أحكام تجويد القرآن الكريم برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق
للفائدة والعلم بها وان شاء الله نريد اقامة دورة برواية ورش في الدار فمن عندها العلم والوقت تتكرم بهما على اخواتها زكاة لعلمها وحسناتها
الدرس الاول
التعريف بهذه الرواية و يتضمن النقط التالية:
- نبذة عن نافع
- نبذة عن ورش
- ما معنى " من طريق الأزرق"
- نبذة عن الشاطبية
اسمه و كنيته:
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم المدني، يكنى أبا الحسن و أبا عبد الله و أبا نعيم و أبا عبد الرحمن، و أشهر كنية له هي أبو رويم (تصغير ريم و هو الغزال).
أصله و ولادته:
ولد سنة 70هـ، و أصله من أصفهان أو أصبهان ( بإيران)
صفته و مناقبه
كان رحمه الله رجلا أسود حالكا، صبيح الوجه ذا دعابة، و كان طيب أخلاق.
قال قالون: كان نافع من أطهر الناس خلقا، و من أحسن الناس قراءة، و كان زاهدا جوادا، صلى في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم ستين سنة.
كان نافع عالما بوجوه القراءات و العربية، و هو إمام دار الهجرة في القراءة بعد أبي جعفر، و كان إذا تكلم يُشَمُّ من فيه رائحة المسك، فقيل له: أتتطيب كلما جلست للإقراء؟ فقال: لا أمس طيبا و لكني رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام يقرأ في فيّ، فمن ذلك الوقت أشم من فيَّ هذه الرائحة.
قال سعيد بن منصور: سمعت مالكا يقول: قراءة أهل المدينة سُنَّة ، قيل له: قراءة نافع، قال نعم. و قال: نافع إمام الناس في القراءة.
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي أي القراءة أحب إليك؟ قال : قراءة أهل المدينة فإن لم يكن فقراءة عاصم.
شيوخه :
1 – الأعرج بن عبد الرحمن بن هرمز ، 2 – أبو جعفر بن يزيد بن القعقاع المخزومي ، 3 – شيبة بن نصاح – مولى أم سلمة رضي الله عنها - ، 4 – مسلم بن جندب الهذلي ، 5 – أبو روح يزيد بن رومان المدني .وتلقى هؤلاء الخمسة القراءات من ثلاثة من الصحابة : ( أبو هريرة – ابن عباس – عبد الله بن عياش ) رضي الله عنهم ، وهم قرؤوا على أبي بن كعب الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم .
والإمام نافع رحمه الله أخذ القراءة عن سبعين من التابعين رضي الله عنهم .
تلاميذه :
استفاد منه خلق كثير ، حيث أقرأ الناس دهراً طويلاً نيفاً وسبعين سنة ، ومن أشهر من روى القراءة عنه: 1 – مالك بن أنس الأصبحي إمام دار الهجرة ، 2 – أبو عمرو ابن العلاء ( أحد القراء السبعة ) ، 3 – الليث بن سعد الفهمي المصري الفقيه المحدث ، 4 – عيسى بن مينا ( قالون ) ، 5 – عثمان أبو سعيد المصري ( ورش ) .
وفاته :
توفي بالمدينة سنة 169 هـ، و روي أنه لما حضرته الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا، قال: اتقوا الله و أصلحوا ذات بينكم و أطيعوا الله و رسوله إن كنتم مومنين.
اسمه و كنيته:
هو عثمان بن سعيد قيل : سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم ، وقيل : سعيد بن عدي بن غزوان بن داود بن سابق : أبو سعيد ، وقيل : أبو القاسم ، وقيل : أبو عمرو القرشي ، مولاهم القبطي المصري ، الملقب بورش.
أصله و ولادته:
ولد سنة ( 110 ) عشر ومائة بمصر في الوجه القبلي من أرض الصعيد، و رحل إلى نافع بن عبد الرحمن أبي نعيم.
