خطبة عرفة لعام 1430
[right] [size=18]فضيلة الشيخ / عبد العزيز آل الشيخ مفتى عام المملكة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
أما بعد ،،،
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى يا أيها الناس يا من خلقكم الله من ذكر وأنثى يا من خلقكم الله لعبادته يا من وصل إليكم الرسل مبشرين ومنذرين { يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} معشر المسلمين يا من فتح الله قلوبكم لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم يا من جعلكم الله شهداء على الناس حجاج بيت الله الحرام ، يا من استجبتم لنداء الله وقدمتم من كل فج عميق إلى هذا البيت العتيق ، يا معشر المسلمين ، يا من ينتظرون العيد السعيد ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي وصية الله من فوق سبع سماوات للأولين والآخرين { ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله } وهي وصية محمد صلى الله عليه وسلم قال العرباد بن سارية ( وعظنا رسول صلى الله عليه وسلم موعظة ظرفت منها العيون ووجلت منها القلوب قلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ) تقوى الله خير واق عن المعاصي ورادع عن الآثام ، تقوى الله خير واعظ للعبد في حله وترحاله وشهوده وغيبيته فاتقي الله أيها العبد في ليلك ونهارك وسرك وجهارك ، اتقي الله في كل أحوالك ، اتق الله في تعاملك مع ربك ، ليكن التقوى سياجاً منيعاً يحول بينك وبين معاصي الله ، كلما عظمت التقوى في القلب كثرت الطاعات وقلت المعاصي ،
أيها المسلم :
ليكن التقوى منهجاً في حياتك كلها ، فبتقوى الله تعظم أوامره بانتزالها وتعظم نواهيه باجتنابها ، بتقوى الله تعظم حرمات الله وشعائره ، بتقوى الله تحترم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم ، بتقوى الله تعطي الحقوق لأهلها ، بتقوى الله جل جلاله تبتعد عن ظلم العباد وبتقوى الله تكون عضواً صالحاً في أمتك ولبنة في بناء مجتمعك المسلم ، وبتقوى الله تقول الكلمة الطيبة ،وجميع ذلك وقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )
أمة الإسلام :
إن الله خلق الثقلين ـ الجن والإنس ـ لعبادته وحده لا شريك له ، ولأجل هذه الغاية خلق الله آبانا آدم بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه وزوجته الجنة فأزلهما الشيطان عنها فأهبطهما إلى الأرض ، فكان آدم خليفة في الأرض وأول نبي لبنيه وعقبه ، فعاش آدم وعاشت ذريته عشرة قرون على التوحيد ، يدينون لله بعبادته وحده لا شريك له ، حتى إذا فشي الشرك في الأرض وعبد غير الله وانحرف الناس عن دينهم وتمكنه الشيطان من إغوائهم بعث الله بعد عشرة قرون متعاقبين متواترين مبشرين ومنذرين ، أنزل عليهم الكتب وأيدهم بالمعجزات ليهدوا الناس إلى الطريق المستقيم ويستنقذوهم من وساوس الشيطان وضلالته ،
أيها المسلمون :
ولقد واجه الرسل من قومهم أصنف من الأذى من التكذيب والسخرية والاستهزاء والدسائس والمؤامرات ، اتهموهم في عقولهم فوصفوهم بالسفه ، قال قوم نوح { إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين } وقال قوم هود لهود { إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين } وقال فرعون عن موسى { إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون } اتهموهم في إخلاصهم فزعموا أنه يريد الدنيا وزخرفها ، قال قوم نوح عن نوح { ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم } وقال فرعون لموسى { أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين } وأعلنوا تكذيبهم لأنبيائهم ،{ كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد } ومع هذه المعارضات فالله ناصر رسله ومؤيدهم وكان للقار مرصاد فأذاق المكذبين العذاب الأليم ،
أيها المسلمون :
