الرئيسية
Pubblicazioni
التسجيل
من قصص القرآن ... أم موسى
لم يذكر القرآن الكريم أم موسى بالاسم بل بالكنية فسماها أم موسى، وقلنا إن الكنية غالبا تكون للتكريم كما هي الحال مع أم موسى، وقديما قال الشاعر:
أكْنِيه حين أناديه لأكرمه
ولا ألقّبه فالسوأة اللقب
لكن ذكرت كتب التاريخ أن اسم أم موسى هو “يوكابد”، وبالفعل فإنها كابدت في حمل موسى عليه السلام ووضعها، قال الله تعالى: “وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين، فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا، ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين، وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون، وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ان كادت لتبدي به لولا ان ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين” الآيات من 7 الى 10 من سورة القصص.
هذه الآيات تبين لنا عظمة هذه المرأة وهذه الأم التي امتثلت لأوامر الله فضحت بوليدها وهي تدري ان سنة ولادة موسى سنة ذبح، ففرعون خائف ممن يلد في ذلك العام أن يكون زوال ملكه على يده، وبالفعل كان زواله على يد موسى لكنه لم يشعر بذلك، فقد تمت عملية تسليم موسى الى قصر فرعون من خلال مسرحية جميلة، تقاسمت بطولاتها أم موسى واخته وامرأة فرعون، وكانت النتيجة ان اقتنع فرعون بابقائه حيا بمجرد ان أوصله التابوت اليه، ولا سيما أنه كان وسيما وفرعون محروم من العيال.
لقد أخذ بنصيحة زوجته المباركة آسية بنت مزاحم وهو لا يعلم أنه مقدم على حتفه، وكم كانت أم موسى خائفة على طفلها من بطش هذا الجبار. لذلك فإنها بحكم العاطفة الانثوية أو عاطفة الأمومة فقدت توازنها، وقد عبر القرآن عن تلك الحالة تعبيرا جميلا فقال وأصبح فؤاد أم موسى فارغا.
يقول السيوطي في تفسير الدر المنثور:
وأصبح فؤاد أم موسى فارغا، أي خاليا من كل شيء غير ذكر موسى وذلك من شدة الهول.
ثم ذكر عن ان جريج أن اسم اخت موسى يواخيد وأم موسى يحانذ، وذكر عن ابن عساكر في تاريخ دمشق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة: أما علمت بأن الله قد زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وكلثوم اخت موسى وآسية امرأة فرعون؟ قالت: وقد فعل الله ذلك؟ قال: نعم، قالت: بالرفاه والبنين.
وروى الطبراني ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ما شعرت ان الله زوجني مريم بنت عمران وكلثوم اخت موسى وامرأة فرعون فقلت والقول لأبي امامة رواي الحديث هنيئا لك يا رسول الله.
أقول: ويفهم من هذا الحديث لو صح أن اسم اخت موسى كلثم أو كلثمة كما ورد في حديث آخر.
على كل حال فنحن لا يهمنا كثيرا ان نعرف اسم أم موسى أو اسم اخته طالما القرآن لم يعط أهمية لذلك.
فالمهم ان نقف مع دور أم موسى ودور اخته حيث إنهما لعبتا هنا دورا مهما فيه الكثير من الرحمة والعاطفة والحنان والحكمة والايمان والصبر وقوة التحمل. وهذا مما يزيدنا ايمانا بأن المرأة خلقها عجيب، فهي رغم اندفاعها وتهورها قادرة ايضا على ضبط النفس لو أرادت.
وان هذه الارادة هي توفيق الله لها بدليل قول الله تعالى: “لولا ان ربطنا على قلبها”، فهي اذن من طبعها الانفعال، ومتى وجدت امرأة تتصرف على خلاف ذلك فإن ذلك يعني ان تلك المرأة أوتيت ما لم تؤت غيرها.
