Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

متشابه الصفات Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    متشابه الصفات

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    متشابه الصفات Empty متشابه الصفات

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الأحد 7 نوفمبر - 18:45:14

    متشابه الصفات


    وبعد هذا ..

    تعرض لنا قضية هامة، وهي "متشابه الصفات"

    فما توضيحها .. ؟

    وما القول الفصل فيها ..؟


    عرفنا أن المتشابهات تجمع ألواناً مختلفة

    وتزيدك هنا : أن من بينها لونين كثر الكلام فيهما

    (أولهما) فواتح السور، نحو: آلم، ق~، طس~ وما أشبهها، وسنعرض لها بعد قليل.

    (ثانيهما) الآيات المشكلة الواردة في شأن الله تعالى، وتسمى آيات الصفات، أو

    متشابه الصفات:

    ولابن اللبان فيها تصنيف مفرد، سماه: (رد المتشابهات إلى الآيات المحكمات) مثل قوله سبحانه:  الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [ ]
    وما أشبهه.

    وإنما أفرد هذا النوع بالذكر وبالتأليف لأنه كثر فيه القيل والقال. وكان فتنة ارتكس فيها كثير من القدامى والمحدثين.(3) الرأي الرشيد في متشابه الصفات

    علماؤنا أجزل الله مثوبتهم .. قد اتفقوا على ثلاثة أمور تتعلق بهذه المتشابهات، ثم اختلفوا فيما وراءها.

    (فأول ما اتفقوا عليه) صرفها عن ظاهرها المستحيلة، واعتقاد أن هذه الظواهر غير مرادة للشارع قطعاً، كيف وهذه الظواهر باطلة بالأدلة القاطعة، وبما هو معروف عن الشارع نفسه في محكماته؟

    (ثانيه) أنه إذا توقف الدفاع عن الإسلام على التأويل لهذه المتشابهات: وجب تأويلها بما يدفع شبهات المشتبهين، ويرد طعن الطاعنين.

    (ثالثه) أن المتشابه إن كان له تأويل واحد يفهم منه فهماً قريباً: وجب القول به إجماعاً، وذلك كقوله سبحانه  وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ [ ] فإن الكينونة بالذات مع الخلق مستحيلة قطعاً، وليس لها بعد ذلك إلا تأويل واحد، هو الكينونة معهم بالإحاطة علماً وسمعاً وبصراً وقدرة وإرادة.
    وأما اختلاف العلماء فيما وراء ذلك : فقد وقع على ثلاثة مذاهب : -

    (المذهب الأول):

    مذهب السلف، ويسمى مذهب المفوضة "بكسر الواو وتشديدها" وهو تفويض معاني المتشابهات إلى الله وحده بعد تنزيهه تعالى عن ظواهرها المستحيلة.
    ويستدلون على مذهبهم هذا بدليليين:

    أحدهما عقلي .. وهو : أن تعيين المراد من هذه المتشابهات إنما يجرى على قوانين اللغة واستعمالات العرب، وهي لا تفيد إلا الظن، مع أن صفات الله من العقائد التي لا يكفي فيها الظن، بل لابد فيها من اليقين ولا سبيل إليه، فلنتوقف ولنكل التعيين إلى العليم الخبير.
    والدليل الثاني نقلي.. يعتمدون فيه على عدة أمور:

    منها حديث عائشة السابق، وفيه "فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله؛ فاحذرهم".

    وغير ذلك مما استدل به أصحاب القول بأن "الواو" فى قوله تعالى: { والراسخون فى العلم } [ ] استئنافية.

    ومنا ـ كذلك ـ ما ورد من أن الإمام مالكاً رضى الله عنه سئل عن الاستواء في قوله سبحانه الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [ ] فقال: "الاستواء معلوم والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة، وأظنك رجل سوء، أخرجوه عني"

    يريد ـ رحمه الله عليه ـ أن : الاستواء معلوم الظاهر بحسب ما تدل عليه الأوضاع اللغوية، ولكن هذا الظاهر غير مراد قطعاً؛ لأنه يستلزم التشبيه المحال على الله بالدليل القاطع، والكيف مجهول أي تعيين مراد الشارع مجهول لنا لا دليل عندنا عليه، ولا سلطان لنا به، والسؤال عنه بدعة أي الاستفسار عن تعيين هذا المراد على اعتقاد أنه مما شرعه الله بدعة؛ لأنه طريقة في الدين مخترعة مخالفة لما أرشدنا إليه الشارع من وجوب تقديم المحكمات وعدم إتباع المتشابهات.

    وما جزاء المبتدع : إلا أن يطرد ويبعد عن الناس، خوف أن يفتهم؛ لأنه رجل سوء.