وتوج الله دعوة الرسل بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم ، جعله خاتم الأنبياء وأفضل الأنبياء ، بعثه والناس في أمس الحاجة إليه ، في جهل وتقاتل وتناحر وإتلاف ، قبائل شتى وأمم متمزقة ، لا رابط يربطهم ولا راية تجمعهم ، شغلتهم الحروب والغارات ، فلا عقيده تحميهم ولا شريعة تهديهم ، يعيشون في الظلم والأوهام ، قلوب قاسية ونفوس حائرة ، تنوع اختلافهم وضلالاتهم ،
فأهل الكتاب حرفوا كتبهم ونسبوا إلى الله الصاحبة والولد ونسوا تعاليهم أنبيائهم ،والعرب الجاهليون انحرفوا عن ملة الخليل فعبدوا الأوثان ووأدوا البنات وقتلوا الأولاد واستحلوا الفواحش والقبائح ، والوثنية الظالمة بأقنابها في أرجاء المعمورة ، عبد البشر بعضهم بعضاً فعبد غير الله ، عبدت النار والظلمات والنور ، بل عبد الشياطين من دون
الله ، وفي وسط هذا الجو المتفهل بالظلم والظلام والجهالات والبدع بعث الله سيد الأولين والآخرين محمداً صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور وقد صور جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه واقع العالم العربي قبل الإسلام فقال مخاطباً للنجاشي" كنا قوماً أهل جاهلة نعبد الأوثان ونستبيح الفواحش ونأكل الميتة ونسيء الجوار ونقطع الرحم ويأكل قوينا ضعيفنا حتى بعث الله رسول منها نعرف صدقه وحسبه ونسبه وعفافه وطهارته فدعانا إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن نترك ما كنا نعبد وآباؤنا من الأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الجوار وصلة الرحم والكف عن المحارم ، ونهانا عن الفواحش وشهادة الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا بعبادة الله وبالصلاة فصدقناه وآمنا به واتبعناه فأحللنا ما أحل وحرمنا ما حرم علينا فعبدنا الله وتركنا ما كنا عليه من القبائح فعدى علينا قومنا ، فتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأصنام وأن نستبيح القبائح التي استبحناها " هكذا صور وقاعهم المرير ، إن محمداً صلى الله عليه وسلم بعثته ليست بدعاً من الرسل { قل ما كنت بدعاً من الرسل } هو دعوة الخليل { ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم} وهو بشرى عيسى إذا أخبر الله عن عيسى أنه قال لقومه { إني رسول الله إليكم مصدقاًَ لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } وهو أولى الناس بإبراهيم وبسائر الأنبياء لأنه وأمته صدقوا جميع أنبياء الله ، { قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون } { إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين } لقد واجه صلى الله عليه وسلم من التحديات ما واجهوا إخوانه الأنبياء ، ذلك أهل الكفر والباطل يتواصون بعداء الرسل { وكذلك جعلنا كل لنبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً } { أتواصوا به بل هم قوم طاغون } فوصفوه بالجنون والشعر ، قال تعالى عنهم أنهم إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ؟! ، وصفوه بالكذب والسحر { وعجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا ساحر كذاب } نظروا إليه نظرة الإذدراء { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر }
عابوا عليه كونه بشراً من جنسهم يأكل كما يأكلون قال تعالى { وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا نزل إليه ملك فيكون معه نذيراً } إذا رأوا قولهم حوله سخروا منهم وقالوا { أهؤلاء من الله عليهم من بيننا } ثم سعوا إلى حجب الناس عن سماع القرآن والتشويش عند سماع القرآن { وقالوا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } هذه المعارضات منهم وهم يعلمون صدقه وأنه الصادق الأمين { فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون } هاجر إلى المدينة فحاربوه وقاتلوه وقتلوا أعز أقربائه إليه، وضعوا في طريقه العراقيل وأشاعوا الأقاويل وأرجفوا بالأباطيل ، وأيدهم اليهود والمنافقون تمالؤا معهم على عداوته فآذوه في نفسه وأهله وأصحابه ، كل تلك العداوات لكن الله عز وجل نصر الإسلام وأعلى راية الإيمان فما هي إلا سنوات حتى دخل مكة فاتحاً منتصراً بنصر الله له ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ، وما مات وأنتقل إلى الرفيق الأعلى إلا وقد أكمل الله به الدين وأتم به النعمة وتركنا على المحاجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك ، فصلوات الله وسلامه عليه ، وبعد موته صلى الله عليه وسلم واجه المسلمون تحدياً كبيراً لارتداد كثير من العرب عن الإسلام ولكن الله هيأ الصديق الذي قوى الله قلبه وملئه إيماناً فأعادهم إلى حظيرة الإسلام وقاتلهم حتى انقادوا للإسلام بل قاتلهم خارج الجزيرة حتى عادوا للإسلام حقاً ، واستمر
