Islam for all-الإسلام للجميع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Islam for all-الإسلام للجميع

خطبة الجمعة عن الرياء Aya10
Questo sito e' protetto con
Norton Safe Web


    خطبة الجمعة عن الرياء

    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    خطبة الجمعة عن الرياء Empty خطبة الجمعة عن الرياء

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الثلاثاء 7 فبراير - 14:33:01


    ِإنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَلاَ مَثِيلَ وَلاَ شَبِيهَ وَلاَ مِثْلَ وَلاَ نِدَّ لَهُ، وَلاَ حَدَّ وَلاَ جُثَّةَ وَلاَ أَعْضَاءَ لَهُ. الحَمْدُ لله الَّذِي خَلَقَ الخَلْقَ عَلَى صُوَرٍ وَأَجْسَامٍ مُخْتَلِفَةٍ وَفَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الخَلْقِ وَالعَقْلِ وَجَعَلَ حَقِيقَةَ الفَضْلِ بِالتَّقْوَى فَلَمْ يَنْظُرْ إِلَى أَجْسَامِهِمْ وَصُوَرِهِمْ وَإِنَّـمَا إِلَى قُلُوبِهِمْ فَفَضَّلَهُمْ بِحَسَبِ التَّقْوَى. وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَحَبِيبَنَا وَعَظِيمَنَا وَقَائِدَنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَحَبِيبُهُ، مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ هَادِياً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِهِ وَأَصْحَابِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ
    أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ، فَإِنِّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العظيم القَائِلِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون
    إِخْوَةَ الإِيـمَانِ التَّقْوَى كَلِمَةٌ خَفِيفَةٌ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَةٌ فِي الـمِيزَانِ وَمَحَلُّهَا القَلْبُ فَقَدْ أَشَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثاً وَقَالَ “التَّقْوَى هَا هُنَا التَّقْوَى هَا هُنَا” رواه أحمد في مسنده ورواه مسلم بلفظ ها هنا مرة واحدة اـ فَالقَلْبُ أَمِيرُ الجَوَارِحِ إِذَا صَلُحَ صَلُحَتْ فَصَارَ الشَّخْصُ تَقِيّاً وَإِذَا فَسَدَ فَسَدَتْ فَصَارَ الشَّخْصُ عَاصِياً، فَاتَّقُوا اللهَ وَتَزَوَّدُوا لِيَوْمِ الـمَعَادِ ﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ () إلا مَنْ أَتى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ()﴾ فَعَلَيْنا أيَا الإخوة الـمُؤْمِنُون بِإِصْلاَحِ قَلْبِوبنا بِالوُقُوفِ مَعَ الآدَابِ الشَّرْعِيَّةِ ظَاهِراً وَبَاطِناً .. بِاتِّبَاعِ شَرْعِ اللهِ تَعَالَى وَالاِقْتِدَاءِ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَخْلاَقِ وَالأَحْوَالِ ..  فَإِنَّ لِلْقُلُوبِ أَمْرَاضاً لاَ يُدَاوِيهَا أَطِبَّاءُ الدُّنْيَا، فَإِنَّهُ إِنْ يَصْلُحْ قَلْبُكَ يَصْلُحْ جَسَدُكَ كُلُّهُ وَتَصْلُحْ ءَاخِرَتُكَ وَإِنْ يَفْسُدْ قَلْبُكَ يَفْسُدْ جَسَدُكَ كُلُّهُ وَتَسُؤْ حَالُكَ فِي دِينِكَ فَالقَلْبُ أَمِيرُ الجَوَارِحِ وَبِهِ تَأْتَـِمُر... وَمِنْ هَذِهِ الأَمْرَاضِ إِخْوَةَ الإِيـمَانِ الرِّيَاءُ وَهُوَ أَنْ يَعْمَلَ الإِنْسَانُ الطَّاعَةَ لِيَرَاهُ النَّاسُ فَيُثْنُوا عَلَيْهِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ()﴾، أَخْلِصْ نِيَّتَكَ أَخِي الـمُؤْمِنُ دَائِماً للهِ تَعَالَى وَلاَ تُرَاءِ وَاسْـَمْع مَعِي حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ اللهُ تَعَالَى “أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ” رواه مسلم. فَإِنْ عَمِلْتَ أَخِي الـمُسْلِمُ شَيْئاً طَالِباً الأَجْرَ مِنَ اللهِ وَطَالِباً مَحْمَدَةَ النَّاسِ لَمْ يَقْبَلْهُ اللهُ مِنْكَ، فَعَمَلُ الـمُرَائِي لاَ ثَوَابَ فِيهِ بَلْ هُوَ ءَاثِـمٌ بِـمُرَاءَاتِهِ، فَانْظُرْ نَفْسَكَ أَخِي الـمُسْلِمُ وَرَاقِبْ قَلْبَكَ، إِنْ رَأَيْتَ نَفْسَكَ تَقْتَصِرُ عَلَى الـمَكْتُوبَاتِ فِي الخَلْوَةِ حَتَّى إِذَا كُنْتَ بَيْنَ النَّاسِ اجْتَهَدْتَ فِي رَوَاتِبِ الـمَكْتُوبَاتِ فَسَائِلْ نَفْسَكَ لِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ .. وَإِنْ كُنْتَ إِذَا صَلَّيْتَ فِي الخَلْوَةِ عَجَّلْتَ فَاقْتَصَرْتَ عَلَى الأَرْكَانِ وَإِذَا كُنْتَ بَيْنَ النَّاسِ أَطَلْتَ صَلاَتَكَ وَاسْتَحْضَرْتَ الخُشُوعَ وَحَسَّنْتَ صَلاَتَكَ فَسَائِلْ نَفْسَكَ لِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ وَهَلْ أَنْتَ تَطْلُبُ جَاهاً وَمَنْزِلَةً فِي قُلُوبِ الخَلْقِ، وَهَلْ هَذَا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ مَنْزِلَتِكَ عِنْدَ الخَالِقِ. النَّاسُ مَخْلُوقَاتٌ مِثْلُكَ لاَ يَخْلُقُونَ نَفْعاً وَلاَ ضُرّاً لاَ يَنْفَعُونَكَ وَلاَ يَضُرُّونَكَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الـمُسَخِّرُ لِلْقُلُوبِ بِالـمَنْعِ وَالإِعْطَاءِ فَأَيُّ غَرَضٍ لَكَ فِي إِيثَارِ ذَمِّ اللهِ تَعَالَى لِأَجْلِ حَمْدِهِمْ لَكَ وَلاَ يَزِيدُكَ حَمْدُهُمْ لَكَ رِزْقاً وَلاَ يُؤَخِّرُ أَجَلاً وَلاَ يَنْفَعُكَ يَوْمَ القِيَامَةِ فَدَاوِ قَلْبَكَ مِنَ الرِّيَاءِ وَاجْعَلْ رِضَا خَالِقِ الخَيْرِ وَالشَّرِّ مُبْتَغَاكَ وَأَخْلِصْ نِيَّتَكَ للهِ وَلاَ تُبَالِ إِنْ ذَمَّكَ النَّاسُ أَوْ مَدَحُوكَ فَكُلُّ الخَيْرِ فِي رِضَا اللهِ... وَاسْـَمْع مَعِي أَخِي الـمُسْلِمُ مَا رَوَاهُ مُسْلِمُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ ناتل بن قيس الحزامي الشامي تابعي أبوه صحابي، انظر شرح مسلم للنووي. أَيُّهَا الشَّيْخُ حَدِّثْنَا حَدِيثاً سَـمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ سَـِمْعُت رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ” إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ جِرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ، ثُـَّم أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ القُرْءَانَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ العِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ القُرْءَانَ، قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ وَقَرَأْتَ القُرْءَانَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ، ثُـَّم أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الـمَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ، ثُـَّم أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ” ـ
    يَا أَخِي الـمُؤْمِنُ إِذَا صَلَّيْتَ فَصَلِّ للهِ وَإِذَا تَصَدَّقْتَ فَتَصَدَّقْ للهِ وَإِذَا حَسَّنْتَ خُلُقَكَ فَاجْعَلْهُ للهِ وَإِنْ تَعَلَّمْتَ فَتَعَلَّمْ للهِ وَإِنْ عَلَّمْتَ فَعَلِّمْ للهِ وَإِنْ أَطَعْتَ اللهَ فَأَطِعْهُ لِوَجْهِهِ الكَرِيـمِ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَيَا ضَيْعَةَ عُمُرِكَ وَيَا خَسَارَةَ وَقْتِكَ... اللَّهُمَّ طَهِّرْ قُلُوبَنَا مِنَ الرِّيَاءِ وَعَلِّمْنَا مَا جَهِلْنَا وَانْفَعْنَا بِـمَا عَلَّمْتَنَا وَوَفِّقْنَا لِلْعَمَلِ بِـمَا عَلَّمْتَنَا وَارْزُقْنَا الإِخْلاَصَ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ...هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ
