كل صنعة تكتسب أصالتها وجودتها من نسبتها إلى صانع يتميز بخصائص ومميزات تشهد لها بالإتقان والجودة، وبالتميز والتفوق على غيرها، ومن هذا المنطلق ندرك السر في أهمية براعة الاختراع وملكية الامتياز في الصناعات المادية، وإن كانت لا تعني بالضرورة الأفضلية المطلقة من كل المنتجات اللاحقة. ولله المثل الأعلى، فإن خلق الله تعالى آيات دالة على وحدانيته، وعلى صفاته العليا مثل القدرة والعلم والحكمة التي اتصف بها الباري عز وجل، قال تعالى ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ لقمان 10 – 11. فجميع المخلوقات في عالم الغيب أو عالم الشهادة هي من إبداع رب السموات والأرض، فليس لها مثال سابق نسخ منها أو ضوهي فيها تلك المخلوقات، ومن أعظم تلك المخلوقات الإنسان، ذلك المجهول إلا من الله تعالى، فقد خلقه الله تعالى على صورته، وأسجد له ملائكته، واستخلفه على الأرض، وهداه إلى ملة التوحيد، وفطرها على فطرة ثابتة لا تتبدل ولا تتغير. أكاد أشعر بأن أشواق الفطرة وآثارها أشيع في ظل الحضارة الحديثة منها في ظل التدين المختل.
إن الإنسان بفطرته التي ولد بها يدرك أن العدل حسن والظلم قبيح، وأن العلم مفخرة والجهل معرة، وأن الطهر سمو والعهر سقوط. ومع تجاوب المرء مع فطرته، ومع تعاونه مع أشباهه يمكن إقامة مجتمع أدنى إلى روح الدين، أو أقرب إلى تعاليم الإسلام. وعند الموازنة يكون هذا المجتمع أرجح وأنجح من مجتمعات أخرى صماء عن نداء الفطرة، ماهرة في احترام المظاهر، قد يروج الدين فيها أشكالا من العبادات، تمارس برتابة بعد تفريغها من محتواها المهم أعنى بعد أن تخلو من الخشوع والفهم. والعبادات تفقد وجهتها السماوية وقيمتها الروحية ونتائجها الاجتماعية عندما تمارس حركات بدنية وحسب. ولنزد هذا الكلام وضوحا؛ إن أساس الفطرة عقل سليم وقلب نقى. وسلامة العقل توجب احترام الحقائق، وإدراك الواقع دون نقص أو زيادة، ورفض الأوهام والخرافات، والوقوف بالظنون عند حدودها فلا تتحول النظرية إلى يقين مثلا وضبط الأحكام المادية والأدبية للأشخاص والأشياء فلا يجمح الخيال بها إلى فوق أو تحت.. ذاك بالنسبة إلى العقل. أما بالنسبة إلى القلب ونقاوته فإن الفطرة السليمة تعنى إنسانا لا يعبد نفسه، ولا يقدم أثرته، ولا يتحامل على الآخرين. تعنى إنسانا يشعر بأن الحياة حقه وحق غيره على سواء، فلا معنى للحقد والغش والافتراء وتلمس العيوب للأبرياء ومحاولة الصعود على أنقاض الخصوم، أو من نرى نحن أنهم خصوم. ذلك كله هو مفهوم الفطرة السليمة، إذ هو جوهرها الحر ومعدنها الغالي، وأي امرئ يفقد هذه الفطرة فقد خسر نفسه ولن يعوضه عن هذا الخسار شيء. ومعنى أن الإسلام دين الفطرة هو أن شعائره وشرائعه لا تتعارض ولا تصطدم مع المنطق القويم والعقول السوية والفطر المستقيمة، ولو لم يكن أصحابها مسلمين. ولا أدل على كون الإسلام دين الفطرة من أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل المعيار في التعرف على الإثم والخير هو انشراح الصدر وانقباضه، فما انشرحت له النفس ولم يكره صاحبه أن يطلع الناس عليه دل ذلك على حسنه، وما ترددت فيه وكره صاحبه اطلاع الناس عليه دل على قبحه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس)). لقد كان الإسلام مبينا في إعلائه قدر الفطرة، وفى جعلها عنوانا للإسلام، فإن الكهانة، وشارات الاتصال بالله على نحو مبهم، وطلب الدنيا باسم الدين، هذه كلها رذائل فضح الإسلام ذويها عندما قال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ﴾ التوبة 34.
