Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

خطبة الجمعة منع ذكر الله بالمساجد Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    خطبة الجمعة منع ذكر الله بالمساجد

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    خطبة الجمعة منع ذكر الله بالمساجد Empty خطبة الجمعة منع ذكر الله بالمساجد

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الأحد 5 فبراير - 12:28:03


    الحمد لله ذي المن والعطاء، يوالي على عباده النعماء، ويرادف عليهم الآلاء، أحمده تعالى حث على الأخوة وحذر من الجفاء، وأشكره على حال السراء والضراء، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، تنزه عن الأنداد والشركاء، وتعالى عن الأمثال والنظراء، هو الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء، وأشهد أنّ نبينا محمداً عبد الله ورسوله إمام الحنفاء وسيد الأصفياء، صلى الله عليه وعلى آله الأوفياء، وصحابته الأتقياء, والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما دامت الأرض والسماء ، وسلّم تسليماً كثيرًا.. أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله الملك العلام، فإن تقواه سبحانه عروةٌ ليس لها انفصام وجذوة تنير القلوب والأفهام ، وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ . أيها المسلمون : نظراً لما يستدعي التذكير والتحذير، فقد آثرتُ أن تكون هذه الخطبة مفعمة بالإشارات بإذن الله، مدبجة بالتوجيهات، تذكرة للمسلمين والمسلمات، عما نمر به من مآزق وحوادث محرقة ومخاطر محدقة ونشوبات مهلكة، راجياً من الله ثمرتها، سائلاً إياه بركتها، مستعيذاً به من عواقبها، مستجيراً به من تبعاتها، والله حسبي وهو نعم الوكيل. عباد الله: يقول الحق سبحانه و تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا. الله سبحانه و تعالى وصف المسجد في موطن المدح والإطراء، حيث أتبع  سبحانه نوره بذكر المسجد، قال تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ....  وتوعد سبحانه من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه بالخزي والعذاب في الدنيا والآخرة؛ كما في قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ. بل إن المسجد هو بيت كل مؤمن وتقي, عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم  يَقُولُ :الْمَسْجِد بَيتُ كُلّ تَقِيّ. المساجد التي كانت من أعظم اهتماماته صلى الله عليه وسلم. المساجد المَعْلَم الحضاري الكبير الذي تركه صلى الله عليه وسلم للتاريخ، ولِقُرَّاء التاريخ. المساجد بيوت الله تعالى في أرضه جعلها خالصة له وحده, المساجد التي أثنى الله على عمارها وبُنائها وروَّادها. فقد أضاف الله المساجد لنفسه تشريفاً وتعظيماً، وكما حثنا الإسلام على بناء المساجد فقد حثنا كذلك على عمارتها, وجعل ذلك علامة من علامات الإيمان, قال تعالى: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ. وليس عمارة المساجد ببنائها وتشيدها و تزيينها فقط, بل تكون العمارة بالصلاة فيه والعبادة والذكر و التعلم والتفقه, وإصلاحاً للمتخاصمين, وتعليماً للمتعلمين. فالمسجد يعالج الأوضاع التي يعيشها أهل المسجد ومن يجاوره.. لا يُصنع الأبطال إلا * في مساجدنا الفساح * في روضة القرآن في * ظل الأحاديث الصحاح  * شعب بغير عقيدة * ورق يذريه الرياح * من خان حي على الصلاة * يخون حي على الكفاح .. عباد الله إن المساجد بنيت لذكر الله وإقامة الشعائر وتعظيمها، وقد كان مسجدنا هدا في أيامه الأولى محطة انطلاق إلى كافة مناحي الحياة، وقد قصر دوره في هذه الأيام على الصلاة فحسب، مع أنه كان الجامعة العظمى والمدرسة الأولى في هده المنطقة لبناء الرجال، ومنبراً للتوجيه والإرشاد إلى خيري الدنيا والآخرة، والكلام في واقع الناس وحياتهم. وإنك لتعجب وما أكثر العجب في زماننا عندما تسمع من يمنع ذكر الله تعالى في المساجد ويغلق حلق القرآن والحديث والفقه والتزكية والرقائق، ووصف القائمين بالتشدد والتطرف، ووصف المتساهلين بأحكام