الخلفاء بعده يدعون إلى الله ، وهذا الدين شاع في مشارق الأرض ومغاربها ودخل الناس في دين الله أفواجاً عن قناعة بهذا الدين وأخلاقه وحلت الحضارة الإسلامية بقوتها وصلابتها مكان الحضارات الأخرى ، واستوعب هذا الدين الناس على اختلاف أجناسهم ولغاتهم و وثقافتهم ، عاشوا تحت راية الإسلام الواسعة وفي ظل أخلاقه السمحة وتعليماته الربانية ، ولكن الأمة تواجه في مختلف مراحل تاريخيها عداوة ومؤامرات وتحديات من أعدائها أو من بعض المتعاونين معهم على الضلال ، ولكن الله ينصر هذا الدين ، لا يزال قوياً شامخاً ، وقد يضعف في نفوس أهله أحياناً وسرعان ما يستعيد قوته ونشاطه وينتشر في الأرض لأنه الدين الحق والفطرة التي فطر الله عليها الناس ، إن أعداء الأمة اليوم هم أعداؤها بالأمس ولو تنوعت الأساليب واختلفت على حسب اختلاف الأزمان والأحوال ، ولكن الأمة لا تزال في عصورها المتأخرة تعاني من بعض التحديات العظيمة والأخطار الكبيرة فمن تكلم التحديات الانحارف العقدي عند بعض أفراد بعض المسلمين الذين استبدلوا العقيدة الصحيحة بالمبادئ الكفرية
والمناهج المنحرفة عن الإسلام ونفد بعضهم بقلمه السموم والإلحاد والتشكيك في دين الله وبعضهم قدس بعض البشر فرعه عن منزلته وأعطوه من خصائص الإلوهية والربوبية وزعموا سقوط التكاليف والواجبات عنهم فبعدوهم من دون الله واتخذوهم وسائط بينهم وبين الله ، بل بنوا على قبورهم وطافوا بها تعظيماً لأهل القبور والضرائح والقباب وما نحو ذلك ، واختفى توحيد الله الذي بعث به محمداً صلى الله عليه وسلم ، مما يدل على أن الاهتمام بهذه العقيدة والعناية بها والدعوة إليها من أجل المهمات وأعظم الواجبات ،
وهناك أيضاً تحدياً آخر يتعلق بالتشكيك برسول الله وبالقدح فيه وفي سنته ، ذلك أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم شرط من شروط الإيمان ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) ولما علموا أعداء الإسلام ما في قلوب المؤمنين من محبة هذا النبي الكريم وموالاته ونصرته آذوا بالقدح في رسول الله والتشكيك في سنته بأقوال رديئه وما علم أولئك أن الله جعل الذلة لمن عاداه ، كما قال جل وعلا { إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين } وأن الله جل وعلا كتب الصغر على من عاداه { إن شانئك هو الأبتر } وأن الواجب على الأمة المسلمة الدفاع عن سنة محمد صلى الله عليه وسلم ، ودفع كل الشبه المغرضة ودفعها بحق مبين ، وأن عمل المسلمين للسنة وتطبيقهم لها في أقوالهم وأعمالهم وسلوكهم وتصرفاتهم تدل على عمق محبتهم لمحمد صلى الله عليه وسلم { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً } ومن التحديات التي يواجهها المسلمون ، ما يقوم به بعض المحسوبين على الإسلام والزاعمين الإسلام من إيقاف الفتنة والحرب والتقاتل بين الأشقاء لتجميد وتربية سفهاء غرروا بهم وخدعوهم تحت قوايا مزعومة أرادوا به ضرب الأمة في صميمها وتشتيت شمها وتمزيق كلمتها ، استعداء الأعداء عليها ،
ومن عظيم جهلهم وضلالهم عزمهم على دسيس الحج وعدم أمنهم ولأحلال الفوضى والشغب
ولكن يأبى الله عليهم ذلك والمؤمنون فالبلد الأمين في أيد أمينة قويه لا تسمح لأي مغرض ومفسد أن يدنس هذا البلد الأمين أو يخل بأمنه أو يضعف شأنه ، فهم بالمرصاد لكل عدو لذلك ، والحمد لله رب العالمين على فضله وكرمه ،
أمه الإسلام :
