Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    عالمي رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الإثنين 13 ديسمبر - 22:30:47

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره



    ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا



    والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد



    وعلى آله وصحبه وسلم



    رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

    فما أجمل أن نتدارس سيرهم


    المحطة الأولى للرحلة



    أولا لابد أن نتعرف على لفظ صحابي أو معنى كلمة صحابي



    أن الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام



    ما واجبنا تجاه الصحابة



    الواجب علينا



    ** محبتهم

    ** واحترامهم

    ** والذود عن أعراضهم

    ** والسكوت عن ما جرى بينهم من القتال

    ** واتهام من سبهم بالنفاق

    أخواتى سآخذكم اليوم الى المحطة الثانية من الرحلة

    مع صحابي جليل قال عنه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )

    (( إن لكل أمة امينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ))

    وقال عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

    إن أدركني أجلي وأبوعبيدة حي استخلفته . .

    وقال أيضا : أتمنى لو أن هذا الدار مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح ..

    أنه أمين هذه الأمة

    أبو عبيدة عامر بن عبد الله الجرّاح

    هو أبوعبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح الفهري

    يلتقي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحد أجداده ( فهر بن مالك )

    وأمة من بنات عم أبيه ... أسلمت وقتل أبوه كافرا يوم بدر ..

    كان - رضي الله عنه - طويل القامة ، نحيف الجسم ، خفيف اللحية ..

    أسلم على يد أبي بكر الصديق في الأيام الأولى للاسلام وهاجر الى الحبشة في الهجرة الثانية

    ثم عاد ليشهد مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - المشاهد كلها ...

    غـــزوة بـــــدر

    في غزوة بدر جعل أبو ( أبو عبيدة ) يتصدّى لأبي عبيدة ، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه فلمّا

    أكثر قصدَه فقتله ، فأنزل الله هذه الآية ..

    قال تعالى :

    "( لا تجدُ قوماً يؤمنون بالله واليومِ الآخر يُوادُّون مَنْ حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءَ هُم أو أبناءَ هم أو إخوانهم أو

    عشيرتهم أولئك كتبَ في قلوبهم الأيمان )" ...

    غـــزوة أحـــد

    يقول أبوبكر الصديق - رضي الله عنه - :

    ( لما كان يوم أحد ، ورمي الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى دخلت في وجنته حلقتان من المغفر ، أقبلت أسعى الى

    رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا ، فقلت : اللهم اجعله طاعة ، حتى اذا

    توافينا الى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اذا هو أبوعبيدة بن الجراح قد سبقني ، فقال ( أسألك بالله يا أبا بكر أن

    تتركني فأنزعها من وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) فتركته ، فأخذ أبوعبيدة بثنيته احدى حلقتي المغفر فنزعها

    وسقط على الأرض وسقطت ثنيته معه ، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى فسقطت ، فكان أبوعبيدة في الناس أثرم )

    غـــزوة الخبـــط

    أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم – أبا عبيدة بن الجراحأميرا على ثلاثمائة وبضعة عشرة مقاتلا ، وليس معهم من

    الزاد سوى جراب تمر والسفر بعيد ، فاستقبل أبوعبيدة واجبه بغبطة وتفاني ، وراح يقطع الأرض مع جنوده وزاد كل

    واحد منهم حفنة تمر ، وعندما قل التمر أصبح زادهم تمرة واحدة في اليوم ، وعندما فرغ التمر راحوا يتصيدون ( الخبط )
    أي ورق الشجرفيسحقونه ويسفونه ويشربون عليه الماء ، غير مبالين الا بانجاز المهمة لهذا سميت هذه الغزوة بغزوة

    الخبط ..

    معركـــة اليـرمـــوك

    في أثناء قيادة خالد - رضي الله عنه - معركة اليرموك التي هزمت فيها الامبراطورية الرومانية توفي أبوبكر الصديق -

    رضي الله عنه - وتولى الخلافة بعده عمر - رضي الله عنه - ، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبي عبيدة بن الجراح

    أمين هذه الأمة وعزل خالد وصل الخطاب الى أبى عبيدة فأخفاه حتى انتهت المعركة ، ثم أخبر خالدا بالأمرفسأله خالد :

    ( يرحمك الله أباعبيدة ، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب ؟) ...

    فأجاب أبوعبيدة :

    ( اني كرهت أن أكسر عليك حربك ، وما سلطان الدنيا نريد ، ولا للدنيا نعمل ، كلنا في الله أخوة )

    وأصبح أبوعبيدة أمير الأمراء بالشام ..


    مكانته ... أمين الأمة


    قدم أهل نجران على النبي - صلى الله عليه وسلم - وطلبوا منه ان يرسل اليهم واحدا ... فقال عليه الصلاة والسلام :

    ( لأبعثن - يعني عليكم - أمينا حق امين )

    فتشوق أصحابه رضوان الله عليهم يريدون أن يبعثوا لا لأنهم يحبون الامارة أو يطمعون فيها ...

    ولكن لينطبق عليهم وصف النبي - صلى الله عليه و سلم - " أمينا حق امين "

    وكان عمر نفسه - رضي الله عليه - من الذين حرصوا على الامارة لهذا آنذاك ..

    بل صار - كما قال يتراءى - أي يري نفسه للنبي صلى الله عليه وسلم حرصا منه رضي الله عنه أن يكون أمينا حق أمين ...

    ولكن النبي صلى الله عليه وسلم - تجاوز جميع الصحابة وقال :

    ( قم يا أباعبيدة )

    كما كان لأبي عبيدة مكانة عالية عند عمر فقد قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يجود بأنفاسه لو كان

    أبوعبيدة بن الجراح حيا لا ستخلفته فان سألني ربي عنه ، قلت : استخلفت أمين الله ، وأمين رسوله )

    تــواضعـــه

    ترامى الى سمعه أحاديث الناس في الشام عنه ، وانبهارهم بأمير الأمراءفجمعهم وخطب فيهم قائلا :

    ( يا أيها الناس ، اني مسلم من قريش ، وما منكم من أحد أحمر ولا أسوديفضلني بتقوى الا وددت أني في اهابه !! )

    وعندما زار أمير المؤمنين عمر الشام سأل عن أخيه ، فقالوا له :

    ( من ؟ ) ... قال : ( أبوعبيدة بن الجراح ) ...

    وأتى أبوعبيدةوعانقه أمير المؤمنين ثم صحبه الى داره ، فلم يجد فيها من الأثاث شيئاالا سيفه وترسه ورحله ، فسأله

    عمر وهو يبتسم : ( ألا اتخذت لنفسك مثلما يصنع الناس ؟ )

    فأجاب أبوعبيدة : ( يا أمير المؤمنين ، هذا يبلغني المقيل ) ...
    طاعــون عمـــواس

    حل الطاعون بعمواس وسمي فيما بعد " طاعون عمواس " وكان أبو عبيدة أمير الجند هناك ... فخشي عليه عمر من

    الطاعون فكتب اليه يريد أن يخلصه منه قائلا :

    ( اذا وصلك خطابي في المساء فقد عزمت عليك ألا تصبح الا متوجها الي .. واذا وصلك في الصباح ألا تمسي الا

    متوجها الي ... فان لي حاجة اليك )

    وفهم أبوعبيدة المؤمن الذكي قصد عمر وانه يريد أن ينقذه من الطاعون ...

    فكتب الى عمر متأدبا معتذرا عن عدم الحضور اليه وقال :

    ( لقد وصلني خطابك يا أمير المؤمنين وعرفت قصدك وانما أنا في جند من المسلمين يصيبني ما أصابهم ... فحللني من

    عزمتك يا أمير المؤمنين )

    ولما وصل الخطاب الى عمر بكى ... فسأله من حوله :

    ( هل مات أبوعبيدة ؟ ) ... فقال : ( كأن قد ) ... والمعنى أنه اذا لم يكن قد مات بعد والا فهو صائر الى الموت لا

    محالة ... اذ لا خلاص منه مع الطاعون ...

    كان أبو عبيـدة - رضي الله عنه - في ستة وثلاثيـن ألفاً من الجُند ،فلم يبق إلاّ ستـة آلاف رجـل والآخرون ماتوا ...

    مات أبوعبيـدة - رضي الله عنه - سنة ( 18) ثماني عشرة للهجرة في طاعون عمواس ...

    وقبره في غور الأردن ... رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى ...

    هنا نصل الى نهاية محطتنا الثانية وانتظروا المحطة الثالثة إن كان في العمر بقية
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    عالمي رد: رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الإثنين 13 ديسمبر - 22:32:37

    المحطة الثالثة من الرحلة مع صحابي جليل هو :


    (( أبو هريرة الدوسي اليماني ))

    صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحافظ الصحابة ؛؛

    اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا ، فقيل : اسمه عبد الرحمن بن صخر ، وقيل : عبد الرحمن بن غنم ، وقيل : عبد الله بن عائذ ، وقيل : عبد الله بن عامر ، وقيل غير ذلك ..

    قال النووي في مواضع من كتبه : اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر على الأصح من ثلاثين قولاً ، وقال القطب الحلبي: اجتمع في اسمه واسم أبيه أربعة وأربعون قولا مذكورة في الكنى للحاكم وفي الاستيعاب وفي تاريخ ابن عساكر

    قال ابن حجر : وجه تكثره أنه يجتمع في اسمه خاصة عشرة أقوال مثلا ، وفي اسم أبيه نحوها ، ثم تركبت ولكن لا يوجد جميع ذلك منقولا ، فمجموع ما قيل في اسمه وحده نحو من عشرين قولا ..

    ويقال : كان اسمه في الجاهلية عبد شمس ، وكنيته أبو الأسود فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وكناه أباهريرة ، وأخرج الترمذي بسند حسن عن عبيد الله بن أبي رافع قال : قلت لأبي هريرة : لم كنيت بأبي هريرة ؟ قال : كنت أرعى غنم أهلي وكانت لي هرة صغيرة فكنت أضعها بالليل في شجرة ، وإذا كان النهار ذهبت بها معي فلعبت بها فكنوني أبا هريرة انتهى ..

    وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم
    قال له : " يا أبا هر " ، وذكر الطبراني أن اسم أمه ميمونة بنت صبيح ..

    قال ابن أبي داود : كنت أجمع سند أبي هريرة فرأيته في النوم وأنا بأصبهان ، فقال لي : أنا أول صاحب حدثت في الدنيا وقدأجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثاً .. وذكر أبو محمد بن حزم : أن مسند بقي بن مخلد احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلاثمائة حديث وكسر ..

    روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن : أبي بن كعب وأسامة بن زيد بن حارثة وبصرة بن أبي بصرة الغفاري وعمر بن الخطاب والفضل بن العباس وكعب الأحبار وأبي بكر الصديق وابنته عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

    روىعنه : ابنه المحرر وابن عباس وابن عمروأنس وواثلة وجابر ومروان بن الحكم وقبيصة بن ذويب وسعيد بن المسيب وسلمان الأغر وقيس بن أبي حازم ومالك بن أبي عامر الأصبحي والحسن البصري ومحمد بن سيرين وآخرون

    قال البخاري : روى عنه نحو من ثمانمائة رجل أو أكثر من أهل العلم من الصحابة والتابعين وغيرهم ..

    قال عمرو بن علي : كان مقدمه وإسلامه عام خيبر ، وكانت خيبر في المحرم سنة سبع .. وقال الأعرج عن أبي هريرة : إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله الموعد إني كنت امرءا مسكينا أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملأ بطني ، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق ، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم فحضرت من النبي صلى الله عليه وسلم مجلسا فقال : " من يبسط رداءه حتى أقضى مقالتي ، ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئا سمعه مني " ،فبسطت بردة عليّ حتى قضى حديثه ، ثم قبضتها إليّ ، فوالذي نفسي بيده ما نسيت منه شيئا بعد .. رواه البخاري ومسلم ، وهو من علامات النبوة فإن أباهريرة كان أحفظ من كل من يروي الحديث في عصره ، ولم يأت عن أحد من الصحابة كلهم ما جاء عنه

    ومن فضائله ما رواه النسائي في السنن أن رجلا جاء إلي زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال له : زيد عليك أبا هريرة فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ذات يوم ندعو الله تعالى ونذكره إذ خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلينا فسكتنا فقال : عودوا للذي كنتم فيه قال زيد : فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة ، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمن على دعائنا ، ثم دعا أبو هريرة فقال : اللهم إني أسألك ما سألك صاحبي ، وأسألك علما لا ينسى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آمين " فقلنا : يا رسول الله ، ونحن نسأل الله تعالى علما لا ينسى فقال : سبقكم بها الغلام الدوسي ، وقال طلحة بن عبيد الله أحد العشرة : ولا شك أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع .. وقال ابن عمر : أبو هريرة خير مني وأعلم


    وقال الربيع قال الشافعي : أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره .. وفي صحيح البخاري من طريق وهب بن منبه عن أخيه همام عن أبي هريرة قال : لم يكن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا مني إلا عبد الله بن عمر ، فإنه كان يكتب ولا أكتب .. وقال الحاكم أبو أحمد : كان من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وألزمهم له صحبة على شبع بطنه ، فكانت يده مع يده يدور معه حيث دار إلى أن مات ، ولذلك كثر حديثه .. وقد أخرج البخاري في الصحيح من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قلت : يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال : " لقد ظننت ألايسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث

    وقال أبو نعيم : كان أحفظ الصحابة لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودعا له بأن يحببه إلى المؤمنين ، وكان إسلامه بين الحديبية وخيبر قدم المدينة مهاجراً وسكن الصفة ..

    وأخرج ابن أبي الدنيا في المحتضرين بسند صحيح عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : دخلت على أبي هريرة وهو شديد الوجع فاحتضنته ، فقلت : اللهم اشف أبا هريرة ، فقال : اللهم لا ترجعها قالها مرتين ، ثم قال : إن استطعت أن تموت فمت ، والله الذي نفس أبي هريرة بيده ليأتين على الناس زمان يمر الرجل على قبر أخيه فيتمنى أنه صاحبه .. قال ابن حجر : وقد جاء هذا الحديث مرفوعا عن أبي هريرة عن عمير بن هانئ قال : كان أبو هريرة يقول : تشبثوا بصدغي معاوية اللهم لا تدركني سنة ستين .. وأخرج أحمد والنسائي بسند صحيح عن عبد الرحمن بن مهران عن أبي هريرة أنه قال حين حضره الموت : لا تضربوا على فسطاطا ولا تتبعوني بمجمرة وأسرعوا بي

    وقال ابن عيينة عن هشام بن عروة : مات أبوهريرة وعائشة سنة سبع وخمسين ، وفيها أرخه خليفة وعمرو بن علي وأبو بكر وجماعة .. وقال ضمرة بن ربيعة والهيثم بن عدي وأبو معشر : مات سنة ثمان .. وقال الواقدي وأبو عبيد وغيرهما : مات سنة تسع .

    هنا نصل الى نهاية محطتنا الثالثة وانتظروا المحطة الرابعة إن كان في العمر بقية
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    عالمي رد: رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الإثنين 13 ديسمبر - 22:38:01

    المحطة الرابعة من الرحلة مع صحابي جليل هو


    أبو بكر الصديق

    إسلامــــــــــــــــــــــــــــــــــه



    لقي أبو بكر - رضي الله عنه - رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فقال :

    أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا ، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءَنا ؟! ) ... فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : إني رسول الله يا أبا بكر ، ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته ، وأدعوك الى الله بالحق ، فوالله إنه للحق أدعوك الى الله يا أبا بكر ، وحده لا شريك له ، ولا نعبد غيره ، و الموالاة على طاعته أهل طاعته ) .

    وقرأ عليه القرآن فلم ينكر ، فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد ، و أقرّ بحقّ الإسلام

    ورجع أبو بكر وهو مؤمن مُصَدّق ...

    يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه ).


    أول خطيــــــــــــــــــــــــــــب

    ]عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً ، ألح أبو بكر على الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الظهور فقال الرسول : يا أبا بكر إنّا قليل )..

    فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد ، وكل رجل معه ، وقام أبو بكر خطيباً و رسول الله جالس ، وكان أول خطيب دعا الى الله عزّ وجل والى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -...


    وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين ، فضربوهم ضربا شديدا ، ووُطىءَ أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ، وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه ، وجاء بنو تيم تتعادى ، فأجلوا المشركين عن أبي بكر ، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون في موته ، ورجعوا بيوتهم و قالوا .. والله لئن مات أبو بكـر لنقتلـن عُتبة ).


    ورجعوا الى أبي بكر وأخذوا يكلمونـه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال : ما فعـل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ )... فنالوه بألسنتهم وقاموا ...


    أم الخيــــــــــــــــــــــــــر

    ولمّا خلت أم الخير ( والـدة أبي بكر ) به جعـل يقول : ما فعل رسول الله - صلـى اللـه عليه وسلم-؟ ) .. قالت : والله ما لي علم بصاحبك )... قال : فاذهبي الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه )... فخرجت حتى جاءت أم جميل ، فقالت : إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله ؟)... قالت : ما أعرف أبا بكر و لا محمد بن عبد الله وإن تحبي أن أمضي معك الى ابنك فعلت ؟)... قالت : نعم )... فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا ، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت : إنّ قوما نالوا منك هذا لأهل فسق ؟! وإنّي لأرجو أن ينتقـم اللـه لك )...

    قال : فما فعل رسول الله - صلى الله عليه
    وسلم - ؟)... قالت : هذه أمك تسمع ؟)...قال : فلا عين عليك منها )... قالت
    : سالم صالح )... قال : فأين هو ؟)... قالت : في دار الأرقم )... قال :
    فإن لله عليّ ألِيّة ألا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - )... فأمهَلَتا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس خرجتا به يتكىء عليهما حتى دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانكب عليه يقبله وانكبّ عليه المسلمون ورقّ رسول الله فقال أبو بكر : بأبي أنت وأمي ليس بي إلاّ ما نال الفاسق من وجهي ، وهذه أمي بَرّة بوالديها ، وأنت مبارك فادعها الى الله ، وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار )... فدعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم دعاها الى الله عزّ وجل ، فأسلمت فأقاموا مع رسول الله في الدار شهراً ، وكان حمزة يوم ضُرِب أبو بكر قد أسلم .

    جهـــاده بمالــــــــــــــــــــه

    انفق أبوبكر معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم

    من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش ، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة و أم عبيس ...

    فنزل فيه قوله تعالى :"( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى "

    منــــــزلته من الرســــــول


    كان - رضي الله عنه - من أقرب الناس الى قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه :

    ان من أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله أبوبكر ، و لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الاسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر)


    كما أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأن أبا بكر أرحم الأمة للأمة ، وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - : أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي )... وأنه صاحبه على الحوض فقد قال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - : أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار )...

    كما أن أبو بكر الصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيـم الإفتخـار بقرابته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومصاهرته له وفي ذلك يقول : والذي نفسي بيـده لقرابة رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - أحبُّ إليّ من أن أصل قرابتي .


    الإسراء والمعراج


    حينما أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة الى بيت المقدس ذهب الناس الى أبي بكر فقالوا له : هل لك يا أبا بكر في صاحبك ، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع الى مكة !)... فقال لهم أبو بكر : إنكم تكذبون عليه )... فقالوا : بلى ، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس ) فقال أبو بكر : والله لئن كان قاله لقد صدق ، فما يعجّبكم من ذلك ! فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء الى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه ! فهذا أبعد مما تعجبون منه ) ...


