Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

العبودية لله سبحانه عز وتشريف  Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    العبودية لله سبحانه عز وتشريف

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    new العبودية لله سبحانه عز وتشريف

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الأحد 9 نوفمبر - 8:07:55


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ .. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.
    أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
    عباد الله: إن الله عز وجل لما ذكر أصناف الخلق من بني آدم " المؤمنين ثم ثنى بذكر الكافرين ، ثم ثلَّث بذكر المنافقين نادى الجميع بعبادة الله عز وجل و هو أول أمر في القرآن في سورة البقرة يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. وهذا الأمر بالعبودية لله سبحانه وتعالى: هو أمر لجميع الناس" المؤمن والمنافق والكافر " لكن الأمر  الموجه هنا للمؤمن للثبات والاستمرار على العبادة ،بينما  الصنفان الآخران وهما أهل النفاق وأهل الكفر " أمر بالدخول في العبادة "ويتضمن أن يكون المؤمن عبدًا لله، هذه العبودية من البشر للبشر ذل، ومن البشر لله تعالى عز وتشريف ولذلك وصف الله تعالى نبيه في أشرف المقامات بالعبودية ولقد عبّر القرآن الكريم في أكثر من آيات عن الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه عبد الله تعالى، وهذا هو الشرف الرفيع، لأنّ العبودية لله وحده هي الشرف الأسمى والتكريم الأعلى لمن كان عبدا لله تعالى،  - قوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ  - وقوله تعالى: وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ   - وقوله تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى   - وقوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً   - وقوله تعالى: تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً   - وقوله تعالى: فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى   - وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ  - وقوله تعالى: وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ، يدعو إليه وكذلك يدعوه وحده سبحانه وتعالى كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا. فإن العبودية تعني تذللًا؛ لأن الطريق المعبد: هو الطريق المذلل، فمهما يكن هناك تذلل لله فلا تسمى عبودية لا بدّ أن يكون هناك استسلام لا بدّ أن يكون هنالك طاعة؛ لأنه لا يمكن أن يكون عبدًا له، ثم يتمرد عليه، لا يمكن أن يكون عبد حقيقيًا له ثم يعصيه، فلا بدّ أن يستسلم، ولا يتمرد، ولا يعترض على حكم ولا على قدر.
    و هذه العبودية، فيها محبة وخوف ورجاء، فالعبودية: تقتضي أن يحب المعبود، بمعنى أن يقول: إني أحبك، وأنا أحبك، ولكن الأفعال، والأقوال على غير هذا، محبة الله ليست مجرد محبة عاطفية لكنها محبة تقتضي طاعة؛ إن المحب لمن يحب مطيع،
    الإنسان لا بدّ أن يكون عبدًا لشيء، هكذا جعل الله القلب، إما أن يتملكه مال، أو تتملكه امرأة، تتملكه الدنيا، تتملكه هواه، أو عدة أشياء؛ لكن إذا صار الإنسان عبدًا لإنسان، أو لشيء من الدنيا فستكون حياته شقاء، لا يمكن أن يرتاح، سيكون معذبًا بالعبودية لغير الله، ولن يكون مرتاحًا، ولا مستأنسًا، ولا مطمئنًا إلا إذا تعبد لله، وصار عبدًا حقيقًا له وحده لا شريك له، وعند ذلك يتحرر من تسلط بقية الأشياء عليه، وتصبح بقية الأشياء بالنسبة له أمور يمكن إذا فقدها أن يعيش بدونها ؛ لأن العبودية لله تعوضه عن النقص في الأشياء الأخرى، هذه من فوائد العبودية أن العبد مهما فقد من الدنيا، فإن عنده الأمل، وهو يعيش ويرجو رحمة الله سبحانه وتعالى ولا زال الهدف الأساسي قائمًا في حياته وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ . فهو يعمل لهذا الهدف الأساس، بقية الأشياء وقفت تعطلت نقصت، لن تضر نفسيته ومسيرته لأنه قائم بالوظيفة التي خلق من أجلها لكن أهل الدنيا المتعلقين بها، الذين ليسوا عبيدًا لله، إذا صار شيء في الدنيا انتحر، و انهار و العياد بالله.
    عباد الله: إن العبودية تقتضي الخوف من الله وهذا مهم لأنه هو العنصر الذي يمنع عن ارتكاب المعاصي هو العنصر في العبودية الذي يقي الإنسان من الوقوع في المحرمات هذا الخوف من الله الذي يجعل العبد دائم العبادة لربه سبحانه وتعالى يخاف من التقصير يخاف أن لا يقبل منه. ونلاحظ يا عباد الله: أن العبودية لله، ليست في القلب فقط، ولا في الجوارح فقط، هي موزعة على أشياء، فهناك عبوديات للقلب، الخوف الرجاء المحبة الاستحياء من الله سبحانه وتعالى الإخلاص الصدق التوكل على الله عز وجل التفويض عبوديات كثيرة قلبية لا يمكن أن تفعل الرجاء باليد! لا يمكن أن تفعل هذا الحياء من الله بعضو من الأعضاء! لكن هذه عبودية قلب، ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، فيض العين أثر للذي حصل في القلب؛ لأن الهيبة والوجل والخوف هذه عبادة قلبية وحتى الشوق إلى الله عبادة قلبية مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ . أيها الأخوة الكرام، هذه طائفة من الآيات الكريمة التي تبيِّن أن العبادة هي كل شيء في حياة الإنسان  خُلق ليعبد الله، والعبادة تشمل كل أوقاته, وكل أحواله, وكل حركاته وسكناته، بل إن أعلى مرتبة يصل إليها الإنسان على الإطلاق أن يكون عبداً لله، يقول الله عز وجل: ﴿لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً﴾
    وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾
    وقال تعالى: ﴿وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ﴾
    عنده ماذا تعني؟ أي في ملكه، هل هناك مخلوق خارج عن ملكه؟ كل المخلوقات في ملك الله عز وجل: من منا يملك حياته؟ من منا يملك بقاء حركته؟ لا تملك قوتك، ولا سمعك, ولا بصرك, ولا ذاكرتك, ولا نطقك, ولا دسمات قلبك، من منا يملك جهازاً من أجهزته إذا تعطَّل؟، أي إنسان يتحرك لأن الله سمح له أن يتحرك، يتكلم لأن الله سمح له أن يتكلم, يأكل لأن الله سمح له أن يأكل، ينام لأن الله سمح له أن ينام، وفي أية لحظة يريد الله شيئاً آخر تتعطل أجهزتك،
    وربما يقول بعضكم: هذا الكلام حفظناه! لا لم نحفظه، بل لابد أن نكرره ونعيده وندرسه ونعمل به ونبسط القول فيه ليل نهار، فقد دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث وعشرون سنة.  فعلم رحمك الله. لله عليك حقوق ولك حقوق أوجبها الله على نفسه، ولم يوجبها أحد من الناس. أما حقوقه سُبحَانَهُ وَتَعَالى عليك فمنها ما يلي: قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ . وهذه لا يختلف فيها الناس: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً .. والله يطلب من الإنسان أن يقترب منه بالعبودية، ولا تقترب إلى الله ولا يحبك إلا إذا عبدته، وفي صحيح البخاري أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال عن الله عز وجل أنه قال: {وما تقرب إلي عبدي بأحب مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به...الحديث} دل الحديث على أنه كلما اقتربت من الله بالنوافل قربك، وأن أقرب الناس منه العابدون، قال عن الأنبياء: وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ
    اللهم اجعلنا من عبادك الأخيار، اللهم اجعلنا من الأبرار، وقنا عذاب النار، اللهم إنا نسألك العفو والعافية يا أرحم الراحمين، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
    الخطبة الثانية
    الحمد لله على إحسانه، والشكر له سبحانه على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه.
    أما بعد:
    المؤمن أكرم لكنك تسلم مقاليد نفسك وحياتك لله و رسوله صلى الله عليه وسلم، فتعطيه معتقدك وحياتك وأدبك وسلوكك وأخلاقك، وتلزم كل حياتك على منهج ا لله و رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن بعضهم الآن يأخذ منهج حياته في المعتقد من الإسلام، وفي الأخلاق من الغرب، وفي السلوك من الشرق، وفي الأعمال والمعاملة من فلان وعلان، فخذ أنت منهجك من محمد عليه الصلاة والسلام وحده: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً.
    و يكون بإخلاص: فلا تعبد الله عز وجل رياءً بل كما قال تعالى: مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.. أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ  فهو الذي يطلع على السرائر، وهو الذي يعلم ما في الضمائر، فتخلص له العبادة. يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: {من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه} رواه مسلم. ولو ذرةً تركه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى وما عمل، فلابد أن يكون عملك خالصاً لوجه الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى. و أن تندفع إلى الدين بمحبة وبقلب، أن تأتي للمسجد وصدرك منشرح، لأن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى قال في المنافقين: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً  ويقول سُبحَانَهُ: وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ  فالمنافق ينفق وهو كاره، ويأتي للمسجد وهو كاره، ويحضر المحاضرة وهو كاره، أما أنت فتحب وتحمد الله عز وجل على أن أجلسك في المسجد، وعلى أن جعلك تصلي وتصوم وتحج وتعتمر، ولم يجعلك شيوعياً ولا نصرانياً ولا يهودياً ولا بوذياً. وقد كان في استطاعة الله وبحكمته أن يولد الإنسان كافراً وأن يعيش كافراً وأن يموت كافراً، لكن اختارك الله واجتباك واصطفاك من بين الألوف المؤلفة والملايين المملينة لتكون مسلماً، تقول: لا إله إلا الله بمحبة، وتعبد الله بمحبة، وتعمل السنن بمحبة.
    اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهل الجنة يا رب العالمين، وأن تغفر لنا ذنوبها كلها؛ دقها وجلها، سرها وعلانيتها، لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا كربًا إلا نفسته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا عسيرًا إلا يسرته، ولا ميتًا إلا رحمته، اللهم إنا نسألك تعلي كلمة الدين، اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، ونعوذ بك من الوباء والغلاء والبلاء يا سميع الدعاء، واغفر لنا يا عزيز يا غفور، اغفر لنا ولوالدينا، وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 0:25:32