Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

خطبة الجمعة عن شهر رجب Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    خطبة الجمعة عن شهر رجب

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    خطبة الجمعة عن شهر رجب Empty خطبة الجمعة عن شهر رجب

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الأربعاء 14 مارس - 17:56:50


    الخطبة الأولى

    إن الحمد لله نحمده و ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } . { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم ، أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }أما بعد:
    أيها الناس: ها قد ذهب أكثر من نصف عامنا هذا وفات، وانقضّت عنا أيامه ولياليه إلى غير عودة. نعم أيها الإخوة في الله: إننا داخلون بإدن الله بعد أيام قليلة في أحد الأشهر الأربعة الحُرم، ألا وهو شهر رجب، وقد قال الله عز وجل في إثبات حرمته وحرمتها: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ. شهر رجب فهو أحد أشهر الحرم الأربعة، أخرج البخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحيهما عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ... في هده الآية الكريمة يقول الله تعالى: فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ. قال حبرُ الأمّةِ وتُرجمانُ القرآنِ عبدُ اللهِ بنُ عبّاسٍ عليهما الرِّضوان في تفسير قوله تعالى: كما روى الطّبريّ في تفسيره: في كلِّهنّ، ثمّ اختصَّ من ذلك أربعةَ أشهرٍ فجعلهنَّ حراماً، وعَظّم حُرُماتِهنَّ، وجعل الذنبَ فيهنَّ أعظمَ، والعملَ الصالحَ والأجرَ أعظمَ. ألا فاحذروا أشد الحذر سلمكم الله وسددكم أن تظلموا أنفسكم في هذا الشهر وبقية الأشهر الحُرم بالسيئات والخطايا, والذنوب والمعاصي والبدع والضلالات, والظلم والعدوان, والقتل والاقتتال, والغش والكذب, والغيبة والبهتان, والحسد والغِل، فإن الله جل شأنه قد زجرنا ونهانا عن ذلك فقال سبحانه: فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ. فإن السيئات من بدع ومعاص وظلم وبغي وعدوان تعظّم وتشتد، وتكبر وتتغلّظ في كل زمان و مكان. وقد ثبت عن التابعي قتادة بن دعامة رحمه الله أنه قال: فَإِنَّ الظُّلْمَ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَظِيمًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُعَظِّمُ مِنْ أَمَرِهِ مَا شَاءَ... وَإِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنَ الشُّهُورِ رَمَضَانَ وَالْأَشْهُرَ الْحُرُمَ، وَاصْطَفَى مِنَ الْأَيَّامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاصْطَفَى مِنَ اللَّيَالِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَعَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللَّهُ، فَإِنَّمَا تُعَظَّمُ الْأُمُورُ بِمَا عَظَّمَهَا اللَّهُ عِنْدَ أَهْلِ الْفَهْمِ وَأَهْلِ الْعَقْلِ. أيها الناس: وقفات أربع... يجدر بنا و كل مسلم أن يتنبه لها، ويتبصر بواقعها، حتى تسلم له عبادته من النقص والخلل و الإثم والوزر. الوقفة الأولى عن تخصيص شهر رجب أو أول يوم منه أو أول جمعة أو خميس منه بالصيام. فقد جرت عادة بعض المسلمين رزقهم الله لزوم السنة النبوية على تخصيص شهر رجب أو أول يوم منه أو أول خميس أو أول جمعة فيه بالصيام. وهذا التخصيص بالصيام ليس عليه أثارة من علم تدعمه، فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه خطبة الجمعة عن شهر رجب 2906082035 أنهم فعلوه، ولا دعوا الناس إليه، أو رغبوهم في القيام به. بل لا زال العلماء سلمهم الله ينكرون ما يُروى في ذلك من أحاديث وآثار ضعيفة أو مكذوبة، ويبينون للناس بطلانها وعدم صحتها، على اختلاف بلدانهم ومذاهبهم. فقال الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله: لم يرد حديث صحيح في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه. وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: وأما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه. بل إنه قد صح عن خَرشة بن الحر رحمه الله أنه قال: رأيت عمر يضرب أكُف الناس في رجب حتى يضعونها في الجفان، ويقول: كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية. وقال شيخ المالكية في وقته رحمه الله عقب قول عمر هذا وغيره: دلت هذه الآثار على أن الذي في أيدي الناس من تعظيمه يعني: شهر رجب إنما هي غبرات من بقايا عقود الجاهلية. وأما من كانت له عادة بصيام يوم وإفطار يوم من كل الأشهر، أو صيام الأيام البيض أو الاثنين والخميس من كل شهر، فهذا لا حرج عليه في صيامه ذلك، لأنه لم يقصد تخصيص شهر رجب ولا تعظيمه على باقي الشهور بالصيام فيه. الوقفة الثانية عن تخصيص شهر رجب ببعض الصلوات. فقد جرت عادة بعض الناس أرشدهم الله إلى اتباع السنة على تخصيص شهر رجب بصلاة تسمى صلاة الرغائب، وتكون في ليلة أول جمعة منه، بين المغرب والعشاء. وهذه الصلاة يحرم على المسلم أن يفعلها أو يدعو الناس إلى فعلها، وذلك لأن عبادة الصلاة مرجعها إلى نصوص القرآن والسنة، ولم ترد آية في القرآن تدل على فعلها، ولا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه فعلها أو رغب الناس فيها، بل إن الناس لم يسمعوا بها إلا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ووفاة أصحابه بمئات السنين. وقد قال فقيه الشافعية علاء الدين بن العطار رحمه الله: والأحاديث المروية في فضلها، وفي الصلاة فيها كلها موضوعة باتفاق أهل النقل والعدالة. وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء. الوقفة الثالثة والوقفة الرابعة سوف نتكلم عليها في خطبة جمعة قادمة إن شاء الله إن كان في العمر بقية و هي عن حادثة الإسراء والمعراج وهل وقعت في شهر رجب أم لا. وعن حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج في شهر رجب... وكل ما سبق إيها الإخوة من بدع وضلالات مبنى على اعتقاد خاطئ و أحاديث ضعيفة وموضوعة في فضل رجب، وهذا أمر لم ينزل الله به سلطاناً، ولا دليل على ذلك. ومما انتشر بين الناس في جوالاتهم وفي رسائلهم: التهنئة بدخول شهر رجب. فعليكم عباد الله بسنة نبيكم وسنة الخلفاء المهديين من بعده، عضوا عليه بالنواجذ، ولقد قال صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. فاحذروا من البدع رعاكم الله، وحرى بالمسلم أن يتبع ولا يبتدع؛ إذ محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم تنال بالإتباع لا بالابتداع: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. بارك الله لي ولكم فيما سمعتم، وجعلنا من التائبين المستغفرين، إنه جواد كريم.