    ثم أقبل حتى انتهى الى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا نبي الله ، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟)... قال : نعم )... قال : يا نبي الله فاصفه لي ، فإني قد جئته )... فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فرفع لي حتى نظرت إليه )... فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر : صدقت ، أشهد أنك رسول الله )... حتى إذا انتهى قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر : وأنت يا أبا بكر الصديق )... فيومئذ سماه الصديق ...






    الصحبـــــــــــــــــــــــــه

    لقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أثناء الهجرة الى المدينةالمنورة

    فقال تعالى :"( ثاني اثنين اذ هما في الغار ، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا )"


    كان أبو بكر رجلا ذا مال ، فاستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الهجرة


    فقال له الرسول : لا تعْجل لعل الله يجعل لك صاحباً )... فطمع بأن يكون رسول الله - صلى الله عليه
    وسلم - إنما يعني نفسه حين قال له ذلك ، فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره
    يعلفهما إعدادا لذلك ، وفي يوم الهجرة ، أتى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بيت أبي بكر بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها ، فلما رآه أبو بكر قال : ما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الساعة إلا لأمر حدث )...


    فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره ، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس عند أبي بكر إلا أسماء وعائشة ، فقال الرسول : أخرج عني من عندك )... فقال أبو بكر : يا رسول الله ، إنما هما ابنتاي ، وما ذاك ؟ فداك أبي وأمي !)


    فقال : إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة )...

    فقال أبو بكر : الصُّحبة يا رسول الله ؟)... قال : الصُّحبة )... تقول السيدة عائشة : فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ )... ثم قال أبو بكر : يا نبيّ الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا )... فاستأجرا عبد الله بن أرْقَط ، وكان مشركاً يدلهما على الطريق ، فدفعا إليه راحلتيهما ، فكانت عنده يرعاهما لميعادهما ...





    أبــــــــواب الجنـــــــــــة

    عن أبا هريرة ‏قال :‏ ‏سمعت رسول الله ‏- صلى الله عليه وسلم - ‏‏يقول :‏ ‏من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب‏ ‏- يعني الجنة - يا عبد الله هذا
    خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد ،
    دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان
    من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان )... فقال أبو بكر ‏: ‏ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة )... وقال : هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله )... قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا ‏‏أبا بكر )...






    مناقبـــــه وكراماتـــــه

    مناقب أبو بكر - رضي الله عنه - كثيرة ومتعددة فمن مناقبه السبق الى أنواع الخيرات والعبادات حتى قال عمر بن الخطاب : ما سبقت أبا بكر الى خير إلاّ سبقني )... وكان أبو بكر الصديق يفهم إشارات الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي تخفى على غيره كحديث : أن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ما عنده ) ، ففهم أنه عليه الصلاة والسلام ينعي نفسه ، ومن ذلك أيضا فتواه في حضرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإقراره على ذلك ...

    وهو أول خليفة في الإسلام ، وأول من جمع المصحـف الشريـف ، وأول من أقام للناس حجّهـم في حياة رسـول اللـه - صلى اللـه عليـه
    وسلم - وبعده ... وكان في الجاهلية قد حرم على نفسه شرب الخمر ، وفي
    الإسلام امتنع عن قول الشعر ... كما أنه - رضي الله عنه - لم يفته أي مشهد مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -... وقد قال له الرسول - صلى اللـه عليه وسلم - : أنت عتيق الله من النار ) ، فسمّي عتيقاً ...



    وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال : كيف تفضِّلوني عليه ، وإنما أنا حسنة من حسناته !!)...



    عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : ‏كنت جالسا عند النبي ‏-‏ صلى الله عليه وسلم - ‏‏إذ أقبل ‏‏أبو بكر‏ ‏آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ، فقال النبي ‏-‏ صلى الله عليه وسلم -: ‏‏أما صاحبكم فقد ‏‏غامر ‏‏)... فسلم وقال : إني كان بيني وبين ‏‏ابن الخطاب ‏ ‏شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي ، فأبى علي فأقبلت إليك )... فقال : يغفر الله لك يا ‏أبا بكر ‏)... ‏ثلاثا ، ثم إن ‏عمر ‏ندم ، فأتى منزل ‏أبي بكر ‏، ‏فسأل : أثم ‏أبو بكر ‏)... فقالوا : لا )... فأتى إلى النبي ‏-‏ صلى الله عليه وسلم - ‏‏فسلم ، فجعل وجه النبي‏ -‏ صلى الله عليه وسلم - ‏‏يتمعر ، حتى أشفق ‏‏أبو بكر ،‏ ‏فجثا ‏‏على ركبتيه فقال : يا رسول الله ، والله أنا كنت أظلم مرتين )... فقال النبي ‏- ‏صلى الله عليه وسلم -: ‏إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال ‏ أبو بكر‏ ‏صدق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي )... مرتين فما أوذي بعدها ...






    خلافــــــــــــــــــــــــته

    وفي أثناء مرض الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يصلي بالمسلمين ، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وكان زاهدا فيها ولم يسع اليها ، اذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فوجده يبكي ، فساله عن ذلك فقال له : يا عمر لا حاجة لي في امارتكم !!)... فرد عليه عمر : أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك) ...





    جيـــــش اسـامـــــــــــه

    وجَّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد في سبعمائة الى الشام ، فلمّا نزل بـذي خُشُـب - واد على مسيرة ليلة من المدينة - قُبِض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وارتدّت العرب حول المدينة ، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا : يا أبا بكر
    رُدَّ هؤلاء ، تُوجِّه هؤلاء الى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة
    ؟!)... فقال : والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللت عقدَهُ رسول الله
    )... فوجّه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا : لولا أن
    لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم )...
    فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام ...






    حــــــروب الـــــــــــــرده

    عد وفـاة الرسـول - صلى الله عليه وسلم - ارتدت العرب ومنعت الزكاة ، واختلـف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيـد ، قال عمر بن الخطاب : كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا منّي دماءَهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله ؟!)... فقال أبو بكر : الزكاة حقُّ المال )... وقال : والله لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة ، والله لو منعوني عَنَاقاً كانوا يُؤدّونها الى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم على منعها )... ونصب أبو بكر الصديق وجهه وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع الكل الى رأيه ، ولم يمت حتى استقام الدين ، وانتهى أمر المرتدين ...





    جيــوش العــــراق والشــــام

    ولمّا فرغ أبو بكر - رضي الله عنه
    - من قتال المرتدين بعث أبا عبيدة الى الشام و خالد بن الوليد الى العراق
    ، وكان لا يعتمد في حروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب ، فلم يدخل
    في الفتوح إلا من كان ثابتا على الإسلام ...






    استخــــلاف عمـــــــــــــــر

    مّا أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بن الخطاب بعث إليه وقال : إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه ،فاتق الله يا عمر بطاعته
    ، وأطعه بتقواه ، فإن المتقي آمن محفوظ ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه
    إلا من عمل به ، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل ، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر
    يوشك أن تنقطع أمنيتُهُ ، وأن يحبط عمله ، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن
    استطعت أن تخفّ يدك من دمائهم ، وأن تصم بطنك من أموالهم ، وأن يخف لسانك
    عن أعراضهم ، فافعل ولا حول ولا قوة إلا بالله )...





    وفـــــــــــــــــــــــــــاته


    ولد أبو بكر في مكة عام ( 51 قبل الهجرة ) ومات بالمدينة بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بسنتين وثلاثة أشهر وبضع ليال سنة ( 13 هـ )... ولمّا كان اليوم الذي قُبض فيه أبو بكر رجّت المدينة بالبكاء ، ودهش الناس كيوم قُبض الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وجاء علي بن أبي طالب باكيا مسرعا وهو يقول : اليوم انقطعت خلافة النبوة )... حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر مسجّىً فقال : رحمك الله يا أبا بكر ، كنت أول القوم إسلاما ، وأكملهم إيمانا ، وأخوفهم لله ، وأشدهم يقينا ، وأعظمهم عناءً ، وأحوطهم على رسول الله - صلى الله عليه
    وسلم - ، وأحدبهم على الإسلام ، وآمنهم على أصحابه ، وأحسنهم صُحْبة ،
    وأفضلهم مناقب ، وأكثرهم سوابق ، وأرفعهم درجة ، وأشبههم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - به هدياً وخُلُقاً وسمتاً وفعلاً ...


    هنا نصل الى نهاية محطتنا الرابعة وانتظروا المحطة الخامسة إن كان في العمر بقية
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    عالمي رد: رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الإثنين 13 ديسمبر - 22:44:33

    عَدْلـه رضي الله عنه
    كان عمر رضي الله عنه الإمام العادل ، شهِد بذلك القاصي والدّاني ، حتى كان يُحسِب عمّاله لئلا يُظلَم أحد من رعيته .
    فقد كان عمر رضي الله عنه يُحاسب عماله في الموسم .
    وفي الصحيحين خبر محاسبته رضي الله عنه لسعد بن أبي وقاص – وكان على الكوفة –
    وحاسَب سعيد بن زيد رضي الله عنه وغيره .


    وبَلَغ من عَدْلِه أن أقام الحدّ على أقاربه ، فقد أقام الحدّ على قدامة
    بن مظعون وقد شرب الخمر مُتأوِّلاً ، وقدامة هذا هو خال حفصة وعبد الله بن
    عمر رضي الله عنهم .


    وبَلغ عدله أن قضى بالحق لصاحبه وإن كان يهوديا .

    روى الإمام مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب
    اختصم إليه مسلم ويهودي ، فرأى عمر أن الحق لليهودي فقضى له ، فقال له
    اليهودي : والله لقد قضيت بالحق .

