36
مسألة مهمة في المسح على الخفين تخفى على كثير من الناس
خالد بن عبد العزيز الهويسين
1- المسح لغة: ضد الغسل. واصطلاحاً: امرار اليد على الشيء؛ ومنه مسح فلان الحائط، أي: مر عليه بيده.
2- قال الإمام أحمد - رحمه الله -: ليس في قلبي من المسح على الخفين شيء فيه أربعون حديثاً
عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال الحسن البصري - رحمه الله -: روى أحاديث المسح سبعون رجلاً من الصحابة من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وقوله..
3- ما يمسح عليه:
أ – الخُف: ما يُلبس في الرِّجل من جلد، وجمعه خفاف وأخفاف.
ب - الجورب: ما يُلبس في الرِّجل مطلقاً، وجمعه جوارب.
ت - جرموق: خف قصير يُلبس على خف آخر.
4– شروط المسح على ((الخف و الجورب و الجرموق)) منها المتفق عليه ومنها المختلف فيه:
أ - أن يلبسها على طهارة كاملة.
ب – أن يكونا سميكين وفيه خلاف، ولا بأس بالمسح على الشفاف والأحوط أن يكون سميكاً.
ج – أن لا يكونا مغصوبين.
د - أن لا يكونا من مُحرَّم كجلد كلب أو خنـزير.
هـ - أن يستر محل الفرض، وهو تجاوز الكعبين.
و – نزعه بعد انتهاء المدة (مدة المسح).
5– مدة المسح:
للمقيم يوم وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن.
وبعضهم أجاز المسح في السفر أكثر من ثلاثة أيام لحديث ((امسح ما شئت)) وهو حديث ضعيف باتفاق العلماء كما قال النووي - رحمه الله -.
6- كيفية المسح: عند البيهقي، عن المغيرة - رضي الله عنه -: أنه كان يمسح باليد اليمنى على الرِّجل اليمنى مفرجة الأصابع، واليسرى على اليسرى.
هذه هي الطريقة الصحيحة؛ والسنة: أَنْ يبدأ من أول أصابع القدم حتى أول الساق مرة واحدة.
7- لو اقتصر بالمسح على الخفين بيدٍ واحدة جاز ذلك.
8– لو مسح اليمنى باليمنى واليسرى باليسرى في لحظة واحدة جاز وصح مسحه.
9- حديث أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يمسح على أعلى الخف وأسفله حديث لا يصح رواه أحمد وضعفه، ورواه الترمذي وقال: إنه معلول.
بل ثبت عن علي - رضي الله عنه - ما يناقض ذلك بإسناد صحيح: ((لو كان الدين بالرأي لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلاه)).
وهو موقوف على علي - رضي الله عنه -.
10- متى يبدأ المسح؟ فيه قولان:
الأول: أنه من أول حدث بعد لبس. الثاني: أنه من أول مسح بعد لبس. والتحقيق القول الأول.
11- إذا شك في انتهاء مدة المسح، أو متى لَبِسه؟ وجب خلعهُ.
12- إذا مسح باطن الخف فقط دون ظاهره لا تصح طهارته، وإن مسح الباطن والظاهر كُره، وصحت طهارته.
13- إذا غسل الخف ولم يمسحه، تارة يصح، وتارة لا يصح.
فيصح إذا نواه (مع الكراهة)، ولا يصح إذا لم ينوه.
14– إذا كان في الخف خروق وشقوق: قال أهل العلم: إذا كانت يسيرة وصغيرة فلا بأس بالمسح عليه.
والتحقيق جواز المسح على الخف الذي كثرت شقوقه.
15– إذا كثرت شقوقه وخروقه ولا يستطيع المشي عليه، وذلك لسقوطه وعدم ثبوته فلا يمسح عليه.
16– لو لبس خفاً على طهارة كاملة، ثم أراد أن يلبس خفاً آخر فله أن يلبس ما شاء ما لم تنتقض طهارته.
17- لو لبس خفاً على طهارة كاملة، وصلى فرضاً وبعد الصلاة انتقض وضوؤُه ثم خلعه فلا يلبسه حتى يتوضأ.
18– لو أنه توضأ ولبس الخف ثم صلى ثم نزعه ولبس مرة أخرى فلا ينتقض وضوؤُه ولو فعل ذلك مائة مرة ما لم يحدث.