الشريعة والمنتهكين للحرمات بأنهم أهل الوسطية والاعتدال.. بل وصل الأمر عندنا أن تغلق أبواب المساجد بعد الصلاة المفروضة مباشرة ومنع مزاولة أي دعوة أو علم أو توجيه أو نصح!! فرحماك يا الله. فقد توعد الله تعالى من يمنع ذكره في بيوته ويتهجم على المساجد ويتحكم فيها بما يمليه عليه هواه، ويطرد أهل الصلاح والخير من مزاولة عبادتهم لله وذكره بقوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} . المعنى: لا أحد أظلم وأشد جرماً، ممن منع مساجد الله عن ذكر الله فيها، وإقامة الصلاة وغيرها من الطاعات. {وَسَعَى} أي: اجتهد وبذل وسعه {فِي خَرَابِهَا} الحسي والمعنوي، فالخراب الحسي: هدمها وتخريبها وتقذيرها، والخراب المعنوي: منع الذاكرين لاسم الله فيها، وهذا عام لكل من اتصف بهذه الصفة،.. عباد الله . قال تعالى: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ، من هذا المنطلق الرباني الكريم ، يتبين لنا ولكل مسلم صادق ، مؤمن حاذق، أن ما يقوم به من هدم لبيوت الله ، واستحلالٍ لحرمتها، وقتل لروادها، ما هو إلا حقد دفين، وحسد مبين، وطائفية مهووسة، ينقمون منها هدم ركيزة الإسلام ، وقتل أهل السنة والوئام، في عنصرية وهمجية، لا يرعون للدين مكانه، ولا لمسلم إيمانه . قال عمرو بن ميمون رحمه الله : أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يقولون: المساجد بيوت الله، وإنه لحق على الله أن يكرم من زاره ". فأين إكرام بيوت الله ، وأين إكرام زوار مساجد الله؟ والله أعلم بمن يريد هدمه و هدم أولياءه، وما قصده ومغنمه إلى خزي في الدنيا و الأخرة ، فالمساجد هي بيوت العبادة للمسلمين،..  كما قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}. بل قد أمر الله تعالى برفع بيوته وتعظيمها وتكريمها و دكر اسم الله تعالى فيها، فقال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}. فالمساجد بيوت  الله ليُعبدُ اللهُ فيها وحده ، ويُذكر فيها اسمُه،  ويُعلى فيها أمرُه ونهيُه،  ويُـتقربُ فيها المسلمون إليه بشتى أنواع العبادات: من صلاة  وذكر  وتلاوةِ قرآن  واعتكاف  وتسبيح  ودعاء، وتتطهرُ فيها النفوس والأبدان من أدران الذنوب والعصيان،  وتحصلُ فيها الراحة والأنس، والأمن والإيمان، ولذة مناجاة الكريم المنان. فهي بيوت الله عز وجل في الأرض  وهي أطهر البقاع وأنقاها … المساجد هي بيوت الله. عليها تهبط الملائكة وتتنزل الرحمات  ويغشى أهلَها السكينةُ، وتحل عليهم البركات  يتعارف فيها المسلمون، ويتآلفون ويتعاونون، ويتزاورون ويتراحمون،  وتقوى بينهم الصلة والمودة والرحمة. فنحن هنا في هدا البيت المبارك فتح الله لنا ووفقنا للجمع؛ حتى لا نتفرق ولا نفرق بين مالكي وحنبلي وشافعي وحنفي و سلفي و عدلي وصوفي وإحساني  وأحمدي، فنقول: اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل  بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من البينات والحكمة، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
    نسأل الله أن يحمي المساجد من عبث العابثين، وكيد الكائدين، وأن يعين القائمين عليها على الخير والصلاح ودعوة الناس لما فيه فوزهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة. نسأل الله أن يزيدنا و إياكم بصيرة، وعوناً وتسديداً بزيادة المساجد وتوسعتها وعمارتها.. اللهم انصر من نصر الدين، اللهم آمنا في هدا البلد، اللهم من أراد بنا بسوء فأشغله بنفسه، اللهم أكفنا شر الأشرار، وكيد الفجار، اللهم يا قوي يا عزيز، يا جبارالسموات والأرض، يا من لا يعجزه شيء، ولا يغيب عنه أمر، ولا يفوته مطلوب، اللهم هيئ لنا البطانة الصالحة والمشورة الناصحة، اللهم وفقنا لما فيه رضاك يارب العالمين ، اللهم توفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين برحمتك يا أرحم الراحمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، و صل اللهم و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    خطبة الجمعة منع ذكر الله بالمساجد Empty منع ذكر الله بالمساجد

