Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

الحياة الطيبة Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    الحياة الطيبة

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    الحياة الطيبة Empty الحياة الطيبة

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الأربعاء 12 أغسطس - 14:11:50

    الحياة الطيبة
    أيها الإخوة في الله: ما هي الحياة الطيبة؟ أهي في سلامة الجسم من الأمراض والعاهات. أم في طهارة النفس من الشوائب والنزوات. وهل هي في توافر حاجات الجسد من طعام وشراب؟ أم في توافر حاجات النفس من سمو وسكينة. وهل هي في جمع الدرهم والدينار ثم الانغماس في المتع والملذات الحسية؟ أم في تزكية النفس وتحليتها بالفضائل الإنسانية، والسمو بها إلى معارج القدس الربانية؟ الحياة الطيبة ... أيها الأخوة المؤمنون ليست عروقاً تنبض فيها الدماء، ولا أعصاباً تنتقل عبرها الأحاسيس فحسب، ولكنها قلوب عرفت ربها فاستغنت به عمن سواه، ونفوس سمت إليه ففنيت في محبته. الحياة الطيبة... تحرير للنفس من قيود المادة وأغلال الشهوات ثم تسبيحها في ملكوت الأرض والسماوات. الحياة الطيبة... سمو الإنسان عن حاجات جسده الفاني دون أن يهملها، والاستجابة لحاجات نفسه الخالدة دون أن ينسى حقوق الآخرين. وفوق ذلك فالحياة الطيبة ... راحة بال وعافية بدن ، وتوافر حاجة وسمو مكانة، وطيب زوجة، وصلاح ذرية. قال تعالى: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾. الحياة الطيبة ليست دنيا "أو" آخرة، وإنما هي دنيا وآخرة، الحياة في حقيقتها كما طَبَعها المولى سبحانه مرحلتان: مرحلة مشهودة معايشة، ومرحلة غيبية مؤجلة، فالأولى للزرع، والثانية للحصاد، الأولى عمل، والثانية حساب، الأولى معبر، والثانية مستقر، والأخذ بمرحلة دون أختها هو الذي ينشئ الخلل والاضطراب وسوء التعامل معهما، بسبب خطأ الفهم لطبيعة كل مرحلة وخصائصها والمتوقع منها. في تاريخ الحياة القريب والبعيد مُثُل صارخة تحض الأفراد والجماعات على الخير، وتزين لهم عقبى الإيمان والطاعة، وتوضح لهم مصائر الكفر والفسوق، وتكشف للأخلاف الذين نبتوا على أنقاض الأسلاف أن القدر الساهر لا يستبعد عليه أن يؤاخذ الآخرين بما أخذ به الأولين. ﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴾. والتلويح بما في حياة الفضيلة من استقرار وسكينة، وبما في حياة الجريمة من قلق وخطر، نُصح صادق لا ريب فيه، وليس مستغربا - وأنت تغري بالعفة- أن تندد بحياة الفاحشين الطامعين. وليس مستغربا - وأنت تحذر من الخيانة- أن تنوه بحياة الأمناء الآمنين على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم. وفى القرآن الكريم أمثلة شتى لهذا اللون من التوجيه النافع القريب٬ قال الله تعالى: ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ﴾. وقال: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾. وقال: ﴿وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ﴾. وجاء على لسان نوح عليه السلام وهو يبين إلى قومه الحياة الطيبة والإيمان ويرغبهم في قبوله: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً ﴾. وليست هذه الوعود زخرفا من القول، أو أماني تخدع بها الناس ليقادوا عن طريقها إلى الحق، كلا، فسنة الله في عباده أن الحياة الطيبة والأمان جزاء الإيمان، وأن العقوبة جزاء الكفران، وأن التمتع في الدنيا باللذات والطيبات شرع ابتداء للمؤمنين، وإنما شركهم غيرهم فيه لعلل طارئة. فإذا انزاحت هذه العلل - وستزول حتما في الآخرة- خلص للمؤمنين وحدهم هذا المتاع وذلك معنى قوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ إن الحياة الدنيا دار ابتلاء بالواجبات، ثقيلها وخفيفها، والأقدار خيرها وشرها. والناس يخلطون حين يسوون بين مغارم الاختبار الذي لابد منه وبين نتائج الفوز أو الإخفاق فيه. إن الجيش الذي يكسب المعركة يفقد بعض القتلى، فهل ما فقده في صراعه يخدش من قيمة النتائج التي بلغها!! إن الله وعد الصالحين حياة طيبة، ولكن لم يعدهم أن يحصلوا على هذا الصلاح المنشود دون جهد يبذلونه..!! وثم أمر يجب أن نعرفه. إن الآلام ليست سواء. هناك آلام وضيعة وأخرى رفيعة. فالذين يحكم عليهم بالسجن عشرين سنة في الأشغال الشاقة يتعرضون لشقاء لا ريب فيه جزاء جرائمهم. بيد أن هناك من الرجال الأحرار من يقضون أعمارهم في كد موصول وأعباء جسام، برا بربهم وجهادا لدينهم، وإعزازا لإخوانهم. وشتان بين ألم هؤلاء وألم أولائك . لا تشكن في جدوى الاستقامة. إن معيشة التقى والطاعة تورث الصحة البدنية والنفسية، وتوفر الراحة المادية والأدبية، وتحفظ لصاحبها في آجل أمره وعاجله أنصبة من الخير يستحيل أن تتاح لغيره. لا تشكن في جدوى الصلة بالله وإيثار ما عنده. إن الصديق الكريم لا يضيع صديقه، فبئس الظن بالله أن تحسبه يضيع أولياءه أو يتنكر لهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت الدنيا همه فرق الله عليه شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلى ما كتب له. ومن كانت الآخرة همه جمع الله عليه شمله، وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة، وما أقبل عبد على الله بقلبه إلا كان الله إليه بكل خير أسرع )). إن حياة الخسة والفسوق لا تجر إلا الشقاء على أصحابها وعلى المجتمع، وفى الحديث (( لم تظهر الفاحشة في قوم قط إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم )). أما الإحسان فإن أثره يتبعه، عافية وارتقاء وخيرا وتوسعة. بل إن بركة الإحسان تتعدى المؤمن إلى الكافر فيحيا في كنفها أهدأ نفسا مما لو أساء.
    الحمد لله رب العالمين


    اللغة الإيطالية على الرابط التالي


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 0:47:34