    وذلك سر قوله "وأظنك رجل سوء. أخرجوه عني" (4).

    قال ابن الصلاح: "على هذه الطريقة مضى صدر الأمة وسادتها وإياهما اختار أئمة الفقهاء وقادتها، وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامه، ولا أحد من المتكلمين من أصحابنا يصدف عنها ويأباها".

    (المذهب الثاني)

    مذهب الخلف، ويسمى مذهب المؤولة (بتشديد الواو وكسرها )

    وهم فريقان:

    فريق يؤولها بصفات سمعية غير معلومة على التعيين ثابتة له تعالى زيادة على صفاته المعلومة لنا بالتعيين،

    وينسب هذا إلى أبي الحسن الأشعري، وفريق يؤولها بصفات أو بمعان نعلمها على التعيين، فيحمل اللفظ الذي استحال ظاهره من هذه المشتابهات على معنى يسوغ لغة، ويليق بالله عقلاً وشرعاً، وينسب هذا الرأي إلى ابن برهان وجماعة من المتأخرين.

    قال السيوطي: وكان إمام الحرمين يذهب إليه ثم رجع عنه، فقال في الرسالة النظامية: "الذي نرتضيه ديناً، وندين الله به عقداً: إتباع سلف الأمة؛ فإنهم درجوا على ترك التعرض لمعانيها".

    أما حجة أصحاب هذا المذهب فيما ذهبوا إليه: فهو أن المطلوب صرف اللفظ عن مقام الإهمال الذي يوجب الحيرة بسبب ترك اللفظ لا مفهوم له، ومادام في الإمكان حمل كلام الشارع على معنى سليم، فالنظر قاض بوجوبه، انتفاعاً بما ورد عن الحكيم العليم وتنزيهاً له عن أن يجرى مجرى العجوز العقيم.

    (المذهب الثالث)

    مذهب المتوسطين. وقد نقل السيوطي هذا المذهب فقال وتوسط ابن دقيق العيد فقال: "إذا كان التأويل قريباً من لسان العرب لم ينكر، أو بعيداً توقفنا عنه وآمنا بمعناه على الوجه الذي أريد به مع التنزيه، وما كان معناه من هذه الألفاظ ظاهراً مفهوماً من تخاطب العرب قلنا به من غير توقف، كما في قوله تعالى ( يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ)نحمله على حق الله وما يجب له"(4).


    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    متشابه الصفات Empty رد: متشابه الصفات

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الأحد 7 نوفمبر - 18:45:53

    تطبيق وتمثيل:

    ولنطبق هذه المذاهب على قوله سبحانه: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) فنقول:
    يتفق الجميع من سلف وخلف على أن ظاهر الاستواء على العرش، وهو الجلوس عليه مع التمكين والتحيز، مستحيل ؛ لان الأدلة القاطعة تنزه الله عن أن يشبه خلقه أو يحتاج إلى شيء منه، وسواء أكان مكاناً يحل فيه أم غيره. وكذلك يتفق السلف والخلف على أن هذا الظاهر غير مراد لله قطعاً؛ لأنه تعالى نفى عن نفسه المماثلة لخلقة، وأثبت لنفسه الغنى عنهم، فقال: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) وقال ( هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) فلو أراد هذا الظاهر لكان متناقضاً.

    ثم اختلف السلف والخلف بعد ما تقدم،

    فرأى السلفيون: أن يفوضوا تعيين معنى الاستواء إلى الله؛ إذْ هو أعلم بما نسبه إلى نفسه وأعلم بما يليق به،
    ولا دليل عندهم على هذا التعيين.

    ورأى الخلف : أن يؤولوا؛ لأنه يبعد كل البعد أن يخاطب الله عباده بما لا يفهمون، ومادام ميدان اللغة متسعاً للتأويل وجب التأويل.
    بيد أنهم افترقوا في هذا التأويل فرقتين؛

    فطائفة الأشاعرة: يؤولون من غير تعيين، ويقولون: إن المراد من الآية إثبات أنه تعالى متصف بصفة سمعية لا نعلمها على التعيين، تسمى صفة الاستواء.

    وطائفة المتأخرين يعينون فيقولون: إن المراد بالاستواء هنا هو الاستيلاء والقهر، من غير معناه ولا تكلف؛ لأن اللغة تتسع لهذا المعنى،

    فكذلك يكون معنى النص الكريم: الرحمن استوى على عرش العالم،وحكم العالم بقدرته، ودبره بمشيئته،

    وابن دقيق العيد يقول بهذا التأويل إن رآه قريباً، ويتوقف إن رآه بعيداً.

