سنن الفطرة
قال الشيخ حفظه الله تعالى: (سنن الفطرة)
قال الشيخ حفظه الله تعالى: (سنن الفطرة)
سنن الفطرة هي: سنن الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم جميعًا التي فطرهم الله عليها.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "ويتعلق بهذه الخصال (التي هي سنن الفطرة) مصالح دينية ودنيوية تدرك بالتتبع.
منها تحسين الهيئة، وتنظيف البدن جملة وتفصيلا، والاحتياط للطهارتين، والإحسان إلى المخالط والمقارن بكف ما يتأذى به من رائحة كريهة،
ومخالفة شعار الكفار من المجوس واليهود والنصارى وعبّاد الأوثان، وامتثال أمر الشارع، والمحافـظة على ما أشار إليه
قولـه تعالى {وصوركم فأحسن صوركم )
لما في هذه الخصال من مناسبة ذلك، وكأنه قيل قد حسنت صوركم فلا تشوهوها بما يقبحها، أو حافظوا على ما يستمر به حسنها وفي المحافظة
عليها محافظة على المروءة وعلى التآلف المطلوب، لأن الإنسان إذا بدا في الهيئة الجميلة كان أدعى لانبساط النفس إليه، فيقبل قوله، ويحمد رأيه، والعكس
بالعكس". اهــ [الفتح 10/ 479].
(عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمس من الفطرة: الاستحداد، والختان، وقص الشارب، ونتف
الإبط, وتقليم الأظفار)
وعن زكريا بن أبي زائدة عن مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن ابن الزبير عن عائشة رضي الله عنه قالت: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص
الماء) -يعني الاستنجاء- قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة)
قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه (خمس) لم يرد بها صلى الله عليه وسلم حصر الخصال والسنن في خمس، وإنما أراد
التنبيه على أهميتها، أو ذكرها دون ما سواها من الخصال مراعاة للحال أو غير ذلك، وسيأتي معنا حديث عائشة رضي الله عنها وفيه (عشر من الفطرة).
قال الحافظ رحمه الله تعالى: "مجموع الخصال التي وردت في هذه الأحاديث خمس عشرة خصلة" اهــ [الفتح 10/ 477].
وذكر الحافظ رحمه الله عدة روايات زيادة عما يأتي في حديث عائشة من الخصال وهي: الاستنثار، وهو: دفع الماء من الأنف بعد الاستنشاق،
والمضمضة، والانتضاح، أي: نضح الفرج بالماء بعد الوضوء، والفرق، أي: فرق الشعر.
وقال الحافظ رحمه الله أيضًا: "وأما الخصال الواردة في المعنى لكن لم يرد التصريح فيها بلفظ الفطرة فكثيرة". اهــ [الفتح 10 /478]
قوله صلى الله عليه وسلم (الاستحداد) قال الشيخ في الهامش: "هو حلق العانة، سمي استحدادًا لاستعمال الحديدة وهي الموسى، ويكون بالحلق
والقص والنتف وغير ذلك".
والمراد بالعانة: "الشعر الذي فوق ذكر الرجل وحواليه، وكذا الشعر الذي حوالي فرج المرأة". قاله النووي رحمه الله تعالى.
قوله صلى الله عليه وسلم (الختان) سيأتي الكلام عليه بتفصيل.
قوله صلى الله عليه وسلم (ونتف الإبط) قال الحافظ رحمه الله تعالى: "والمستحب بالبداءة فيه باليمنى، ويتأدى أصل السنة بالحلق ولا سيما من
يؤلمه النتف". اهــ [الفتح 10/ 486].
قوله صلى الله عليه وسلم (وتقليم الأظفار) التقليم: التقطيع، وورد في حديث ابن عمر وعائشة (قص الأظفار).
قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها (استنشاق الماء) الاستنشاق: جذب الماء بنفس من الأنف.
قوله صلى الله عليه وسلم (غسل البراجم) قال الشيخ في الهامش: "البراجم جمع برجمة، وهي عقد الأصابع ومفاصلها كلها".
فائدة: قال القاضي أبو بكر بن العربي: "عندي أن الخصال الخمس المذكورة في هذا الحديث كلها واجبة، فإن المرء لو تركها لم تبق صورته
على صورة الآدميين فكيف من جملة المسلمين". اهـ من [فتح الباري]، وأعجب هذا القول الشيخ الألباني رحمه الله كما في [آداب الزفاف]، وقال: "ومن
تعقبه لم يصبه التوفيق". اهـ
ويؤيد القول بالوجوب حديث أنس رضي الله عنه قال: "وقت لنا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة أن لا نترك أكثر
من أربعين ليلة" [صحيح مسلم]، وظاهره أنه لا يجوز الترك أكثر من أربعين ليلة؛ كما قال الألباني رحمه الله وقال: هو قول بعض المحققين كالشوكاني
وغيره. اهـ [آداب الزفاف].
