حدود الله
إن أحد الأمور التي قررها القرآن الكريم، أن الكون كله لله سبحانه وتعالى، ليس فيه شريك وهو سبحانه يفعل ما يشاء، ولا يُسأل عما يفعل، قال تعالى: ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً ﴾ المزمل 9. وقال سبحانه: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ الأنعام 164. والرب في هاتين الآيتين وأمثالهما يعني المالك، قال تعالى: ﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ الفرقان 2. وقد سخر الله سبحانه الأرض والسماء للإنسان، قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ لقمان 20. وقال أيضاً: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ الْأَنهَارَ وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾ إبراهيم 32 – 33. كما أباح الله تعالى له التصرف في ملكه، فلاحظْ قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ الملك 15. وقال أيضاً: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ البقرة 60. لكن هذا التصرف الذي أباحه سبحانه لعباده في ملكه، لم يطلقه على عواهنه دون تحديد وتقيـيد، فلم يطلق أيديهم، وإنما حددهم بحدود عرّفها لهم، وأباح لهم التصرف ضمن هذه الحدود، وحرّم عليهم التصرف في ملكه خارجها، وقد نهانا الله تعالى عن تجاوز حدوده، فقال سبحانه: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ﴾ البقرة 229. وقال: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ﴾ البقرة 187. في المنهيات لا تقترب، في المباحات لا تتجاوز الحد الذي حده الله لك، في المنهيات لا تقترب لأن المعاصي التي نهى الله عنها بحسب الآيات الكريمة لها قوة جذب، لذلك لم ينهَ الله عن مباشرتها بل نهى عن الاقتراب منها، تماماً كما أنك قرأت على لوحة إلى جانب تيار عالي التوتر: ممنوع الاقتراب، لأن هذا التيار عالي التوتر فيه قوة جذب للإنسان فإذا دخل مسافة معينة جذبه التيار وجعله فحمة سوداء، فالتحذير يكون لا تقترب من التيار. الذي لا يهرب من أسباب الخطيئة يقع فيها، والذي يمارس أولى خطوات الخطيئة لا بد من أن يصل إلى نهاية الخطيئة. ليس في القرآن كله نهي عن الزنى، بل هنالك نفي: ﴿ وَلَا يَزْنُونَ ﴾ الفرقان 68. الشيء المؤكد أن هناك نهي عن مقدمات الزنى مثلا: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ﴾ الإسراء 32. هنالك نهي عن الاقتراب من مال اليتيم: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ ﴾ الأنعام 152. بشكل عام: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ﴾ البقرة 187. أما حينما سمح الله لك بشيء لا تجاوزه إذا ما حرمه عليك، لو أن الله سبحانه وتعالى سمح لك أن تأكل شيئاً محرماً عند الضرورة لكن الضرورة تقدر بقدرها، فإذا كان يُجزئك من أجل أن تحافظ على حياتك بلقمتين ينبغي ألا تأكل الثالثة، الذي سمح الله لك به ينبغي ألا تزيد عليه، المسموح لا تعتدوه، الممنوع لا تقربوه، هذه حدود الله عز وجل. عن رسول الله صلى عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدَّ حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمةً لكم، غير نسيانٍ، فلا تبحثوا عنها)). وحدَّ حدوداً فلا تعتدوها، هناك أشياء احتمالية، فيها حد ما قبله مباح، ما بعده محرَّم؛ هناك نقطة دقيقة جداً، إن الحكمة البالغة من الأشياء التي حرمها الله، والحكمة البالغة من الأشياء التي فرضها الله، والحكمة البالغة من المباحات التي حدَّ الله لها حدوداً، هذه الحكم لا تقلُّ عن حكمة الأشياء التي سكت عنها الشرع، لم يحللها، ولم يحرمها، لأن القاعدة الأساسية الأصولية: الأصل في الأشياء الإباحة، والأصل في العبادات الحظر. " إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها" ما تتوقف عليه سلامتكم، وسعادتكم. ومن تركها فقد هلك، إياكم أن تضيعوها، وهناك أشياء مباحة إلى حدّ، ومحرمة إلى حدّ ثان، عبَّر عنها القرآن: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ﴾ البقرة 229.
