اليوم بإذن الله نقف مع الحكمةِ و أنواع الابتلاءات فقد أخبر اللهُ تعالى بتعدّد أنواع البلاء الذي يبتلي به عباده، وتنوّع صوره، وبين ما يقع في البلاء من الخوف والجوع والنقص في الأموال والأنفس والثمرات وغير ذلك، ومعلوم أن نقص الأنفس بالموت إنما يكون لأسباب عديدة؛ منها الحروب والأوبئة وغيره من الفيروسات والأمراض.. فالله تعالى يُبْلِي العبد بلاء حسناً، وبلاء سيئاً، و بلاء تكليف.. قال سبحانه: ونبلوكم بالشر والخير فتنة... وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون... و بلاء التكليف في الاختبار والامتحان و هو فرض، كقوله تعالى: وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات.. إن هذا لهو البلاء المبين... وقوله عز شأنه في بني إسرائيل: وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين... التكليف ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم.. قوله سبحانه: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات... فإن الابتلاء تارة يكون لتكفير الذنوب والسيئات. كما في صحيح البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ، وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ، وَفي رواية: فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ، وعن أم سلمة ا، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما ابتلَى اللهُ عبدًا ببلاءٍ وهوَ على طَريقةٍ يكرَهُهَا؛ إلَّا جعَل اللهُ ذلكَ البلاءَ كفَّارةً وطَهورًا؛ رواه ابن أبي الدنيا، وَعَنْ أَبي هُرَيْرةَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا يَزَال الْبَلاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمؤمِنَةِ في نَفْسِهِ وَولَدِهِ ومَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّه تَعَالَى وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ؛ رواه أحمد، والترمذي. فالابتلاء يذكِّرنا بذنوبنا لنتوب منها؛ قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ، وقال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ. فتأتي مصائب الدنيا بمثابة إشارات وتنبيهات من الله تعالى للعبد إلى أنه غارق في المعصية، ويجب عليه الرجوع قبل فوات الأوان... وتارة يكون الابتلاء لرفع الدرجات، وزيادة الحسنات. ففي صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ ا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً، و عنه صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا سبقتْ له من اللهِ منزلةٌ لم يبلغْها بعملهِ ابتلاهُ اللهُ في جسدِهِ أو في مالهِ أو في ولدِهِ ثم صبَّرهُ على ذلكَ حتى يبلغهُ المنزلة التي سبقتْ لهُ من اللهِ تعالى؛ رواه أبو داود، وأحمد، والطبراني. وتارة يكون الابتلاء لتمحيص المؤمنين، وتمييزهم عن المنافقين.. قال الله تعالى: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ.، وقال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ، فلا يتميز العبد المؤمن إلا بالابتلاء.. عن سعد بن أبي وقاص ، قال: سُئِلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أيُّ الناسِ أشدُّ بلاءً؟ قال: الأنبياءُ ثمَّ الأمثلُ فالأمثَلُ، فيُبتلى الرَّجلُ على حسْبِ دينِه، فإن كانَ في دينهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتُليَ على حسْبِ دينِه، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي على الأرضِ ما عليْهِ خطيئةٌ؛ رواه ابن ماجه، والترمذي.. قال الفضيل بن عياض : الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم؛ فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه.. وتارة يُعَاقب المؤمن بالبلاء على بعض الذنوب.. قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ، وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَعَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ رواه الترمذي، والحاكم.. وعن ثوبان أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل لَيُحْرَمُ الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرُدُّ القدر إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر؛ رواه أحمد، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان.. وقال علي بن أبي طالب : ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رُفِعَ إلا بتوبة.. والسؤال: كيف أعرف إن كان هذا الابتلاء اختبارًا أم عقوبة؟ قال العلماء: علامة الابتلاء على وجه العقوبة: عدم الصبر عند وجود البلاء، والجزع والشكوى إلى الخلق، وعلامة الابتلاء على وجه تكفير الخطايا: وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ولا ضجر ولا ثقل في أداء الأوامر والطاعات.. ومن الحِكَمِ أيضًا أن الابتلاء يذكِّرك بنعمة الله تعالى عليك بالصحة والعافية التي تمتعت بهما سنين طويلة؛ فإننا أحيانًا نحتاج لبعض الحرمان كي نشعر بهذه النعمة؛ فنحمَد الله تعالى عليها، ونقنع بما أعطانا... الابتلاء يزيد الشوق إلى الجنة؛ فلن يشتاق العبد إلى الجنة إلا إذا ذَاقَ مرارة الدنيا، فكيف تشتاق للجنة وأنت هانئ في الدنيا؟... قال تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ. الابتلاء تأديب وتهذيب للنفوس؛ قال تعالى: وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ... الابتلاء يُخرِج العُجب من النفوس، ويجعلها أقرب إلى الله تعالى. كما أنّ الله تعالى قد ابتلى الأنبياء والمرسلين، وهم ليسوا عصاة ولا مذنبين فيُظنّ أنّ ابتلاءهم عقاب لهم، وقد غفر اللهُ لرسوله صلى الله عليه وسلم ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ومع ذلك كان صلى الله عليه وسلم أشدّ الناس بلاءً، وكان ذلك في أغلب أحوال الأنبياء لرفع درجاتهم وليتأسَّى الناس بصبرهم وحُسن بلائهم؛ قال تعالى: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ. من أسباب إنزال الله البلاء وحكمته فيه معاقبة الناس ببعض ذنوبهم لعلّ ذلك يكون رادعًا لهم؛ لعلهم يرجعون عمّا هم فيه من الغيّ، ويتداركون أمرهم بالتوبة والتضرّع إلى الله تعالى؛ قال تعالى: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ. وقال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. الابتلاء يزيد الشعور بأهل الابتلاء، وما يعانونه، ومعرفة احتياجاتهم، والمسارعة لتلبيتها، ومعرفة ما يضايقهم والبعد عنه... الابتلاء فرصة لإظهار الأصدقاء الحقيقيين، وأصدقاء المصلحة، فهناك ناس لا يُعرَف فضلهم إلا في المحن؛ نسأل الله العظيم أن يرزقنا الصبر على البلاء، والشكر على النعماء
Esaminiamo le diverse tipologie di prove, la loro saggezza. Iniziamo con la prima tappa: 1. Le tipologie di prove e la loro saggezza: le prove a volte servono a espiare i peccati e le cattive azioni. Il Profeta Muhammad, ﷺ disse: Nessun musulmano è colpito da afflizioni, dolori, tristezza, ferite, ansia, o anche solo la puntura di una spina, senza che Allah gli cancelli i suoi peccati attraverso di essi. Le prove quindi, possono essere una forma di espiazione dei peccati e di purificazione delle anime. Le prove servono affinché l’essere umano si penta dei suoi errori, dice Allah: Qualunque sventura vi colpisca, sarà conseguenza di quello che avranno fatto le vostre mani, ma Allah molto perdona. Altre volte, le prove servono ad elevare l’essere umano e moltiplicare le buone azioni. Il Profeta Muhammad ﷺ disse: Quando Allah decreta un alto livello per un servo che non può raggiungerlo solo attraverso le sue opere, Allah gli infliggerà una calamità sul suo corpo, sulla sua ricchezza o sui suoi figli, ma lo renderà paziente fino a quando raggiungerà il livello che ha decretato per lui. le prove servono a purificare i credenti e a distinguere tra loro e gli ipocriti. Dice Allah: Già mettemmo alla prova coloro che li precedettero. Allah conosce perfettamente coloro che dicono la verità e conosce perfettamente i bugiardi., e dice: Certamente vi metteremo alla prova per riconoscere quelli di voi che combattono e resistono e per verificare quello che si dice sul vostro conto. Quindi, un servo credente si distingue solo attraverso le prove, proprio come l'oro non può essere purificato e raffinato se non attraverso il fuoco ardente. 4. Altre volte, il credente può essere punito con le prove a causa di alcuni peccati che ha commesso. Disse il Profeta Muhammad ﷺ: Quando Allah vuole il bene per un Suo servo, accelera la punizione per lui in questo mondo, ma quando Allah vuole il male per un Suo servo, ritarda la punizione fino al Giorno del Giudizio. Disse Ali ibn Abi Talib: Nessuna prova scende se non a causa di un peccato, e non viene sollevata se non attraverso il pentimento Le prove ci ricordano la grazia di Allah su di noi in termini di salute e benessere di cui abbiamo goduto per molti anni. A volte, abbiamo bisogno di sperimentare privazioni per apprezzare questa benedizione, quindi dovremmo ringraziare Allah per essa e accontentarci di ciò che ci ha dato. La lode appartiene ad Allah