إني
امرؤ مطاع في قومي وإني راجع إليهم ، وداعيهم الى الإسلام ، فادع الله أن
يجعل لي آية تكون لي عوناً فيما أدعوهم إليه ) فقال عليه السلام ( اللهم
اجعل له آية )
الآيـة
وروى الطفيل قائلاً ( فخرجتُ إلى قومي ، حتى إذا كنت بثنيّة تُطلعني على
الحاضر -القوم النازلين إلى الماء- فوقع نورٌ بين عيني مثل المصباح ، فقلت
( اللهم في غير وجهي ، فإني أخشى أن يظنّوا أنّها مُثلةٌ وقعتْ في وجهي
لفراق دينهم ) فتحوّل النور فوقع في رأس سَوْطي ، فجعل الحاضر يتراءَوْن
ذلك النور في سوْطي كالقنديل المعلّق ) وفي رواية كان يُضيء في الليلة
المظلمة له ، فسُمّي ذا النور
أهل بيته
ما كاد الطفيل -رضي اللـه عنه- يصل الى داره في أرض ( دَوْس ) حتى أتى
أبـاه فقال له ( إليك عني يا أبتـاه ، فلست مني ولست منك ) فقال ( ولِمَ
يا بنيّ ؟) قال ( إني أسلمتُ واتبعتُ دين محمد -صلى الله عليه وسلم-) قال ( يا بُنيّ ديني دينك ) قال ( فاذهب فاغتسلْ وطهّر ثيابك ) ثم جاء فعرض عليه الإسلام فأسلم
ثم أتت زوجته فقال لها ( إليك عني لستُ منكِ ولستِ مني ) قالت ( ولِمَ بأبي أنت ؟)قال (فرّق بيني وبينك الإسلام ، إني أسلمتُ وتابعتُ دين محمد -صلى الله عليه وسلم- )قالت ( ديني دينك ) فقال ( فاذهبي إلى حمى ذي الشّرىَ ، فتطهّري منه ) وكان ذو الشرَى صنم دَوس والحِمَى حمىً له يحمونه ، وله وَشَلٌ وماءٌ يهبط من الجبل ، فقالت ( بأبي أنت ، أتخافُ على الصبية من ذي الشرى شيئاً ؟) قال ( لا ، أنا ضامن لما أصابك) فذهبت فاغتسلت ثم جاءَت ، فعرض عليها الإسلام فأسلمت
أهل دَوْس
وانتقل الى عشيرته فلم يسلم أحد منهم سوى أبو هريرة -رضي الله عنه- ،
وخذلوه حتى نفذ صبره معهم ، فركب راحلته وعاد الى الرسول -صلى الله عليه
وسلم- يشكو إليه وقال ( يا رسول الله إنه قد غلبني على دَوْس الزنى والربا
، فادع الله أن يهلك دَوْساً!)وكانت المفاجأة التي أذهلت الطفيل حين رفع الرسول -صلى الله عليه وسلم-كفيه الى السماء وقال ( اللهم اهْدِ دَوْساً وأت بهم مسلمين ) ثم قال للطفيل ( ارجع الى قومك فادعهم وارفق بهم ) فنهض وعاد الى قومه يدعوهم بأناة ورفق
قدوم دَوْس
وبعد فتح خيبر أقبل موكب ثمانين أسرة من دَوْس الى الرسول -صلى الله عليه
وسلم- مكبرين مهللين ، وجلسوا بين يديه مبايعين ، وأخذوا أماكنهم والطفيل
بين المسلمين ، وخلف النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وأسهم لهم مع المسلمين
، وقالوا ( يا رسول الله ، اجعلنا مَيْمَنتك ، واجعل شعارنا مَبْرور ) ففعل ، فشعار الأزد كلها إلى اليوم ( مَبْرُور )
فتح مكة
ودخل الطفيل بن عمرو الدوسي مكة فاتحا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-
والمسلمين ، فتذكر صنماً كان يصحبه اليه عمرو بن حُممة ، فيتخشع بين يديه
ويتضرع إليه ، فاستأذن النبي الكريم في أن يذهب ويحرق الصنم ( ذا الكَفّين ) صنم عمرو بن حَمَمَة ، فأذن له النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فذهب وأوقد نارا عليه كلما خبت زادها ضراما وهو ينشد ( يا ذا الكَفّيْنِ لستُ من عُبّادِكا ، مِيلادُنا أكبرُ من مِيلادِكا ، إنّا حَشَشْنَا النارَ في فؤادِكا )
حروب الردة
وبعد انتقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الرفيق الأعلى ، شارك الطفيل
-رضي الله عنه- في حروب الردة حربا حربا ، وفي موقعة اليمامة خرج مع
المسلمين وابنه عمرو بن الطفيل ، ومع بدء المعركة راح يوصي ابنه أن يقاتل
