Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

صفات عباد الرحمن -الجزء الثاني Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    صفات عباد الرحمن -الجزء الثاني

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    صفات عباد الرحمن -الجزء الثاني Empty صفات عباد الرحمن -الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد السبت 15 أغسطس - 13:53:27

    صفات عباد الرحمن -الجزء الثاني
    الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا  قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كرّم بني آدم وحملهم في البر والبحر وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلاً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيّه وخليله وخيرته من خلقه، تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على طريقهم واتبع هداهم إلى يوم الدين.... عباد الله: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى اللهِ جل وعلا، وأن نقدمَ لأنفسِنا أعمالاً تبيضُ وجوهَنا يوم نلقى اللهَ، يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ. يَوْمَ تَأْتِى كُلُّ نَفْسٍ تُجَـٰدِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ . يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَـٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَـٰرَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ . يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْء مِنْ أَخِيهِ وَأُمّهِ وَأَبِيهِ وصاحبته وَبَنِيهِ لِكُلّ امرئ مّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ. فاتقوا الله عباد الله؛

    في جمعة ماضية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] قلنا أن عباد الرحمن هم المثل الحية الواقعية للفئة التي أراد الإسلام تكوينها بمنهجه التربوي الخاص. جاءت خصال عباد الرحمن في خاتمة سورة الفرقان للإشارة إلى أن القرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم قد اشتمل على الرسالة الربانية والمنهج الإلهي الذي من شأنه أن ينشئ فئة من الناس هذه أوصافها وخصائلها. وهي شهادة ضمنية لرسول الله صلى الله عليه وسلم بنجاح دعوته. وجاءت هذه الصفات من خلال اثني عشر خُلقاً هي من أسس الأخلاق الإسلامية. وقد تناولنا منها صفتا التواضع والحلم. واليوم نتحدث بإذن الله تعالى عن الصفات المتبقية. ثالثا: التهجد: وبعد ذكر تعاملهم مع أنفسهم وتعاملهم مع غيرهم، ذكرت صلتهم بخالقهم المحسن إليهم، وخصوا الليل بالصلاة والقيام ليكون أبعد عن الرياء، ولأن الخشوع فيه أكثر، كما أشارت الآيات الكريمة إلى هذه الحقيقة ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ المزمل 6. وعندما علّل الرب عزَّ وجلّ لتبوئ المتقين الجنات والعيون، ذكر قيامهم الليل: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ الذاريات 15 - 18. فعباد الرحمن نهارهم في خشوع، وليلهم في خضوع وتذلل لباريهم عزَّ وجلّ. رابعا: الخوف من سوء المآل والمصير: إن المؤمن يعيش بين الخوف والرجاء، فعباد الرحمن على الرغم من صلاتهم وقيامهم بالليل، يلجؤون إلى ربهم العلي القدير أن يجنبهم سوء العاقبة، فلا يحتفلون بأعمالهم، ويخشون ردها عليهم ويتهمون أنفسهم بعدم القيام بها على الوجه الأكمل من صدق النية والتوجه والإخلاص فيها، كما قال الله تعالى عنهم: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ المؤمنون 60 - 61. خامسا: ترك الإسراف والتقتير في الإنفاق: إن الإسلام دين العدل والوسطية في جميع شؤون الحياة، والمسلم يلتزم الخلق الوسط فكلا طرفي الأخلاق ذميم، وهو التوجيه الرباني لرسوله الكريم: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ الإسراء 29، وإذا علمنا أن ذاك التوجيه جاء بعد النهي عن منع الحقوق الواجبة، علمنا أن الاعتدال في الإنفاق يكون في الأمور الخاصة بالاستمتاع والشهوة. ولا يسمى الإنفاق في الخير سرفاً (فلا سرف في الخير)، جاء ذلك بعد قوله تعالى: ﴿ وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ الإسراء 26 - 27. سادسا: البعد عن الشرك: قد يستغرب المتدبر للآيات الكريمة المشتملة على صفات عباد الرحمن نفي الشرك عنهم ونفي