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الأحد 5 فبراير - 12:29:31

    منع ذكر الله بالمساجد
    الحمد لله الذي جعل المساجد للمسلمين معابد، يتقربون بها إلى ربهم ذي الآلاء والمحامد، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم المصطفى المجتبى نبينا محمد خير ساجد وعابد، خاتم المرسلين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
    فإن المساجد بنيت لذكر الله وإقامة الشعائر وتعظيمها، وقد كان المسجد في أيامه الأولى محطة انطلاق إلى كافة مناحي الحياة، وقد قصر دوره في هذا الزمن على الصلاة فحسب، مع أنه كان الجامعة العظمى والمدرسة الأولى لتخريج الأجيال ولبناء الرجال، كان معهداً للقضاء، وجامعة لتلقي العلوم، ومحلاً للتكافل والتراحم بين المجتمع، ومنبراً للتوجيه والإرشاد إلى خيري الدنيا والآخرة، وكان منارة لمداولة الآراء والكلام في واقع الناس وحياتهم، وقد بقيت بعض تلك الأدوار في زماننا بحمد الله لكن يحتاج الكثير منها إلى الرعاية والعناية ليكون المسجد مكاناً للإصلاح والخير.
    وإنك لتعجب -وما أكثر العجب في زماننا- عندما تسمع من يمنع ذكر الله تعالى في المساجد ويغلق حلق القرآن والحديث والفقه والتزكية والرقائق، ووصف القائمين على المساجد في بعض البلدان الإسلامية بالتشدد والتطرف، ووصف المتساهلين بأحكام الشريعة والمنتهكين للحرمات بأنهم أهل الوسطية والاعتدال، والنهج الوسط!
    وهكذا تقلب الموازين ويوصف الحق بأنه باطل والباطل حقاً.. بل وصل الأمر ببعض تلك الدول أن تغلق أبواب مساجدها بعد الصلاة المفروضة مباشرة ومنع مزاولة أي دعوة أو علم أو توجيه أو نصح!!
    وفي الجانب الآخر تفتح أبواب السينما والفنادق المشبوهة والمقاهي المحظورة ومحلات بيع المحرمات على مصراعيها..! فرحماك يا الله.
    وقد توعد الله تعالى من يمنع ذكره في بيوته ويتهجم على المساجد ويتحكم فيها بما يمليه عليه هواه، ويطرد أهل الصلاح والخير من مزاولة عبادتهم لله وذكره بقوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (114) سورة البقرة.
    وقد نزلت هذه الآية في من منع مساجد الله تعالى أن يذكر فيها اسمه من اليهود والنصارى، كما في بيت المقدس. وقيل: إن السبب هو أن المشركين منعوا المسلمين من ذكر الله تعالى في المسجد الحرام وآذوهم وأخرجوهم، واستبدلوا الأصنام عن عبادة الله تعالى وذكره. ولكن مع خصوص السبب إلا أن الحكم عام في كل من منع ذكر الله في المساجد أياً كان إلى قيام الساعة..
    يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسير هذه الآية:
    أي: لا أحد أظلم وأشد جرماً، ممن منع مساجد الله، عن ذكر الله فيها، وإقامة الصلاة وغيرها من الطاعات.
    {وَسَعَى} أي: اجتهد وبذل وسعه {فِي خَرَابِهَا} الحسي والمعنوي، فالخراب الحسي: هدمها وتخريبها، وتقذيرها، والخراب المعنوي: منع الذاكرين لاسم الله فيها، وهذا عام لكل من اتصف بهذه الصفة، فيدخل في ذلك أصحاب الفيل، وقريش، حين صدوا رسول الله عنها عام الحديبية، والنصارى حين أخربوا بيت المقدس، وغيرهم من أنواع الظلمة، الساعين في خرابها، محادة لله، ومشاقة، فجازاهم الله، بأن منعهم دخولها شرعا وقدرا، إلا خائفين ذليلين، فلما أخافوا عباد الله، أخافهم الله، فالمشركون الذين صدوا رسوله، لم يلبث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا يسيراً، حتى أذن الله له في فتح مكة، ومنع المشركين من قربان بيته، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} .
    وأصحاب الفيل، قد ذكر الله ما جرى عليهم، والنصارى، سلط الله عليهم المؤمنين، فأجلوهم عنه.
    وهكذا كل من اتصف بوصفهم، فلا بد أن يناله قسطه، وهذا من الآيات العظيمة، أخبر بها الباري قبل وقوعها، فوقعت كما أخبر.