صفته و مناقبه:
كان أشقر أزرق العينين أبيض اللون قصيرا ذا كدنة هو إلى السمن أقرب منه إلى النحافة ، فقيل : إن نافعا لقبه بالورشان ، لأنه كان على قصره يلبس ثيابا قصارا وكان إذا مشى بدت رجلاه ، وكان نافع يقول : ( هات يا ورشان ! واقرأ يا ورشان ! وأين الورشان ؟ ) ثم خفف فقيل : ورش ، والورشان : طائر معروف وقيل : إن الورش شيء يصنع من اللبن لقب به لبياضه ، ولزمه ذلك حتى صار لا يعرف إلا به ولم يكن فيما قيل أحب إليه منه فيقول : أستـاذي سماني به )
رحل إلى نافع بن أبي نعيم و أخذ عنه مباشرة من غير واسطة، و انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه.
قال في النهاية : إنه رحل إلى نافع ابن أبي نعيم ، فعرض عليه القرآن عدة ختمات في سنة ( 155 ) خمس وخمسين ومائة ، و له اختيار خالف به نافعا ،
وكان ثقة حجة في القراءة ، قال ابن الجزري : وروينا عن يونس بن عبد الأعلى قال : حدثنا ورش وكان جيد القراءة حسن الصوت ، إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمله سامعه
وقال النحاس : قال لي أبو يعقوب الأزرق : إن ورشا لما تعمق في النحو وأحكمه اتخذ لنفسه مقرأ يسـمى مقرأ ورش
وفاته :
توفي ورش رحمه الله بمصر سنة ( 197 ) سبع وتسعين ومائة
كل من أخذ مباشرة عن أحد القراء السبعة يسمى راويا، و كل من أخذوا عن أحد الرواة يسمون أصحاب طرق.
فمثلا نافع قارئ أخذ عنه ورش و قالون فيسمى كلاهما راو و نقول: رواية ورش عن نافع و رواية قالون عن نافع،
وأخذ عن ورش كل من الأزرق و الأصبهاني فهما إذن طريقان عن ورش.
لذا نقول رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق و ورش عن نافع من طريق الأصبهاني.
نبذة عن الأزرق
هو أبو يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار بن عمرو المدني ثم المصري المعروف بالأزرق.
كان محققا ثقة وذا ضبط وإتقان، لازم شيخه ورشا مدة طويلة وأخذ عنه القراءة عرضاً وسماعاً حيث قرأ عليه عشرين ختمة ما بين حدر وتحقيق فأتقن عنه الأداء وجلس للإقراء وقال أبو الفضل الخزاعي:" أدركت أهل مصر والمغرب على رواية أبي يعقوب عن ورش لا يعرفون غيرها"
قال أبو بكر بن سيف سمعت الأزرق يقول : إن ورشاً لما تعمق في النحو اتخذ لنفسه مقرأً يسمى مقرأ ورش، فلما جئت لأقرأ عليه قلت له : "يا أبا سعيد إني أحب أن تقرئني مقرأ نافع خالصاً وتدعني مما استحسنت لنفسك"، قال : فقلدته مقرأ نافع، وكنت نازلاً مع ورش في الدار، فقرأت عليه عشرين ختمة من حدر وتحقيق، فأما التحقيق، فكنت أقرأ عليه في الدار التي كنا نسكنها في مسجد عبد الله ، وأما الحدر فكنت أقرأ عليه إذا رابطت معه بالإسكندرية.
خلف ورشا في القراءة و الإقراء، و توفي رحمه الله في حدود سنة أربعين ومائين للهجرة 240 هـ
و يبقى طريق الأزرق هو أشهر الطرق عن ورش والمعمول به في بلاد المغرب العربي و مناطق من مصر و السودان،
و هو الطريق الذي اختاره الإمام الشاطبي ، لذا يقال أيضا رواية ورش عن نافع من طريق الشاطبية.
هي منظومة مشهورة عدد أبياتها (1173) بيتاً و تسميتها الأصلية " حرز الأماني ووجه التهاني "، ولكنها اشتهرت بالشاطبية نسبة للإمام الشاطبي ، وهي في الأصل نظم لكتاب التيسير في القراءات السبع للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفي سنة (444هـ) رحمه الله تعالى .وقد نظم فيها الشاطبي رحمه الله سبع قراءات وهي قراءات الأئمة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي. وقد طبعت عدة مرات و لها العديد من الشروح.
نبذة عن الإمام الشاطبي
هو أبو محمد القاسم بن فِيرُّهْ بن خلف بن أحمد الرُّعينيّ الشاطبي الأندلسي ، والشاطبي نسبة إلى شاطبة ، وهي مدينة كبيرة في الأندل. ولد رحمه الله في آخر سنة 538هـ ، و وصف بالضرير والمكفوف ؛ لأنه ولد أعمى كما قال ابن الجزري رحمه الله ، ولكن من ذكائه وفطنته من جالسه لا يشك أنه مبصر .