نعم كانت أم موسى كذلك، فهي عملت بوصية الله فوضعت طفلها في التابوت وألقته في البحر ليحمله الى قصر عدو الله فرعون، ثم تنتظر وعد الله لها بأن يعيده اليها، وبالفعل حرم الله المراضع كلها حينما عرضت عليه فلم يقبل أي ثدي غير ثدي أمه فسلموه اليها وهم لا يدرون أنها أمه، فكم قرت عينها بعودته
لم يذكر القرآن الكريم أم موسى بالاسم بل بالكنية فسماها أم موسى، وقلنا إن الكنية غالبا تكون للتكريم كما هي الحال مع أم موسى، وقديما قال الشاعر:
أكْنِيه حين أناديه لأكرمه
ولا ألقّبه فالسوأة اللقب
لكن ذكرت كتب التاريخ أن اسم أم موسى هو “يوكابد”، وبالفعل فإنها كابدت في حمل موسى عليه السلام ووضعها، قال الله تعالى: “وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين، فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا، ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين، وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون، وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ان كادت لتبدي به لولا ان ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين” الآيات من 7 الى 10 من سورة القصص.
هذه الآيات تبين لنا عظمة هذه المرأة وهذه الأم التي امتثلت لأوامر الله فضحت بوليدها وهي تدري ان سنة ولادة موسى سنة ذبح، ففرعون خائف ممن يلد في ذلك العام أن يكون زوال ملكه على يده، وبالفعل كان زواله على يد موسى لكنه لم يشعر بذلك، فقد تمت عملية تسليم موسى الى قصر فرعون من خلال مسرحية جميلة، تقاسمت بطولاتها أم موسى واخته وامرأة فرعون، وكانت النتيجة ان اقتنع فرعون بابقائه حيا بمجرد ان أوصله التابوت اليه، ولا سيما أنه كان وسيما وفرعون محروم من العيال.
لقد أخذ بنصيحة زوجته المباركة آسية بنت مزاحم وهو لا يعلم أنه مقدم على حتفه، وكم كانت أم موسى خائفة على طفلها من بطش هذا الجبار. لذلك فإنها بحكم العاطفة الانثوية أو عاطفة الأمومة فقدت توازنها، وقد عبر القرآن عن تلك الحالة تعبيرا جميلا فقال وأصبح فؤاد أم موسى فارغا.
يقول السيوطي في تفسير الدر المنثور:
وأصبح فؤاد أم موسى فارغا، أي خاليا من كل شيء غير ذكر موسى وذلك من شدة الهول.
ثم ذكر عن ان جريج أن اسم اخت موسى يواخيد وأم موسى يحانذ، وذكر عن ابن عساكر في تاريخ دمشق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة: أما علمت بأن الله قد زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وكلثوم اخت موسى وآسية امرأة فرعون؟ قالت: وقد فعل الله ذلك؟ قال: نعم، قالت: بالرفاه والبنين.
وروى الطبراني ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ما شعرت ان الله زوجني مريم بنت عمران وكلثوم اخت موسى وامرأة فرعون فقلت والقول لأبي امامة رواي الحديث هنيئا لك يا رسول الله.
أقول: ويفهم من هذا الحديث لو صح أن اسم اخت موسى كلثم أو كلثمة كما ورد في حديث آخر.
على كل حال فنحن لا يهمنا كثيرا ان نعرف اسم أم موسى أو اسم اخته طالما القرآن لم يعط أهمية لذلك.
فالمهم ان نقف مع دور أم موسى ودور اخته حيث إنهما لعبتا هنا دورا مهما فيه الكثير من الرحمة والعاطفة والحنان والحكمة والايمان والصبر وقوة التحمل. وهذا مما يزيدنا ايمانا بأن المرأة خلقها عجيب، فهي رغم اندفاعها وتهورها قادرة ايضا على ضبط النفس لو أرادت.
وان هذه الارادة هي توفيق الله لها بدليل قول الله تعالى: “لولا ان ربطنا على قلبها”، فهي اذن من طبعها الانفعال، ومتى وجدت امرأة تتصرف على خلاف ذلك فإن ذلك يعني ان تلك المرأة أوتيت ما لم تؤت غيرها.
نعم كانت أم موسى كذلك، فهي عملت بوصية الله فوضعت طفلها في التابوت وألقته في البحر ليحمله الى قصر عدو الله فرعون، ثم تنتظر وعد الله لها بأن يعيده اليها، وبالفعل حرم الله المراضع كلها حينما عرضت عليه فلم يقبل أي ثدي غير ثدي أمه فسلموه اليها وهم لا يدرون أنها أمه، فكم قرت عينها بعودته