قتال الشهداء ، وأخبره بأنه يشعر أنه سيموت في هذه المعركة وهكذا حمل سيفه
وخاض القتال في تفان مجيد
الرؤيا
وقبل معركة اليمامة قال الطفيل لأصحابه ( إنّي رأيت رؤيا ، فاعْبُرُوها لي
، رأيتُ أنّ رأسي حُلِقَ ، وأنّه خرج من فمي طائرٌ ، وأنّه لقيتني امرأةٌ
فأدخلتني في فرجها ، وأرى ابني يطلبني حَثيثاً ، ثم رأيته حُبسَ عنّي ) قالوا ( خيراً ) قال ( أمّا أنا والله فقد أوّلتها)قالوا ( ماذا ؟) قال ( أمّا حلق رأسي فَوَضْعُهُ ، وأمّا الطائر الذى خرج من فمي فرُوحي ، وأمّا المرأة التي أدخلتني فرجها فالأرض تُحْفَرُ لي ، فأغَيّب فيها ، وأمّا طلب ابني إيّاي ثم حبْسُه عني فإني أراه سيجهد أن يُصيبه ما أصابني )
استشهاده
وفي موقعة اليمامة استشهد الطفيل الدوسي -رضي الله عنه- حيث هوى تحت وقع
الطعان ، وجُرِحَ ابنه عمرو بن الطفيل جراحة شديدة ثم برأ منها ، واستشهد
في معركة اليرموك
رضي الله عنه
" اللهم اهد دوساً وأت بهم مسلمين "
حديث شريف
من هو؟
الطفيل بن عمرو الدوسي نشأ في أسرة كريمة في أرض ( دَوْس ) وذاع صيته كشاعر
نابغة ، وكان موقعه في سوق عكاظ في المقدمة ، وكان كثير التردد على مكة
اسلامه
وفي إحدى زياراته لمكة كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد شرع بدعوته ،
وخشيت قريش أن يلقاه الطفيل ويسلم ، فيضع شعره في خدمة الإسلام ، لذا
أحاطوا فيه وأنزلوه ضيفاً مكرماً ، وراحوا يحذرونه من محمد ، بأن له قولاً
كالسحر ، يفرق بين الرجل وأبيه ، والرجل وأخيه ، والرجل وزوجته ، ويخشون
عليه وعلى قومه منه ، ونصحوه بألا يسمعه أو يكلمه
وحين خرج الطفيل من عندهم ، وضع في أذنه كُرسُفاً ( القطن ) كي لا يسمع
شيئا ، فوجد النبي -صلى الله عليه وسلم- قائما يصلي عند الكعبة ، فقام
قريبا منه فسمع بعض ما يقرأ الرسول الكريم ، فقال لنفسه ( واثُكْلَ أمي ،
والله إني لرجل لبيب شاعر ، لا يخفى علي الحسن من القبيح ، فما يمنعني أن
أسمع من الرجل ما يقول ، فإن كان الذي يأتي به حسن قبلته ، وإن كان قبيحا
رفضته )
ثم تبع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى منزله ودخل ورائه و قال ( يا محمد
إن قومك قد حدثوني عنك كذا وكذا ، فوالله ما برحوا يخوفونني أمرك حتى سددت
أذني بكرسف لئلا أسمع قولك ، ولكن الله شاء أن أسمع ، فسمعت قولا حسنا ،
فاعرض علي أمرك)فعرض عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- الإسلام ، وتلا
عليه القرآن ، فأسلم الطفيل وشهد شهادة الحق وقال ( يا رسول الله ، إني
امرؤ مطاع في قومي وإني راجع إليهم ، وداعيهم الى الإسلام ، فادع الله أن
يجعل لي آية تكون لي عوناً فيما أدعوهم إليه ) فقال عليه السلام ( اللهم
اجعل له آية )
الآيـة
وروى الطفيل قائلاً ( فخرجتُ إلى قومي ، حتى إذا كنت بثنيّة تُطلعني على
الحاضر -القوم النازلين إلى الماء- فوقع نورٌ بين عيني مثل المصباح ، فقلت
( اللهم في غير وجهي ، فإني أخشى أن يظنّوا أنّها مُثلةٌ وقعتْ في وجهي
لفراق دينهم ) فتحوّل النور فوقع في رأس سَوْطي ، فجعل الحاضر يتراءَوْن
ذلك النور في سوْطي كالقنديل المعلّق ) وفي رواية كان يُضيء في الليلة
المظلمة له ، فسُمّي ذا النور
أهل بيته
ما كاد الطفيل -رضي اللـه عنه- يصل الى داره في أرض ( دَوْس ) حتى أتى
أبـاه فقال له ( إليك عني يا أبتـاه ، فلست مني ولست منك ) فقال ( ولِمَ