ومن التحديات التي تواجهها الأمة انتشار السحرة والمشعوذين الذين لا خير فيهم فهم يزعمون علاج الأمراض والإخبار بالمغيبات إلى غير ذلك من ضلالاتهم ، ليسوا رقاة شرعيين ولا أطباء مختصين ولا أهل مراكز بحوث علمية ، لكنهم كذابون دجالون يستعينون بالجن والشياطين والعالم الوهمي في تحقيق أغراضهم من أكل أموال الناس بالباطل وقضاء شهواتهم وسلب الناس أموالهم وعقولهم فليحذر المسلمون من ذلك ، وقد كان لهم قنوات فضائية ومواقع ألكترونية مما يدل على عظم شرهم فوصيتي للجميع بمقاومة أولئك وعدم الثقة والإطمئنان إليهم ،
أيها المسلمون :
ومن التحديات التي يواجهها المسلمون انتشار المعاصي في عالمنا الإسلامي بشكل عظيم حتى ربما يظن الظان عدم حرمتها لأنه لا يسمع صوتاً ينادي بحرمتها ويبين حقيقتها فالتبس الأمر على الناس ، فالمحرمات إذا كثرت يوشك أن يعم الله بالعقوبة ، لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال ( نعم إذا كثر الخبث ) ، فوجود المعاصي يهلك الأمة وينخر في كيانها ويضعفها ويسلط الأعداء عليها فليحذر المسلمون ذلك، وصمام الأمان شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من خصائص هذه الأمة { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر }
أيها المسلمون :
ومن التحديات التي توجهها الأمة المخدرات بأضرارها ، ذلك البلاء العظيم الذي يهدد الحضارات بالفناء والأخلاق بالزوال والقيم بالتدمير ، تواجه الأمة عصابات إجرامية دولية لا ضمير ولا دين لها تحارب الشعوب والأمم وتستهدف طاقة الشباب وتستضعف كيانهم وكم من جرائم اقترفت وفواحش ارتكبت وأعراض انتهكت وأموالاً سلبت وبيوت دمرت وحرباً تأججت بأسباب أولئك وشرهم المستطير ، فيلكن كل منا عيناً ساهرة لحمالة المجتمع من هذا الداء العضال وتتظافر الجهود عالمياً في القضاء عليها وعدم تمكين أهلها من إلحاق الضرر
بالأمة ، فإنها ضرر عظيم نسأل الله السلامة العافية ،
ومن التحديات التي تواجه الأمة :
الإرهاب :
ذلك البلاء العظيم الذي أشقى المسلمين بل أشقى العالم كله ، هذا الإرهاب الذي يستهدف المنشئات والنفوس البشرية بغير حق ، إنه مشكلة عالمية ، يوجد في العالم صور مختلفة لكن يستغله بعض الناس ويفسره على هواه ، فإن رأوا في الإرهاب تهديداً لمصالحهم حاربوه وإن رأوا فيه ما يؤد مصالحهم أمدوه بطريقة مباشرة وغير مباشرة ، وإنه لبلاء عظيم واجب المسلمين محاربة هذا البلاء والوقوف أمامه فإنه بلاء عظيم ، إن العالم يشكوا من التفجيرات يشكوا من إخلال الأمن ومن عمليات انتحارية والتفجيرات الإجرامية التي جلبت على العالم الإسلامي البلاء والمصائب ،
يا أمة الإسلام إن هذه العمليات الانتحارية في بلاد المسلمين ضرر وبلاء رجال ونساء وأطفال استهدفوا بغير حق ، دمرت البنية التحتية ودمرت المنشئات وأضعفت الشوكة والمنعة وشلت السواعد وفرقت المجتمع فاحذوا عباد الله أن تكونوا سبباً لهدم بلادكم بأيديكم وأيدي أعدائكم ، احقنوا دمائكم وحلوا مشاكلكم فيما بينكم ولا تركنوا إلى من يفرقوكم باسم الطائفية وباسم وباسم ، احرصوا على المجتمع احرصوا على وحدته وتماسكه وحل المشاكل بينكم في إطار
المحبة والمودة ،
أيها المسلمون :
ومن التحديات التي يواجهها المسلمون ما يزعمه البعض من تحريف معاني نصوص الكتاب والسنة بعدما عجزوا عن تحريف ألفاظها سعوا إلى تحريف معانيها تحت اسم القراءة الجديدة والفهم الجديد اغتراراً وانخداعاً بالحضارات الغربية ليلفقوا بينها وبين الإسلام وذلك عن هوى وجهل بقواعد الشرع بعيداً عن مضامنها الصحيحة وأسباب النزول وفهم السلف الصالح لها ،
أيها المسلمون :
ومع هذه التحديات بالمستقبل لهذا الدين والعز للإسلام وأهله ، إن أطاع المسلمون ربهم واستقاموا على طاعة ربهم توكلوا على ربهم وقاموا بما أوجب الله عليهم ، إن الأمة قد تضعف ولكنها لا تموت ، فهي خالدة بخلود كتابها ورسالتها ، باقية ما بقيت السماء والأرض ، دائمة ما دام كتابها يتلى وأمة ترفع هذا الدين وتحكمه وتتحاكم إليه ، إن كثير من النظم قد سقطت وبعض المناهج البشرية قد أفلست والعالم يتطلع إلى منقذ ولا منقذ إلا الإسلام .