    وقل مثل ذلك في نحو

    {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ }
    {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي }
    {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ  }
    { وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ  }
    { يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ }
    { وَجَاء رَبُّكَ  }
    { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ}

    فالسلف يفوضون في معانيها تفويضاً مطلقاً بعد تنزيه الله عن ظواهرها المستحيلة.

    والأشاعرة يفسرونها بصفات سمعية زائدة على الصفات التي نعلمها، ولكنهم يفوضون الأمر في تعيين هذه الصفات إلى الله
    فهم مؤولون من وجه مفوضون من وجه

    والمتأخرون يفسرون الوجه بالذات، ولفظ {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } بتربية موسى ملحوظاً بعناية الله وجميل رعايته، ولفظ اليد بالقدرة، ولفظ اليمين بالقوة، والفوقية بالعلو المعنوي دون الحسي، والمجيء في قوله  وَجَاء رَبُّكَ بمجيء أمره، والعندية في قوله  وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ بالإحاطة والتمكن.
    أو بمثل ذلك في الجميع.

    إرشاد وتحذير(4)

    لقد أسرف بعض الناس في هذا العصر، فخاضوا في متشابه الصفات بغير حق، وأتوا في حديثهم عنها وتعليقهم عليها بما لم يأذن به الله، ولهم فيها كلمات غامضة تحتمل التشبيه والتنزيه، وتحتمل الكفر والإيمان، حتى باتت هذه الكلمات نفسها من المتشابهات،
    ومن المؤسف : أنهم يواجهون العامة وأشباههم بهذا.

    ومن المحزن :أنهم ينسبون ما يقولون إلى سلفنا الصالح، ويخيلون إلى الناس أنهم سلفيون،

    من ذلك قولهم: إن الله تعالى يشار إليه بالإشارة الحسية؟ وله من الجهات الست: جهة الفوق.

    ويقولون. إنه استوى على عرشه بذاته استواء حقيقياً؛ بمعنى أنه استقر فوقه استقراراً حقيقياً، غير أنهم يعودون فيقولون: ليس كاستقرارنا وليس على ما نعرف، وليس لهم مستند فيما نعلم إلا التشبث بالظاهر.
    ولقد تجلى لك مذهب السلف والخلف، فلا نطيل بإعادته .

    هذا.. وقد ذكر الإمام السيوطى ما وقف عليه من تأويل فى هذه الصفات على طريقة أهل السنة .. فقال (3) ذكر ما وقف عليه من تأويل الآية المذكورة على طريقة أهل السنة
    أولاً: صفة الاستواء، وحاصل ما رأيت فيها سبعة أجوبه:

    أحدها: حكى مقاتل والكلبي عن ابن عباس، أن "أستوى" بمعنى استقر، وهذا إن صح يحتاج إلى تأويل، فإن الاستقرار يشعر بالتجسيم.

    ثانيها: انّ "استوى" بمعنى "استولى"
    وردّ بوجهين:

    أحدهما: أن الله تعال مستولٍ على الكونين والجنة والنار وأهلهما،

    فأي فائدة في تخصيص العرش!.

    والآخر أن الاستيلاء، إنما يكون بعد قَهْر وغلبه،

    والله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك.

    خرج اللالكائي في السنة عن ابن الأعرابي، أنه سئل عن معنى "استوى" فقال: هو على عرشه كما أخبر، فقيل: يا أبا عبد الله معناه "استولى"؟ قال: اسكت، لا يقال: استوى على الشيء؛إلا إذا كان له مضاد، فإذا غلب أحدهما قيل: استولى.
    ثالثها: إنه بمعنى صعِد، قاله أبو عبيد؛ وردّ بأنه تعالى منزه عن الصعود أيضاً.

    رابعها: أن التقدير " الرحمن علا"، أي ارتفع من العلو، والعرش له استوى. حكاه إسماعيل الضرير في تفسيره.
    ورد بوجهين:

    أحدهما أنه جعل على فعلاً، وهي حرف هنا باتفاق، فلو كانت فعلاً لكتبت بالألف، كقوله  عَلا فِي الْأَرْضِ[ القصص : 4].
    والآخر أنه رفع "العرش"
    ولم يرفعه أحد من القرّاء.

    خامساً: أن الكلام تم عند قوله  الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ، ثم ابتدأ بقوله:  اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
    ورد بأنه يزيل الآية عن نظمها ومرادها.

    قلت: ولا يتأتى له في قوله:  ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .

    سادسها: أن معنى "استوى" أقبل على خلق العرش وعمد إلى خلقه، كقوله:  ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ [فصلت :11]، أي قصد وعمد إلى خلقها،
    قاله الفراء والأشعري وجماعة أهل المعاني. وقال إسماعيل الضرير: إنه الصواب.
    قلت: يبعده تعديته بعلى، ولو كان كما ذكروه لتعدى بإلي كما في قوله:  ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء[فصلت : 11].

    سابعها: قال ابن اللبان: الاستواء المنسوب إليه تعالى بمعنى اعتدل، أي قام بالعدل، كقوله تعالى: قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ [آل عمران : 18]. والعدل هو استواؤه، ويرجع معناه إلى أنه أعطى بعزته كل شيء خلقه موزوناً بحكمته البالغة.

    ثانياً : النفس .. في قوله تعالى:  تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ [المائدة:116].
    ووجه بأنه خرَّج على سبيل المشاكلة مراداً به الغيب؛ لأنه مستتر كالنفس.
    وقوله:  وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ [آل عمران : 29]. أي عقوبته وقيل: إياه.

    وقال السُّهَيلي: النفس عبارة عن حقيقة الوجود دون معنى زائد، وقد استعمل من لفظة النفاسة والشيء النفيس، فصلحت للتعبير عنه سبحانه وتعالى.

    وقال ابن اللبان: أوّلها العلماء بتأوليات؛ منها أن النفس عبر بها عن الذات، قال: وهذا وإن كان سائغاً في اللغة، ولكن تعدى الفعل إليها بفي المفيدة للظرفية محال عليه تعالى.
    وقد أوّلها بعضهم بالغيب، أي ولا أعلم ما في غيبك وسرك،
    قال: وهذا حسن لقوله آخر الآية  إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ [آل عمران : 29
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    متشابه الصفات Empty رد: متشابه الصفات

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الأحد 7 نوفمبر - 18:47:37

    ثالثاً: ذلك الوجه .. وهو مؤول بالذات

    وقال ابن اللبان في قوله:  يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الأنعام : 52]،  إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ [الإنسان:9]،  إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى [الليل : 20]، المراد إخلاص النية.

    وقال غيره في قوله:  فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ [البقرة : 115]، أي الجهة التي أمر بالتوجه إليها.

    رابعاً: العين .. وهي مؤوله بالبصر أو الإدراك.

    بل قال بعضهم: إنها حقيقة فى ذلك خلافاً لتوهم بعض الناس أنها مجاز، وإنما المجاز في تسمية العضو بها.

    وقال ابن اللبان: نسبة العين إليه تعالى اسم لآياته المبصرة، التي بها سبحانه ينظر للمؤمنين، وبها ينظرون إليه، قال تعالى:  فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً [ النمل: 13]: نسب البصر للآيات على سبيل المجاز تحقيقاً؛ لأنها المرادة بالعين المنسوبة إليه، وقال:  قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا [الأنعام : 104]، قال: فقوله:  وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [الطور:48]، أي بآياتنا تنظر بها إلينا، وننظر بها إليك، قال: ويؤيد أن المراد بالأعين هنا الآيات ..كونه علل بها الصبر لحكم ربه، صريحاً في قوله إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا * فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ [الإنسان:33]، أي بآياتنا، بدليل: وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا [هود:41]، وقال:  وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي[طه:29]، أي على حكم آيتى التي أوحيتها إلى أمّك  {أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ }... [القصص:7].

    وقال غيره: المراد في الآيات كلاءته تعالى حفظه.

    خامساً: اليد في قوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[ص :75]،  يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [الفتح:10]، { مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا}[ يس:71] ، { وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} [الحديد: 29]، وهي مؤوله بالقدرة.

    وقال السهيليّ: اليد في الأصل كالبصر عبارة عن صفة لموصوف، ولذلك مدح سبحانه وتعالى بالأيادي مقرونة مع الأبصار في قوله:  أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ [ص : 45]، ولم يمدحهم بالجوارح؛ لأن المدح إنما يتعلق بالصفات لا بالجواهر، قال: ولهذا قال الأشعري:إن اليد صفة ورد بها الشرع.
    والذي يلوح من معنى هذه الصفة أنها قريبة من معنى القدرة، إلا أنها أخصّ والقدرة أعمّ، كالمحبة مع الإرادة والمشيئة؛ فإن في اليد تشريفاً لازماً.

    وقال البغوي في قوله:  بِيَدَيَّ: في تحقيق الله التثنية في اليد .. دليل على أنها ليست بمعنى القدرة والقوة والنعمة، وإنما هما صفتان من صفات ذاته.
    وقال مجاهد: اليد ها هنا صلة وتأكيد، كقوله: { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن:22]، قال البغوي: وهذا تأويل غير قوي، لأنها لو كانت صلة لكان لإبليس أن يقول: إن كنت خلقته فقد خلقتني، وكذلك في القدرة والنعمة، لا يكون لآدم في الخلق مزية على إبليس.

