سورة قريش
{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)}
ــــــــــــــــــــــــ
بين يدي السورة:
مكية / مدنية:مكية
الترتيب في المصحف:106
الترتيب في النزول:29
عدد آياتها:4
عدد كلماتها:17
عدد حروفها:73
ــــــــــــــــــــــــــــ
* التفسير
{ لإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) }
اللام في قوله{ لإِيلافِ } للتعجب.ومعنى[ الإيلاف ]:الإلف والاعتياد.
وقريش - على الأصح - هم: بنو النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ، فكل من كان من ولد النضر فهو قرشي ، ومن لم يلده النضر فليس بقرشي .
وقيل قريش:هم ولد فهر بن مالك بن النضر , وقريش يأتي منصرفاً إن أريد به الحيّ ، وغير منصرف إن أريد به القبيلة .
ومعنى الآية :اعْجَبوا لإلف قريش، وأَمْنِهم، وانتظامِ رحلَتيْهم:رحلة الشتاء إلى "اليمن"، ورحلة الصيف إلى "الشام"، وتيسير ذلك; لجلب ما يحتاجون إليه.
وذُكر في تفسير الآية غير ذلك:
فقيل: إنَّ اللام في قوله : { لإيلاف } : متعلقة بآخر السورة التي قبلها . كأنه قال سبحانه : أهلكتُ أصحابَ الفيل لأجل تألف قريش . قال الزجاج : والمعنى : فجعلهم كعصفٍ مأكولٍ { لإيلاف قُرَيْشٍ } أي : أهلك الله أصحاب الفيل لتبقى قريش ، وما قد ألفوا من رحلة الشتاء والصيف .
وقال في الكشاف : إن اللام متعلق بقوله : { فَلْيَعْبُدُواْ } . أمرهم أن يعبدوه لأجل إيلافهم الرحلتين ، ودخلت الفاء لما في الكلام من معنى الشرط , والمعنى : إن لم يعبدوه لسائر نعمه ، فليعبدوه لهذه النعمة الجليلة .
..............................................
{ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) }
والمعنى: فليخلصوا العبادة لرب هذا البيت الحرام الذي مكَّنهم من هاتين الرحلتين. ويشكروه على ذلك. كما قال تعالى: { إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [النمل:91]
................................................
{ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) }
أي:الذي أطعمهم من جوعٍ وهم بوادٍ غير ذي زرع ، وآمنهم من خوفٍ والناس يُتَخطَّفون من حولهم .كما قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ }[العنكبوت:67]
. واعلم من استجاب لأمر الله تعالى فأفرده بالعبادة جَمَع الله له بين أمن الدنيا وأمن الآخرة، ومن عصاه سلبهما منه، كما قال تعالى: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } [النحل:112-113]
ــــــــــــــــــــــ
* البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نذكر منها ما يلي :
1- الطباق بين ] الشتاء والصيف ] وبين الجوع والإطعام f]أطعمهم من جوع ] وبين الأمن والخوف f]وآمنهم من خوف ] .
2- الإضافة للتكريم والتشريف f]رب هذا البيت].
3- تقديم ما حقه التأخير f]لإيلاف قريش ] والأصل (ليعبدوا رب هذا البيت ) لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف " فقدم الإيلاف تذكيرا بالنعمة.
4- التنكير في لفظة [ جوع ] ولفظة ] خوف ] لبيان شدتهما أي جوع شديد ، وخوف عظيم
ــــــــــــــــــ
تنبيه: أخرج الحاكم في المستدرك (2/536) و البيهقي في مناقب الشافعي (1/34) عن أم هانئ بنت أبي طالب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فضل الله قريشًا بسبع خلال( 1): أني منهم, وأن النبوة فيهم، والحجابة(2 )، والسقاية فيهم( 3)، وأن الله نصرهم على الفيل، وأنهم عبدوا الله - عز وجل- عشر سنين لا يعبده غيرهم، وأن الله أنزل فيهم سورة من القرآن" ثم تلاها رسول الله: بسم الله الرحمن الرحيم " لإيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ " وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي فقال: "فيه يعقوب بن محمد الزهري ضعيف، وإبراهيم صاحب مناكير هذا أنكرها".
وقد حسن الحافظ العراقي هذا الحديث. وللشيخ ناصر الدين الألباني مبحث حول هذا الحديث في السلسلة الصحيحة برقم (1944) وذهب إلى تحسينه، والله أعلم.
1- الخلة : هي السمة والخصلة والصفة..
2 - الحجابة : القيام بخدمة الكعبة وحفظها وامتلاك مفاتيحها.