أمة الإسلام :
إن هذا الدين أمانه في أعناق الأمة ، كلفهم الله إياها بعد أن أشفقت منها السماوات والأرض والجبال وهي أمانة ثقيلة لكنها الفاصلة بين الإيمان والكفر بمن أخذها بحقها كان ممن تاب الله عليه ومن ضيعها من الكفار والمنافقين استحق العذاب الأليم { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحلمنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيماً }
إن للأمانة في الإسلام ميداين فاسحة ومجالات واسعة تتعلق بحق الله وحق عباده والمصالح العليا للأمة فأعظم أمانة في عقنك كلمة لا إله إلا الله ، أصل الإسلام وأساسه أن تعرف معناها وأن حقيقتها عبادة الله وإفراده من دون سواه ، وتوحد الله بربوبيته وإلوهيته وأسمائه وصفاته ، وتخلص لله دعائك ورجائك وخوفك وذبحك ونذرك كل ذلك لله { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } تؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله والبعث بعد الموت ، تؤمن بقضاء الله وقدره ، إيمانك بهذا يخلصك ويميزك من أتباع الكفر والضلال ، إيمانك يكون هويتك ويكون شخصيتك ، ويحدد مصيرك بالدنيا ومآلاك بالأخرة وذلك بكرامة الله ، إيمانك بهذا يخلصك من اليأس والقنوط والفشل ويمدك بالقوة والنشاط ،
إيمانك بهذا يخلصك من العجب والغرور والتمرد على الله والتجبر على عباد الله ، سنة نبيك صلى الله عليه وسلم تؤمن بها وتصدقها وتطيعه بما أمرك به وتجتنب ما نهاك عنه تقبل سنته وترضى بها وتحكمها وتتحاكم إليها وينشرح صدرك لها وتقدم قوله على قول كل قائل كائن من كان ، أركان الإسلام من الصلاة الزكاة والصوم والحج ، تؤديها كاملة الأركان والواجبات ،
فالصلاة صلة بين العبد وربه يفضي به إلى ربه همه وحزنه ، تسليه وتقوي في قلبه الإيمان ، ويسأل الله بها الهداية إلى الطريق المستقيم ، فيها حضور القلب وإعمال الفكر وخشوع الجوارح وصفاء النفس , وفيها طهارة البدن والنفس وفيها نهي عن الفحشاء والمنكر ،
وما الزكاة إلا تزكية للمزكي لتطهيره من البخل والشح ، وتزكية للآخذ بتطهير قلبه من الغل
وما الزكاة إلا شعور للغني بحق الفقراء عليه وأن لهم نصيباً في ماله فرضه الله عليه ، وفيها سلامة المجتمع من الصراعات الطبقية والتباغض والتناحر وتنمية مال المزكي وما الصيام إلا تحقيق لجانب التقوى ووحدة المسلمين في صيام شهراً كاملاً يبدأون من طلوع فجر وينتهون
بغرب الشمس ، وهو يقوي الإرادة والصبر وتحمل كل المشاق وفيه أيضاً ارتباط بين الأغنياء والفقراء عندما يشعر الغني بالظمأ والجوع فيعطف على إخوانه المستحقين المسلمين ، وفيه سيطرة على الشهوات التي أمر بالبعد عنها في رمضان وما الحج إلى توحيد لله وإقامة لذكره وشهود للمنافع والاستعداد ليوم آخر ، يقف المسلمون في يوم واحد الرب واحد والنبي واحد والقبلة واحدة والمشاعر واحدة واللباس واحد والمكان والزمان واحد ، إن هي إلا شعور بوحدة الأمة وما بينها من ترابط وأخوة دائمة ،
أمة الإسلام :
وبقية أوامر الشرع المالية من الأحوال الشخصية الجنايات والحدود ، كلها أمانة يجب أن تمثلها وتستجيب لها ولا تخل بشيء منها ،
أيها المسلم :