    وقال ابن اللبان: فإن قلتَ: فما حقيقة اليدين في خلق آدم؟ قلت: الله أعلم بما أراد ولكن الذي استثمرته من تدبر كتابه، أن اليدين" استعارة لنور قدرته القائم بصفة فضلة، ولنورها القائم بصفة عدلة، ونبه على تخصيص آدم وتكريمه بأن جمع له في خلقه بين فضله وعدله ...
    قال: وصاحبه الفضل هي اليمين، التي ذكرها في قوله:  {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر:68] سبحانه وتعالى.

    سادساً: الساق .. في قوله: { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} [القلم:42]، ومعناه عن شدة وأمر عظيم، كما يقال: قامت الحرب على ساق.

    أخرج الحاكم في المستدرك من طريق عكرمة، عن ابن عباس، أنه سئل عن قوله:  يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ، قال: إذا خفى عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر؛ فإنه ديوان العرب،

    سابعاً: الجنب .. في قوله تعالى: { علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} [الزمر:56]، أي في طاعته وحقه؛ لأن التفريط إنما يقع في ذلك، ولا يقع في الجنب المعهود.

    ثامناً: صفة القرب .. في قوله: { فَإِنِّي قَرِيبٌ}[البقرة:186]،  {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ ق:16]، أي بالعلم.

    تاسعاً: صفة الفوقية .. في قوله:  وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ[الأنعام:18]، {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ}[النحل50]، والمراد بها العلّو من غير جهة، وقد قال فرعون:  وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ [الأعراف:127]، ولاشك أنه لم يرد العلو المكاني.

    عاشراً: صفة المجيء .. في قوله:  وَجَاء رَبُّكَ [الفجر:22]،{ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} [الأنعام:158] ، أي أمره؛ لأن الملك

    إ نما يأتي بأمره أو بتسليطه، كما قال تعالى:  وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ[الأنبياء:27]، فصار كما لو صرح به.
    وكذا قوله: { فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا }[المائدة:54]،أي اذهب بربك، أي بتوفيقه وقوته،

    حادى عشر: صفة الحب .. في قوله: { يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة:54]،  {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} [آل عمران:31]،.

    ثانى عشر:صفة الغضب .. في قوله:  {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [الفتح : 6]،.

    ثالث عشر: صفة الرضا .. في قوله: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} [المائدة:119]،

    رابع عشر:صفة العجب .. في قوله: {بَلْ عَجِبْتَ}[الصافات:12]، بضم التاء، وقوله  {وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ}[الرعد:5].

    خامس عشر: صفة الرحمة.. في آيات كثيرة.

    وقد قال العلماء: كل صفة يستحيل حقيقتها على الله تعالى تفسّر بلازمها، قال الإمام فخر الدين: جميع الأعراض النفسانية أعني الرحمة والفرح، والسرور والغضب، والحياء والمكر والاستهزاء ـ لها أوائل ولها غايات، مثاله الغضب فإن أوله غليان دم القلب، وغايته إرادة إيصال الضرر إلى المغضوب عليه، فلفظ الغضب في حق الله لا يحمل على أوله الذي هو غليان دم القلب، بل على غرضه الذي هو إرادة الإضرار؛وكذلك الحياء له أول وهو إنكسار يحصل في النفس، وله غرض وهو ترك الفعل، فلفظ الحياء في حق الله يحمل على ترك الفعل لا على انكسار النفس.

    وقال الحسين بن الفضل: العجب من الله إنكار الشيء وتعظيمه،

    وسئل الجنيد عن قوله: { وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} فقال: إن الله لا يعجب من شيء،

    ولكن الله وافق ارسوله، فقال:  وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ، أي هو كما تقول.

    ومن ذلك: لفظه "عند" في قوله تعالى: { عِنْدَ رَبِّكَ} [الأعراف:206]، {ومَنْ عِندَهُ} [المائدة:52]، ومعناها الإشارة إلى التمكين والزلفى والرفعة.

    ومن ذلك قوله:  {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [الحديد:4]، أي بعلمه، وقوله:  {وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ} [الأنعام:3]..

    قال البيهقي: الأصح أن معناه أنه المعبود في السموات وفي الأرض، مثله قوله:  {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف:84].

    وقال الأشعري: الظرف متعلق بـ "يعلم" : أي عالم بما في السموات والأرض.

    ذلك قوله
    { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَان} أي سنقصد لجزائكم

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 22 سبتمبر - 0:45:40