يا بنيّ ؟) قال ( إني أسلمتُ واتبعتُ دين محمد -صلى الله عليه وسلم-) قال ( يا بُنيّ ديني دينك ) قال ( فاذهب فاغتسلْ وطهّر ثيابك ) ثم جاء فعرض عليه الإسلام فأسلم
ثم أتت زوجته فقال لها ( إليك عني لستُ منكِ ولستِ مني ) قالت ( ولِمَ بأبي أنت ؟)قال (فرّق بيني وبينك الإسلام ، إني أسلمتُ وتابعتُ دين محمد -صلى الله عليه وسلم- )قالت ( ديني دينك ) فقال ( فاذهبي إلى حمى ذي الشّرىَ ، فتطهّري منه ) وكان ذو الشرَى صنم دَوس والحِمَى حمىً له يحمونه ، وله وَشَلٌ وماءٌ يهبط من الجبل ، فقالت ( بأبي أنت ، أتخافُ على الصبية من ذي الشرى شيئاً ؟) قال ( لا ، أنا ضامن لما أصابك) فذهبت فاغتسلت ثم جاءَت ، فعرض عليها الإسلام فأسلمت
أهل دَوْس
وانتقل الى عشيرته فلم يسلم أحد منهم سوى أبو هريرة -رضي الله عنه- ،
وخذلوه حتى نفذ صبره معهم ، فركب راحلته وعاد الى الرسول -صلى الله عليه
وسلم- يشكو إليه وقال ( يا رسول الله إنه قد غلبني على دَوْس الزنى والربا
، فادع الله أن يهلك دَوْساً!)وكانت المفاجأة التي أذهلت الطفيل حين رفع الرسول -صلى الله عليه وسلم-كفيه الى السماء وقال ( اللهم اهْدِ دَوْساً وأت بهم مسلمين ) ثم قال للطفيل ( ارجع الى قومك فادعهم وارفق بهم ) فنهض وعاد الى قومه يدعوهم بأناة ورفق
قدوم دَوْس
وبعد فتح خيبر أقبل موكب ثمانين أسرة من دَوْس الى الرسول -صلى الله عليه
وسلم- مكبرين مهللين ، وجلسوا بين يديه مبايعين ، وأخذوا أماكنهم والطفيل
بين المسلمين ، وخلف النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وأسهم لهم مع المسلمين
، وقالوا ( يا رسول الله ، اجعلنا مَيْمَنتك ، واجعل شعارنا مَبْرور ) ففعل ، فشعار الأزد كلها إلى اليوم ( مَبْرُور )
فتح مكة
ودخل الطفيل بن عمرو الدوسي مكة فاتحا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-
والمسلمين ، فتذكر صنماً كان يصحبه اليه عمرو بن حُممة ، فيتخشع بين يديه
ويتضرع إليه ، فاستأذن النبي الكريم في أن يذهب ويحرق الصنم ( ذا الكَفّين ) صنم عمرو بن حَمَمَة ، فأذن له النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فذهب وأوقد نارا عليه كلما خبت زادها ضراما وهو ينشد ( يا ذا الكَفّيْنِ لستُ من عُبّادِكا ، مِيلادُنا أكبرُ من مِيلادِكا ، إنّا حَشَشْنَا النارَ في فؤادِكا )
حروب الردة
وبعد انتقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الرفيق الأعلى ، شارك الطفيل
-رضي الله عنه- في حروب الردة حربا حربا ، وفي موقعة اليمامة خرج مع
المسلمين وابنه عمرو بن الطفيل ، ومع بدء المعركة راح يوصي ابنه أن يقاتل
قتال الشهداء ، وأخبره بأنه يشعر أنه سيموت في هذه المعركة وهكذا حمل سيفه
وخاض القتال في تفان مجيد
الرؤيا
وقبل معركة اليمامة قال الطفيل لأصحابه ( إنّي رأيت رؤيا ، فاعْبُرُوها لي
، رأيتُ أنّ رأسي حُلِقَ ، وأنّه خرج من فمي طائرٌ ، وأنّه لقيتني امرأةٌ
فأدخلتني في فرجها ، وأرى ابني يطلبني حَثيثاً ، ثم رأيته حُبسَ عنّي ) قالوا ( خيراً ) قال ( أمّا أنا والله فقد أوّلتها)قالوا ( ماذا ؟) قال ( أمّا حلق رأسي فَوَضْعُهُ ، وأمّا الطائر الذى خرج من فمي فرُوحي ، وأمّا المرأة التي أدخلتني فرجها فالأرض تُحْفَرُ لي ، فأغَيّب فيها ، وأمّا طلب ابني إيّاي ثم حبْسُه عني فإني أراه سيجهد أن يُصيبه ما أصابني )
استشهاده
وفي موقعة اليمامة استشهد الطفيل الدوسي -رضي الله عنه- حيث هوى تحت وقع
الطعان ، وجُرِحَ ابنه عمرو بن الطفيل جراحة شديدة ثم برأ منها ، واستشهد
في معركة اليرموك