ولتعلم أن هذه الأوامر لمصلحة العباد في عاجلهم وآجلهم ، وما النواهي التي نهاك الله عنها من السحر وقتل النفس والزنا والربا والخمر وغير ذلك من المحرمات إلا أمور يجب أن تبتعد عنها وأن تتركها طاعة لله وأن تعلم أنها ما حرمت إلا مصالح العباد أفراداً وجماعات من الفساد ، والنبي يقول صلى الله عليه وسلم ( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودها فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها ) إن هذه الواجبات تؤدها والفرائض ، والمحرمات تبتعد عنها، هي تكاليف شرعية أنت ملزم بها لست حراً تفعل ما تشاء وقد ادعى قوم عباد الهوى وأهل الجهل والضلال أن للإنسان أن يتصرف فيقضي برغباته وشهواته دون دين أو شرع ، وهذا أمر عظيم ، ولهذا دعوى التمرد على الله وطمس شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشككوا في الحجاب وغير ذلك ، ولم يعلموا أن هذا تقدير العزيز العليم ،
أمة الإسلام :
وكما أن الدين أمانة في نفوس الأفراد فهناك أمانة خاصة يحملها الأقوياء من الرجال الذين يخططون لمصالح الأمة العليا ولمشاريعها الكبرى ، فأول الأمانة الملقاة على رجال السياسة الذين صبوا الأحوال ودركوا كثيراً من خفايا الأمور وما يراد الأمة عليهم أن يضعوا للأمة السياسة العادلة في الحاضر والآجل وأن يقوها شر المتربصين بها من أعدائها والمتخاذلين معهم وأن يحرصوا على سياسة حكيمة تبعد الأمة عن التهور وصراعات سياسية والسياسة
الطائشة ، وأن يعلموا أنها أمانة وأن من أراد الدين بسوء فلابد أن يخذله الله فليضعوا سياسة تؤيد الشرع والكيان وتحمي الأمة من الإنزلاق ، سياسة تعالج قضايا الأمة مرنة في أمورها تتمشى مع ما فيه منفعة الأمة في الحاضر والمستقبل ، وإن الأمانة الملقاة على رجال الاقتصاد أن يحموا الأمة من التبعية وأن يوجدوا أصول الاقتصاد الإسلامي بعيداً عن المحرمات كلها وسوق إسلامية وتبادل سلعاً بين المسلمين لتحمي مجتمع المسلمين ، إنا نسمع أن انهيارات اقتصادية وإفلاس بعض الشركات كما يقولون وهذا بلا شك تصديقاً لقول الله { يمحق الله الربا ويربي الصدقات } الأمانة الملقاة عن من يختص بصناعة الأمة أن يوجدوا قواعد علمية لصناعة تقنية متقدمة تستعين بخبرات والبحوث الماضية لتخليص الأمة من الكسل والخمول
وتستعين بالعقول والأيدي العاملة والطاقات الموجودة لتخليص الأمة من أن تكون عالة على غيرها بأمرين أولاً أن ترتكز على غيرها وثانياً ألا تكون أسواقها بصناعة الآخرين ، بل لابد للمسلمين من أن يأخذوا ويعطوا فكما يستوردون فليصدروا حتى يكون الأمر متوازن بني الأخذ والعطاء ،
إن الأمانة الملقاة على رجال الأمن أن يحافظوا على رجال الأمة بكل المستويات وفي كل المجالات لاسيما الفكري والعقدي من المحافظة على المسلمات والثوابت من الانحلال والتميع والأخذ على أيدي المجرمين ، إن الأمانة الملقاة على رجال إعلام الأمة ، أن يوجدوا إعلاماً إسلامياً بعيداً عن الفحش ونشر الرذائل وعن التهويل والإثارة وعن تضليل الرأي العام ، وليعلموا أن الأمة تعاني من تدفق إعلامي في مجالاته الصحفية والفضائية الإلكترونية ، هذا الانفتاح العظيم يؤكد للأمة وجوب المحافظة حتى لا يتسرب لشبابنا شيئاً من هذه الضلالات تحت دعوى الحرية والتقدم الانفتاح والترفيه مع أن كثيراً من هذه القنوات تحمل أفكاراً ضالة وآراءً منحرفة وأفلام ومناظر فاسدة وخليعة ، مما يوجب على رجال الإعلام ومؤسساته التعاون في صد هذه الأخطار وإيجاد ميثاق شرف يحمي الأعراض والعقول من هذه الضلالات وأن يكون الإعلام خادماً لقضايا الأمة مدفعاً عنها يعالج كل شيء ويقارع الحجة بالحجة { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق }
وإن الأمانة الملقاة على رجال الثقافة أن يحافظوا على ثقافة الأمة المستمدة من الكتاب والسنة تراثها الأصيل وتميزها الإسلامي ويحمى الشباب من تلوث أفكاره من الدعايات المضللة ، والأمانة الملقاة على المخططين لوسائل اجتماع الأمة أن يحرصوا على المحافظة على الأسرة وانتظامها والبعد عما يشتتها ويضعف كيانها وأن ينموا في الأمة روح التعاون والتراحم بين الأمة وأن تكون هذه العلاقة الاجتماعية إسلامية بعيدة عن التأثر بالقبلي أو الجنس أو اللون أو لفارق مادي ، وإن الأمانة الملقاة على الدعاة إلى الله أن يخلصوا لله في دعوتهم وأن يهتموا
بالعقيدة أولاً وقبل كل شيء وأن يغوصوا في مشاكل الأمة ليوجدوا الحلول لها ، وأن يهتموا في تغير الأخطاء والمنكرات بالتدرج وأن ينوعوا الأساليب في الخطاب أو نحو ذلك ، وأن يعلموا أن الدعوة إلى الله شرف وفضيلة ليست تجمعاً حزبياً ولا منظومة أفكار عوجا ولكنها إيصال كلمة الحق إلى النفوس ،
الأمانة الملقاة على المفتون :
أن يتقوا الله وأن يعلموا أن موقعون عن رب العالمين فليحذروا القول على الله بغير علم ، ولتكن الفتاوى صادرة عن الكتاب والسنة بعيدة عن الشذوذ والخرصات ، وإن الأمانة الملقاة على عاتق المخططين للبيئة أن يحرصوا على المحافظة على البيئة وسلامتها من التلوث والنظافة الشرعية وسلامة الأبدان من الأمراض والأوبئة ، وإيجاد المراكز الوقائية لدفع المضار عن الأمة وبناء السبب النافع في ذلك ،
أيها المسلمون :
هذه الأمانات مع اختلافها والمسئولون عنها مع اختلاف منازلهم ليعلموا أن هذه إنما أمانات وليست غنائم وإنها تكليف لا تشريف وأنها عبادة وليست سيادة ، مما يؤسف له أن البعض من أبناء المسلمين خططوا لشعوبهم ملحق الضرر بها فجعلوا الأغراض والمصالح الشخصية فوق وحدة الأمة وجعلوا الخلافة الشخصية فوق اجتماع الكلمة ، وما أحوج الأمة إلى تراص الصفوف واجتماع الكلمة ،
إن الأمانة الملقاة على رجال التربية والتعليم أن يتقوا الله ويضعوا مناهج عظيمة تقوي انتماء الأمة إلى دينها وتربيهم على الأخلاق والشيم والأخلاق النبيلة ، وتبدعهم عن الأخلاق الرذيلة وتشعر كل فرد بأنه عضوا في أمته يجب أن يسعى في إصلاحها وأن نربي على الإيمان والعلوم النافعة لتأخذ الأمة مكانتها في الاقتصاد والسياسة والإعلام ،وكل ما تحتاج الأمة إليه ،
إن البعض من أبناء المسلمين خططوا للتعليم في بلادهم ما فصل الحاضر عن الماضي فأصبح الحاضر غير مرتبط بماضيه المجيد ولا يعلموا شيئاً عنه مما يفقد الثقة في الأمة ،
إن الواجب على رجال التعليم أن يرتبط الحاضر بالماضي وتقوى صلة الحاضر بالماضي وبالتاريخ المجيد وأحوال الماضين لكي تستفيد الأمة من تاريخها الماضي ومن نشاطها الحاضر ،
أمة الإسلام :
إن الواقع المرير الذي تعيشه الأمة واقع يدعوا إلى الأسف والحزن عندما يقارن المسلم بين الحاضر الماشهد وبين الماضي ويرى الفرق بعيد والبون شاسع وذلك بأسباب المسلمين وبعدهم عن دينهم فليتقوا الله في إسلامهم وليحافظوا على دينهم ،
أيها المسلمون :