والمؤسف أنا نجد أقواما تنقصهم الدقة العقلية وسلامة الصدور يزحمون البيئات الدينية. ولا أدري كيف ينتمي إلى دين الفطرة من فقد ركني الفطرة كليهما نفاذ العقل، ونقاء الضمير؟ في رفع الإنسانية إلى مستواها المطلوب يقول الله جل شأنه: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ الروم 30.
إن الدين القيم هو أساس النبوات التي زحمت القرون الأولى ثم ختمت أخيرا بالنبي العربي (محمد) الذي نقى الأصول مما عراها، ونفى عن حقيقة الفطرة كل ما يشينها، ووضع الدين في صيغته النهائية فلا تحوير بعد ولا تبديل إلى آخر الدهر. وللفطرة الصحيحة سماتها البارزة في العقيدة والشريعة، والحق بطبيعته لا يتعدد، لأنه خط مستقيم، كما قال علماء الهندسة: الخط المستقيم أقصر طريق بين نقطتين، ومن ثم لا يكون إلا واحدا.. أما مع فقدان الاستقامة واختلاف المبدأ والنهاية فإن الخطوط المائلة لا تحصر عدا. وسواء أكانت عن يمين الخط المستقيم أو يساره فهي طرق معوجة. والسائرون عليها ضالون، ولا رشد إلا في التزام الصراط المستقيم.. ولعل أول معلم في دين الفطرة هو أن يعرف المرء ربه الواحد معرفة واضحة صادقة، وأن يؤسس معه علاقة وطيدة وثيقة. إن الولد العاق لأبيه وغد ذميم! والمرء الجاحد لربه شر وأخبث.. والناس تشرد بهم عن الله عبادتهم لأنفسهم، أو علاقة سخيفة بحجر. أو شيء حيا كان أو ميتا. ومع نسيان الله وإهمال الصلاة له تنشأ مذاهب شتى وفلسفات كثيرة، يتعصب لها المتعصبون، والناس إن لم يجمعهم الحق فرقهم الباطل، وإن لم تقنعهم الآخرة توزعتهم أودية الدنيا، واستبدت بهم أطماعها، وتناحروا على سرابها. من أجل ذلك قال الله لنبيه ولمن تبعه من المؤمنين الذين آثروا الفطرة: ﴿مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ الروم 31 – 32. وليس معنى الفطرة أن الناس يولدون بعقائدها وفضائلها، فلو كان الأمر كذلك ما كان هنالك تكاليف، وإنما المعنى أن الناس يولدون مستعدين لها مؤثرين لمنهجها، يتدافعون في مجراها تدافع الماء إلى منحدره، وأن عوائق مصطنعة هي التي تقطع طريقهم وتردهم عن وجهتهم. ولقد أيقن كفار قريش هذه الحقيقة التي لا تتصادم مع الفطرة السليمة وها هو الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري ذهب ذات يوم ليقدم مراسيم الطاعة لصنمه ، وبينما هو كذلك وجد ثعلبا متسلق على رأس الصنم وقد بال عليه فوقف متعجبا\" ساخرا\" مما حدث وانشد قائلا: رب يبول الثعلبان برأسه * * * لقد ذل من بالت عليه الثعالب
فلو كان ربا كان يمنع نفسه * * * فلا خير في رب نأته المطالب
برئت من الأصنام في الأرض كلها * * * وآمنت بالله الذي هو غالب
والحمد لله رب العالمين
ISLAM, LA RELIGIONE DELL'ISTINTO
Ogni prodotto gode della sua originalità e qualità dalla sua attribuzione ad un produttore, esso quindi si distingue per le sue caratteristiche, le quali dimostrano la sua perfezione, le sue qualità, e la sua superiorità su altri prodotti, da questo si può comprendere il segreto che sta dietro l’invenzione e l’eccellenza nei prodotti materiali, anche se non significa necessariamente la superiorità assoluta rispetto a prodotti che verranno creati in futuro. Ad Allah ovviamente va attribuito il modello migliore, le Sue creature sono segni che dimostrano la sua unicità e le sue caratteristiche elevate quali il suo potere, la sua conoscenza e la sua saggezza, Egli dice: “Ha creato i cieli senza pilastri che possiate vedere, ha infisso le montagne sulla terra, ché altrimenti si sarebbe mossa e voi con essa e l'ha popolata di animali di tutte le specie. Abbiamo fatto scendere un'acqua [dal cielo] e abbiamo fatto germogliare ogni tipo di magnifica specie [di piante]. Questa la creazione di Allah. Mostratemi allora quello che hanno creato gli altri [che adorate] all'infuori di Lui. No, gli ingiusti sono in errore palese.” (Luqman, 10-11). Tutte le creature nel