قرأ القراءات بشاطبة وهو صغير ، واتقنها على محمد بن أبي العاص النّفري ،وعن الشيخ الصالح أبي الحسن علي بن هذيل الأندلسي عن أبي داود سليمان عن أبي عمرو الداني وأخذ عن علماء بلده في الحديث والقراءة ، ثم رحل إلى بلنسية فعرض كتاب التيسير لأبي عمرو الداني رحمه الله من حفظه على أبي عبدالله محمد بن حميد البلنسي، وأخذ عنه كتاب سيبويه والكامل للمبرد وأدب الكاتب لابن قتيبة فنال جملة من العلوم من علماء بلاده .
تصدر في بلده للإقراء والتدريس وخطبة الجمعة وهو صغير السن،و ابتدأ التأليف في القصيدة في شاطبة فوصل بها إلى " جعلت أبا جاد " ثم أكملها بالقاهرة حين رحل لها في عام 572هـ
سكن مصر وتصدر للتعليم في جامع عمرو بن العاص ثمانية سنين ، ثم طلبه القاضي الفاضل لمدرسته الفاضلية للإقراء فأجابه بعد شروط اشترطها ، واستمر بها حتى توفي رحمه الله سنة 590هـ
كان الشاطبي إماما كبيرا أعجوبة في الذكاء متقن في القراءات حافظ للحديث فقيه شافعي إمام في اللغة و كان ديناً خاشعاً ناسكاً كثير الوقار لا يتكلم فيما لا يعنيه معدداً للفنون ، وكان يتجنب فضول الكلام ولا ينطق في سائر أوقاته إلا بما تدعو إليه ضرورة ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة في هيئة حسنة وتخشع واستكانة ، وكان يعتل العلّة الشديدة فلا يشتكي ولا يتأوه وإذا سُئل عن حاله قال العافية لا يزيد على ذلك .
يتبع بإذن الله
للفائدة والعلم بها وان شاء الله نريد اقامة دورة برواية ورش في الدار فمن عندها العلم والوقت تتكرم بهما على اخواتها زكاة لعلمها وحسناتها
الدرس الاول
التعريف بهذه الرواية و يتضمن النقط التالية:
- نبذة عن نافع
- نبذة عن ورش
- ما معنى " من طريق الأزرق"
- نبذة عن الشاطبية
نافع بن عبد الرحمن المدني
اسمه و كنيته:
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم المدني، يكنى أبا الحسن و أبا عبد الله و أبا نعيم و أبا عبد الرحمن، و أشهر كنية له هي أبو رويم (تصغير ريم و هو الغزال).
أصله و ولادته:
ولد سنة 70هـ، و أصله من أصفهان أو أصبهان ( بإيران)
صفته و مناقبه
كان رحمه الله رجلا أسود حالكا، صبيح الوجه ذا دعابة، و كان طيب أخلاق.
قال قالون: كان نافع من أطهر الناس خلقا، و من أحسن الناس قراءة، و كان زاهدا جوادا، صلى في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم ستين سنة.
كان نافع عالما بوجوه القراءات و العربية، و هو إمام دار الهجرة في القراءة بعد أبي جعفر، و كان إذا تكلم يُشَمُّ من فيه رائحة المسك، فقيل له: أتتطيب كلما جلست للإقراء؟ فقال: لا أمس طيبا و لكني رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام يقرأ في فيّ، فمن ذلك الوقت أشم من فيَّ هذه الرائحة.
قال سعيد بن منصور: سمعت مالكا يقول: قراءة أهل المدينة سُنَّة ، قيل له: قراءة نافع، قال نعم. و قال: نافع إمام الناس في القراءة.
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي أي القراءة أحب إليك؟ قال : قراءة أهل المدينة فإن لم يكن فقراءة عاصم.
شيوخه :
1 – الأعرج بن عبد الرحمن بن هرمز ، 2 – أبو جعفر بن يزيد بن القعقاع المخزومي ، 3 – شيبة بن نصاح – مولى أم سلمة رضي الله عنها - ، 4 – مسلم بن جندب الهذلي ، 5 – أبو روح يزيد بن رومان المدني .وتلقى هؤلاء الخمسة القراءات من ثلاثة من الصحابة : ( أبو هريرة – ابن عباس – عبد الله بن عياش ) رضي الله عنهم ، وهم قرؤوا على أبي بن كعب الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم .
والإمام نافع رحمه الله أخذ القراءة عن سبعين من التابعين رضي الله عنهم .
تلاميذه :
استفاد منه خلق كثير ، حيث أقرأ الناس دهراً طويلاً نيفاً وسبعين سنة ، ومن أشهر من روى القراءة عنه: 1 – مالك بن أنس الأصبحي إمام دار الهجرة ، 2 – أبو عمرو ابن العلاء ( أحد القراء السبعة ) ، 3 – الليث بن سعد الفهمي المصري الفقيه المحدث ، 4 – عيسى بن مينا ( قالون ) ، 5 – عثمان أبو سعيد المصري ( ورش ) .
وفاته :
توفي بالمدينة سنة 169 هـ، و روي أنه لما حضرته الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا، قال: اتقوا الله و أصلحوا ذات بينكم و أطيعوا الله و رسوله إن كنتم مومنين.
الراوي ورش ( رحمه الله )
اسمه و كنيته:
هو عثمان بن سعيد قيل : سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم ، وقيل : سعيد بن عدي بن غزوان بن داود بن سابق : أبو سعيد ، وقيل : أبو القاسم ، وقيل : أبو عمرو القرشي ، مولاهم القبطي المصري ، الملقب بورش.
أصله و ولادته:
ولد سنة ( 110 ) عشر ومائة بمصر في الوجه القبلي من أرض الصعيد، و رحل إلى نافع بن عبد الرحمن أبي نعيم.
صفته و مناقبه:
كان أشقر أزرق العينين أبيض اللون قصيرا ذا كدنة هو إلى السمن أقرب منه إلى النحافة ، فقيل : إن نافعا لقبه بالورشان ، لأنه كان على قصره يلبس ثيابا قصارا وكان إذا مشى بدت رجلاه ، وكان نافع يقول : ( هات يا ورشان ! واقرأ يا ورشان ! وأين الورشان ؟ ) ثم خفف فقيل : ورش ، والورشان : طائر معروف وقيل : إن الورش شيء يصنع من اللبن لقب به لبياضه ، ولزمه ذلك حتى صار لا يعرف إلا به ولم يكن فيما قيل أحب إليه منه فيقول : أستـاذي سماني به )
رحل إلى نافع بن أبي نعيم و أخذ عنه مباشرة من غير واسطة، و انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه.
قال في النهاية : إنه رحل إلى نافع ابن أبي نعيم ، فعرض عليه القرآن عدة ختمات في سنة ( 155 ) خمس وخمسين ومائة ، و له اختيار خالف به نافعا ،
وكان ثقة حجة في القراءة ، قال ابن الجزري : وروينا عن يونس بن عبد الأعلى قال : حدثنا ورش وكان جيد القراءة حسن الصوت ، إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمله سامعه
وقال النحاس : قال لي أبو يعقوب الأزرق : إن ورشا لما تعمق في النحو وأحكمه اتخذ لنفسه مقرأ يسـمى مقرأ ورش
وفاته :
توفي ورش رحمه الله بمصر سنة ( 197 ) سبع وتسعين ومائة
ما معنى من طريق الأزرق؟
كل من أخذ مباشرة عن أحد القراء السبعة يسمى راويا، و كل من أخذوا عن أحد الرواة يسمون أصحاب طرق.
فمثلا نافع قارئ أخذ عنه ورش و قالون فيسمى كلاهما راو و نقول: رواية ورش عن نافع و رواية قالون عن نافع،
وأخذ عن ورش كل من الأزرق و الأصبهاني فهما إذن طريقان عن ورش.
لذا نقول رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق و ورش عن نافع من طريق الأصبهاني.
نبذة عن الأزرق
هو أبو يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار بن عمرو المدني ثم المصري المعروف بالأزرق.
