عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
أول مواليد الحبشة
" اللهم اخلِفْ جعفراً في ولده "
حديث شريف
من هو؟
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ( أبو جعفر ) الهاشمي القرشي
والده ذي الجناحيـن ابن عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم
وأمه أسماء بنت عُمَيْس ، وكان أول مولود في الإسلام بالحبشة
وقدم مع أبيه المدينـة ، وهو أخو محمد بن أبي بكر الصديـق
ويحيى بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- لأمّهما
فضله
قال عبد الله بن جعفر لقد رأيتني وقُثَمَ وعبيد الله ابني عباس ، ونحن
صبيان إذ مرّ بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال ( ارفعوا هذا إليّ) فحملني أمامه ، وقال لقُثم ( ارفعوا هذا إليّ) فحمله وراءه ، وكان
عبيد الله أحبّ إلى عباس ، فما استحيا من عمّه أن حمل قثم وتركه ، ومسح
على رأسي ثلاثاً كلمّا مسح قال ( اللهم اخلِفْ جعفراً في ولده )
وقد مرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعبد الله بن جعفر وهو يبيع ، بيع
الغلمان والصبيان فقال ( اللهمّ بارك له في بيعه ) وقال له الرسول -صلى
الله عليه وسلم- (أشبهتَ خلْقي وخلُقي )
الجمل
وقال عبد الله بن جعفر أردفني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وراءه ذات
يوم ، فأسرّ إلي حديثاً لا أحدّث به أحداً من الناس ، وكان أحب ما استتر
به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحاجته أو حائش نخل -يعني حائطاً- فدخل
حائطاً لرجل من الأنصار ، فإذا به جمل ، فلما رأى النبي -صلى الله عليه
وسلم- حَرْحَرَ وذرفتْ عيناه ، فأتاه النبي الكريم ، فمسح رأسه إلى سنامه
، وذفريه فسكن فقال ( مَنْ ربُّ هذا الجمل ؟) فجاء فتى من الأنصار فقال
( هو لي يا رسول الله ) فقال ( أفلا تتقي الله في هذه البهيمة ملّكك
الله إيّاها فاشتكى إنّك تجيعه وتدئبه )
كرمه
كان سيّداً عالماً كريماً ، جواداً كبير الشأن ، كان أحد أمراء جيش علي
يوم صفّين ، وقد وجّه يزيد بن معاوية لعبد الله بن جعفر مالاً جليلاً هدية
، ففرّقه في أهل المدينة ، ولم يُدخِل منزله منه شيئاً ، وقد مدَحَ
الشمّاخ بن ضرار عبد الله بن جعفر فقال
إنّك يا ابن جعفـر نِعْمَ الفتـى ونِعْمَ مَـأوى طارِقٍ إذا أتـى
ورُبَّ ضَيْفٍ طَرَقَ الحيّّ سُرَى صَادَفَ زاداً وحديثاً ما اشتهى
وقد مَدَحَه نُصيبُ ، فأعطاه إبلاً وخيلاً وثياباً ودنانير ودراهم ، فقيل
له ( تُعطي لهذا الأسود مثلَ هذا ؟!) قال ( إن كان أسود فشعره أبيض ،
ولقد استحق بما قال أكثر ممّا نال ، وهل أعطيناه إلا ما يَبْلى ويفْنَى ،
وأعطانا مَدْحاً يُرْوى ، وثناءً يَبْقى )
السَّلَف
ورويَ أن عبد الله بن جعفر أسلف الزبير بن العوام ألف ألف درهم ، فلمّا
قُتِلَ الزبير قال ابنه عبد الله لعبد الله بن جعفر ( إنّي وجدتُ في كُتِب
أبي أنّ له عليك ألـف ألـف درهم)فقال ( هو صادق فاقبضها إذا شئت) ثم لقيه فقال ( يا أبا جعفر وهمتُ المالَ لكَ عليه ؟)قال ( فهو له)قال ( لا أريد ذلك ) قال ( فاختـر إنْ شئـت فهو له ، وإنْ كرهـت ذلك
فله فيه نظرة ما شئـت ، وإن لم ترد ذلك فبعني من ماله ماشئت ) قال (أبيعك ولكن أقوّم)
فقوّم الأموال ثم أتاه ، فقال ( أحب أن لا يحضرني وإيّاك أحدٌ ) فانطلق
، فمضى معه ، فأعطاه خراباً وشيئاً لا عمارةَ فيه ، وقوّمه عليه حتى إذا
فرغ ، قال عبد الله بن جعفر لغلامه ( ألقِ لي في هذا الموضع مصلى) فألقى له في أغلظ موضع من تلك المواضع مصلى ، فصلى ركعتين ، وسجد فأطال السجـود يدعو ، فلمّا قضـى ما أراد من الدعاء قال لغلامـه ( احفـر
في موضع سجودي ) فحفر فإذا عين قد أنبطها ، فقال له ابن الزبير ( أقلني) قال ( أما دعائي وإجابة الله إياي فلا أقيلك )فصار ما أخذ منه أعمر ممّا في يدِ ابن الزبير
الوفاة
توفي عبد الله بن جعفر -رضي الله عنه- في المدينة سنة ثمانين للهجرة ، وكان عمره تسعين سنة