القتل، ونزاهتهم عن الزنى، بعد ذكر تحليهم تلك الخصال العظيمة، من التواضع والحلم، وقيام الليل، والوجل من الله، والعدالة في الإنفاق، فما الحكمة في ذكر هذه القبائح العظيمة في هذا السياق؟. أجاب بعضهم: أن الحكمة التعريض بما كان عليه أعداؤهم من الكفار، فكأنه قيل لهم: والذين طهرهم الله تعالى وبرأهم مما أنتم عليه معشر الكفار من الإشراك، وقتل النفس المحرمة كالموءودة والزنا. وسواء أدركنا الحكمة من ذكر هذه الخصال الذميمة في السياق أو لم ندرك، فإن التذكير بالابتعاد عنها من الأمور الهامة جداً. سابعا: اجتناب القتل: لقد حرم الإسلام قتل النفس المعصومة إلا في حالات تستحق النفس فيها القتل، لأنها ارتكبت من الجرائم ما أزال عصمتها. قال بعض العلماء: إن الشرك والقتل والزنى كلها صور للقتل، فالشرك قتل للنفس بتخليدها في النار، وقتل الغير قتل جلي. والنوع الثالث من القتل هو القتل الخفي بتضييع نسب الولد بالزنى. ثامنا: النزاهة عن الزنى: إن الإسلام نظّم الغرائز لدى الفرد فلم يطلق العنان لإشباعها، كما لم يحاربها ويكبتها لأن لها دوراً وظيفياً ينبغي أن تؤديه، وعلى رأس هذه الغرائز غريزة الجنس وحب البقاء. إن الإسلام يهدف إلى تربية مجتمع متماسك سليم من الآفات الاجتماعية، نظيفاً من اختلاط الأنساب متماسك اللبنات، فشرع الإسلام شرائعه لحماية الكليات الخمس: الدين، العقل، العرض، النفس، المال. فأقام صرح المجتمع الإسلامي على اللبنة الأولى (الأسرة). ووضع لها من التشريعات ولأفرادها من الحقوق والواجبات ما يجعلها نقية صافية من الشوائب، ووضع سياجاً من التشريعات للحفاظ على قدسية العلاقة الزوجية وسمى عقد الزوجية ميثاقاً غليظاً. ﴿ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ النساء 21. تاسعا: التوبة: من لطف الله بعباده أن فتح لهم طريق الرجوع إلى باريهم، ولم يوئسهم من رحمته مهما عظم الذنب واستمر فيه العاصي، وتوغل في المفاسد، وفي التمرد على خالقه ورازقه. ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ الزمر 53. عاشرا: تجنب الكذب (الترفع عن حضور مجالس الزور واللغو): إن من أشد أنواع الكذب: الزور، فأثر هذه الجريمة مضاعف، لأن الأصل في الشهادة أن تكون عوناً لإبراز الحق وإيصاله إلى صاحبه، فإذا حرّف الشهادة ومال بها عن حقيقتها يكون قد عطل الشهادة عن أداء دورها، والثانية يكون قد ساهم في إلحاق الظلم بآخرين وتمكين أهل الباطل من تحقيق مآربهم. لذلك قرن الزور بالشرك في أكثر من نص في القرآن الكريم وفي السنّة النبوية: كما في قوله تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ الحج 30. وفي حديث رواه البخاري ومسلم عن أبي بكرة أضاف إلى الإثمين العظيمين إثماً ثالثاً وهو عقوق الوالدين - حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت)). إحدى عشر: قبول المواعظ: إن من صفات المؤمنين عباد الرحمن أخذ العظة والعبرة من كلِّ شيء، وعلى رأس ما يتعظ به آيات الله المنزلة على رسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا سمع آيات الذكر الحكيم تتلى، أو كان على وضع فيه عليه ملحظ فذكّره أحد الناصحين بآيات من كلام الله، لم يردها عليه بل وعيها وفهم معناها متدبراً لما تهدي إليه، مقارناً حاله على ضوء هداية الآية بما ينبغي أن يكون الحال عليه، ثم عدّل من سلوكه وفعله وقوله. ولم تأخذه العزة بالإثم فيركب رأسه ويرد على ناصحه بما لا يليق. إن شأن المؤمن شأن أنبياء الله ورسله الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ مريم 58. اثنى عشر: الابتهال إلى الله تعالى: من الصفات الحميدة بل من أصول العبادة الابتهال إلى الله تعالى بالدعاء والالتجاء إليه في كل شيء، فالدعاء مخ العبادة، ولئن كان الدعاء مرغوباً فيه في شؤون الحياة الدنيا ما قل منه وما كثر، وما دق منه وجلّ. وما عز منه أو توفر، فإن الدعاء لأمور الآخرة أهم وأعظم، ولئن كانت القضايا التي تجمع بين زينة الحياة الدنيا وبين أجر الآخرة تكون في مقام رفيع لدى الإنسان، فإن على رأس كل ذلك الذرية الصالحة فبها تقر الأعين في الحياة الدنيا وهي استمرار لعمل المرء بعد مماته وانقطاع عمله
    والحمد لله رب العالمين


    اللغة الإيطالية على الرابط التالي


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 6:03:46