كان محققا ثقة وذا ضبط وإتقان، لازم شيخه ورشا مدة طويلة وأخذ عنه القراءة عرضاً وسماعاً حيث قرأ عليه عشرين ختمة ما بين حدر وتحقيق فأتقن عنه الأداء وجلس للإقراء وقال أبو الفضل الخزاعي:" أدركت أهل مصر والمغرب على رواية أبي يعقوب عن ورش لا يعرفون غيرها"
قال أبو بكر بن سيف سمعت الأزرق يقول : إن ورشاً لما تعمق في النحو اتخذ لنفسه مقرأً يسمى مقرأ ورش، فلما جئت لأقرأ عليه قلت له : "يا أبا سعيد إني أحب أن تقرئني مقرأ نافع خالصاً وتدعني مما استحسنت لنفسك"، قال : فقلدته مقرأ نافع، وكنت نازلاً مع ورش في الدار، فقرأت عليه عشرين ختمة من حدر وتحقيق، فأما التحقيق، فكنت أقرأ عليه في الدار التي كنا نسكنها في مسجد عبد الله ، وأما الحدر فكنت أقرأ عليه إذا رابطت معه بالإسكندرية.
خلف ورشا في القراءة و الإقراء، و توفي رحمه الله في حدود سنة أربعين ومائين للهجرة 240 هـ
و يبقى طريق الأزرق هو أشهر الطرق عن ورش والمعمول به في بلاد المغرب العربي و مناطق من مصر و السودان،
و هو الطريق الذي اختاره الإمام الشاطبي ، لذا يقال أيضا رواية ورش عن نافع من طريق الشاطبية.
الشاطبية
هي منظومة مشهورة عدد أبياتها (1173) بيتاً و تسميتها الأصلية " حرز الأماني ووجه التهاني "، ولكنها اشتهرت بالشاطبية نسبة للإمام الشاطبي ، وهي في الأصل نظم لكتاب التيسير في القراءات السبع للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفي سنة (444هـ) رحمه الله تعالى .وقد نظم فيها الشاطبي رحمه الله سبع قراءات وهي قراءات الأئمة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي. وقد طبعت عدة مرات و لها العديد من الشروح.
نبذة عن الإمام الشاطبي
هو أبو محمد القاسم بن فِيرُّهْ بن خلف بن أحمد الرُّعينيّ الشاطبي الأندلسي ، والشاطبي نسبة إلى شاطبة ، وهي مدينة كبيرة في الأندل. ولد رحمه الله في آخر سنة 538هـ ، و وصف بالضرير والمكفوف ؛ لأنه ولد أعمى كما قال ابن الجزري رحمه الله ، ولكن من ذكائه وفطنته من جالسه لا يشك أنه مبصر .
قرأ القراءات بشاطبة وهو صغير ، واتقنها على محمد بن أبي العاص النّفري ،وعن الشيخ الصالح أبي الحسن علي بن هذيل الأندلسي عن أبي داود سليمان عن أبي عمرو الداني وأخذ عن علماء بلده في الحديث والقراءة ، ثم رحل إلى بلنسية فعرض كتاب التيسير لأبي عمرو الداني رحمه الله من حفظه على أبي عبدالله محمد بن حميد البلنسي، وأخذ عنه كتاب سيبويه والكامل للمبرد وأدب الكاتب لابن قتيبة فنال جملة من العلوم من علماء بلاده .
تصدر في بلده للإقراء والتدريس وخطبة الجمعة وهو صغير السن،و ابتدأ التأليف في القصيدة في شاطبة فوصل بها إلى " جعلت أبا جاد " ثم أكملها بالقاهرة حين رحل لها في عام 572هـ
سكن مصر وتصدر للتعليم في جامع عمرو بن العاص ثمانية سنين ، ثم طلبه القاضي الفاضل لمدرسته الفاضلية للإقراء فأجابه بعد شروط اشترطها ، واستمر بها حتى توفي رحمه الله سنة 590هـ
كان الشاطبي إماما كبيرا أعجوبة في الذكاء متقن في القراءات حافظ للحديث فقيه شافعي إمام في اللغة و كان ديناً خاشعاً ناسكاً كثير الوقار لا يتكلم فيما لا يعنيه معدداً للفنون ، وكان يتجنب فضول الكلام ولا ينطق في سائر أوقاته إلا بما تدعو إليه ضرورة ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة في هيئة حسنة وتخشع واستكانة ، وكان يعتل العلّة الشديدة فلا يشتكي ولا يتأوه وإذا سُئل عن حاله قال العافية لا يزيد على ذلك .
يتبع بإذن الله