19- لو لبس الخف على طهارة وانتقض وضوؤُه ثم لبس خفاً آخر فإذا أراد المسح مسح على الذي تحت
(الموالي للرِّجل) و لا يمسح على الذي فوق.
والمسح: أن يخلع الذي فوق ويمسح على الذي تحت أو أن يُدخل يده ويمسح
على الذي تحت إذا كان الذي فوق واسعٌ.
20– إذا لبس الخف في الحضر وانتقض وضوؤُه في الحضر ثم سافر ولم يمسح إلا في السفر: فعلى قول أن المسح يكون من أول حدث بعد لبس: يمسح مسح مقيم.
وعلى قول أن المسح يكون من أول مسح بعد لبس: يمسح مسح مسافر.
21– إذا لبس الخف في الحضر وسافر ولم ينتقض وضوؤُه ولم يمسح إلا في السفر فيمسح مسح مسافر.
22– مسألة قد تحصل في الطائرة وذكرها أهل العلم: لو لبس خفاً في الحضر والآخر في السفر، كمن لبس الأول في الطائرة وهي على الأرض ولبس الثاني بعدما أقلعت من على الأرض. فهل يمسح مسح مقيم أم مسح مسافر؟
قيل: يمسح مسح مسافر إذا لم ينتقض وضوؤُه.
وقيل: يمسح مسح مقيم.
والأول هو الصحيح؛ إذا لم ينتقض وضوؤُه.
23– لو لبس الخف على طهارة كاملة ثم لبس عليه خفاً آخر قبل انتقاض الطهارة ثم انتقضت طهارته
ومسح فأراد أن يخلع الخف الأعلى فهل يلزمه خلع الآخر. أم لا؟
عند الحنابلة: أنه يلزمه خلع الآخر؛ لأنهما أصبحا خفاً واحداً.
والتحقيق: أنه لا يلزمه ذلك إلا أن يريد الاحتياط.
24– إذا خلع أحد الخفين بعد انتقاض طهارته وجب خلع الثاني وغسل القدمين.
25– لو لبس خفاً واحداً في إحدى قدميه، ثم انتقض وضوؤُه قبل لبس الآخر. بطل وضوؤُه ولا يصح المسح.
26– لو أدخل إحدى قدميه في خف بعد غسلها ثم غسل الأخرى وأدخلها في الخف أي: أنه لم يدخلهما على طهارة كاملة. فهل يجوز المسح؟
قيل: يجوز. وقيل: لا يجوز؛ لأنه لم يدخلهما على طهارة كاملة وهو الصحيح.
27– إذا لم يكن له إلا رِجْل واحدة فهل يستحب له لبس الخف الواحد والمسح عليه.
أم يقال له: اغسل هذه الواحدة؟
الجواب: يجوز له أن يلبس خفاً واحداً ويمسح عليه.
28– لو لبس خفاً واحداً فهل يجوز له مسح رجل واحدة وغسل الأخرى؟
الجواب: لا تصح الطهارة.
29– لو لبس خفين وانتقضت طهارته ثم مسح عليهما ثم خلع أحد الخفين وجب خلع الآخر.
30– إذا لبس الخف في الحضر ثم سافر ولم ينتقض وضوؤُه ولم يمسح فله مسح المسافر.
31– هل يجوز مسح العاصي في سفره؟
قيل لا تستباح العبادة، والرخصة تكون للطائعين. وقيل: يجوز وهو الصحيح وكذلك في الحضر.
32– كل ما في الوضوء ينطبق على المسح على الخفين:
كجواز تقديم مسح اليسرى على اليمنى كتقديم غسلها في الوضوء.
33– لو أن إنسانا لبس خفيه في سفر وليس عنده ماء فإنه يتيمم ولا ينـزع خفيه عند التيمم.
بل يتيمم على الصفة المعروفة فقط.
34– ليس هناك توقيت يوم وليلة أو ثلاثة أيام حال التيمم للابس الخف كما هو الحال للابسه بعد الوضوء.
فكلما انتقضت طهارته تيمم مع الخف ولا يكون له توقيت كالمسح بعد الوضوء، وإذا وجد الماء فمباشرة ينـزع خفيه ويتوضأ.
35– يصح المسح على خف حرير للنساء دون الرجال، والخنثى لا يمسح على الحرير ولا يلبسه لاحتمال أن يكون رجلاً.
36– مكروهات المسح على الخفين:-
(أ) – الزيادة في المسح على واحدة.
(ب) – غسل الخف.