mondo, ignote e conosciute, sono parte della creazione di Allah. Non c’è infatti alcun esempio simile o equivalente verificatosi prima. Una delle creature più importanti è l’essere umano, che nessuno tuttora conosce a fondo, tranne Allah, il quale l’ha creato così come lo vediamo ora, ha fatto in modo, per onorarlo, che tutti gli angeli si inchinassero a lui, l’ha reso un vicario sulla terra, l’ha guidato verso l’attribuzione dell’unicità al Creatore, e l’ha dotato di un istinto fisso e non variabile. Sentiamo che i desideri dell’istinto e i suoi effetti sono più comuni nella civiltà moderna che in un contesto di religiosità scorretta. L’essere umano, tramite il suo istinto con cui è nato, concepisce che la giustizia è bene, mentre l’ingiustizia è male, che la conoscenza è motivo di orgoglio, mentre l’ignoranza è motivo di vergogna, che la purezza è segno di elevatezza, mentre l’impurezza è segno di declino. Tramite l’interazione dell’essere umano con la sua natura e la collaborazione con i propri simili, si può stabilire una società più vicina allo spirito della religione, ovvero, agli insegnamenti dell’Islam. Nel momento della valutazione, questo tipo di società è più vincente di altre società che non danno ascolto all’invito dell’istinto, le quali sono brave nel rispettare le apparenze, tracciando forme di culto applicate con continuità ma senza alcuna vera sostanza, ovvero senza umiltà e comprensione. I culti perdono la retta via, il loro valore spirituale i risultati sociali quando si trasformano in semplici movimenti fisici senza significato. Cerchiamo di chiarire, la base dell’istinto è una ragione sana e un cuore puro. La sanità della ragione richiede il rispetto delle verità, la concezione della realtà senza mancanza o eccesso, il rifiuto delle illusioni e superstizioni, il sospetto entro certi limiti, l’evitare di trasformare le incertezze in certezze e il regolare i giudizi materiali e morali, tutto ciò per quanto riguarda la ragione. Per quanto riguarda invece il cuore e la sua purezza, l’istinto sano indica una persona che non adora sé stessa, non mette davanti a tutto i suoi egoismi e non accusa ingiustamente gli altri, si intende quindi un essere umano che sente che la vita è un diritto di tutti, e che non c’è quindi alcun motivo di odiare, imbrogliare, screditare, cercare i difetti negli innocenti e cercare di cavalcare le rovine dell’avversario, o di chi si crede possa esserlo. Questo è il significato di istinto sano, ovvero un modo di essere e di vivere libero. Colui che perde questo istinto, ha perso sé stesso, e non ci sarà nulla che potrà sostituire questa perdita. Quando si dice che l’Islam è la religione dell’istinto si intende che i suoi rituali e le sue leggi non sono in conflitto, non si scontrano con la logica giusta, con le menti equilibrate e con l’istinto retto, anche se queste sono possedute da non musulmani. Ciò che dimostra che l’Islam è la religione dell’istinto è che il profeta Muhammad (pace e benedizione su di lui) ha stabilito che il metro con cui si valuta ciò che è male e ciò che è bene è lo stato d’animo, rilassato o perturbato, in cui ci si trova, se quindi si compie un’azione e non si ha alcun problema se questa divenisse pubblica, allora è probabile che tale azione sia buona, se invece si compie un’azione che non si vuole raccontare a nessuno e sulla quale si è indecisi, allora è probabilmente sbagliata. Disse il profeta Muhammad (pace e benedizione su di lui): “Il bene è la buona etica, il male è un prurito fastidioso al proprio petto e un qualcosa che non si vorrebbe che gli altri sapessero”. L’Islam è stato chiaro nell’evidenziare l’importanza dell’istinto e nel renderlo una base dell’Islam. La predizione del futuro, la comunicazione con Allah tramite metodi non chiari e lo sfruttamento della religione per beni materiali, sono stati etichettati dall’Islam come peccati, dice Allah: “O voi che credete, molti dottori e monaci divorano i beni altrui, senza diritto alcuno, e distolgono dalla causa di Allah.” (At-Tawba, 34). La cosa triste è che troviamo popoli a cui manca la precisione mentale e la sanità spirituale, ma che però allo stesso tempo si danno da fare nel contesto religioso. Non si capisce quindi come possano appartenere alla religione dell’istinto persone che hanno perso i due elementi principali dell’istinto stesso, ovvero la precisione mentale e la purezza della coscienza. Dice Allah a riguardo: “Rivolgi il tuo volto alla religione come puro monoteista, natura originaria che Allah ha connaturato agli uomini*; non c'è cambiamento nella creazione di Allah. Ecco la vera religione, ma la maggior parte degli uomini non sa.” (Ar-Rum). La religione vera è la base delle profezie apparse fin dall’antichità e concluse con il profeta Muhammad, il quale ha purificato le fondamenta da ciò che le aveva rovinate, ha purificato la verità dell’istinto da tutto ciò che la minaccia, e ha messo la religione nella sua forma finale, non c’è quindi mutamento o variazione fino all’ultimo giorno. L’istinto vero si manifesta nel credo e nella legge, la verità per sua natura non si moltiplica, essa è una sola…il primo passo nella religione dell’istinto consiste nella conoscenza da parte dell’essere umano del suo Dio unico, stabilendo con Egli un rapporto solido e stretto. Le persone spesso si distraggono dal loro Creatore quando diventano schiavi di stessi, di un qualcosa di materiale o di qualsiasi altra cosa viva o morta. Dimenticando Allah e trascurando la preghiera, sorgono strade e filosofie multiple, ma quando le persone non sono unite dalla verità, saranno automaticamente divise dalla menzogna, e se non saranno convinte dall’altra vita, saranno sparpagliati nelle valli di questa vita, per questo dice Allah al suo profeta e a coloro che lo seguono: “Ritornate a Lui, temeteLo, assolvete all'orazione e non siate associatori. E neppure [siate tra] coloro che hanno scisso la loro religione e hanno formato sette, ognuna delle quali è tronfia di quello che afferma.” (Ar-Rum, 31-32). Il significato dell’istinto non è quello di nascere con le sue dottrine e virtù, se fosse così non ci sarebbero più obblighi, bensì significa nascere predisposti ad esse, e che gli ostacoli a tutto ciò sono solo artificiali. I miscredenti della tribù dei Coreisciti hanno capito ciò, un esempio è Abu Dhar Al Ghaffari il quale si è diretto un giorno per rendere culto alla sua statua, nel mentre però una volpe è salita sopra la testa della statua facendoci pipì, vedendo ciò egli rimase sorpreso e disse: un dio sopra cui una volpe fa pipì, quella volpe l’ha umiliato, se fosse stato un dio si sarebbe protetto da ciò, non c’è quindi alcun bene in un dio che non riesce a difendersi, rinuncio a tutte le statue su questa terra, e credo in Allah il Dominante.
La Lode appartiene ad Allah