اشكروا الله أن هداكم لهذا الدين القويم وبعث فيكم هذا النبي الكريم فتمسكوا بهذه الشريعة فإنها عزاً لكم في الدنيا وسعادتكم في الآخرة واعلموا أنكم في عصر تدفقت فيه وسائل الاتصال والتقت فيه الحضارة بعضها عن بعض وجد الأعداء في نشر ما عندهم، فتحصنوا بالإيمان الصادق والعقيدة الراسخة والتوعية السليمة وتربية الأجيال وتحذيرهم من كل ما يسيء إلى دينهم لعلكم تفلحون ،
قادة الأمة الإسلامية :
اتقوا الله في شعوبكم وطبقوا عليهم شريعة الله لتعيشوا أنتم وإياهم أمناً واطمئناناً وسلاماً ، احرصوا على المحافظة على البقية الباقية من دينكم ، واحرصوا على تأليف القلوب واجتماع الكلمة وحل المشاكل في إطار القوة الإسلامية ، وعودوا إلى دينكم عوداً حميداً واحذروا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من استرعى رعية فيموت حين يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة )
يا شباب الإسلام :
أنتم الأمل في هذه الأمة لإنقاذها من جهالتها وإنقاذها من ضلالتها ،
الزموا علماء الصدق الإيمان ، واجتنبوا الأفكار الرديئة والفرق المشتبهة والشعارات الزائفة ،
ليكن حبكم لأوطانكم نابعاً من نفوسكم وحبكم وطاعتكم لولاة أموركم شعار تدين لله به ،
شــبابــنا :
شباب الإسلام احذروا مكائد الأعداء ، احذروا الدعايات المضللة التي تحملها بعض القنوات والصحافة والأفكار ، احذروا الأفكار السيئة لا تنقادوا لكل داع ، احذروا مكائد الأعداء فكم لبسوا لكم لباساً خاص كمظهر الدين والتقوى وهم يداركون إيذائكم وكم أظهروا الإصلاح والنفع وهم يهدمون دينكم وكرامتكم ، لا تنقادوا لكل دعوة ولا يخدعكم أي داع ، انظروا إلى سيرته وتاريخ حياته وغايته مما يريد ، تأملوا وتوقفوا واستشيروا ، ولا يخدعنكم الأعداء ولا تصلوا إلى بعض المواقع الضالة التي تنشر الأكاذيب والأباطيل وترجف بالأمة وتحدث من القيل والقال ما الله به عليم ،
أيها الآباء :
أتقوا الله في أبنائكم فهم قرة أعينكم ، ربوهم على الإيمان والصدق والتقوى ، ربوهم على الخصال الفاضلة وجنبوهم الأخلاق السيئة ن
أيها الأبناء والبنات :
على الجميع بر الوالدين والإحسان إليهم وتذكر جميلهم ومعروفهم { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً } إن بربهم جهاد في سبيل الله ، أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد قال ( أحيُ والديك ) قال : نعم قال ( أرجع ففيهما فجاهد )
يا رجال الأعمال والأموال :
اتقوا الله فيما استخلفكم فيه من الأموال وجنبوها المكاسب الخبيثة وكونوا مثل الرجل الصادق الصدوق الأمين الذي لا يخدع أمته ولا يدلس عليهم ولا يأكل أموالهم بالباطل ووظفوا أموالكم فيما يعود على الأمة بالخير وإياكم من نشر الفساد والباطل وأن تكون أموالكم سلاحاً بأيدي أعدائكم ، أحرصوا على تنميتها بالأصول الشرعية فيما ينفع الأمة في الحاضر والمستقبل
قادة العالم :
من هذا المكان المبارك بلاد الأنبياء بلاد التسامح والخير وبلاد القادة المصلحين والفاتحين ، أدعوكم إلى الإسلام الدين الحق الذي هو دين الأنبياء كلهم منذ نوح إلى عيسى بن مريم إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، أدعوكم إلى قراءة منصفة إذ تفكروا في هذا الدين وتعلموا أنه الدين الحق الذي لا يقبل الله من أحد ديناً سواه ،
أيها القادة :
إن[b][font=arial] النزاع قد تفاق
عدل سابقا من قبل الحلاجي محمد في الإثنين 10 نوفمبر - 19:54:43 عدل 1 مرات