    وفي أخبار حصار بيت المقدس :

    أنه " حين أعياهم صاحب إيليا وتحصّن منهم بالبلد وكثر جيشه فكتب الأرطبون
    إلى عمرو بأنك صديقي ونظيري ، أنت في قومك مثلي في قومي ، والله لا تفتح
    من فلسطين شيئا بعد أجنادين فارجع ولا تغرّ فتلقى مثل ما لقي الذي قبلك من
    الهزيمة ، فدعا عمرو رجلا يتكلم بالرومية فبعثه إلى أرطبون ، وقال : اسمع
    ما يقول لك ، ثم ارجع فاخبرني ، وكتب إليه معه : جاءني كتابك وأنت نظيري
    ومثلي في قومك لو أخطاتك خصلة تجاهلت فضيلتي ، وقد علمت أني صاحب فتح هذه
    البلاد ، واقرأ كتابي هذا بمحضر من أصحابك ووزرائك ، فلما وصله الكتاب جمع
    وزراءه وقرأ عليهم الكتاب ، فقالوا للأرطبون : من أين علمت أنه ليس بصاحب
    فتح هذه البلاد ؟ فقال : صاحبها رجل اسمه على ثلاثة أحرف ، فرجع الرسول
    إلى عمرو فاخبره بما قال ، فكتب عمرو إلى عُمر يستمده ويقول له إني أُعالج
    حربا كؤدا صدوما ، وبلادا ادُّخِرت لك ، فرأيك . فلما وصل الكتاب إلى عمر
    عَلِمَ أن عمراً لم يقل ذلك إلا لأمر عَلِمَه ، فَعَزَم عُمر على الدخول
    إلى الشام لفتح بيت المقدس " [ البداية والنهاية ] .


    لما
    فرغ أبو عبيدة من دمشق كتب إلى أهل إيليا يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام أو
    يَبْذُلون الجزية أو يُؤذنون بِحَرْب ، فأبَوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم
    إليه ، فركب إليهم في جنوده واستخلف على دمشق سعيد بن زيد ، ثم حاصر بيت
    المقدس وضيّق عليهم حتى أجابوا إلى الصلح بشرط أن يقدم إليهم أمير
    المؤمنين عمر بن الخطاب ، فكتب إليه أبو عبيدة بذلك ، فاستشار عمر الناس
    في ذلك فأشار عثمان بن عفان بأن لا يركب إليهم ليكون أحقر لهم وأرغم
    لأنوفهم ، وأشار علي بن أبي طالب بالمسير إليهم ليكون أخفّ وطأة على
    المسلمين في حصارهم بينهم ، فهوى ما قال علي ، ولم يَهوَ ما قال عثمان ،
    وسار بالجيوش نحوهم ، واستخلف على المدينة علي بن أبي طالب وسار العباس بن
    عبد المطلب على مقدمته ، فلما وصل إلى الشام تلقاه أبو عبيدة ورؤوس
    الأمراء كخالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان ، فترجّل أبو عبيدة وترجّل
    عمر ، فأشار أبو عبيدة ليُقَبِّل يَدَ عُمر ، فهمّ عمر بتقبيل رجل أبي
    عبيدة فكفّ أبو عبيدة فكفّ عمر ، ثم سار حتى صالح نصارى بيت المقدس ،
    واشترط عليهم إجلاء الروم إلى ثلاث ، ثم دخلها .



    فأنت ترى أن عمر رضي الله عنه استشار علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأخذ
    برأيه ، ثم استخلفه على المدينة حينما خَرَج إلى بيت المقدس .

    فلو كان عليّ رضي الله عنه يَرى أنه أحق بالخلافة أو أنه لم يُبايِع هل كان يُشير بمثل هذا ، أو يتولّى أمراً كهذا ؟!
    كيف يرضى أن يَخلِف من ليس بخليفة ؟!

    وهذا يُشير إلى المودّة التي كانت بين عمر وبين عليّ رضي الله عنهما .

    أخرج ابن أبي شيبة من طريق أبي السفر قال : رُئي على عليّ بُرد كان يكثر
    لبسه . قال فقيل له : إنك لتكثر لبس هذا البرد . فقال : إنه كسانيه خليلي
    وصفيي وصديقي وخاصّي عمر . إن عمر ناصح الله فنصحه الله ، ثم بكى .

    وأقطَع عمرُ علياً ينبع .
    وروى جعفر بن محمد ( الصادق ) عن أبيه أن عُمر جَعَل للحسين مثل عطاء عليّ ، خمسة آلاف

    وحينما دخل عمر رضي الله عنه بيت المقدس ، وسلّموا له مفاتيحه صلّى في بيت المقدس حيث صلى رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah .

    روى الإمام أحمد من طريق أبي سلمة قال : حدثني أبو سنان عن عبيد بن آدم
    قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لكعب : أين ترى أن أصلي ؟
    فقال إن أخذت عني صَلّيتَ خلف الصخرة ، فكانت القدس كلها بين يديك . فقال
    عمر رضي الله عنه : ضاهيتَ اليهودية ، لا ، ولكن أُصَلِّي حيث صلى رسول
    الله
    رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah ، فتقدم إلى القبلة فصلى ، ثم جاء فبسط رداءه فكنس الكناسة في ردائه ، وكنس الناس .

    وشَهِدَ رسولُ كِسرى بِعدل عمر حينما قال مقولته المشهورة : عدلت فأمنت فنِمت .
    قال حافظ إبراهيم :
    قد راع صاحب كسرى أن رأى عُمراً *** بين الرّعية عُطـلاً وهو راعيهـا
    وعهـده بِملـوك الفُـرس أن لـها *** سُوراً من الجند والأحراس يَحميها
    رآه مُستغرقـاً في نـومـه فـرأى *** فـيه الجلالـة في أسْـمى معانيها
    فوق الثرى تحت ظلّ الدّوح مُشتمِلاً *** بِبُردة كـاد طـول العهد يُبليهـا
    فَـهـان في عينـه مـا كـان يُكبِره *** من الأكاسِـر والدنيا بأيـديهـا
    وقال قولَـة حـقّ أصبحت مَـثلاً *** وأصبح الجيل بعـد الجيل يَرويهـا
    أمِنتَ لِمّـا أقمـتَ العـدل بينهم *** فَنمتَ نـوم قـرير العين هانيهـا

    وشهِدت فارس والروم بِفضل عمر رضي الله عنه .
    كيف ؟
    هذه شهادة رسول كسرى .

    وأما الروم النصارى فإنهم شهدوا بِفضل عُمر ، وأثبتوا خلافته بناء على
    صِفته في كُتبهم ، فإنهم يَجدون في كُتُبهم صفة الذي يفتح بيت المقدس .

    ولذلك رفضوا تسليم مفاتيح بيت المقدس إلا للذي يَجدون صفته في كُتُبهم .

    ذكر ابن جرير في التاريخ فتح بيت المقدس ، فقال :

    لما قدم عمر رحمه الله الجابية قال له رجل من يهود : يا أمير المؤمنين لا
    تَرجِع إلى بلادك حتى يفتح الله عليك إيلياء . فبينا عمر بن الخطاب بها إذ
    نظر إلى كردوس من خيل مقبل فلما دنوا منه سلّموا السيوف ، فقال عمر :
    هؤلاء قوم يستأمنون فأمّنُوهم ، فأقبلوا فإذا هم أهل إيلياء فصالحوه على
    الجزية وفتحوها له ، فلما فتحت عليه دعا ذلك اليهودي فقيل له إن عنده
    لَعِلْماً ، قال : فسأله عن الدجال ، وكان كثير المسألة عنه ، فقال له
    اليهودي : وما مسألتك عنه يا أمير المؤمنين ؟ فأنتم والله معشر العرب
    تقتلونه دون باب لُـدّ ببضع عشرة ذراعا .


    وعن سالم قال : لما دخل عمر الشأم تلقاه رجل من يهود دمشق فقال : السلام
    عليك يا فاروق ، أنت صاحب إيلياء ، لا والله لا ترجع حتى يفتح الله إيلياء
    ، وكانوا قد أشجَوا عمرا وأشجاهم ، ولم يقدر عليها ولا على الرملة ، فبينا
    عمر معسكرا بالجابية فزع الناس إلى السلاح فقال : ما شأنكم ؟ فقالوا : ألا
    ترى الخيل والسيوف ؟ فنظر فإذا كردوس يلمعون بالسيوف ، فقال عمر : مستأمنة
    ، ولا تُراعوا وأمّنوهم ، فأمنوهم وإذا هم أهل إيلياء ، فأعطوه واكتتبوا
    منه على إيلياء وحيزها والرملة وحيزها ، فصارت فلسطين نصفين نصف مع أهل
    إيلياء ونصف مع أهل الرملة ، وهم عشر كور ، وفلسطين تعدل الشأم كله .

    تواضعه رضي الله عنه
    نادى
    عمر بن الخطاب بالصلاة جامعة ، فلما اجتمع الناس وكبروا صعد المنبر ، فحمد
    الله وأثنى عليه بما هو أهله وصلى على نبيه عليه الصلاة والسلام ثم قال :


    أيها الناس لقد رأيتني أرعى على خالات لي من بني مخزوم فيقبضن لي القبضة
    من التمر أو الزبيب فأظل يومي وأي يوم ! ثم نَزَل ، فقال له عبد الرحمن بن
    عوف : يا أمير المؤمنين ما زدت على أن قميت نفسك - يعني عِبت - فقال :
    ويحك يا ابن عوف إني خلوت فحدثتني نفسي قالت : أنت أمير المؤمنين ! فمن ذا
    أفضل منك ؟ فأردت أن أعرّفها نفسها ! رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق .



    وروى ابن سعد في الطبقات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : يرحم الله ابن
    حنتمة ! لقد رأيته عام الرمادة وإنه ليحمل على ظهره جرابين وعكة زيت في
    يده ، وإنه ليعتقب هو وأسلم ، فلما رآني قال : من أين يا أبا هريرة ؟ قلت
    : قريبا . قال : فأخذت أعقبه فحملناه حتى انتهينا إلى صرار ، فإذا صرم نحو
    من عشرين بيتا من محارب ، فقال عمر : ما أقدمكم ؟ قالوا : الْجَهْد . قال
    : فأخرجوا لنا جلد الميتة مشويا كانوا يأكلونه ، ورمّة العظام مسحوقة
    كانوا يَسفّونها ، فرأيت عمر طرح رداءه ثم اتزر ، فما زال يطبخ لهم حتى
    شبعوا ، وأرسل أسلم إلى المدينة فجاء بأبعرة فحملهم عليها حتى أنزلهم
    الجبانة ثم كساهم ، وكان يختلف إليهم وإلى غيرهم حتى رفع الله ذلك .


    وروى من طريق حزام بن هشام عن أبيه قال : رأيت عمر بن الخطاب عام الرمادة
    مرّ على امرأة وهي تعصد عصيدة لها ، فقال : ليس هكذا تعصدين ! ثم أخذ
    المسوط فقال هكذا ، فأراها



    وروى من طريق السائب بن يزيد قال : رأيت على عمر بن الخطاب إزارا في زمن
    الرمادة فيه ست عشرة رقعة ، ورداؤه خمس وشبر ، وهو يقول : اللهم لا تجعل
    هلكة أمة محمد على رجلي .


    وروى من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال : قال أنس بن مالك رضي
    الله عنه : رأيت عمر بن الخطاب وهو يومئذ أمير المؤمنين وقد رَقَع بين
    كتفيه برقاع ثلاث ، لَبّد بعضها فوق بعض .


    وروى
    من طريق عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال : رأيت عمر بن الخطاب خرج
    مخرجا لأهل المدينة رجل آدم طويل أعسر أيسر أصلع مُلبب بُرداً له قطريا ،
    يمشي حافيا ، مُشرفا على الناس كأنه راكب على دابة .


    وروى من طريق عياض بن خليفة قال: رأيت عمر عام الرمادة وهو أسود اللون ،
    ولقد كان أبيض ، فيقال : مِمَّ ذا ؟ فيقول : كان رجلا عربيا ، وكان يأكل
    السمن واللبن ، فلما أمحل الناس حرمهما ، فأكل الزيت حتى غير لونه ، وجاع
    فأكثر .


    وروى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد من طريق قسامة بن زهير قال : وقف أعرابي على عمر بن الخطاب فقال :
    يا عمر الخير جزيت الجنة *** جهّز بنياتي وأمهنّه
    اقسم بالله لتفعلنه
    قال : فإن لم أفعل يكون ماذا يا أعرابي ؟
    قال :
    أُقْسِم أني سوف أمضينه
    قال : فإن مضيت يكون ماذا يا أعرابي ؟
    قال :
    والله عن حالي لتسئلنه *** ثم تكون المسألات ثمة
    والواقف المسئول بينهنّه *** إما إلى نار وإما إلى جنة
    قال :
    فبكى عمر حتى اخضلت لحيته بدموعه ، ثم قال : يا غلام أعطه قميصي هذا لذلك اليوم لا لِشِعْرِه ، والله ما أملك قميصاً غيره .
    شدّتـه في الحقّ
    قال رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah لِعُمَر رضي الله عنه : والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجّـاً إلا سلك فجّـاً غير فَجِّـك . رواه البخاري ومسلم .
    عن جابر بن عبد الله أن رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah
    قال لأبي بكر : متى توتر ؟ قال : أول الليل بعد العتمة . قال : فأنت يا
    عمر ؟ قال : آخر الليل . قال : أما أنت يا أبا بكر فأخذت بالثقة ، وأما
    أنت يا عمر فأخذت بالقوة . رواه الإمام أحمد وابن ماجه .

    وفي أسارى بدر أشار عمر رضي الله عنه على النبي رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah أن يَقتلهم ، فقال : يا رسول الله أخرجوك وكذبوك ، قرّبهم فاضرب أعناقهم !
    فقال رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah
    : إن مثلك يا عمر كمثل نوح قال : (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ
    الْكَافِرِينَ دَيَّارًا) وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال : (وَاشْدُدْ
    عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ)
    رواه الإمام أحمد .

    وتكرر كثيرا من عمر رضي الله عنه قوله في شأن المنافقين قوله : دعني أضرب عُنُقه !

    روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كنا في غزاة
    فَكَسَعَ رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، فقال الأنصاري : يا للأنصار
    ، وقال المهاجري : يا للمهاجرين ، فسمع ذاك رسول الله
    رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah
    فقال : ما بال دعوى جاهلية ؟ قالوا : يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين
    رجلا من الأنصار ، فقال : دعوها فإنها منتنة . فسمع بذلك عبد الله بن أبي
    فقال : فعلوها ! أما والله ( لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ
    لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ ) فبلغ النبي
    رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah، فقام عمر فقال : يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق ، فقال النبي رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah : دعْـه ! لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه .

    وقد وافق عُمر ربّـه تبارك وتعالى في ترك الصلاة على المنافقين .
    روى البخاري عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أنه قال : لما مات عبد الله بن أبيّ بن سلول دُعي له رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allahليصلي
    عليه ، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبتُ إليه فقلت : يا رسول
    الله أتصلي على ابن أبي ، وقد قال يوم كذا وكذا كذا وكذا ؟ أُعَدِّد عليه
    قوله ، فتبسم رسول الله
    رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah
    وقال : أخّر عَنّي يا عمر ، فلما أكثرت عليه قال : إني خَيِّرتُ فاخترت ،
    لو أعلم أني إن زدت على السبعين يُغْفَر له لزدت عليها . قال فصلى عليه
    رسول الله
    رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah
    ، ثم انصرف ، فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة : ( ولا
    تُصَلِّ على أحد منهم مات أبدا ) إلى : ( وهم فاسقون) قال : عجبت بعد من
    جرأتي على رسول الله
    رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah يومئذ ، والله ورسوله أعلم .

    ولما بعث حاطب رضي الله عنه كتاباً لأهل مكة يُخبرهم بمسير النبي رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah إليهم فبعث النبي من أتى بالكتاب ، فقال عمر : يا رسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين ، فدعني فلأضرب عنقه ! فقال النبي رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah
    : ما حملك على ما صنعت ؟ قال حاطب : والله ما بي أن لا أكون مؤمنا بالله
    ورسوله صلى الله عليه وسلم . أردت أن يكون لي عند القوم يَـدٌ يدفع الله
    بها عن أهلي ومالي ، وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع
    الله به عن أهله وماله ، فقال النبي
    رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah
    : صدق ، ولا تقولوا له إلا خيرا ، فقال عمر : إنه قد خان الله ورسوله
    والمؤمنين فدعني فلأضرب عنقه ! فقال : أليس من أهل بدر ؟ فقال : لعل الله
    اطّلع إلى أهل بدر فقال أعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة ، أو فقد غفرت
    لكم ، فدمعت عينا عمر ، وقال : الله ورسوله أعلم . رواه البخاري ومسلم .

    ولما قال رجل : اعدل يا محمد فإنك لم تعدل ! فقال رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah : ويلك ومن يعدل بعدي إذا لم أعدل ،؟ قال عمر : دعني يا رسول الله حتى أضرب عنق هذا المنافق . رواه أبو داود ، وأصله في الصحيحين .

    وفي يوم الحديبية لما جاء أبو جندل مُسلماً ، فقال أبو جندل : أي معشر
    المسلمين ! أُرَدّ إلى المشركين وقد جئت مسلما ؟ ألا ترون ما قد لقيت ؟
    وكان قد عذب عذابا شديدا في الله . قال عمر بن الخطاب : فأتيت نبي الله
    رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah
    فقلت : ألستَ نبي الله حقا ؟ قال : بلى . قلت : ألسنا على الحق ، وعدونا
    على الباطل ؟ قال : بلى . قلت : فَلِمَ نُعطي الدنية في ديننا إذاً ؟ قال
    : إني رسول الله ، ولست أعصيه ، وهو ناصري .

    قال الزهري : قال عمر : فعمِلتُ لذلك أعمالا . رواه البخاري .
    وفي رواية للبخاري ومسلم عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال : فَنَزَلَ القرآن على رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah بالفتح ، فأرسل إلى عمر ، فأقرأه إياه ، فقال : يا رسول الله أو فتح هو ؟ قال : نعم . فطابت نفسه ورجع
    وهذا يدلّ على مكانة عمر رضي الله عنه في الإسلام ، وعلى اهتمامه رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah بعمر رضي الله عنه .

    ومن اهتمامه رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allahبِعمر رضي الله عنه أنه كان يخصّه بالسؤال أحياناً .
    ففي حديث جبريل ومجيئه إلى النبي رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah
    قال عمر : ثم انْطَلَقَ ، فلبثت ملياً ، ثم قال لي : يا عمر أتدري من
    السائل ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم .
    رواه مسلم .

    أثره في الإسلام
    ظهر أثر عمر الفاروق في الإسلام من أول إسلامه .
    قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما زلنا أعِزّة منذ أسلم عمر . رواه البخاري .
    قال سعيد بن المسيب : أسلم عمر بعد أربعين رجلا وعشر نسوة ، فما هو إلا أن أسلم عمر فظهر الإسلام بمكة .
    ومن أثره بذله وتضحيته .
    فقد تصدّق عمر رضي الله عنه بِنصف ماله .
    قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أَمَرَنا رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allahيوما أن نتصدق فوافق ذلك مالاً عندي ، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر ، إن سبقته يوما ، فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah : ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله . قال : وأتى أبو بكر رضي الله عنه بِكُلّ ما عنده ، فقال له رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah : ما أبقيت لأهلك ؟ قال : أبقيت لهم الله ورسوله . قلت : لا أسابقك إلى شيء أبدا . رواه أبو داود .

    ومن أثره الواضح حسمه لأمر البيعة يوم السقيفة .
    ففي حديث عائشة رضي الله عنها :

    واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا : منا أمير
    ومنكم أمير ، فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح ،
    فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر ، وكان عمر يقول : والله ما أردت بذلك إلا
    أني قد هيأت كلاما قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر ، ثم تكلم أبو بكر
    فتكلم أبلغ الناس ، فقال في كلامه : نحن الأمراء ، وأنتم الوزراء فقال
    حباب بن المنذر : لا والله لا نفعل ، منا أمير ومنكم أمير فقال أبو بكر :
    لا ، ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء ، هم أوسط العرب دارا ، وأعربهم أحسابا
    ، فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح فقال عمر : بل نبايعك أنت ، فأنت
    سيدنا ، وخيرنا ، وأحبنا إلى رسول الله
    رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah ، فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس .
    وقالت عائشة رضي الله عنها : شخص بصر النبي رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah
    ثم قال : في الرفيق الأعلى ثلاثا ... قالت : فما كانت من خطبتهما من خطبة
    إلا نفع الله بها ، لقد خوّف عمر الناس وإن فيهم لنفاقا فردّهم الله بذلك
    ، ثم لقد بصّر أبو بكر الناس الهدى وعرّفهم الحق الذي عليهم وخرجوا به
    يَتْلُون : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ) إلى ( الشاكرين )
    . رواه البخاري .

    مِــــن أعمـالــــه
    جاهَد مع رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah فقد شهد بدرا والمشاهد بعدها .
    وحسم النّزاع في سقيفة بني ساعدة ، فأُخمِدت الفتنة ، واجتمعت الكلمة .
    وأشار على أبي بكر رضي الله عنه بِجمع القرآن .

    روى البخاري عن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه - وكان ممن يكتب الوحي
    – قال : أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر ، فقال أبو بكر :
    إن عمر أتاني ، فقال : إن القتل قد استحرّ يوم اليمامة بالناس ، وإني أخشى
    أن يستحرّ القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه ،
    وإني لأرى أن تَجْمَع القرآن . قال أبو بكر : قلت لِعُمَر : كيف أفعل شيئا
    لم يفعله رسول الله
    رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah ؟ فقال عمر : هو والله خير ، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري ، ورأيت الذي رأى عمر .

    فهذه أول مشورة لِجمع القرآن الكريم ، أشار بها عمر رضي الله عنه على
    الخليفة الصِّدِّيق الصَّادِق ، فحفظ الله كتابه بهؤلاء الأخيار .

    اعتماد مبدأ الشورى ، وهذا ليس تشريعا من عُمر ، وإنما أبرزه عمر رضي الله عنه وأظهره وعمِل به .

    روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قَدِم عيينة بن حصن بن
    حذيفة فَنَزَل على بن أخيه الحرّ بن قيس ، وكان من النفر الذين يُدنِيهم
    عمر ، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولاً كانوا أو شبانا .

    فالشاهد أن القرّاء أصحاب القرآن كانوا هم أصحاب مشورة عمر .
    وعمر رضي الله عنه لما حضرته الوفاة جَعَل الأمور شورى في الستة .
    ومن مأثور قوله : لا خير في أمرٍ أُبرِم من غير شُورى .
    وعُمر رضي الله عنه هو أوّل من دوّن الدواوين
    قال ابن الجوزي :

    ومن الحوادث في سنة خمس عشرة فرض العطاء وعمل الدواوين . أن عمر فَرَض
    الفروض ودوّن الدواوين ، وأعطى العطاء على مقدار السابقة في الإسلام .

    وقال أيضا :
    وفرض لأزواج رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allahعشرة آلاف عشرة آلاف .
    وفُتِحت الفتوحات في عهد أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، ومن أعظمها وأهمّ÷ا فتح بيت المقدس [ إيلياء ] .
    ومن الفتوحات التي تمّت في عهده رضي الله عنه فتح دمشق والقادسية وعامة فتوح الشام
    وكثير من فتوح العراق وفتوحات المشرق كانت في زمن أمير المؤمنين عمر .
    ففتوح أذربيجان وجُرجان وقندهار وكرمان وسجستان وخراسان كلها فُتحت في عهد عمر رضي الله عنه .
    وكسَر الله الأكاسرة بِعمر بن الخطاب ، وأطفأ الله به نار المجوس .

    فمن مثل عمر رضي الله عنه وأثره في الإسلام ؟


    صِدقه ووضوحه رضي الله عنه
    روى البخاري من طريق عبد الله بن هشام قال : كنا مع النبي رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب ، فقال له عمر : يا رسول الله لأنت أحبّ إلي من كل شيء إلا من نفسي ! فقال النبي رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah : لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك . فقال له عمر : فإنه الآن والله لأنت أحب إليّ من نفسي . فقال النبي رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah : الآن يا عمر .
    بهذا الوضوح وبهذه الشفافية كان عمر رضي الله عنه يتعامل .

    ومن وضوحه رضي الله عنه سرعة رجوعه للحق .

    ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما توفي رسول الله
    صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر رضي الله عنه ، وكفر من كفر من العرب ،
    فقال عمر رضي الله عنه : كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه
    وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قالها فقد
    عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟ فقال : والله لأقاتلن من
    فرّق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا
    كانوا يؤدونها إلى رسول الله
    رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah لقاتلتهم على منعها . قال عمر رضي الله عنه : فو الله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه فعرفت أنه الحق .

    ومن ذلك : وقوفه عند حدود الله ، وعند كتاب الله .

    روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قَدِم عيينة بن حصن بن
    حذيفة فَنَزَل على بن أخيه الحرّ بن قيس ، وكان من النفر الذين يُدنِيهم
    عمر ، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولاً كانوا أو شبانا ، فقال
    عيينة لابن أخيه : يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه .
    قال : سأستأذِن لك عليه . قال ابن عباس : فاستأذن الحرّ لعيينة فأذن له
    عمر ، فلما دخل عليه قال : هي يا ابن الخطاب ! فو الله ما تُعطينا الجزل ،
    ولا تَحكُم بيننا بالعدل ، فغضب عمر حتى همّ به ، فقال له الحر : يا أمير
    المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه
    رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah
    : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) وإن هذا من الجاهلين !
    والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه ، وكان وقّافاً عند كتاب الله .



    مــدة خـلافتــه

    قال ابن أبي عاصم :
    وكانت خلافته عشر سنين وسبعة أشهر وأربع ليال .

    وفاته رضي الله عنه
    قال ابن أبي عاصم :
    توفي سنة ثلاث وعشرين من مهاجر رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم Sala-allah.

    طعنه أبو لؤلؤة المجوسي – لعنه الله – وعُمر في صلاة الفجر يُصلي بالناس إماماً .
    وهذا المجوسي الحاقد على الإسلام وأهله ، الغدّار الخائن يترضّى عنه الرافضة ويُسمونه ( بابا شجاع الدِّين ) !
    وفي مقابلة الترضّي والتّرحّم على مجوسي قُتِل ومات على الكُفر يلعنون عُمر رضي الله عنه !

    فأي تناقض كهذا التناقض ؟؟؟

    هذه نُتف يسيرة من سيرة أمير المؤمنين حسن السِّيرة عمر بن الخطاب ، عمر الخير ، الْمُحَدَّث الْمُلْهَم .


    " ورضي عن جميع الصحابة ، فترضَّ عنهم يا شيعي تُفْلِح ، ولا تدخل بينهم ،
    فالله حكم عدل يفعل فيهم سابق علمه ورحمته وسعت كل شيء " قاله الذهبي في
    سير أعلام النبلاء
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    عالمي رد: رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الإثنين 13 ديسمبر - 22:46:04

    المحطة السادسة من الرحلة
    مع صحابي جليل هو :

    (( عثمان بن عفان " ذي النورين "))



    أحد العشرة المبشرين بالجنة

    "
    ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة " حديث شريف مـــــن هــــــو ؟عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة القرشي ، أحد العشرة المبشرين بالجنةوأحد الستة الذي جعل عمر الأمر شورى بينهم ، وأحد الخمسة الذين أسلموا علىيد أبي بكر الصديق ، توفي رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274وهو عنه راضٍصلى إلى القبلتيـن وهاجر الهجرتيـن وبمقتله كانت الفتنة الأولى في الإسلامإســــــــلامــــهكان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - غنياً شريفاً في الجاهلية ، وأسلم بعد البعثة بقليل ، فكان من السابقين إلى الإسلام ، فهو أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274الهجرة الأولى والثانية وقد قال رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274( إنّهما لأوّل من هاجرإلى الله بعد لوطٍ )...
    ( إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوطٍ
    )
    وهو أوّل من شيّد المسجد ، وأوّل من خطَّ المفصَّل ، وأوّل من ختم القرآن في ركعة ، وكان أخوه من المهاجرين عبد الرحمن بن عوف ومن الأنصار أوس بن ثابت أخا حسّان...قال عثمان ( ان الله عز وجل بعث محمداً بالحق ، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله ، وآمن بما بُعِثَ به محمدٌ ، ثم هاجرت الهجرتين وكنت صهْرَ رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274وبايعتُ رسول الله فوالله ما عصيتُه ولاغَشَشْتُهُ حتى توفّاهُ الله عز وجل )...الصـــــــــّلابــةلمّا أسلم عثمان - رضي الله عنه - أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطاً ،
    وقال ( أترغبُ عن ملّة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا
    أحلّك أبداً حتى تدعَ ما أنت عليه من هذا الدين ) ...
    فقال عثمان ( والله لا
    أدَعُهُ أبداً ولا أفارقُهُ ) ...
    فلمّا رأى الحكم صلابتَه في دينه تركه ...
    ذي النـــــوريـن

    لقّب عثمان - رضي الله عنه - بذي النورين لتزوجه بنتيْ النبي رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274رقيّة ثم أم كلثوم ،
    فقد زوّجه رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274ابنته رقيّة ، فلّما ماتت زوّجه أختها أم كلثوم
    فلمّا ماتت تأسّف رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274على مصاهرته فقال ( والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوّجنُكَها يا عثمان ) ...
    سـهـــم بـــــَدْر
    أثبت له رسول اللهرحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274سهمَ البدريين وأجرَهم ، وكان غاب عنها لتمريضه زوجته رقيّة بنت رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274فقد قال الرسول رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274( إن لك أجر رجلٍ ممن شهد بدراً وسهمه )
    الحـــــــديـبـيـة
    بعث الرسول رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة ، لكونه أعزَّ بيتٍ بمكة ، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته ، فضرب الرسول رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274بشماله على يمينه وقال ( هذه يدُ عثمان ) ... فقال الناس ( هنيئاً لعثمان )...
    جـهـــاده بمــالـه
    قام عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بنفسه وماله في واجب النصرة ، كما
    اشترى بئر رومة بعشرين ألفاً وتصدّق بها ، وجعل دلوه فيها لدِلاِءِ
    المسلمين ، كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفاً

    كان الصحابة مع رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 في غزاةٍ ، فأصاب الناس جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين ، والفرح في وجوه المنافقين ، فلما رأى الرسول رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274ذلك قال ( والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزقٍ )...
    فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان ، فاشترى أربعَ عشرة راحلةً بما عليها من الطعام ، فوجّه إلى النبي رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 منها بتسعٍ ، فلما رأى ذلك النبي قال ( ما هذا ؟)...
    قالوا أُهدي إليك من عثمان ... فعُرِفَ الفرحُ في وجه رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 والكآبة في وجوه المنافقين ، فرفع النبيرحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 يديه حتى رُؤيَ بياضُ إبطيْه ، يدعو لعثمان دعاءً ما سُمِعَ دعا لأحد قبله ولا بعده ( اللهم اعط عثمان ، اللهم افعل بعثمان )...

    قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها - دخل رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 عليَّ فرأى لحماً فقال ( من بعث بهذا ؟)... قلت عثمان ... فرأيت رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 رافعاً يديْهِ يدعو لعثمان
    جيـــش الـعُـسْــرة
    وجهّز عثمان بن عفان - رضي الله عنه - جيش العُسْرَة بتسعمائةٍ وخمسين بعيراً وخمسين فرساً ، واستغرق الرسولرحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274في الدعاء له يومها ، ورفع يديه حتى أُريَ بياض إبطيه... فقد جاء عثمان إلى النبي رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 بألف دينار حين جهّز جيش العسرة فنثرها في حجره ، فجعل رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 يقلبها ويقول ( ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم ) مرتين
    الحــــــــــــيـاء
    قال رسول اللهرحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 ( أشد أمتي حياءً عثمان )...

    قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها - استأذن أبو بكر على رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274
    وهو مضطجع على فراش ، عليه مِرْطٌ لي ، فأذن له وهو على حاله ، فقضى الله
    حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له ، وهو على تلك الحال ، فقضى الله
    حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274
    وأصلح عليه ثيابه وقال ( اجمعي عليك ثيابك ) ... فأذن له ، فقضى الله
    حاجته ثم انصرف ، فقلت ( يا رسول الله ، لم أركَ فزِعْتُ لأبي بكر وعمر
    كما فزعت لعثمان !!)...
    فقال ( يا عائشة إن عثمان رجل حيي ، وإني خشيت إنْ أذنْتُ له على تلك
    الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته )... وفي رواية أخرى ( ألا أستحي ممن
    تستحيي منه الملائكة )...
    فـضـــــــــلـه
    دخل رسـول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال ( يا بنيّة أحسني إلى أبي عبد الله فإنّه أشبهُ أصحابي بي خُلُقـاً )... وقال رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274( مَنْ يُبغضُ عثمان أبغضه الله )... وقال ( اللهم ارْضَ عن عثمان )... وقال ( اللهم إن عثمان يترضّاك فارْضَ عنه )...

    اختَصّه رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274
    بكتابة الوحي ، وقد نزل بسببه آيات من كتاب الله تعالى ، وأثنى عليه جميع
    الصحابة ، وبركاته وكراماته كثيرة ، وكان عثمان - رضي الله عنه - شديد
    المتابعة للسنة ، كثير القيام بالليل

    قال عثمان - رضي الله عنه - ( ما تغنيّتُ ولمّا تمنّيتُ ، ولا وضعتُ يدي اليمنى على فرجي منذ بايعتُ بها رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 وما مرّت بي جمعة إلا وإعتقُ فيها رقبة ، ولا زنيتُ في جاهلية ولا إسلام ، ولا سرقت )
    اللـهـم اشــهـد
    عن الأحنف بن قيس قال انطلقنا حجّاجاً فمروا بالمدينة ، فدخلنا المسجد ،
    فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص ... فلم يكن بأسرع
    من أن جاء عثمان عليه ملاءة صفراء قد منع بها رأسه فقال ( أها هنا علي
    ؟)... قالوا نعم ... قال ( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن
    رسول اللهرحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 قال ( من يبتاع مِرْبدَ بني فلان غفر الله له ؟)... فابتعته بعشرين ألفاً أو بخمسة وعشرين ألفاً ، فأتيت رسـول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 فقلت ( إني قد ابتعته )... فقال ( اجعله في مسجدنا وأجره لك ) ؟... قالوا نعم

    قال ( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 قال ( من يبتاع بئر روْمة غفر الله له ) فابتعتها بكذا وكذا ، فأتيت رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 فقلت ( إني قد ابتعتها )... فقال ( اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك )؟... قالوا نعم

    قال ( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 نظر في وجوه القوم يوم ( جيش العُسرة ) فقال ( من يجهز هؤلاء غفر الله له )... فجهزتهم ما يفقدون خطاماً ولا عقالاً )؟... قالوا نعم

    قال ( اللهم اشهد اللهم اشهد )... ثم انصرف
    الخــــــــلافـة
    كان عثمان - رضي الله عنه - ثالث الخلفاء الراشدين ، فقد بايعه المسلمون
    بعد مقتل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سنة 23 هـ ، فقد عيَّن عمر ستة
    للخلافة فجعلوا الأمر في ثلاثة ، ثم جعل الثلاثة أمرهم إلى عبد الرجمن بن
    عوف بعد أن عاهد الله لهم أن لا يألوا عن أفضلهم ، ثم أخذ العهد والميثاق
    أن يسمعوا ويطيعوا لمن عيّنه وولاه ، فجمع الناس ووعظهم وذكّرَهم ثم أخذ
    بيد عثمان وبايعه الناس على ذلك ، فلما تمت البيعة أخذ عثمان بن عفان
    حاجباً هو مولاه وكاتباً هو مروان بن الحكم

    ومن خُطبته يوم استخلافه لبعض من أنكر استخلافه أنه قال ( أمّا بعد ،
    فإنَّ الله بعث محمداً بالحق فكنت ممن استجاب لله ورسوله ، وهاجرت
    الهجرتين ، وبايعت رسول اللهرحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274
    ، والله ما غششْتُهُ ولا عصيتُه حتى توفاه الله ، ثم أبا بكر مثله ، ثم
    عمر كذلك ، ثم استُخْلفتُ ، أفليس لي من الحق مثلُ الذي لهم ؟!)...
    الخيـــــــــــــــــر
    انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية ...

    يتبعـــــــــــــــــــ
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    عالمي رد: رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الإثنين 13 ديسمبر - 22:48:40

    الـفـتوح الإسـلامـية
    لقد كان عهد عثمان رضي الله عنه مليئاً بالفتوحات، وهي
    تتمة لما كان أيام الخليفة السابق له وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولقد استمرت هذه الفتوحات في البر والبحر مدة عشرة أعوام إلا أن ما حدث في العامين التاليين لها من فتنة، قد جعلها تنسى , فطغت الفتنة حتى حسب الناس أن عهد عثمان لم يكن سوى فتنة واختلافات نشأت منذ بيعته , ودامت بقية حياته ، وانتهت باستشهاده..

    كان أمير الشام معاوية بن أبي سفيان قد قام بغزو الروم , ووصل إلى عمورية قريباً من أنقرة اليوم، وكان معه من صحابة رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274عبادة بن الصامت، وأبو أيواب الأنصاري خالد بن زيد، وأبو ذر الغفاري ،وشداد بن أوس...

    وفتح المسلمون مناطق واسعة رغم قلة عدد جندهم بالنسبة إلى تلك الأراضي الشاسعة، وبالنسبة إلى أعداد أعدائهم الكبيرة ، وهذا ما جعلهم لا يتركون في المناطق التي يصالحونها إلا الجند القليل، ولا يبقون في البقاع التي يفتحونها إلا العدد الضئيل، وبخاصةٍ أنه كانت هناك جبهات مفتوحة، وثغوريجب حمايتها، ومراكز يجب الدفاع عنها والتجمع فيها للإمدادات في الأوقات اللازمة ..

    كل هذا جعل عدد المسلمين قليلاً في البلاد المفتوحة حديثاً، وجعل أهلها يشحون في دفع الجزية، ويظنون أن بمقدورهم هزيمة المسلمين وقتالهم، وأن ما حدث معهم في المرة الأولى لم يكن سوى أخطاء ارتكبوها وقد عرفوها فيما بعد، ثم يتحسرون على عزهم الزائل وأيام مجدهم الخالية ، لذا كانوايتحينون الفرص للانقضاض على المسلمين ونقض عهودهم معهم - هكذا النفس البشرية - ومن هنا كان نقض العهد كثيراً. .

    وقد انتهز الفرس والروم في المناطق التي دخلها المسلمون وفاة خليفتهم عمربن الخطاب، ونقضوا العهد، وظنوا أن أمر المسلمين قد ضعف، ولكنهم فوجئوابأن قوة المسلمين على ما هي عليه لم تختلف أيام عمر عن أيام عثمان الخليفة الجديد، وقد أدب المسلمون خصومهم مرة ثانية.

    الجبهة الغربية
    :نقضت الإسكندرية عهدها عام 25 هـ، فسار إليها أمير مصر عمرو بن العاص، وقاتل أهلها وأجبرهم على الخضوع، والعودة إلى عهدهم.

    وكان عمر بن الخطاب قد منع عمرو بن العاص من الانسياح في إفريقية بعدما فتح طرابلس، إلا أن عثمان بن عفان قد سمح بذلك، وأرسل عبدالله بن سعد بن أبي سرح على رأس قوة فاجتاز طرابلس، واستولى على سفن للروم كانت راسية هناك على الشاطىء , ثم واصل سيره في إفريقية والتقى بجيوشٍ للبيزنطيين عام 27 هـ في موقع يقال له ( سبيطلة ) في جنوب غربي القيروان التي لم تكن قدأسست بعد، وقد قَتَل عبد الله بن الزبير، وكان مع الغزاة في تلك الموقعة القائد البيزنطي ( جرجير)، وكان ذا أثر فعّال في الانتصار الذي أحرزه المسلمون على الروم، إلا أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح قد اضطر إلى عقد معاهدة للصلح مع البيزنطيين مقابل جزية سنوية يدفعونها على أن يخلي إفريقية، وكان ذلك الاضطرار بسبب سيره إلى مصر لمواجهة النوبة الذين هددوامصر من ناحية الجنوب...

    وفي أيام عمر بن الخطاب ألح أمير الشام معاوية بن أبي سفيان على الخليفة عمر في غزو البحر وقرى الروم من حمص وقال : إن قرية من قرى حمص ليسمع أهلها نباح كلابهم وصياح دجاجهم، حتى كاد ذلك يأخذ بقلب عمر، فكتب عمر إلى عمرو بن العاص : صف لي البحر وراكبه، فإن نفسي تنازعني إليه، فكتب إليه عمر : إني رأيت خلقاً كبيراً يركبه خلق صغير، إن ركن خرق القلوب، وإن تحرك أزاغ العقول، يزداد فيه اليقين قلةً، والشك كثرةً، هم فيه كدودٍ على عودٍ،إن مال غرق، وإن نجا برق ,فلما قرأه عمر كتب إلى معاوية : "لا والذي بعث محمداً بالحق لا أحمل فيه مسلماً أبداً ".

    فلما ولى عثمان لم يزل به معاوية حتى عزم على ذلك ، وقال : لا تنتخب الناس، ولا تُقرع بينهم، خيّرهم، فمن اختار الغزو طائعاً فاحمله وأعنه، ففعل، واستعمل على البحر عبد الله بن قيس الجاسي(1) حليف بني فزارة...

    غزا معاوية قبرص وصالح أهلها على سبعة آلاف دينار يؤدونها إلى المسلمين كل سنة , وذلك عام 28 هـ، وساعد أهل مصر في تلك الغزوة بإمرة عبد الله بن سعد بن أبي سرح، فلما وصل إلى قبرص كان معاوية على الناس جميعاً، وكان بين الغزاة من صحابة رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274 عبادة بن الصامت، والمقداد بن عمرو، وشداد بن أوس، وأبو ذر الغفاري، وكانت مع عبادة بن الصامت زوجه أم حرام.

    وغزا حبيب بن مسلمة بعض أرض سورية التي كانت لا تزال بيد الروم وذلك عام 28هـ.

    معركة ذات الصواري
    :
    وفي عام 31 هـ جرت معركة بحرية حاسمة بين المسلمين والروم بالقرب من شواطئ كيليكيا، وهي التي تعرف بذات الصواري، وعرفت بذلك لأن صواري السفن ربطت بعضها مع بعض المسلمة والرومية، وذلك بعد أن أمن بعضهم بعضاً , واختارالروم قتال البحر، وكان قائد المسلمين أمير مصر عبد الله بن أبي سرح، وقائد الروم الإمبراطور نفسه قسطنطين الثاني الذي كان يقود أكثر من خمسمائة سفينة، ومع ذلك فقد فرّ من المعركة، وهزم الروم شرّ هزيمة.

    وكانت صواري السفن من أشجار السرو والصنوبر , وهذا ما يدل على أهمية الأشجار والغابات لكلا الطرفين، وجبال تلك الشواطئ كانت مليئة بهذه الأنواع من الأشجار.

    وفي عام 33 هـ غزا أمير الشام معاوية بن أبي سفيان حصن المرأة من أرض الروم قرب ثغر ملاطية.

    ونقضت إفريقية العهد عام 33 هـ فسار إليها أمير مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح ففتحها ثانية ، وأجبر أهلها على الخضوع والعودة إلى دفع الجزية بعد ما منعوها
    وهكذا فقد كانت الفتوحات أيام سيدنا عثمان بن عفان واسعة إذ أضافت بلاداً جديدة في أفريقية وأرمينيا , وأجبرت من نقض العهد إلى الصلح من جديد في فارس وخراسان وباب الأبواب , وضمت إلى ذلك فتوحات جديدة من بلاد السند وكابل وفرغانة.
    الـفــــــــــــتـنـة

    ويعود سبب الفتنة التي أدت إلى الخروج عليه وقتله أنه كان كَلِفاً بأقاربه وكانوا قرابة سوء ، وكان قد ولى على أهل مصر عبدالله بن سعد بن أبي السّرح فشكوه إليه ، فولى عليهم محمد بن أبي بكر الصديق باختيارهم له ، وكتب لهم العهد ، وخرج معهم مددٌ من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابنأبي السّرح ، فلمّا كانوا على ثلاثة أيام من المدينة ، إذ همّ بغلام عثمان على راحلته ومعه كتاب مفترى ، وعليه خاتم عثمان ، إلى ابن أبي السّرح يحرّضه ويحثّه على قتالهم إذا قدموا عليه ، فرجعوا به إلى عثمان فحلف لهم أنّه لم يأمُره ولم يعلم من أرسله ، وصدق - رضي الله عنه - فهو أجلّ قدراًوأنبل ذكراً وأروع وأرفع من أن يجري مثلُ ذلك على لسانه أو يده ، وقد قيل أن مروان هو الكاتب والمرسل !...ولمّا حلف لهم عثمان - رضي الله عنه - طلبوا منه أن يسلمهم مروان فأبى عليهم، فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى ، لأن النبي رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274كان قد قال له ( عثمان ! أنه لعلّ الله أن يُلبسَكَ قميصاً فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه )...

    الــحــــــــــصـار

    فاجتمع نفر من أهل مصر والكوفة والبصرة وساروا إليه فأغلق بابه دونهم ،فحاصروه عشرين أو أربعين يوماً ، وكان يُشرف عليهم في أثناء المدّة ،ويذكّرهم سوابقه في الإسلام ، والأحاديث النبوية المتضمّنة للثناء عليه والشهادة له بالجنة ، فيعترفون بها ولا ينكفّون عن قتاله !!؟... وكان يقول ( إن رسول الله عهد إليّ عهداً فأنا صابرٌ عليه )... ( إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن )...وعن أبي سهلة مولى عثمان قلت لعثمان يوماً ( قاتل يا أمير المؤمنين )... قال ( لا والله لا أقاتلُ ، قد وعدني رسول الله رحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274أمراً فأنا صابر عليه )... واشرف عثمان على الذين حاصروه فقال ( يا قوم ! لا تقتلوني فإني والٍ وأخٌ مسلم ، فوالله إن أردتُ إلا الإصلاح ما استطعت ، أصبتُ أو أخطأتُ ، وإنكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعاً أبداً ، ولا تغزوا جميعاً أبداً ولا يقسم فيؤكم بينكم )... فلما أبَوْا قال ( اللهم احصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ،ولا تبق منهم أحداً )... فقتل الله منهم مَنْ قتل في الفتنة ، وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفاً فأباحوا المدينة ثلاثاً يصنعون ما شاءوا لمداهنتهم...
    مـَقْــــــــــتـَلـه
    وكان مع عثمان - رضي الله عنه - في الدار نحو ستمائة رجل
    ، فطلبوا منه
    الخروج للقتال ، فكره وقال ( إنّما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها )... فدخلوا عليه من دار أبي حَزْم الأنصاري فقتلوه ، و المصحف بين يديه فوقع شيء من دمـه عليه ، وكان ذلك صبيحـة عيد الأضحـى سنة 35 هـ في بيته بالمدينةومن حديث مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان أن عثمان أعتق عشرين عبداً مملوكاً ، ودعا بسراويل فشدَّ بها عليه ، ولم يلبَسْها في جاهلية ولا إسلام وقال ( إني رأيتُ رسول اللهرحلة مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ZEB52274البارحة في المنام، ورأيت أبا بكر وعمر وأنهم قالوا لي اصبر ، فإنك تفطر عندنا القابلة )... فدعا بمصحف فنشره بين يديه ، فقُتِلَ وهو بين يديهكانت مدّة
    ولايته - رضي الله عنه وأرضاه - إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر
    يوماً ، واستشهد وله تسعون أو ثمان وثمانون سنة...
    ودفِنَ - رضي الله عنه - بالبقيع ، وكان قتله أول فتنة انفتحت بين المسلمين فلم تنغلق إلى اليوم
    ...
    يــــوم الجــــــمـل
    في يوم الجمل قال علي بن أبي طالب -
    رضي الله عنه - ( اللهم إني أبرأ إليك
    من دم عثمان ، ولقد طاش عقلي يوم قُتِل عثمان ، وأنكرت نفسي وجاؤوني للبيعة فقلت ( إني لأستَحْيي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله ( ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة )... وإني لأستحي من الله وعثمان على الأرض لم يدفن بعدفانصرفوا ، فلما دُفِنَ رجع الناس فسألوني البيعة فقلت ( اللهم إني مشفقٌ مما أقدم عليه )... ثم جاءت عزيمة فبايعتُ فلقد قالوا ( يا أمير المؤمنين ) فكأنما صُدِعَ قلبي وقلت
    اللهم خُذْ مني لعثمان حتى ترضى

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 0:28:51