     الخطبة الثانية
    إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُهُ، وَنَعوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمَالِنَا، مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الوَعْدِ الأَمِينِ وَعَلَى إِخْوَانِهِ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ. وَرَضِيَ اللهُ عَنْ أُمَّهَاتِ الـمُؤْمِنِينَ وَءَالِ البَيْتِ الطَّاهِرِينَ وَعَنِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ وَعُثْمانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الأَئِمَّةِ الـمُهْتَدينَ أَبي حَنيفَةَ وَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَعَنِ الأَوْلِيَاءِ والصَّالِحِينَ أَمَّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ فَإِنِّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ فَاتَّقُوهُ... وَٱعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظيمٍ، أَمَرَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَى نَبِيِّهِ الكَرِيمِ فَقَالَ ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا. اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، يَقُولُ اللهُ تعالى ﴿يَا أَيُّها النَّاسُ ٱتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ () يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ ()﴾.. اَللَّهُمَّ إِنَّا دَعَوْنَاكَ فَاسْتَجِبْ لَنَا دُعَاءَنَا فَٱغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرافَنا في أَمْرِنَا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالـمُؤْمِنَاتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللهمّ إنّا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلاّ أنت فاغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا إنّك أنت الغفور الرحيم، اللهمّ ءات أنفسنا تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها، اللهم إنّا نعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها، رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضَالِّينَ وَلاَ مُضِلِّينَ اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا وَءَامِنْ رَوْعَاتِنَا وَاكْفِنَا مَا أَهَمَّنَا وَقِنَا شَرَّ مَا نَتَخَوَّفُ . عِبَادَ اللهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالـمُنْكَرِ وَالبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. أُذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يُثِبْكُمْ وَاشْكُرُوهُ يَزِدْكُمْ، وَٱسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ وَاتَّقُوهُ يَجْعَلْ لَكُمْ مِنَ أَمْرِكُمْ مَخْرَجًا، وَأَقِمِ الصَّلاَةَ
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    خطبة الجمعة عن الرياء Empty رد: خطبة الجمعة عن الرياء

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الثلاثاء 7 فبراير - 14:44:23


    الخطبة الأولى بعد الحمد و الثناء على الله خطبة الجمعة عن الرياء 2205578814 و الصلاة و السلام على رسول الله SAW  و على آله و صحبه 
    أما بعد