أيها الأخوة، الحلال بيّن والحرام بيّن، وهذه من نعم الله علينا، أي لا أحد يسأل أنني إذا عملت عملاً حلالاً مشروعاً وكسبت مالاً حلالاً مشروعاً واشتريت به طعاماً أيجوز أن آكل هذا الطعام؟! طبعاً يجوز بديهة، فهذا حلال بيِّن، أما أن تأكل مالاً حراماً، أو أن تعتدي على عرض امرأة، أو أن تأخذ ما ليس لك، هذا حرام قطعاً، فالحلال بيّن والحرام بيّن، ولكن المشكلة لا في الحرام لأنه بيّن، ولا في الحلال لأنه بيّن، ولكن المشكلة في الأمور المتشابهة التي تشبه الحلال تارةً وتشبه الحرام تارةً أخرى، لذلك الحديث الشريف الصحيح: ((إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، من وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل مَلك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه)). أيها الأخوة، ماذا يعني أن يحرم الله عليك أو أن يحل لك؟ أي أنه أعطاك خبرة الخبير فأنت وفرت الوقت الطويل، والجهد الكبير، والتدمير الشامل، بالضبط، أنت أمام كرة معدنية مقطعة إلى مربعات ولها نتوء، أنت تقول يا ترى قنبلة هذه؟ لعلها قنبلة؟ أو لعلها كرة؟ أو لعلها جهاز؟ أو لعلها لعبة؟ لو أردت أن تمتحن هذه القطعة بنفسك، وحركت هذا النتوء فإذا هي قنبلة تنفجر، هل لك من وقتك ما تنتفع بهذه الخبرة، جربت فدمرت، لكن لو قال لك خبير: هذه قنبلة إياك أن تنزع فتيلها، هذا الخبير أنقذ حياتك، طبعاً هذا المثل صارخ وحاد، ولكن أشياء كثيرة الإنسان يُدَمر بها لأنه جربها بنفسه ولم يسأل الخبير، والله عز وجل يقول: ﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ فاطر 14. حينما تأتمر بما أمر الله، وتنتهي عما نهى الله عنه لا تدمر نفسك، الصحابة الكرام رأوا عظم مقام النبي عليه الصلاة والسلام فاجتهدوا أنهم كي يبلغوا مرتبةً يرضى الله عنها ينبغي أن يمتنعوا عن الزواج، وبعضهم يمتنع عن تناول اللحم، وبعضهم يمتنع عن الإفطار فيصوم، بلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام، فجمع أصحابه وخطب بهم وقال: ((أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)). إذاً الشيء الذي أحله الله ينبغي أن تأخذه وأنت مطمئن، والذي حرمه الله عز وجل ينبغي أن تبتعد عنه وأنت مطمئن، أما أن تحلل أو تحرم، أما أن تتوهم أن الذي أحله الله لك لا ينفعك فتُحرمه على نفسك هذا من الجهل الفاض
إن أحد الأمور التي قررها القرآن الكريم، أن الكون كله لله سبحانه وتعالى، ليس فيه شريك وهو سبحانه يفعل ما يشاء، ولا يُسأل عما يفعل، قال تعالى: ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً ﴾ المزمل 9. وقال سبحانه: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ الأنعام 164. والرب في هاتين الآيتين وأمثالهما يعني المالك، قال تعالى: ﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ الفرقان 2. وقد سخر الله سبحانه الأرض والسماء للإنسان، قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ لقمان 20. وقال أيضاً: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ الْأَنهَارَ وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾ إبراهيم 32 – 33. كما أباح الله تعالى له التصرف في ملكه، فلاحظْ قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ الملك 15. وقال أيضاً: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ البقرة 60. لكن هذا التصرف الذي أباحه سبحانه لعباده في ملكه، لم يطلقه على عواهنه دون تحديد وتقيـيد، فلم يطلق أيديهم، وإنما حددهم بحدود عرّفها لهم، وأباح لهم التصرف ضمن هذه الحدود، وحرّم عليهم التصرف في ملكه خارجها، وقد نهانا الله تعالى عن تجاوز حدوده، فقال سبحانه: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ﴾ البقرة 229. وقال: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ﴾ البقرة 187. في المنهيات لا تقترب، في المباحات لا تتجاوز الحد الذي حده الله لك، في المنهيات لا تقترب لأن المعاصي التي نهى الله عنها بحسب الآيات الكريمة لها قوة جذب، لذلك لم ينهَ الله عن مباشرتها بل نهى عن الاقتراب منها، تماماً كما أنك قرأت على لوحة إلى جانب تيار عالي التوتر: ممنوع الاقتراب، لأن هذا التيار عالي التوتر فيه قوة جذب للإنسان فإذا دخل مسافة معينة جذبه التيار وجعله فحمة سوداء، فالتحذير يكون لا تقترب من