3 - السقاية : سقاية الحاج ,وهي سقيهم الحاج ماء به زبيب ونحوه
{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)}
ــــــــــــــــــــــــ
بين يدي السورة:
مكية / مدنية:مكية
الترتيب في المصحف:106
الترتيب في النزول:29
عدد آياتها:4
عدد كلماتها:17
عدد حروفها:73
ــــــــــــــــــــــــــــ
* التفسير
{ لإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) }
اللام في قوله{ لإِيلافِ } للتعجب.ومعنى[ الإيلاف ]:الإلف والاعتياد.
وقريش - على الأصح - هم: بنو النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ، فكل من كان من ولد النضر فهو قرشي ، ومن لم يلده النضر فليس بقرشي .
وقيل قريش:هم ولد فهر بن مالك بن النضر , وقريش يأتي منصرفاً إن أريد به الحيّ ، وغير منصرف إن أريد به القبيلة .
ومعنى الآية :اعْجَبوا لإلف قريش، وأَمْنِهم، وانتظامِ رحلَتيْهم:رحلة الشتاء إلى "اليمن"، ورحلة الصيف إلى "الشام"، وتيسير ذلك; لجلب ما يحتاجون إليه.
وذُكر في تفسير الآية غير ذلك:
فقيل: إنَّ اللام في قوله : { لإيلاف } : متعلقة بآخر السورة التي قبلها . كأنه قال سبحانه : أهلكتُ أصحابَ الفيل لأجل تألف قريش . قال الزجاج : والمعنى : فجعلهم كعصفٍ مأكولٍ { لإيلاف قُرَيْشٍ } أي : أهلك الله أصحاب الفيل لتبقى قريش ، وما قد ألفوا من رحلة الشتاء والصيف .
وقال في الكشاف : إن اللام متعلق بقوله : { فَلْيَعْبُدُواْ } . أمرهم أن يعبدوه لأجل إيلافهم الرحلتين ، ودخلت الفاء لما في الكلام من معنى الشرط , والمعنى : إن لم يعبدوه لسائر نعمه ، فليعبدوه لهذه النعمة الجليلة .
..............................................
{ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) }
والمعنى: فليخلصوا العبادة لرب هذا البيت الحرام الذي مكَّنهم من هاتين الرحلتين. ويشكروه على ذلك. كما قال تعالى: { إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [النمل:91]
................................................
{ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) }
أي:الذي أطعمهم من جوعٍ وهم بوادٍ غير ذي زرع ، وآمنهم من خوفٍ والناس يُتَخطَّفون من حولهم .كما قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ }[العنكبوت:67]
. واعلم من استجاب لأمر الله تعالى فأفرده بالعبادة جَمَع الله له بين أمن الدنيا وأمن الآخرة، ومن عصاه سلبهما منه، كما قال تعالى: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } [النحل:112-113]
ــــــــــــــــــــــ
* البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نذكر منها ما يلي :
1- الطباق بين ] الشتاء والصيف ] وبين الجوع والإطعام f]أطعمهم من جوع ] وبين الأمن والخوف f]وآمنهم من خوف ] .
2- الإضافة للتكريم والتشريف f]رب هذا البيت].
3- تقديم ما حقه التأخير f]لإيلاف قريش ] والأصل (ليعبدوا رب هذا البيت ) لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف " فقدم الإيلاف تذكيرا بالنعمة.
4- التنكير في لفظة [ جوع ] ولفظة ] خوف ] لبيان شدتهما أي جوع شديد ، وخوف عظيم
ــــــــــــــــــ
تنبيه: أخرج الحاكم في المستدرك (2/536) و البيهقي في مناقب الشافعي (1/34) عن أم هانئ بنت أبي طالب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فضل الله قريشًا بسبع خلال( 1): أني منهم, وأن النبوة فيهم، والحجابة(2 )، والسقاية فيهم( 3)، وأن الله نصرهم على الفيل، وأنهم عبدوا الله - عز وجل- عشر سنين لا يعبده غيرهم، وأن الله أنزل فيهم سورة من القرآن" ثم تلاها رسول الله: بسم الله الرحمن الرحيم " لإيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ " وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي فقال: "فيه يعقوب بن محمد الزهري ضعيف، وإبراهيم صاحب مناكير هذا أنكرها".
وقد حسن الحافظ العراقي هذا الحديث. وللشيخ ناصر الدين الألباني مبحث حول هذا الحديث في السلسلة الصحيحة برقم (1944) وذهب إلى تحسينه، والله أعلم.
1- الخلة : هي السمة والخصلة والصفة..
2 - الحجابة : القيام بخدمة الكعبة وحفظها وامتلاك مفاتيحها.
3 - السقاية : سقاية الحاج ,وهي سقيهم الحاج ماء به زبيب ونحوه