    عباد الله: اعلموا وفقني الله وإياكم للإخلاص في الأقوال والأعمال أن الرياء مشتق من الرؤية كما أن السمعة مشتقة من السماع والاستماع حيث يريد المرائي والمسمع أن يراه الناس ويسمعونه، فهو يطلب حظ نفسه من عمله في الدنيا لينال الحظوة عند الناس، فأعماله لغير الله تعالى
    أيها المسلمون: إن الرياء هو الشرك الخفي الذي هو أخطر على المسلمين من فتنة المسيح الدجال يقول عليه الصلاة والسلام: ((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال)) فقال الصحابة خطبة الجمعة عن الرياء 2906082035: بلى فقال: الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل
    عباد الله: إن الرياء يفرغ العمل الصالح من آثاره الطيبة، فالمرائي حينما يؤدي الصلاة فإنما يؤديها بحركات فقط فيتقنها ويزينها لأن أعين الناس تنظر إليه ولكن قلبه لم يعيها ولم يستحضر حقيقتها ولم يستشعر عظمة الله جل وعلا الذي هو بين يديه، ولذلك لم تترك الصلاة أثرها في قلبه وعمله، فالرياء شر وبلاء يبطل العمل ويصيره هباء منثورًا
    أيها المسلمون: إن الرياء والسمعة يورثنا الذلة والصغار ويحرمان ثواب الآخرة قال عليه الصلاة والسلام: ((من سمع الناس بعمله سمع الله به مسامع خلقه، وصغره وحقره)) رواه الطبراني
    قال الحق جل وعلا: مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِى حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِى ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ
    عباد الله: ضروب الرياء كثيرة، وشوائبه خطيرة، من ذلك أن يترك الإنسان المعاصي الظاهرة الواقعة على الجوارح من مجاهدة النفس حيث يجد لذة القبول عند الخلق ونظرهم إليه بعين الوقار فيظن أنه من المخلصين، ولكنه في الحقيقة من المنافقين المرائين، وهذه المكيدة العظيمة والداء الدفين لا يخلص من شراكه إلا من عرف ربه حق المعرفة فأحبه وعظمه وأحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فعسى أن يكون من المخلصين. ومن ضروب الرياء أن يريد الإنسان بعبادته وجه الله، فإذا اطلع عليه الناس نشط في العبادة وزينها قال صلى الله عليه وسلم: ((إياكم وشرك السرائر قالوا: يا رسول الله وما شرك السرائر؟ قال: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدًا لما يرى من نظر الناس إليه)) أخرجه ابن خزيمة
    أيها المسلمون: ومن أحوال الرياء والسمعة ما يكون على البدن أو في اللباس أو القول أو العمل كإظهار النحول في الجسم والاصفرار في الوجه ليوهم من رآه بأنه قليل الأكل وأنه يجاهد نفسه في العبادة، وقد يرائي الإنسان بإطالة القيام في الصلاة وإظهار الهدوء في المشي وتنكيس الرأس وخفض الصوت ولبس الثياب الغليظة والملابس الخاصة ليعده الناس من الزهاد والعباد أو من العلماء.. وقد يكون الرياء عند أهل الدنيا وذلك كأن يرائي الإنسان بإظهار السمن وصفاء اللون وانتصاب القامة وحسن الوجه ونظافة البدن والتشدق في القول ليدل الناس على فصاحته ويرائي بثيابه النفيسة الغالية ومركبه الحسن وأثاث بيته الفاخر وغير ذلك مما يسبب له الاختيال والتبختر... وليعلم الجميع أن الرياء من صفات المنافقين الذين قال الله عنهم: وَإِذَا قَامُواْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَاءونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً... المنافقون ـ جنبني الله وإياكم طريقتهم ومنهجهم ـ يراؤون الناس في عبادتهم وصلواتهم ونفقاتهم ولا يذكرون الله إلا رياء وسمعة عياذًا بالله، ولو لم يكن في الرياء إلا أنه من صفات المنافقين لكان جدير بك أيها المسلم أن تحذره فكيف وهو محبط للعمل