(ج) أن يمسح مع ظاهره باطنه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مسألة مهمة في المسح على الخفين تخفى على كثير من الناس
خالد بن عبد العزيز الهويسين
1- المسح لغة: ضد الغسل. واصطلاحاً: امرار اليد على الشيء؛ ومنه مسح فلان الحائط، أي: مر عليه بيده.
2- قال الإمام أحمد - رحمه الله -: ليس في قلبي من المسح على الخفين شيء فيه أربعون حديثاً
عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال الحسن البصري - رحمه الله -: روى أحاديث المسح سبعون رجلاً من الصحابة من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وقوله..
3- ما يمسح عليه:
أ – الخُف: ما يُلبس في الرِّجل من جلد، وجمعه خفاف وأخفاف.
ب - الجورب: ما يُلبس في الرِّجل مطلقاً، وجمعه جوارب.
ت - جرموق: خف قصير يُلبس على خف آخر.
4– شروط المسح على ((الخف و الجورب و الجرموق)) منها المتفق عليه ومنها المختلف فيه:
أ - أن يلبسها على طهارة كاملة.
ب – أن يكونا سميكين وفيه خلاف، ولا بأس بالمسح على الشفاف والأحوط أن يكون سميكاً.
ج – أن لا يكونا مغصوبين.
د - أن لا يكونا من مُحرَّم كجلد كلب أو خنـزير.
هـ - أن يستر محل الفرض، وهو تجاوز الكعبين.
و – نزعه بعد انتهاء المدة (مدة المسح).
5– مدة المسح:
للمقيم يوم وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن.
وبعضهم أجاز المسح في السفر أكثر من ثلاثة أيام لحديث ((امسح ما شئت)) وهو حديث ضعيف باتفاق العلماء كما قال النووي - رحمه الله -.
6- كيفية المسح: عند البيهقي، عن المغيرة - رضي الله عنه -: أنه كان يمسح باليد اليمنى على الرِّجل اليمنى مفرجة الأصابع، واليسرى على اليسرى.
هذه هي الطريقة الصحيحة؛ والسنة: أَنْ يبدأ من أول أصابع القدم حتى أول الساق مرة واحدة.
7- لو اقتصر بالمسح على الخفين بيدٍ واحدة جاز ذلك.
8– لو مسح اليمنى باليمنى واليسرى باليسرى في لحظة واحدة جاز وصح مسحه.
9- حديث أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يمسح على أعلى الخف وأسفله حديث لا يصح رواه أحمد وضعفه، ورواه الترمذي وقال: إنه معلول.
بل ثبت عن علي - رضي الله عنه - ما يناقض ذلك بإسناد صحيح: ((لو كان الدين بالرأي لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلاه)).
وهو موقوف على علي - رضي الله عنه -.
10- متى يبدأ المسح؟ فيه قولان:
الأول: أنه من أول حدث بعد لبس. الثاني: أنه من أول مسح بعد لبس. والتحقيق القول الأول.
11- إذا شك في انتهاء مدة المسح، أو متى لَبِسه؟ وجب خلعهُ.
12- إذا مسح باطن الخف فقط دون ظاهره لا تصح طهارته، وإن مسح الباطن والظاهر كُره، وصحت طهارته.
13- إذا غسل الخف ولم يمسحه، تارة يصح، وتارة لا يصح.
فيصح إذا نواه (مع الكراهة)، ولا يصح إذا لم ينوه.
14– إذا كان في الخف خروق وشقوق: قال أهل العلم: إذا كانت يسيرة وصغيرة فلا بأس بالمسح عليه.
والتحقيق جواز المسح على الخف الذي كثرت شقوقه.
15– إذا كثرت شقوقه وخروقه ولا يستطيع المشي عليه، وذلك لسقوطه وعدم ثبوته فلا يمسح عليه.
16– لو لبس خفاً على طهارة كاملة، ثم أراد أن يلبس خفاً آخر فله أن يلبس ما شاء ما لم تنتقض طهارته.
17- لو لبس خفاً على طهارة كاملة، وصلى فرضاً وبعد الصلاة انتقض وضوؤُه ثم خلعه فلا يلبسه حتى يتوضأ.
18– لو أنه توضأ ولبس الخف ثم صلى ثم نزعه ولبس مرة أخرى فلا ينتقض وضوؤُه ولو فعل ذلك مائة مرة ما لم يحدث.