أول مواليد الحبشة
" اللهم اخلِفْ جعفراً في ولده "
حديث شريف
من هو؟
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ( أبو جعفر ) الهاشمي القرشي
والده ذي الجناحيـن ابن عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم
وأمه أسماء بنت عُمَيْس ، وكان أول مولود في الإسلام بالحبشة
وقدم مع أبيه المدينـة ، وهو أخو محمد بن أبي بكر الصديـق
ويحيى بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- لأمّهما
فضله
قال عبد الله بن جعفر لقد رأيتني وقُثَمَ وعبيد الله ابني عباس ، ونحن
صبيان إذ مرّ بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال ( ارفعوا هذا إليّ) فحملني أمامه ، وقال لقُثم ( ارفعوا هذا إليّ) فحمله وراءه ، وكان
عبيد الله أحبّ إلى عباس ، فما استحيا من عمّه أن حمل قثم وتركه ، ومسح
على رأسي ثلاثاً كلمّا مسح قال ( اللهم اخلِفْ جعفراً في ولده )
وقد مرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعبد الله بن جعفر وهو يبيع ، بيع
الغلمان والصبيان فقال ( اللهمّ بارك له في بيعه ) وقال له الرسول -صلى
الله عليه وسلم- (أشبهتَ خلْقي وخلُقي )
الجمل
وقال عبد الله بن جعفر أردفني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وراءه ذات
يوم ، فأسرّ إلي حديثاً لا أحدّث به أحداً من الناس ، وكان أحب ما استتر
به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحاجته أو حائش نخل -يعني حائطاً- فدخل
حائطاً لرجل من الأنصار ، فإذا به جمل ، فلما رأى النبي -صلى الله عليه
وسلم- حَرْحَرَ وذرفتْ عيناه ، فأتاه النبي الكريم ، فمسح رأسه إلى سنامه
، وذفريه فسكن فقال ( مَنْ ربُّ هذا الجمل ؟) فجاء فتى من الأنصار فقال
( هو لي يا رسول الله ) فقال ( أفلا تتقي الله في هذه البهيمة ملّكك
الله إيّاها فاشتكى إنّك تجيعه وتدئبه )
كرمه
كان سيّداً عالماً كريماً ، جواداً كبير الشأن ، كان أحد أمراء جيش علي
يوم صفّين ، وقد وجّه يزيد بن معاوية لعبد الله بن جعفر مالاً جليلاً هدية
، ففرّقه في أهل المدينة ، ولم يُدخِل منزله منه شيئاً ، وقد مدَحَ
الشمّاخ بن ضرار عبد الله بن جعفر فقال
إنّك يا ابن جعفـر نِعْمَ الفتـى ونِعْمَ مَـأوى طارِقٍ إذا أتـى
ورُبَّ ضَيْفٍ طَرَقَ الحيّّ سُرَى صَادَفَ زاداً وحديثاً ما اشتهى
وقد مَدَحَه نُصيبُ ، فأعطاه إبلاً وخيلاً وثياباً ودنانير ودراهم ، فقيل
له ( تُعطي لهذا الأسود مثلَ هذا ؟!) قال ( إن كان أسود فشعره أبيض ،
ولقد استحق بما قال أكثر ممّا نال ، وهل أعطيناه إلا ما يَبْلى ويفْنَى ،
وأعطانا مَدْحاً يُرْوى ، وثناءً يَبْقى )
السَّلَف
ورويَ أن عبد الله بن جعفر أسلف الزبير بن العوام ألف ألف درهم ، فلمّا
قُتِلَ الزبير قال ابنه عبد الله لعبد الله بن جعفر ( إنّي وجدتُ في كُتِب
أبي أنّ له عليك ألـف ألـف درهم)فقال ( هو صادق فاقبضها إذا شئت) ثم لقيه فقال ( يا أبا جعفر وهمتُ المالَ لكَ عليه ؟)قال ( فهو له)قال ( لا أريد ذلك ) قال ( فاختـر إنْ شئـت فهو له ، وإنْ كرهـت ذلك
فله فيه نظرة ما شئـت ، وإن لم ترد ذلك فبعني من ماله ماشئت ) قال (أبيعك ولكن أقوّم)
فقوّم الأموال ثم أتاه ، فقال ( أحب أن لا يحضرني وإيّاك أحدٌ ) فانطلق
، فمضى معه ، فأعطاه خراباً وشيئاً لا عمارةَ فيه ، وقوّمه عليه حتى إذا
فرغ ، قال عبد الله بن جعفر لغلامه ( ألقِ لي في هذا الموضع مصلى) فألقى له في أغلظ موضع من تلك المواضع مصلى ، فصلى ركعتين ، وسجد فأطال السجـود يدعو ، فلمّا قضـى ما أراد من الدعاء قال لغلامـه ( احفـر
في موضع سجودي ) فحفر فإذا عين قد أنبطها ، فقال له ابن الزبير ( أقلني) قال ( أما دعائي وإجابة الله إياي فلا أقيلك )فصار ما أخذ منه أعمر ممّا في يدِ ابن الزبير
الوفاة
توفي عبد الله بن جعفر -رضي الله عنه- في المدينة سنة ثمانين للهجرة ، وكان عمره تسعين سنة