    أيها المسلمون: إن من أسباب الرياء حب الجاه الذي هو ارتفاع المنزلة في قلوب الناس ومن غلب على قلبه حب هذا صار مقصور الهم على مراعاة الناس مشغوفًا بالتردد عليهم والمراءاة لهم، وذلك بذر النفاق وأصل الفساد؛ لأن من طلب المنزلة في قلوب العباد اضطر أن ينافقهم ليتوصل إلى اقتناص قلوبهم، وهذا باب غامض يرجع إلى ثلاثة أصول: حب لذة الحمد، والفرار من الذم، والطمع فيما في أيدي الناس... واعلم ـ رعاك الله ـ أن الحرص على طلب الجاه إما أن يكون من قبل الدنيا أو من قبل الدين، فإن كان من قبل الدنيا كطلب الإمارة والرئاسة لإدارة ونحوها فإنه يمنع خير الآخرة قال سبحانه: تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلاْخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى ٱلأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ... وقل أن يوفق من طلب ذلك، بل يوكل إلى نفسه، ولذا ترى كثيرًا من هؤلاء يحبون أن يحمدوا على أفعالهم ويثنى عليهم بها وقد يطلبون من الناس ذلك، وقد يظهرون بعض الأمور الحسنة ليمدحوا عليها، وهو تزوير وتمويه
    أيها المسلم: لا يغرنك تغلب المرائين في البلاد وتسلطهم على العباد، فإن ذل المعصية في قلوبهم ورقابهم، أبى الله أن يذل من عصاه
    عباد الله: وأما إن كان طلب الجاه من قبل الدين كالعمل والعلم والزهد فالأمر خطير قال عليه الصلاة والسلام: من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة أي ريحها يوم القيامة... ولهذا كان أول الناس عذابًا في الآخرة عالم لم ينفعه الله بعلمه، وهو من أشد الناس حسرة وندامة يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: ((إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ثلاثة -فذكر الحديث إلى أن قال -ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت: قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار)) الحديث رواه مسلم.. أجارني الله وإياكم من النفاق والشقاق وسوء الأخلاق.. أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والحمد لله رب العالمين
     
    الخطبة الثانية
    الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا
    أما بعد.. فيا أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى واعلموا أن الرياء محبط للأعمال وسبب لمقت الله، فجدير بك أيها المسلم أن تعالج نفسك منه. وذلك بمعرفة حقيقة التوحيد التي تتضمن عظمة الله تعالى، فإذا علمت أن الله وحده هو الذي يضر وينفع متى شاء طرحت من قلبك الخوف من ذم الناس والطمع في ثنائهم، وكذلك إذا علمت أن الله سميع بصير يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، طرحت مراقبة الخلق وأطعت الله كأنك تراه فإنه لم تكن تراه فإنه يراك، وحسبك أيها المسلم اطلاع الله عليك واعلم أن الناس لن يغنوا عنك من الله شيئًا، واعلم أن الشيطان هو منبع الرياء فاستعن على طرده بالاستعاذة بالله منه، واكتم عملك عن الناس فلا تجعلهم يطلعون على أعمالك الصالحة وإياك وحب الظهور فإنه يورث الغرور ويقصم الظهور أما شعائر الإسلام الظاهرة فلا بد من إظهارها ولا يمكن إخفاؤها كالحج والعمرة والجمعة والجماعة وغيرها.. فالإنسان لا يكون مرائيًا بإظهارها لأن من حق الفرائض الإعلان بها لأنها أعلام الإسلام وشعائر الدين ولأن تاركها يستحق الذم والمقت، فوجب إماطة التهمة بالإظهار، ولكن يحذر من الرياء فيها بعد أدائها. أما إذا كانت العبادة تطوعًا فحقها أن تخفى لأنه لا يلام الإنسان بتركها ولا تهمة فيها، فإن أظهرها قاصدًا بالإظهار أن يراه الناس فيمدحونه ويثنون عليه فهو رياء وكل عمل يأتي به الإنسان وهو لا يريد بفعله وجه الله فهو رياء، وهو من الشرك عياذ بالله،