19- لو لبس الخف على طهارة وانتقض وضوؤُه ثم لبس خفاً آخر فإذا أراد المسح مسح على الذي تحت
(الموالي للرِّجل) و لا يمسح على الذي فوق.
والمسح: أن يخلع الذي فوق ويمسح على الذي تحت أو أن يُدخل يده ويمسح
على الذي تحت إذا كان الذي فوق واسعٌ.
20– إذا لبس الخف في الحضر وانتقض وضوؤُه في الحضر ثم سافر ولم يمسح إلا في السفر: فعلى قول أن المسح يكون من أول حدث بعد لبس: يمسح مسح مقيم.
وعلى قول أن المسح يكون من أول مسح بعد لبس: يمسح مسح مسافر.
21– إذا لبس الخف في الحضر وسافر ولم ينتقض وضوؤُه ولم يمسح إلا في السفر فيمسح مسح مسافر.
22– مسألة قد تحصل في الطائرة وذكرها أهل العلم: لو لبس خفاً في الحضر والآخر في السفر، كمن لبس الأول في الطائرة وهي على الأرض ولبس الثاني بعدما أقلعت من على الأرض. فهل يمسح مسح مقيم أم مسح مسافر؟
قيل: يمسح مسح مسافر إذا لم ينتقض وضوؤُه.
وقيل: يمسح مسح مقيم.
والأول هو الصحيح؛ إذا لم ينتقض وضوؤُه.
23– لو لبس الخف على طهارة كاملة ثم لبس عليه خفاً آخر قبل انتقاض الطهارة ثم انتقضت طهارته
ومسح فأراد أن يخلع الخف الأعلى فهل يلزمه خلع الآخر. أم لا؟
عند الحنابلة: أنه يلزمه خلع الآخر؛ لأنهما أصبحا خفاً واحداً.
والتحقيق: أنه لا يلزمه ذلك إلا أن يريد الاحتياط.
24– إذا خلع أحد الخفين بعد انتقاض طهارته وجب خلع الثاني وغسل القدمين.
25– لو لبس خفاً واحداً في إحدى قدميه، ثم انتقض وضوؤُه قبل لبس الآخر. بطل وضوؤُه ولا يصح المسح.
26– لو أدخل إحدى قدميه في خف بعد غسلها ثم غسل الأخرى وأدخلها في الخف أي: أنه لم يدخلهما على طهارة كاملة. فهل يجوز المسح؟
قيل: يجوز. وقيل: لا يجوز؛ لأنه لم يدخلهما على طهارة كاملة وهو الصحيح.
27– إذا لم يكن له إلا رِجْل واحدة فهل يستحب له لبس الخف الواحد والمسح عليه.
أم يقال له: اغسل هذه الواحدة؟
الجواب: يجوز له أن يلبس خفاً واحداً ويمسح عليه.
28– لو لبس خفاً واحداً فهل يجوز له مسح رجل واحدة وغسل الأخرى؟
الجواب: لا تصح الطهارة.
29– لو لبس خفين وانتقضت طهارته ثم مسح عليهما ثم خلع أحد الخفين وجب خلع الآخر.
30– إذا لبس الخف في الحضر ثم سافر ولم ينتقض وضوؤُه ولم يمسح فله مسح المسافر.
31– هل يجوز مسح العاصي في سفره؟
قيل لا تستباح العبادة، والرخصة تكون للطائعين. وقيل: يجوز وهو الصحيح وكذلك في الحضر.
32– كل ما في الوضوء ينطبق على المسح على الخفين:
كجواز تقديم مسح اليسرى على اليمنى كتقديم غسلها في الوضوء.
33– لو أن إنسانا لبس خفيه في سفر وليس عنده ماء فإنه يتيمم ولا ينـزع خفيه عند التيمم.
بل يتيمم على الصفة المعروفة فقط.
34– ليس هناك توقيت يوم وليلة أو ثلاثة أيام حال التيمم للابس الخف كما هو الحال للابسه بعد الوضوء.
فكلما انتقضت طهارته تيمم مع الخف ولا يكون له توقيت كالمسح بعد الوضوء، وإذا وجد الماء فمباشرة ينـزع خفيه ويتوضأ.
35– يصح المسح على خف حرير للنساء دون الرجال، والخنثى لا يمسح على الحرير ولا يلبسه لاحتمال أن يكون رجلاً.
36– مكروهات المسح على الخفين:-
(أ) – الزيادة في المسح على واحدة.
(ب) – غسل الخف.
(ج) أن يمسح مع ظاهره باطنه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين