المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الدعوة إلى الله من أعظم القربات وأجل الطاعات.
وسبق أن قدمت حلقتين في بث مباشر من إذاعة القرآن الكريم بالرياض بعنوان: «الدعوة إلى الله فوائد وشواهد».
وقد رغب بعض الإخوة أن تخرج في كتيب تعيمًا للفائدة.
أسأل الله أن ينفع به وأن يجعلنا من الدعاة إلى دينه –عز وجل- وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
مدخل
أبدأ هذا الكتاب بحمد الله وشكره امتثالاً لقوله تعالى: }لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ{ [إبراهيم:7].
أحمده أن من علينا بأعظم النعم وأجلها وأشرفها وأسماها ألا وهي نعمة الإسلام، فكم من أمة تتخبط في ظلام الشرك والكفر، وكم من حسيب ووجيه وغني ورئيس لم تدركه رحمة الله.
من استقرأ التاريخ قديمًا وحديثًا عرف نعمة الله عليه. نطل إطلالة سريعة...ها هو فرعون من أكبر ملوك الدنيا يحكم ويدير مملكة مترامية الأطراف، وحوله الخدم والحشم والقواد والجيوش، لم تغن عنه شيئًا لما تكبر وتجبر فأغرقه الله في اليم كافرًا.
وها هو قارون رفيق دربه إلى النار وبئس الورد المورود، من أكبر تجار الدنيا ومن أغنى أغنيائها، لما ذكر الله غناه، ذكر أن مفاتيح خزائنه: }لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ{ [القصص: 76]، ولكنه لما طغى واستعلى ما أغنت عنههذه الأموال والخزائن }فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ{ [القصص:81].
بل أصحب السيادة والريادة كأبي جهل وأبي لهب ما أغنت عنهم تلك المكانة، ولا نفعتهم تلك المنزلة، قال تعالى: }تَبَّت يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ{غأ[المسد: 1].
وها هم أصحاب الشرف الرفيع والنسب العالي إذا لم تدركهم رحمة الله كانوا من أولئك قال عز وجل: }إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ
أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ{[القصص: 56]، ها هو سيد ووجيه قريش وعم النبي أبو طالب لم تنفعه القرابة، ولم تشفع له النصرة لهذا الدين بل مات على ملة عبد المطلب....
البقية في المرفقات
- المرفقات
- الدعوة إلى الله فوائد وشواهد.doc
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (339 Ko) عدد مرات التنزيل 30