    الحلاجي محمد
    الحلاجي محمد
    Servo di Allah


    Sesso : ذكر

    Numero di messaggi : 6998

    خطبة الجمعة عن الرياء Empty رد: خطبة الجمعة عن الرياء

    مُساهمة من طرف الحلاجي محمد الثلاثاء 7 فبراير - 14:55:20


    إنَّ الحمدَ لله نحمَدُه، ونستَعِينه ونستَغفِره، ونَعُوذ بالله من شُرُور أنفُسِنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يَهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهَدُ أن لا إله إلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهَدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله
    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾
    أمَّا بعدُ.. فإنَّ خيرَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهُدَى هُدَى محمد، وشرَّ الأمور مُحدَثاتها، وكلَّ بدعة ضلال.. خلَق الله الإنس والجنَّ لعبادته؛ ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ واشتَرَط في قبول العِبادة أنْ تكون خالصةً له؛ ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ ، فأمَر الله عبادَه أنْ يُوحِّدوه، فالأمر لا يتعلَّق بكثْرة العِبادات، بل بإخلاصِها لله، فأعظَمُ ما أمَرَنا الله به التوحيد، فلا نُشرِك معه أحدًا في عبادته؛ لذا فأهل الإخلاص هم الفائزون الناجُون؛ فعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: لَمَّا نزلت: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ . قلنا: يا رسول الله، أيُّنا لا يظلم نفسَه؟ قال: ((ليس كما تقولون، ﴿ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ بشِركٍ، أوَلَم تسمَعُوا إلى قول لقمان لابنه: ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾))؛ رواه البخاري  ومسلم  فشقَّ على الصحابة - خطبة الجمعة عن الرياء 2906082035 - حينما فهِمُوا أنَّ الظُّلم المعاصي فلا يخلو منها أحدٌ، فبيَّن النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لهم أنَّ الظُّلم الحقيقي هو ما خالَف التوحيد
    الشِّرك أعظم الذُّنوب؛ فعن عبدالله بن مسعود - رضِي الله عنه - قال: سألتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أيُّ الذنب أعظَمُ عند الله؟ قال: ((أنْ تجعَلَ لله ندًّا وهو خلَقَك))، قلت: إنَّ ذلك لَعظِيمٌ، قلت: ثم أي؟ قال: ((وأنْ تقتُلَ ولَدَك تَخاف أنْ يطعَمَ معك))، قلت: ثم أي؟ قال: ((أنْ تُزانِي حليلةَ جارِك))؛ رواه البخاري ومسلم ... فالشِّرك اعتداءٌ على مقام الألوهيَّة، وجعل المخلوق بمنزلة الخالِق؛ لذا كان الشِّرك لا يُغفَر، فلا بُدَّ من توبةٍ صادقة تمحو أثرَه؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾.. مَن يأمَن الشِّرك بنوعَيْه الأصغر والأكبر وخَلِيل الرحمن يَخشاه على نفسه؟ ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ ، لندعو ربَّنا أنْ يُجنِّبَنا الشِّرك؛ اقتداءً بإمام الحُنَفاء، لنقُلْ: اللهمَّ إنَّا نَعُوذ بك من أنْ نُشرِك بك شيئًا نعلَمُه، ونستَغفِرك لما لا نعلَم... فعن أبي موسى الأشعري رضِي الله عنه  قال: خطَبَنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذاتَ يومٍ فقال: ((أيُّها الناس، اتَّقوا هذا الشِّرك؛ فإنَّه أخفى من دَبِيب النَّمل))، فقال له مَن شاء الله أنْ يقول: وكيف نتَّقِيه وهو أخفَى مِن دَبِيب النمل يا رسول الله؟ قال: ((قولوا: اللهمَّ إنَّا نعوذ بك من أنْ نُشرِك بك شيئًا نعلَمُه، ونستَغفِرك لما لا نعلم))؛ رواه الإمام أحمد  بإسناد صحيح... أخوَفُ ما خافَه النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - على أصحابة الرياءُ؛ فعن محمود بن لبيد أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عليكُم الشِّرك الأصغَر))، قالوا: وما الشِّرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: ((الرِّياء، يقول الله عزَّ وجلَّ  لهم يوم القيامة إذا جُزِي الناسُ بأعمالهم: اذهَبُوا إلى الذين كنتُم تُراؤُون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً))؛ رواه الإمام أحمد ورواته ثقات، فإذا كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - خافَ الرياءَ بالأعمال وكذلك السُّمعة بالأقوال، إذا كان خافها على الصحابة مع أنهم خيرُ هذه الأمَّة، فغيرُهم ممَّن أتَى بعدَهم أولى بأنْ يخافوا من الرِّياء
    العمل الذي يُخالِطه الرِّياء، فيتعبَّد العابد بعبادةٍ يَطلُب مَرضاة الله وثَناء المخلوقين عليه، أو غير ذلك من حظوة أو مكانة عندهم لا ينتَفِع به العابد فهو مردودٌ عليه؛ فعن أبي هريرة - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قال الله - تبارك وتعالى -: أنا أغنَى الشُّرَكاء عن الشِّرك، مَن عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركتُه وشركَه))؛ رواه مسلم.. فخاب وخسر، فكان نصيبه التَّعب حينما طلَب مدح مَن لا ينفَع مدحُه ولا يشين ذمه، وفضَحَه الله يومَ القيامة، فحصَل له نقيضُ قصدِه؛ فعن جندب بن عبدالله - رضِي الله عنه - قال: قالَ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم : ((مَن سمَّع سمَّع الله به، ومَن يُرائِي يُرائِي الله به))؛ رواه البخاري ومسلم وعن أبي هريرة  رضِي الله عنه  قال: سمعتُ رسول الله  صلَّى الله عليه وسلَّم  يقول: ((إنَّ أوَّل الناس يُقضَى يوم القيامة عليه رجلٌ استُشهِد فأُتِي به فعرَّفَه نِعَمَه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتَلتُ فيك حتى استشهدتُ، قال: كذبت، ولكنَّك قاتَلتَ لأنْ يُقال: جَرِيء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهِه حتى أُلقِي في النار، ورجل تعلَّم العلمَ وعلَّمَه وقرَأ القرآن، فأُتِي به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفَها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: تعلَّمت العلم وعلَّمته، وقرأتُ فيك القُرآن، قال: كذبت، ولكنَّك تعلَّمت العِلم ليُقال: عالم، وقرَأت القرآن ليُقال: هو قارئٌ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهِه حتى أُلقِي في النار، ورجل وسَّع الله عليه وأَعطاه من أصْناف المال كلِّه فأُتِي به فعرَّفَه نِعَمه فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيلٍ تحبُّ أنْ يُنفَق فيها إلاَّ أنفقتُ فيها لك، قال: كذبت، ولكنَّك فعَلتَ ليُقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسُحِب على وجهِه ثم ألقي في النار))؛ رواه مسلم ، فدخَلُوا النار حينما أرادُوا مدْح الناس وثَناءهم على أعمالهم الصالحة
    الخطبة الثانية