التيار. الذي لا يهرب من أسباب الخطيئة يقع فيها، والذي يمارس أولى خطوات الخطيئة لا بد من أن يصل إلى نهاية الخطيئة. ليس في القرآن كله نهي عن الزنى، بل هنالك نفي: ﴿ وَلَا يَزْنُونَ ﴾ الفرقان 68. الشيء المؤكد أن هناك نهي عن مقدمات الزنى مثلا: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ﴾ الإسراء 32. هنالك نهي عن الاقتراب من مال اليتيم: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ ﴾ الأنعام 152. بشكل عام: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ﴾ البقرة 187. أما حينما سمح الله لك بشيء لا تجاوزه إذا ما حرمه عليك، لو أن الله سبحانه وتعالى سمح لك أن تأكل شيئاً محرماً عند الضرورة لكن الضرورة تقدر بقدرها، فإذا كان يُجزئك من أجل أن تحافظ على حياتك بلقمتين ينبغي ألا تأكل الثالثة، الذي سمح الله لك به ينبغي ألا تزيد عليه، المسموح لا تعتدوه، الممنوع لا تقربوه، هذه حدود الله عز وجل. عن رسول الله صلى عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدَّ حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمةً لكم، غير نسيانٍ، فلا تبحثوا عنها)). وحدَّ حدوداً فلا تعتدوها، هناك أشياء احتمالية، فيها حد ما قبله مباح، ما بعده محرَّم؛ هناك نقطة دقيقة جداً، إن الحكمة البالغة من الأشياء التي حرمها الله، والحكمة البالغة من الأشياء التي فرضها الله، والحكمة البالغة من المباحات التي حدَّ الله لها حدوداً، هذه الحكم لا تقلُّ عن حكمة الأشياء التي سكت عنها الشرع، لم يحللها، ولم يحرمها، لأن القاعدة الأساسية الأصولية: الأصل في الأشياء الإباحة، والأصل في العبادات الحظر. " إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها" ما تتوقف عليه سلامتكم، وسعادتكم. ومن تركها فقد هلك، إياكم أن تضيعوها، وهناك أشياء مباحة إلى حدّ، ومحرمة إلى حدّ ثان، عبَّر عنها القرآن: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ﴾ البقرة 229.
أيها الأخوة، الحلال بيّن والحرام بيّن، وهذه من نعم الله علينا، أي لا أحد يسأل أنني إذا عملت عملاً حلالاً مشروعاً وكسبت مالاً حلالاً مشروعاً واشتريت به طعاماً أيجوز أن آكل هذا الطعام؟! طبعاً يجوز بديهة، فهذا حلال بيِّن، أما أن تأكل مالاً حراماً، أو أن تعتدي على عرض امرأة، أو أن تأخذ ما ليس لك، هذا حرام قطعاً، فالحلال بيّن والحرام بيّن، ولكن المشكلة لا في الحرام لأنه بيّن، ولا في الحلال لأنه بيّن، ولكن المشكلة في الأمور المتشابهة التي تشبه الحلال تارةً وتشبه الحرام تارةً أخرى، لذلك الحديث الشريف الصحيح: ((إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، من وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل مَلك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه)). أيها الأخوة، ماذا يعني أن يحرم الله عليك أو أن يحل لك؟ أي أنه أعطاك خبرة الخبير فأنت وفرت الوقت الطويل، والجهد الكبير، والتدمير الشامل، بالضبط، أنت أمام كرة معدنية مقطعة إلى مربعات ولها نتوء، أنت تقول يا ترى قنبلة هذه؟ لعلها قنبلة؟ أو لعلها كرة؟ أو لعلها جهاز؟ أو لعلها لعبة؟ لو أردت أن تمتحن هذه القطعة بنفسك، وحركت هذا النتوء فإذا هي قنبلة تنفجر، هل لك من وقتك ما تنتفع بهذه الخبرة، جربت فدمرت، لكن لو قال لك خبير: هذه قنبلة إياك أن تنزع فتيلها، هذا الخبير أنقذ حياتك، طبعاً هذا المثل صارخ وحاد، ولكن أشياء كثيرة الإنسان يُدَمر بها لأنه جربها بنفسه ولم يسأل الخبير، والله عز وجل يقول: ﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ فاطر 14. حينما تأتمر بما أمر الله، وتنتهي عما نهى الله عنه لا تدمر نفسك، الصحابة الكرام رأوا عظم مقام النبي عليه الصلاة والسلام فاجتهدوا أنهم كي يبلغوا مرتبةً يرضى الله عنها ينبغي أن يمتنعوا عن الزواج، وبعضهم يمتنع عن تناول اللحم، وبعضهم يمتنع عن الإفطار فيصوم، بلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام، فجمع أصحابه وخطب بهم وقال: ((أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)). إذاً الشيء الذي أحله الله ينبغي أن تأخذه وأنت مطمئن، والذي حرمه الله عز وجل ينبغي أن تبتعد عنه وأنت مطمئن، أما أن تحلل أو تحرم، أما أن تتوهم أن الذي أحله الله لك لا ينفعك فتُحرمه على نفسك هذا من الجهل الفاض