وللحديث عن سنن الفطرة تكملة
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "ويتعلق بهذه الخصال (التي هي سنن الفطرة) مصالح دينية ودنيوية تدرك بالتتبع.
منها تحسين الهيئة، وتنظيف البدن جملة وتفصيلا، والاحتياط للطهارتين، والإحسان إلى المخالط والمقارن بكف ما يتأذى به من رائحة كريهة،
ومخالفة شعار الكفار من المجوس واليهود والنصارى وعبّاد الأوثان، وامتثال أمر الشارع، والمحافـظة على ما أشار إليه
قولـه تعالى {وصوركم فأحسن صوركم )
لما في هذه الخصال من مناسبة ذلك، وكأنه قيل قد حسنت صوركم فلا تشوهوها بما يقبحها، أو حافظوا على ما يستمر به حسنها وفي المحافظة
عليها محافظة على المروءة وعلى التآلف المطلوب، لأن الإنسان إذا بدا في الهيئة الجميلة كان أدعى لانبساط النفس إليه، فيقبل قوله، ويحمد رأيه، والعكس
بالعكس". اهــ [الفتح 10/ 479].
(عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمس من الفطرة: الاستحداد، والختان، وقص الشارب، ونتف
الإبط, وتقليم الأظفار)
وعن زكريا بن أبي زائدة عن مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن ابن الزبير عن عائشة رضي الله عنه قالت: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص
الماء) -يعني الاستنجاء- قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة)
قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه (خمس) لم يرد بها صلى الله عليه وسلم حصر الخصال والسنن في خمس، وإنما أراد
التنبيه على أهميتها، أو ذكرها دون ما سواها من الخصال مراعاة للحال أو غير ذلك، وسيأتي معنا حديث عائشة رضي الله عنها وفيه (عشر من الفطرة).
قال الحافظ رحمه الله تعالى: "مجموع الخصال التي وردت في هذه الأحاديث خمس عشرة خصلة" اهــ [الفتح 10/ 477].
وذكر الحافظ رحمه الله عدة روايات زيادة عما يأتي في حديث عائشة من الخصال وهي: الاستنثار، وهو: دفع الماء من الأنف بعد الاستنشاق،
والمضمضة، والانتضاح، أي: نضح الفرج بالماء بعد الوضوء، والفرق، أي: فرق الشعر.
وقال الحافظ رحمه الله أيضًا: "وأما الخصال الواردة في المعنى لكن لم يرد التصريح فيها بلفظ الفطرة فكثيرة". اهــ [الفتح 10 /478]
قوله صلى الله عليه وسلم (الاستحداد) قال الشيخ في الهامش: "هو حلق العانة، سمي استحدادًا لاستعمال الحديدة وهي الموسى، ويكون بالحلق
والقص والنتف وغير ذلك".
والمراد بالعانة: "الشعر الذي فوق ذكر الرجل وحواليه، وكذا الشعر الذي حوالي فرج المرأة". قاله النووي رحمه الله تعالى.
قوله صلى الله عليه وسلم (الختان) سيأتي الكلام عليه بتفصيل.
قوله صلى الله عليه وسلم (ونتف الإبط) قال الحافظ رحمه الله تعالى: "والمستحب بالبداءة فيه باليمنى، ويتأدى أصل السنة بالحلق ولا سيما من
يؤلمه النتف". اهــ [الفتح 10/ 486].
قوله صلى الله عليه وسلم (وتقليم الأظفار) التقليم: التقطيع، وورد في حديث ابن عمر وعائشة (قص الأظفار).
قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها (استنشاق الماء) الاستنشاق: جذب الماء بنفس من الأنف.
قوله صلى الله عليه وسلم (غسل البراجم) قال الشيخ في الهامش: "البراجم جمع برجمة، وهي عقد الأصابع ومفاصلها كلها".
فائدة: قال القاضي أبو بكر بن العربي: "عندي أن الخصال الخمس المذكورة في هذا الحديث كلها واجبة، فإن المرء لو تركها لم تبق صورته
على صورة الآدميين فكيف من جملة المسلمين". اهـ من [فتح الباري]، وأعجب هذا القول الشيخ الألباني رحمه الله كما في [آداب الزفاف]، وقال: "ومن
تعقبه لم يصبه التوفيق". اهـ
ويؤيد القول بالوجوب حديث أنس رضي الله عنه قال: "وقت لنا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة أن لا نترك أكثر
من أربعين ليلة" [صحيح مسلم]، وظاهره أنه لا يجوز الترك أكثر من أربعين ليلة؛ كما قال الألباني رحمه الله وقال: هو قول بعض المحققين كالشوكاني
وغيره. اهـ [آداب الزفاف].
وللحديث عن سنن الفطرة تكملة