    الشارع يُرغِّب في عِبادة السرِّ، يُرغِّب في إخْفاء العبادة إذا لم يكنْ في إظهارها مَصلَحة راجحة؛ فعن أبي هُرَيرة - رضِي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((سبعةٌ يظلُّهم الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلاَّ ظله: الإمام العادل، وشابٌّ نشَأ في عِبادة ربِّه، ورجل قلبُه معلَّق في المساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتَمَعا عليه وتفرَّقا عليه، ورجلٌ طلبَتْه امرأةٌ ذات مَنصِب وجَمال فقال: إنِّي أخاف الله، ورجل تصدَّق أخفَى حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينه، ورجُل ذكَر الله خاليًا ففاضَتْ عيناه))؛ رواه البخاري  ومسلم. فمن السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظلِّه مُخفِي الصدقة، ومَن بكى خاليًا خوفًا من الله.. ليكنْ لنا عباداتٌ في بيوتنا؛ ففي هذا تدريبُ النفس على الإخلاص، ليكن لبيوتنا نصيبٌ من نفْل صلاتِنا وقراءة القرآن والذِّكر... إذا كنَّا نطهِّر أبداننا عند كلِّ صلاة، فقبلَ الصلاة الواحدُ منَّا يرجع بذاكرته للوَراء وينظُر هل هو على طهارة أو محدِث؟ فإذا كان محدِثا تطهَّر؛ لأنَّ الله لا يقبَل صلاةَ مَن أحدث حتى يتطهَّر، فليكن الإخلاص كذلك.. لنَقِف مع أنفسنا وقفةَ محاسبة؛ هل الأعمال كلُّها لله؟ أم للمخلوق فيها نصيبٌ؟ فطهارة القلوب من إرادة غيرِ الله في العِبادات أهمُّ وأعظم من طَهارة الحدث والخبث... الأصلُ في العبادات أنْ تتمحَّض للآخِرة، ويكون قصْد المتعبِّد وجه الله وما عنده، لكن لو أشرك في نيَّته مع الله فلا يخلو الأمرُ من حالَيْن
    الأولى: أنْ يريد نفعًا معنويًّا: فيأتي بالعِبادة تعبُّدًا لله، ويُرائِي بأعمالٍ إنْ كان العمل يُرى، أو يُسمِع الناس إنْ كان العمل باللسان؛ للحُصول على مدْح أو جاه أو تصدُّر المجالس ونحو ذلك، فهذا هو الرِّياء، وتقدَّم الكلام عنه
    الثانية: أنْ يريد نفعًا ماديًّا: من تحصيل مال أو غيره، فالناس ثلاثُ طوائف
    الأولى: أنْ يريد الدنيا فقط ولا يلتَفِت للآخِرة، فهو عاصٍ مُتَعَرِّض للوَعِيد؛ لكنَّه ليس مُرائيًا؛ فعن أبي هريرة - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن تعلَّم علمًا ممَّا يُبتَغى به وجه الله لا يتعلَّمه إلاَّ ليُصِيب به عرَضًا من الدنيا لم يجد عَرْفَ الجنَّة يومَ القيامة - يعني: ريحها))؛ رواه الإمام أحمد  وغيره بإسناد حسن
    الثاني: أنْ يريد الآخِرة والدنيا، فيُرِيد الثَّواب من الله وتحصيل مصلحة دنيوية؛ كمَن يتولَّى الولايات الشرعيَّة للثواب والمال الذي يأخُذه لقِيامِه بهذه الوظيفة، أو يطلب العلمَ الشرعي لتَحصِيل العلم والشَّهادة التي يتوظَّف بها أو يُجاهِد في سبيل الله للحُصول على الأجر والمَغنَم، ومَن يصوم تعبُّدًا وحمية، فيجوز أنْ يشرك في نيَّته في إرادة الآخِرة والدنيا؛ فعن أبي هريرة - رضِي الله عنه - قال: جاء رجلٌ إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: إنَّي تزوَّجتُ امرأةً من الأنصار، فقال له النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((هل نظَرتَ إليها، فإنَّ في عيون الأنصار شيئًا؟))، قال: قد نظرتُ إليها، قال: ((على كم تزوَّجتها))، قال: على أربع أواقٍ، فقال له النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((على أربع أواقٍ! كأنَّما تنحِتُون الفضة من عرض هذا الجبل، ما عندنا ما نُعطِيك، ولكن عسى أنْ نبعَثَك في بعثٍ تُصِيب منه))، قال: فبعَث بعثًا إلى بني عبس، بعث ذلك الرجل فيهم؛ رواه مسلم . فأرسَلَه النبيُّ  صلَّى الله عليه وسلَّم  ليحصل على الأجر والغنيمة
    فإرادة مَصلَحة دنيويَّة مع نيَّة العبادة جائزٌ وليس من الرياء، لكنَّه يُنافِي كمالَ الإخلاص المستحب
    الثالث: أنْ يريدَ الآخِرة فقط، فمَن علَّم القرآن أو أذَّن أو أمَّ الناس وجعَلَه خالصًا لله ووطَّن نفسَه على الاستِمرار على هذا العمل الأخروي، حصَلتْ له الدنيا أو لم تحصل  أكمل حالاً وأكثر ثوابًا

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 3:09:51