    الخطبة الثانية




    الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا أما بعد










    أيها المسلمون: فلا يزال الحديث معكم متواصلاً عن شهر رجب، وبعض ما يتعلق به، ويقع فيه من أمور، فأقول مستعيناً بالله ربي: واعلموا سددكم الله أن الأعمال التي يقوم بها الناس من صيام أو صلاة أو ذكر أو احتفالات أو غيرها تقرباً إلى الله تعالى، في شهر رجب وطلباً للأجر منه، ولم يأت دليل من القرآن والسنة في دعوة الناس إلى فعلها، ولا فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه خطبة الجمعة عن شهر رجب 2906082035، يطلق العلماء ويحكمون عليها بأنها بدعة. وإحداث البدع في الدين أو فعلها أو دعوة الناس إلى فعلها ونشرها في مجتمعاتهم من المحرمات الشديدة، والمنكرات والسيئات الخطيرة، فقد كان عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب الناس يحذرهم من البدع، فيستحبُّ للمسلمِ في هذا الشّهر الإكثارُ والمواظبةُ على ما ثبتت به السنّةُ في سائرِ الأيّامِ من نوافلِ الطّاعاتِ؛ من صلاةٍ، وصيامٍ، وصدقاتٍ، وغيرِها من القرباتِ، مع المحافظةِ على الفرائضِ والواجباتِ، ولكنْ لا يشرعُ تخصيصُه بعبادةٍ من العباداتِ، أو اعتقادُ أنّ لها فضلاً في هذا الشّهرِ على سائر الطّاعاتِ؛ والحالُ أنّه لم يشـرعْها لنا فيهِ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ، ولا فَعَلَها فيه صحابتُه الكرامُ خطبة الجمعة عن شهر رجب 2906082035. فاللهم جنبنا الشرك والبدع والمعاصي، وارزقنا لزوم التوحيد والسنة والاستقامة، وطهر أقوالنا وأسماعنا وأفعالنا وجوارحنا عن ما يغضبك، واشرح صدورنا بالسنة والاتباع، وآمنا في مراكبنا ومساكننا ومساجدنا وأعمالنا وأسفارنا، وأصلح أهلينا وأولادنا، وثبتنا في الحياة على طاعتك، وعند الممات على قول لا إله إلا الله، اللهم ارفع الضر عن المسلمين، اللهم ارفع عنهم القتل والاقتتال، وأزل ما بهم من خوف وجوع، اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك عيش السعداء، ومرافقة الأنبياء، والحشر مع الاتقياء. اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلًى إلا عافيته، ولا ميتاً إلا رحمته. اللهم صلي و سلم و زد و بارك على سيدنا محمد و على آله سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 1:19:06