    واستدل العلماء بالآية الكريمة، على أنه لا يجوز تمكين الكفار من دخول المساجد.
    {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} أي: فضيحة كما تقدم {وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
    وإذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، فلا أعظم إيمانا ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية، كما قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}.
    بل قد أمر الله تعالى برفع بيوته وتعظيمها وتكريمها، فقال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}.
    وللمساجد أحكام كثيرة، يرجع حاصلها إلى مضمون هذه الآيات الكريمة"
    وهناك صورة أخرى من صورة منع ذكر الله فيها، وهي أن تصبح تلك المساجد أماكن للثناء على الباطل وتمجيده، ومحاربة الحق وأهله القائمين به. يقول الدكتور عبد الله قادري الأهدل في كتابه "السباق إلى العقول":
    وجعل أعداء الحق وأنصار الباطل هذه المساجد -التي أعدت في الأصل لتكون منطلقات للحق- منطلقات للباطل هو نفس السيرة التي سار عليها المنافقون في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- باتخاذهم مسجد الضرار الذي اتخذوه معارضة ومضادة لمساجد المسلمين، وفي طليعتها مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومسجد قباء، وهم الذين قال الله تعالى فيهم: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}.
    والفرق بين من نزلت فيهم الآية وبين أعداء الحق في هذا الزمان من وجهين:
    الوجه الأول: أن الذين نزلت فيهم الآية لم يكونوا حكاماً للمسلمين، وإنما كانوا يتآمرون في الخفاء؛ لأن قيادة المسلمين كانت بيد الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولذلك أمر -صلى الله عليه وسلم- بإحراق ذلك المسجد وأراح المسلمين شر أعدائهم المتآمرين.
    الوجه الثاني: أن الذين نزلت فيهم الآية لم يستطيعوا أن يسيطروا على أكثر من مسجد واحد -وكان ذلك بمؤامرة خفية- لم تدم لهم طويلاً. أما الذين اتخذوا المساجد منطلقات للباطل في هذا الزمان، فقد استطاعوا أن يسيطروا على غالب مساجد المسلمين، وبخاصة المساجد الكبيرة ذات الشأن في البلدان الإسلامية، لأنهم هم قادة المسلمين وحكامهم، وسيطرتهم عليها مبنية على حق مشروع بقوانين وأنظمة وأجهزة صنعوها لأنفسهم، بحيث تعد تصرفاتهم في تلك المساجد مشروعة وهي الأصل، حسب تلك القوانين والأنظمة، وتعد تصرفات غيرهم فيها -ولو كانت هي الشرعية في الحقيقة- خارجة عن القانون والنظام، يستحق أصحابها العقاب والمساءلة. وبهذا أصبحت مساجد المسلمين -في الغالب- ينطبق عليها قول الشاعر:
    حرام على بلابله الدوح ... حلال للطير من كل جنس



     

    ومع ذلك يجب على أهل الحق من العلماء والمفكرين والخطباء، أن يحرصوا على العمل في المساجد، وعدم التخلي عنها، ومحاولة القيام بما يقدرون عليه من إيصال الحق إلى عقول الناس، سواء بقراءة القرآن في الصلوات، أو بالخطب والمواعظ، أو بالتدريس والتعليم. والإمام الحكيم يستطيع أن يتحين الفرص ويفيد الناس في الحدود المستطاعة، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}.
    ولا ينبغي لمن عنده القدرة على إفادة المصلين -ولو قلَّت- التخلي عن القيام بما يقدر عليه.
    نسأل الله أن يحمي المساجد من عبث العابثين، وكيد الكائدين، وأن يعين القائمين عليها على الخير والصلاح ودعوة الناس لما فيه فوزهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة.
    والله المستعان، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

     



      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 1:04:04